بريطانيا الرومانية

الإمبراطورية الرومانية في عهد هادريان (حكم 117-138 م)، ويظهر في الخريطة مقاطعة بريطانيا الرومانية، وانتشار الفيالق الثلاثة فيها عام 125. لاحظ ظهور الشريط الساحلي في الخريطة كما هي حالياً، مع اختلافها في العصور الرومانية حيث كانت بعضها جزء من القنال الإنگليزي وبحر الشمال.
تاريخ الجزر البريطانية
 ع  ن  ت

Britain and Ireland satellite image bright.png

حسب التأريخ

حسب البلد

حسب الموضوع

بدأت العصور التاريخية في بريطانيا مع قيام القائد الروماني يوليوس قيصر Iulius Caesar عام 55 ق.م بعد أن أخضع بلاد الغال (فرنسا) بحملة عسكرية استطلاعية لشواطئها الجنوبية، ثم قام بحملة ثانية في العام التالي على رأس قوة كبيرة فوجد زعماء القبائل البريطانية في جنوبي إنكلترا قد وحدوا قواهم بقيادة كاسيڤلاونوس ولكنه هزمهم وأحرز بعض الانتصارات التي دفعت عدداً منهم إلى الخضوع للرومان وتعهدهم بدفع الجزية، ثم انسحب «قيصر» بعد أن فتح أبواب بريطانيا للتجارة الرومانية ولقدر من النفوذ السياسي الروماني. وبقيت بريطانيا في القرن التالي خارج نطاق السيطرة الرومانية المباشرة، وقامت فيها بعض الممالك الصغيرة وعلى رأسها مملكة كامولودنوم Camulodunum (كولشستر حالياً).

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الغزو الروماني

فتوحات أولوس پلاوتيوس، تركزت على الجزء الهام تجارياً وهو جنوب شرق بريطانيا.

وأخيراً قرر الرومان في عهد الامبراطور كلاوديوس غزو بريطانيا فأرسلوا جيشاً كبيراً بلغ نحو أربعين ألف مقاتل بقيادة أولوس پلاوتيوس فاجتاح جنوبي البلاد ثم جاء الامبراطور بنفسه في صيف عام 43م ليقود جيشه إلى مدينة كامولودونوم التي تزعمت المقاومة وليتقبل خضوع 12 ملكاً بريطانياً، وعاد إلى روما للاحتفال بهذا النصر. وتابع الجيش الروماني إخضاع المناطق السهلية الجنوبية والوسطى وتم تشكيل ولاية بريطانيا الرومانية يدعمها عدد من الممالك الصغيرة الدائرة في فلك روما. واستمرت المقاومة في إقليم ويلز بزعامة كاراتاكوس طوال ثماني سنوات حتى تم إخضاعهم عام 51م. وقد اندلعت في عهد الامبراطور نيرون ثورة كبيرة بقيادة الملكة بوديكا استطاعت في 61م احتلال عدد من المواقع الرومانية وتدميرها ولكن الرومان تمكنوا من التغلب عليها وسحقها.


توطد الحكم الروماني

Roman.Britain.campaigns.43.to.60.jpg


احتلال ثم الانسحاب من جنوب اسكتلندا

Roman.Scotland.north.84.jpg

وفي عهد الامبراطور دوميتيانوس تولى حكم بريطانيا القائدُ القدير أگريكولا Agricola الذي نظم غزو شمالي ويلز وإنكلترا، وقام بحملة دامت خمس سنوات في اسكتلندا، وأحرز نصراً مبيناً على القبائل السكتلندية عام 84م. ولكن سيطرة الرومان في المناطق الشمالية الجبلية كانت قصيرة الأجل بسبب مقاومة قبائل البيكت والسكوت الضارية. واضطر الرومان إلى إقامة خط دفاعي من التحصينات تحول في عهد الامبراطور هادريان عام 122م إلى سور قوي بطول نحو 120 كم في أضيق جزء من الجزيرة وضم مجموعة كبيرة من القلاع والحصون والأبراج، وقد عرف باسم سور هادريان ولاتزال كثير من معالمه وأجزائه سليمة تشهد على روعة فن التحصينات العسكرية الرومانية.

