الفقر في السعودية

الفقر في السعودية، تتناول هذه المقالة الفقر في المملكة العربية السعودية. تُقدر أعداد السعوديين تحت خط الفقر بين 12.7%[1] و 25%.[2] التقارير الصحفية والتقديرات الخاصة في 2013 "تقترح أنه ما بين 2 مليون و 4 مليون" من المواطنين السعوديين يعيشون على "ما دون 530 دولار في الشهر" – أي نحو 17 دولار في اليوم – وهو ما يُعتبر خط الفقر في السعودية.[2][3]


ليان عبد العزيز
ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أسباب الفقر

تعد ظاهرة الفقر مشكلة من المشكلات الاجتماعية التي تؤثر على الفرد وعلى المجتمع وهو حالة اجتماعية موجودة في كافة المجتمعات الإنسانية وفي كل زمان. وقد عرف الفقر جورج زيمل وهو منظر ألماني قديم بأنه ( تحديد الناس لمستوى عيش معين يعدون ظروفهم دونه حالة فقر ) ، وقد عرف أيضا المنظر الأمريكي المعاصر لويس كوسير الفقر بأنه ( وصم المجتمع حياة جماعة اجتماعية معينة بأنها تعيش ضمن دائرة الفقر)، وللفقر مدلولات كثيرة ومنها ماذكر في السياقات الغربية بأن الفقر يدل على افتقاد القوة والنفوذ ، وقديكون معناه أيضا عدم الجدارة وفقدان الفرد لقيمته الذاتية ، وقد اجتمعت أغلب التعريفات على أن الفقر هو نوع من الحرمان النسبي لفئة معينة من فئات المجتمع ، ويعزز هذا التعريف ماذكر في بعض معجمات علم الاجتماع إذ عرفت الفقر بأنه مستوى معيشي منخفض لا يفي بالاحتياجات الصحية والمعنوية والمتصلة بالاحترام الذاتي لفرد أو مجموعة أفراد ، وينظرإلى هذا المفهوم نظرة نسبية نظرا لارتباطه بمستوى المعيشة العام في المجتمع وتوزيع الثروة.

وللفقر أسبابا كثيرة منها:

- أولًا: البطالة يعاني منها العاطلون عن العمل الذي كان مصدر رزق لهم وللبطالة عدة أنواع منها البطالة الدورية وهي التي تحدث بسبب الكوارث الطبيعية أو الاقتصادية التي تسبب عدم استقرار دخل الفرد الذي يراوح بين العمل والانقطاع عنه مما يسبب اضطراباً في دخله. ويقع في شرك الفقر بسبب استمرار ارتفاع أثمان السلع ومستوى المعيشة ، وهناك العاطلون عن العمل بسبب الأمراض الجسدية المزمنة مثل المعوق الذي فقد أحد أطراف جسمه أو المصاب بأحد الأمراض العصبية، وهناك العاطلون عن العمل بسبب الشيخوخة(تقدم السن) أو التقاعد أو الاثنين معاً، وهناك عاطلون عن العمل بسبب الوهن الأسري ؛ إذ يكون رب الأسرة عاطلاً عن العمل بسبب انشغاله بمشكلات الأسرة المزمنة فيتعطل عمله، و هناك العاطلون عن العمل بسبب صغر السن الذي يحرمهم من الدخول إلى سوق العمل مثل الطلبة والمتزوجين الذين تزوجو مبكراً والأفراد المستقلين عن أسرهم أي الذين تركوا أسرهم لكي يعيشوا من عرق جبينهم فستقلوا اقتصادياً.

- ثانياً: انعدام الدخل أو انخفاضه تحت مستوى خط الفقر ، وقد يكـون انخفـاض الـدخل بسـبب انخفاض مستوى الأجور أو قبول الأفراد بأعمال غير مناسبة ذات أجور متدنية.

-ثالثًا :ضعف أداء المؤسسات الحكومية، والاجتماعية، فيما يخدم مصلحة الفئات الفقيرة في المجتمع.

-رابعًا:الصدمات الاقتصادية التي قد يتعرض لها أفراد المجتمع ، مثل الركود الاقتصادي وهذه عادة ما ينتج عنها الفقر المؤقت مثل ما حدث في جائحة فيروس كورونا.

- خامسًا:عدم أمتلاك الأفراد لمختلف أنواع الأصول المادية والبشـرية، والأصول الماديـة مثـل (الأرض والادخار، وسهولة الوصول إلى القروض المالية) ، أما الأصول البشرية مثل(المسـتوى الصحي والتعليمي الجيد، والمشاركة السياسية والاجتماعية والثقافيـة).

- سادسًا:ضعف الإنتاجية وعدم ملائمة قدرات الأفراد لمتطلبات سوق العمل، مثل انخفاض المهـارة الفردية والتدريب.