ثم أقيم سور جديد في أقصى الشمال بطول 70 كم عرف بسور أنطونينوس ولكنه لم يصمد طويلاً. واضطر الامبراطور سبتيميوس سفيروس إلى العودة إلى سور هادريان بعد أن خاض معارك ضارية في اسكتلندا وتوفي عام 211م في مدينة يورك.

كان يرابط في بريطانيا جيش روماني قوي راوحت أعداده بين 40-50 ألف جندي، لذلك ثار بعض قواده محاولين الوصول إلى العرش. وفي عصر الاضطرابات والفوضى العسكرية صارت بريطانيا جزءاً من الامبراطورية الغالية التي أقامها بوستوموس (259- 268)م، ثم صارت مملكة شبه مستقلة تحت حكم كراوسيوس وخلفائه (286-297م) حتى قضى عليها القيصر كونستانتيوس والد قسطنطين الذي انطلق من بريطانيا للوصول إلى عرش الامبراطورية الرومانية.

Roman.Scotland.north.155.jpg

وفي القرن الرابع تعرضت الولاية لهجمات قبائل البيكت والسكوت في الشمال كما بدأت قبائل الساكسون تهاجمها بحراً من الجنوب وحاقت الأخطار بالامبراطورية من كل الجهات مما اضطر الرومان إلى سحب آخر قواتهم عام 410م تاركين الجزيرة لمصيرها حيث بسط الجرمان الساكسون سيطرتهم عليها وانتهى عصر السيادة الرومانية على بريطانيا. كان يحكم بريطانيا ولاة بمرتبة قنصل تحت إمرتهم أربع فرق عسكرية نظامية إلى جانب القوات المساعدة، وكان مقر الوالي في مدينة كامولودنوم. وفي عهد [[سبتيميوس سفيروس (193-211م) قسمت بريطانيا إلى ولايتين ثم صارت أربع ولايات في عهد ديوقلتيانوس ت. (284-305)م.

Roman.Britain.Severan.Campaigns.jpg

نهاية الحكم الروماني

بريطانيا الرومانية في 410


بريطانيا تحت الرومانية

موضوعات

التجارة والاقتصاد

التجارة

طالع أيضاً: التجارة بين بريطانيا العصر الحديدي والعالم الروماني


الاقتصاد

Roman.Britain.Production.jpg
تطوير منجم

كانت الزراعة تلبي الحاجات الأساسية للسكان إضافة إلى احتياجات الحامية العسكرية الرومانية وبدأ الرومان يستغلون موارد بريطانيا المعدنية الغنية بعد أن استتبت لهم الأمور، وقد بلغت عمليات استخراج الرصاص والنحاس والقصدير والحديد وكذلك الذهب حداً كبيراً وخاصة في القرن الثالث الميلادي، وكانت بريطانيا تصدر كذلك الأقمشة والجلود والمحار واللآلئ، وتستورد بالمقابل النبيذ والفخار والأقمشة والأثاث الفاخر.

لم تجتذب بريطانيا المستوطنين الرومان بأعداد كبيرة باستثناء المحاربين القدماء الذين كانوا يحصلون على إقطاعات مجانية من الأراضي الزراعية، وأنشئت بعض المستعمرات وبدأت تنشأ حضارة مدنية صاعدة كانت عاصمة الولاية من أهم مظاهرها، ولكن سرعان ماحلت الأراضي محلها مدينة لوندينيوم (لندن) التي أصبحت أكبر مدن بريطانيا، إذ بلغ عدد سكانها مايقرب من 25 ألف نسمة، وصارت مركز شبكة كبيرة من الطرق والميناء الرئيس للتجارة مع القارة الأوربية، كما نشأ كثير من المدن المتوسطة والصغيرة وبدأت الحياة المدنية تتشكل وتتعاظم ومظاهر الحضارة الرومانية تنتشر في كل مكان مثل: المباني العامة والحمامات والفنادق والمدرجات والمسارح وانتشرت القصور الريفية، إذ تم الكشف عن 600 «فيلا» رومانية في جنوبي بريطانيا. وبينما كانت هذه المظاهر تسود في الجنوب والوسط وبين أفراد الطبقة العليا الكلتية فإن الرَّوْمَنَة لم تصادف مثل هذا النجاح في غربي بريطانيا وشماليها وبقيت اللغة الكلتية هي اللغة الشعبية السائدة، وكذلك العادات والأوضاع الاجتماعية، وكانت تسود في الشمال الحياة العسكرية والفيالق الرومانية.