الآثار المترتبة على الفقر

وللفقر آثار منها الآثار الاقتصادية وهو يعني عـدم كفايـة الـدخل لتـوفير الحاجـات الضرورية التي توفر مستوى مقبول من المشاركة في مختلف نواحي الحياة، كالمستوى الصحي، التعليمي الجيد، التغذية، المسكن الملائم، كلها أمور ضرورية تضمن للفرد مشاركة فاعله في المجتمع، فسوء التغذية يؤدي إلى تدهور الأحوال الصـحية، والمـرض، وضـعف القـدرات الجسدية، والعقلية، ويؤدي إلى ضعف القدرة على العمل، مما يحرم الفرد من الالتحاق بسـوق العمل، مما يؤدي إلى ضعف الإنتاج والإنتاجية، وجعل الفرد غير قادر على الاستمرار في حيـاة طويلة منتجة. وأيضا هناك الآثار الاجتماعية والسياسية للفقر فالإنسان يوجد لديه حاجات أخرى غير الحاجات الأساسية يطمح إلى إشباعها والوصـول إليهـا، وقد صنف العالم ماسلو هذه الحاجات الى عدة أصناف سميت بهرم ماسلو والتي تبدأ من الحاجات الضرورية وتنتهي بحاجات أخرى، مثل حاجات الانتماء، والتقدير، وتحقيق الذات، وما دامت الحاجات الأساسية غير مشبعة عنده فأنه لا يستطيع الانتقال إلى الحاجات الأخرى..) ويبقـى الفقراء يناضلون من أجل إشباع الحاجات الأساسية، وقد لا يستطيعون إشباعها، مما يولد لـديهم شعور باليأس والإحباط وعدم الانتماء للأسرة والمجتمع، وهذا يؤدي بدوره إلى التفكك الأسري والاجتماعي، ويجعل الفقراء يعيشون في حالة من عدم التفاعل الاجتماعي والانغلاق علـى أنفسهم، ويصبحون في عزلة اجتماعية دائمة، وقد يؤدي اليأس والإحباط المتولد عند الفقراء إلى مشاكل أسرية واجتماعية تؤدي إلى عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي. وأيضاً هناك اثر سوء التغذية حيث يعاني الفقراء من وجود الغذاء او ان الغذاء قد يكون غير صحي او غير جيد للصحة ,وسوء التغذية يعني ان الأطفال يتضّورون جوعاً حتى الموت. وأيضا من آثار الفقر التشرد وهو عدم حصول الفقير على مسكن أو بيت, فيضطر الفقير إلى العيش في الشارع أو في الملجأ. ومن آثار الفقر أيضاً التسول حيث يمكن أن ينتهي الأمر بالفقير إلى التسول وإلى الانحراف واتباع سلوكيات سيئة, كالسرقة ,أو تجارة بالمخدرات. إلخ. وأيضاً من آثار الفقرخطر الإصابة بالأمراض والأوبئة.

مواجهة الفقر في السعودية

وسعت المملكة العربية السعودية في رؤية 2030 للحد من البطالة التي تعد من الأسباب المؤدية للفقر وانخفضت نسبة البطالة إلى 7%، حيث أكد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي أن الخطط التي تتبناها «رؤية السعودية 2030» ستوفر التهيئة للعامل أو الموظف السعودي لدخول إلى سوق العمل.

كما أكد أن الحكومة السعودية تخطط لبناء شراكات مع مؤسسات وشركات القطاع الخاص٬ بالإضافة إلى الشركات التي ستنشأ بناء على الرؤية والتي ستكون ملكيتها حكومية بنسبة عالية، حيث سيكون لكل الخطط مجتمعة دور واضح في توفير فرص العمل.

وفي جانب رأس المال البشري والاستثمار فيه ستضع الرؤية خطة للتدريب وتأهيل السعوديين للمنافسة في سوق العمل، وربط مخرجات التعليم باحتياجات السوق.

ويقول عبد الرحمن الراشد عضو مجلس الشورى السعودي ورئيس لجنة الاقتصاد والطاقة بالمجلس أن الرقم المستهدف لخفض البطالة في السعودية وضع بناء خطط تنموية اقتصادية عند تنفيذها سيتحقق الرقم المستهدف خلال سنوات الرؤية.

ويضيف يمكن تحقيق هذا الهدف من خلال عنصرين أساسيين الأول تحقيق تنمية اقتصادية تؤدي إلى خلق المزيد من فرص العمل التي يقبل عليها الشباب السعودي، والأمر الآخر زيادة مشاركة العنصر النسائي في التنمية وانخراطه في سوق العمل وتوسيع المجالات التي توفر الفرص الوظيفية للمرأة، وأضاف ذلك عند تنفيذ المشاريع التي تتبناها الرؤية.

وشدد أبو داهش على أن البطالة تحد كبير، ووزير العمل قد يكون هو المسؤول عن حل هذه المشكلة وخفض نسب البطالة بين السعوديين إلى النسب التي تتوقعها الرؤية.

ويقول أيضاً يتضمن برنامج التحول الوطني مبادرات لكل وزارة وهذه إحدى مبادرات وزارة العمل، وأشار أبو داهش إلى أن الرؤية تتضمن رفع نسبة مشاركة القطاع الخاص من 40 إلى 65 في المائة من الناتج المحلي، وهذا بدوره ينطوي على زيادة فرص العمل للشباب ورفع نسب التوظيف مما يؤدي إلى خفض نسب البطالة.

تحدث ولي العهد عن توفير 90 ألف فرصة عمل سيوفرها قطاع التعدين، كما أكد أن الرؤية تستهدف توفير مليون فرصة عمل ستعمل على استيعاب الشباب المتدرب والمؤهل وفق الخطط التي تضعها رؤية السعودية 2030.

تقول المصرفية السعودية ناهد طاهر إن المكسب الكبير للتحول هو السيطرة على نسب البطالة المتنامية وخلق فرص العمل التي تحقق طموح الشباب السعودي.

وتقول أيضا التحول لن يحدث بين يوم وليلة، لكنه خطة عملية لا بد منها، فلا بد من خلق فرص عمل للسيطرة على نسب البطالة المرتفعة، وترى أن ذلك سيتحقق من خلال التركيز على قطاعات معينة مثل الصحة والتعليم والقطاعات الخدمية وتوفير الدعم لها مقابل استيعاب الشباب وتوفير التدريب والتأهيل المناسب لهم.

كما ترى أن دعم الشركات المتوسطة والصغيرة وتوفير التمويل لها يمكن أن يخلق فرصا وظيفية كبيرة للشباب، كما تؤكد أن وضع خطط واضحة والبدء في معالجة أوضاع المرحلة الانتقالية هو الأهم حتى تعمل البرامج التي تنطوي عليها الرؤية بشكل صحيح وتحقق النتائج المرجوة منه

وتعد ظاهرة الفقر من المشكلات الاجتماعية التي تواجه كافة المجتمعات وتسعى للقضاء عليها بوضع حلول للحد منها لما للفقر من آثار سلبية على المجتمع والفرد معاً وكانت المملكة العربية السعودية في رؤيتها 2030 من الدول التي تسعى جاهدة بحل هذه المشكلة من خلال جعلها أحدى الأهداف الاستراتيجية في رؤيتها .

المصادر

  1. ^ "Saudi Arabia has tenth lowest poverty rate worldwide, says World Bank". al-Arabiyya. Saudi Gazette. 3 November 2013. Archived from the original on 6 December 2018. Retrieved 2 October 2014.
  2. ^ أ ب Sullivan, Kevin (1 January 2013). "Saudi Arabia's riches conceal a growing problem of poverty". The Guardian. Washington Post. Archived from the original on 2 June 2016. Retrieved 2 October 2014. In a country with vast oil wealth and lavish royalty, an estimated quarter of Saudis live below the poverty line
  3. ^ وثمة مسح في سنة 2003 أجرته وزارة الشؤون الاجتماعية وجد أن 40% من كل المواطنين السعوديين يعيشون على ما دون 3000 ريال (850 دولار) بالشهر، (المصدر:House, Karen Elliott (2012). On Saudi Arabia : Its People, past, Religion, Fault Lines and Future. Knopf. p. 159.)، بينما 19% من السعوديين يعيشون على ما دون 1800 ريال سعودي (480 دولار) بالشهر. (المصدر: House, Karen Elliott (2012). On Saudi Arabia: Its People, past, Religion, Fault Lines and Future. Knopf. p. 179. ... حسب مسح أجرته سنة 2003 وزارة الشؤون الاجتماعية.)


المراجع

  • مهدي، رباح أحمد.(السنة مجهولة).الفقر واثرة على الفرد والمجتمع.رسالة دكتوراة،قسم الانثروبولوجيا و الاجتماع ،كلية الآداب،الجامعة المستنصرية:العراق.
  • السهيمي،عبيد.(٢٧،٢٠١٦،أبريل).((رؤية السعودية٢٠٣٠)):السيطرة على ملف البطالة وخفض نسبها إلى٧٪؜.الشرق الأوسط.٢٠١٦،العدد١٣٦٦٥،لا يوجد صفحات لانه تم العثور علية في موقع إلكتروني.
  • السروجى،طلعت مصطفى .(٢٠١١).تمكين الفقراء.القاهرة:مكتبة الانجلو المصرية.
  • أحمد،محمد جميل.(٢٠١٧).ثقافة الفقر في المناطق المهمشة.(الطبعة الأولى).عمان:دار دجلة للنشر والتوزيع.
  • استيتية،دلال ملحس؛سرحان،عمر موسى.(٢٠١٢)المشكلات الاجتماعية.(الطبعة الأولى).عمان:دار وائل للنشر والتوزيع.
  • فرج،خولة غريب.(٢٠١٧).الفقر أسبابه وآثاره(حي طارق انموذجاً).مجلة كلية التربية الأساسية للعلوم التربوية والإنسانية/جامعة بابل.لم يتم العثور على رقم المجلد(٣٦)،٤٠١-٤٢٤.