البلدة والريف

Britannia as shown on the Tabula Peutingeriana

كانت بريطانيا تمثل موقعاً نائياً للامبراطورية والحضارة الرومانية، ولذلك لم يكتب البقاء للغة اللاتينية مع أن الرومان بقوا في الجزيرة ما ينيف على ثلاثة قرون ونصف، ولكنهم وضعوا حجر الأساس للمدنية البريطانية.

عبر البحر من غالة حوالي عام 1200 ق.م من قبائل الكلت واستقر في إنجلترا. وقد وجدوا في تلك البلاد خليطاً من شعب أسود الشعر لعله أيبيري، وشعب أشقر الشعر اسكندناوي: وغلب الكلت هؤلاء الأهلين على أمرهم، وتزوجوا منهم، وانتشروا في إنجلترا وويلز. حوالي عام 100 ق.م (وتقل تلك القرون الأحد عشر لأن أنانيتنا تحملنا على اختصار هذه الأحقاب المليئة بالحوادث وتمحو الأجيال الجليلة الشأن من الذاكرة المزدحمة لكي تقربنا من عصرنا الحديث) أقبل فرع آخر من الكلت من داخل القارة وطرد بني عمومته من جنوبي بريطانيا وشرقيها. ولما جاءها قيصر وجد سكان الجزيرة يتألّفون من عدة قبائل لكل منها ملك يريد أن يوسّع مملكته الصغيرة، وأطلق على السكان كلهم اسم البريطاني Britauni نسبة إلى قبيلة غالية تسمى بهذا الاسم كانت تسكن جنوبي القناة الإنجليزية مباشرة، ظناً منه أن هذه القبيلة نفسها تسكن كلا الشاطئين.

وكانت بريطانيا الكلتية شبيهة كل الشبه بغالة الكلتية في عاداتها ولغتها ودينها. ولكنها كانت متأخرة عنها في حضارتها. وقد انتقلت من العصر البرنزي إلى العصر الحديدي قبل مولد المسيح بنحو ستة قرون أي بعد انتقال غالة إلى هذا العصر الأخير بثلاثة قرون، ولمّا عبر بيثياس Pytheas، المرتاد الماسليوني Massiliot المحيط الأطلنطي إلى إنجلترا حوالي عام 350 ق.م، وجد بلدة كنتاي Cantii في مقاطعة كنت Kent غنية بزراعتها وتجارتها، فقد كانت تربتها خصبة بفضل الأمطار الغزيرة، وكانت أرضها تحتوي على خامات غنية بالنحاس، والحديد، والقصدير، والرصاص. وكانت صناعاتها المنزلية قبل عهد قيصر تكفي لإيجاد تجارة ناشطة بين القبائل التي تسكنها ومع القبائل الأوربية، وضربت فيها نقود من البرنز والذهب(45). وكانت غارات قيصر في واقع الأمر غارات استكشافية، عاد منها ليؤكد إلى روما أن القبائل التي تسكن تلك البلاد عاجزة عن المقاومة المتحدة، وأن غلاتها تكفي جيشاً غازياً يأتيها في الوقت المناسب. وبعد مائة عام من ذلك الوقت (43م) عبر كلوديوس القناة ومعه أربعون ألفاً من الجنود كان نظامهم وتسليحهم، ومهارتهم فوق طاقة السكان الأصليين، فأخضعوا بريطانيا لروما وأصبحت من ذلك الوقت ولاية تابعة لها. وفي عام 61 قادت ملكة لإحدى القبائل البريطانية تدعى بوتكا Boudicca أو بوديسيا Boadicea ثورة شديدة، وادعت أن ضباطاً رومانيين قد اعتدوا على عفاف ابنتيها، ونهبوا مملكتها، وباعوا كثيراً من رجالها الأحرار في سوق الرقيق. وبينما كان الحاكم الروماني بولينس مشغولاً في الاستيلاء على جزيرة مان Man هزم جيش بوتكا الفيلق الوحيد الذي وقف في وجهه، وزحف على لندنيوم Londinium، وكانت في ذلك الوقت - على حد قول تاستس - "أهم مسكن للتجار، كما كانت سوقاً كبرى للتجارة"(46). وقتل كل روماني في هذه المدينة أو في فريولامنيوم Verulaminium (سانت أولبنز St. Aibans)، وذُبح سبعون ألف روماني هم وحلفاؤهم قبل أن يلتقي بولينس وفيالقه بالثوار. وحاربت بوتكا وابنتاها في عربة حربية بشجاعة نادرة في أثناء هزيمتها، ثم تجرّعت السُم، وضربت بحد السيف رؤوس ثمانين ألفاً من البريطانيين.

ويحدثنا تاستس عن أجر كولا زوج ابنته وحاكم بريطانيا (78-54م) فيروي كيف نشر الحضارة بين "شعب فظ مشتت ذي نزعة حربية" بإنشاء المدارس، وإذاعة استعمال اللغة اللاتينية، وتشجيع المُدن والأغنياء على تشييد المعابد، والباسقات، والحمّامات العامة، ثم يقول ذلك المؤرخ السليط: "واستحوذت مباهج الرذيلة شيئا فشيئاً على قلوب البريطانيين، فصارت الحمّامات، والحجرات الجميلة، والمآدب الفخمة، محببة اليهم، وأخذ البريطانيون الغافلون يسمون الآداب الجديدة باسم فنون الإنسانية المهذبة، وإن لم تكن في حقيقة أمرها إلا ستاراً جميلاً للاسترقاق". واستطاع أجركولا بحملات حربية سريعة أن يحمل هذه الفنون والحكم الروماني، إلى ضفاف نهر الكليد Clyde والفورث Forth وأن يهزم جيشاً من الاسكتلنديين مؤلفاً من ثلاثين ألفاً، ولو لم يدعه دومتيان ليواصل الزحف. وشاد هدريان سورا (122-127) طوله سبعين ميلاً في عرض الجزيرة يمتد من خليج سلواي Splway Firth إلى مصب التين Tyne ليصد الاسكتلنديين الذين كانوا يرتابون في نواياه، وبعد عشرين عاماً من ذلك الوقت أقام لوليوس Lollius في شمال هذا السور سوراً آخر طوله ثلاثة وثلاثون ميلاً يعرف بسور أنطونينس ويمتد بين مصبي الكليد والفورث. وبفضل هذين الحصنين استطاعت روما أن تأمن على بريطانيا أكثر من قرنين من الزمان.

وكان حكم روما يزداد ليناً ورحمة كلما زاد استقرارا، فأصبحت المُدن تشرف عليها مجالس شيوخ وجمعيات وطنية وحكام من أهلها، وترك للريف كما ترك في غالة إلى رؤساء القبائل الخاضعين لإشراف الرومان. ولم تكن الحضارة في بريطانيا حضارة مُدن كما كانت في إيطاليا، كما أنها لم تكن غنية غناء حضارة غالة، ولكن المُدن البريطانية أخذت وقتئذ أشكالا جديدة بفضل استنهاض روما وحمايتها لها. وكانت أربع من هذه المُدن مستعمرات يتمتع أهلها بحق المواطنية الرومانية وهي: كمولودنم Camulodunum (كلشستر Colchester) التي كانت أولى عواصم بريطانيا الرومانية ومقر مجلس الولاية، ولندم Lindum التي بدل اسمها لنكولن الحديث Lincoln على ما كان لها من امتياز قديم، وإبراكم Eboracum (يورك) وكانت وقتئذ مركزاً حربياً هاماً، وجليفم Glevum، التي امتزج في اسمها الحديث جلوسستر Gloucester لفظاً جليفم وشستر وثاني اللفظين هو اللفظ الإنجليزي السكسوني المقابل لكلمة مدينة ؛ ويلوح أن تشستر، وونشستر، ودورشستر، وشيشستر، وليسستر (لستر)، وسلشستر، ومنشستر قد بدأت كلها في القرنين الأول والثاني من حكم الرومان. وكانت في أول الأمر بلداناً صغيرة يسكن كل منها حوالي ستة آلاف نفس، ولكنها كانت تستمتع بشوارع مرصوفة ذات مجار، وبأسواق عامة وباسقات، وهياكل، وبيوت أسسها من الحجارة وأسقفها مغطاة بالقرميد، وكان في فركونيوم Virconium (ركستر الحالية Wroxeter) باسقات تتسع لستة آلاف شخص، وحمّامات تتسع لاستحمام مئات من الأشخاص في وقت واحد. وكان لأكوا سالس Aquae Salis (المياة الملحة)، التي تعرف باسم باث Bath عيون حارة أصبحت بفضلها ملاذاً طيباً في الزمن القديم كما يدل على ذلك ما بقى من آثار حمّاماتها الحارة إلى اليوم. وعلا شأن لندنيوم من الناحيتين الاقتصادية والحربية لحسن موقعها على نهر التاميز ولأهمية الطرق المتفرعة منها، وزاد سكانها حتى بلغوا ستين ألفاً وسرعان ما أضحت عاصمة بريطانيا بدل كولودونم(49).

وكانت البيوت في لندن الرومانية من الآجر والمصيص أما في البلدان الصغيرة فكانت من الخشب، وكان الجو هو الذي يحدد شكلها، فكان لها سقف هرمي يقيها المطر والثلج، ونوافذ كثيرة لينفذ منها ما عسى أن يكون من أشعة الشمس، "لأن الشمس" كما يقول استرابون "لم تكن تُرى أكثر من ثلاث ساعات أو أربع حتى في اليوم الصحو"(50). أما داخلها فكان على الطراز الروماني: - أرضه من الفسيفساء، وبه حمّامات كبيرة، وجدران قائمة عمودية وتدفئة مركزية، (تزيد على ما كان منها في البيوت الإيطاليّة) بأنابيب تحمل الهواء الساخن في أرض البيت وجدرانه وكان الفحم يستخرج من العروق القريبة من سطح الأرض. ويستخدم في تدفئة البيوت، وفي الأغراض الصناعية كصهر الرصاص. ويبدو أن مناجم بريطانيا القديمة كانت مُلكاً للدولة، ولكنها تؤجرها للأفراد يستغلّونها(51). وكان باث مصنع (فبريكا Fabrica) لصنع الأسلحة الحديثة(52)، وأكبر الظن أن صناعات الخزف، والآجر والقرميد قد ارتقت حتى كانت تصنع في المصانع، ولكن معظم الصناعات كانت في البيوت، والحوانيت الصغيرة، والدور ذات الحدائق. وكان في الجزيرة خمسة آلاف ميل من الطرق الرومانية، وعدد لا يحصى من الطرق المائية تنقل عليها التجارة الداخلية النشيطة، هذا فضلاً عن تجارتها الخارجية المتواضعة التي كانت عكس تجارة بريطانيا في هذه الأيام لأنها كانت تصدر المواد الأولية اللازمة للصناعة.

تُرى إلى أي عمق نفذت الحضارة الرومانية في حياة بريطانيا وروحها في الأربعة القرون التي سيطرت فيها روما على الجزيرة؟ لقد صارت اللغة اللاتينية لغة السياسة، والقانون، والأدب، والأقلية المتعلّمة في البلاد، لكن اللسان الكلتي بقي سائداً في الريف وبين عمال المُدن، ولا يزال يقاوم حتى الآن في ويلز وفي جزيرة مان. ونشرت المدارس الرومانية القراءة والكتابة في بريطانيا، وعينت الصورة الرومانية لحروف الهجاء الإنجليزية، وغمر اللغة الإنجليزية سيل من الكلمات اللاتينية. وبنيت هياكل للآلهة الرومانية، ولكن الرجل العادي ظل يمجّد الأرباب والأعياد الكلتية، وحتى المُدن الكبرى نفسها لم تمد روما فيها جذوراً باقية؛ وكل ما في الأمر أن الأهلين خضعوا كارهين لحكم استمتعوا في ظلّه بسلم مثمر ورخاء لم تستمتع الجزيرة بمثله إلا أيام الانقلاب الصناعي.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

طالع أيضاً

الهامش

للاستزادة

خلفية عن العصر الحديدي

  • Creighton, J. 2000. Coins and Power in Late Iron Age Britain. Cambridge: Cambridge University Press.
  • Cunliffe, B. W. 2005. Iron Age Communities in Britain (fourth edition). London: Routledge.

الأعمال العامة عن بريطانيا الرومانية

  • De la Bédoyère, G. 2006. Roman Britain: a New History. London: Thames and Hudson.
  • Esmonde Cleary, S. 1989. The Ending of Roman Britain. London: Batsford.
  • Frere, S. S. 1987. Britannia. A History of Roman Britain (third edition). London: Routledge and Kegan Paul.
  • Jones, G. B. D. and Mattingly, D. 1990. An Atlas of Roman Britain. Oxford: Oxbow.
  • Laycock, S. 2008. Britannia: the Failed State. Stroud: Tempus.
  • Mattingly, D. J. 2006. An Imperial Possession: Britain in the Roman Empire. London: Penguin.
  • Millet, M. 1990. The Romanization of Britain. Cambridge: Cambridge University Press.
  • Salway, P. 1993. A History of Roman Britain. Oxford: Oxford University Press.
  • Todd, M. (ed.), 2004. A Companion to Roman Britain. Oxford: Blackwell.

المصادر والنقوش التاريخية

  • Birley, A. R. 2005. The Roman Government of Britain. Oxford: Oxford University Press.
  • Collingwood, R. G. Wright, R. P. and Tomlin, R. S. O. 1995. The Roman Inscriptions of Britain. Vol. I: Inscriptions on Stone (revised edition). Stroud.
  • Frere, S. S. Roxan, M. and Tomlin, R. S. O. 1990. The Roman Inscriptions of Britain. Vol. II. Instrumentum Domesticum. Fasc. I. The Military diplomata; metal ingots; tesserae; dies; labels; and lead sealings. Stroud.
  • Frere, S. S. and Tomlin, R. S. O. 1991-1995. The Roman Inscriptions of Britain. Vol. II. Fascs. 2-8. Stroud.
  • Ireland, S. 1986. Roman Britain: a Sourcebook. London: Croom Helm.
  • Andreas Kakoschke: Die Personennamen im römischen Britannien, Alpha-Omega. Lexika - Indizes - Konkordanzen zur Klassischen Philologie 259. Hildesheim 2011.
  • Rivet, A. L. F. and Smith, C. 1979. The Place-names of Roman Britain. London: Batsford.

التجارة

  • Carreras Monfort, C. and Funari, P. P. A. 1998. Britannia y el Mediterráneo: Estudios Sobre el Abastecimiento de Aceite Bético y africano en Britannia. Barcelona.
  • du Plat Taylor, J. and Cleere, H. (eds.), 1978. Roman Shipping and Trade: Britain and the Rhine Provinces. London.
  • Fulford, M. G. 1977. ‘Pottery and Britain’s foreign trade in the Later Roman period’, in Peacock, D. P. S. (ed.), Pottery and Early Commerce. Characterization and Trade in Roman and Later Ceramics. London: Academic Press: 35-84.
  • Fulford, M. G. 1984. ‘Demonstrating Britannia’s economic dependence in the first and second centuries’, in Blagg, T. F. C. and King, A. C. (eds.), Military and Civilian in Roman Britain: Cultural Relationships in a Frontier Province. Oxford: 129-142.
  • Fulford, M. G. 1991. ‘Britain and the Roman Empire: the evidence for regional and long distance trade’, in Jones, R. F. J. (ed.), Roman Britain: Recent Trends. Sheffield: 35-47.
  • Fulford, M. G. 2007. ‘Coasting Britannia: Roman trade and traffic around the shores of Britain’, in Gosden, C. Hamerow, H. de Jersey, P. and Lock, G. (eds.), Communities and Connections: Essays in Honour of Barry Cunliffe. Oxford: Oxbow: 54-74.
  • Morris, F. M. 2010. North Sea and Channel Connectivity during the Late Iron Age and Roman Period (175/150 BC – AD 409). Oxford: Archaeopress.
  • Peacock, D. P. S. and Williams, D. F. 1986. Amphorae in the Roman Economy. London.
  • Tyers, P. 1996a. Roman Pottery in Britain. London: Batsford.
  • Tyers, P. 1996b. ‘Roman amphoras in Britain’, Internet Archaeology 1.

الاقتصاد

  • Allason-Jones, L. 2002. ‘The jet industry and allied trades in Roman Britain’, in Wilson, P, and Price, J. (eds.), Aspects of Industry in Roman Yorkshire and the North. Oxford: Oxbow: 125-132.
  • Allen, J. R. L. and Fulford, M. G. 1996. ‘The distribution of South-East Dorset Black Burnished Category I Pottery in South-West Britain’, Britannia 27: 223-281.
  • Allen, J. R. L. Fulford, M. G. and Todd, J. A. 2007. ‘Burnt Kimmeridgian shale at Early Roman Silchester, south-east England, and the Roman Poole-Purbeck complex-agglomerated geomaterials industry’, Oxford Journal of Archaeology 26 (2): 167-191.
  • Cleere, H. F. and Crossley, D. 1995. The Iron Industry of the Weald (second edition). Merton Priory Press.
  • Fulford, M. G. 1989. ‘The economy of Roman Britain’, in Todd, M. (ed.), Research on Roman Britain 1960-89. London: 175-201.
  • Fulford, M. G. 2004. ‘Economic Structures’, in Todd, M. (ed.), A Companion to Roman Britain. Oxford: Blackwell.
  • Going, C. J. 1992. ‘Economic ‘Long Waves’ in the Roman Period? A Reconnaissance of the Romano-British Ceramic Evidence’, Oxford Journal of Archaeology 11 (1): 93-117.
  • Jones, G. B. D. and Mattingly, D. 1990. An Atlas of Roman Britain. Oxford: Oxbow (see pp. 179–232).
  • Mattingly, D. J. 2006. An Imperial Possession: Britain in the Roman Empire. London: Penguin (see pp. 491–528).
  • Reece, R. 2002. The Coinage of Roman Britain. Stroud: Tempus.
  • Tyers, P. 1996a. Roman Pottery in Britain. London: Batsford.
  • Young, C. J. 1977. The Roman Pottery Industry of the Oxford Region. BAR 43. Oxford.

الحكومة المحلية

  • Birley, A. R. 2005. The Roman Government of Britain. Oxford: Oxford University Press.

التطور الإقليمي

  • Burgers, A. 2001. The Water Supplies and Related Structures of Roman Britain. Oxford.
  • Jones, G. B. D. and Mattingly, D. 1990. An Atlas of Roman Britain. Oxford: Oxbow (see pp. 141–178).
  • Margary, I. 1967. Roman Roads in Britain. London.
  • Mattingly, D. J. 2006. An Imperial Possession: Britain in the Roman Empire. London: Penguin.
  • Millet, M. 1990. The Romanization of Britain. Cambridge: Cambridge University Press.

العسكرية الرومانية في بريطانيا

  • Bowman, A. K. 2003. Life and Letters on the Roman Frontier: Vindolanda and its People (third edition). London: British Museum.
  • Jones, G. B. D. and Mattingly, D. 1990. An Atlas of Roman Britain. Oxford: Oxbow (see pp. 64–140).
  • Manley, J. F. 2002. The Roman Invasion of Britain: a Reassessment. Stroud.
  • Mason, D. J. 2003. Roman Britain and the Roman Navy. Stroud: Tempus.
  • Mattingly, D. J. 2006. An Imperial Possession: Britain in the Roman Empire. London: Penguin (see pp. 85–252).
  • Pearson, A. F. 2002. The Roman Shore Forts: Coastal Defences of Southern Britain. Stroud: Tempus.

الحياة الحضرية

  • Mattingly, D. J. 2006. An Imperial Possession: Britain in the Roman Empire. London: Penguin (see pp. 253–350).
  • Millet, M. 1990. The Romanization of Britain. Cambridge: Cambridge University Press.
  • Wacher, J. S. 1975. The Towns of Roman Britain. London: Batsford.

الحياة الريفية

  • Jones, G. B. D. and Mattingly, D. 1990. An Atlas of Roman Britain. Oxford: Oxbow (see pp. 233–263).
  • Mattingly, D. J. 2006. An Imperial Possession: Britain in the Roman Empire. London: Penguin (see pp. 351–427).
  • Millet, M. 1990. The Romanization of Britain. Cambridge: Cambridge University Press.
  • Percival, J. 1976. The Roman Villa. London: Batsford.

الديانة

  • Henig, M. 1984. Religion in Roman Britain. London: Batsford.
  • Jones, G. B. D. and Mattingly, D. 1990. An Atlas of Roman Britain. Oxford: Oxbow (see pp. 264–305).

الفن

  • Henig, M. 1995. The Art of Roman Britain. London.

وصلات خارجية