السقيلبية

السقيلبية
السقيلبية قديما المعروفة بتل السقيلبية

السقيلبية (باليونانية: Σελεύκεια. Seleucia ؛ (باللاتينية: Seleucia ad Belum) وعـُرِّب الإسم إلى سلوقية ولاحقاً Seleucopolis أو Seleukobelos) هي مدينة سورية تابعة إدارياً لمحافظة حماة، تقع إلى الشمال الغربي من مدينة حماة وعلى مسافة 48 كلم. وتقع على الضفة الغربية لنهر العاصي بالقرب من جبل ريحة، في إقليم أپامينه، سوريا; وتقع على بعد 45 كم شمال مدينة أفاميا (والتي تـُعرف أيضاً بإسم پـِلا Pella)، في سوريا الحالية.

والسقيلبية بحسب المصادر مدينة وجدت منذ أيام الآراميين وازدهرت مع ازدهار أفاميا التي تفع شمالها. هُجرت عدة مرات وأعيد عمارها، وآخر مرة هجرت فيها كان في منتصف القرن الثاني عشر الميلادي. حيث أتى عليها زلزال عام1157م.

“السقيلبية” كلمة آرامية تعني “المقاوم، المواجه، المقابل، العنيد” وهي تسمية جاءت من طبيعة موقعها ووظيفتها بالنسبة إلى حاضرة أفاميا، إذ كانت السقيلبية تُشكل موقعاً عسكرياً هاماً يواجه ويتصدى لجميع الغارات التي تستهدف أفاميا من جهة الجنوب.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سلوقوبـِلوس

سلوقوبـِلوس Seleukobelos معناها إما بوابة سلوقية أو سلوقية العاصي. يرجح بعض الدارسين انّ السقيلبية هي نفسها(سلوقوبيلوس SELEUCOBELOS التي أنشأها السلوقيون وقائدهم سلوقوس نيكاتور (312/280 ق.م.)، أحد قادة الإسكندر المقدوني.

يرجح الدارسون بناء السقيلبية الحديثة اليوم، إلى مطلع القرن التاسع عشر الميلادي [2]، بينما يذهب البعض إلى منتصفه [3]

•في الصفحة45 من كتابه يذكر الأستاذ الباحث أديب قوندراق مايلي:

تمركز السكان قديمآ فوق التل وبنوا عليه بيوتهم الأولى من الطين والخشب، وتشهد الآثار المكتشفة في السقيلبية على تطور زراعي وصناعي هام. فبالإضافة إلى الأواني الفخارية المتعددة الأشكال التي تم العثور عليها في منطقة التل، عثر أيضاً على معاصر زيتون من العهد الروماني تدل على انتشار زراعة الزيتون في تلك المنطقة منذ العصور القديمة .


تل السقيلبية- المدينة القديمة

هو جانب من المدينة القديمة، أبعاد السطح العلوي للتل بحدود250خ330م تقريباً(حوالي70 ألف م2)،


أقوال قيلت عنها

  • عندما مر بتلِها الباحث المهندس أحمد وصفي زكريا منتصف عشرينيات القرن الماضي وصفها بقوله:
السقيلبية ذات الدور البيضاء، وهي كبيرة، وأهلها روم أرثوذكس يبلغون الألفين، وقد اشتهرت حنطتهم بالجودة تتخذ للبذر في أكثر الديار الحموية
  • وحين زارها المستشرق الألماني إدوار ساخاو ومكث فيها ليوم واحد من بعد ظهر الثلاثاء 28/تشرين الأول 1879 قال عنها في كتابه (رحلة إلى سوريا وبلاد النهرين):
القرية تتوج مسطحاً دائرياً لتل معزول يرتفع في السهل والذي يبلغ ارتفاعه ربما (100-150)قدماً. وهذا التل يعطي انطباعاً وكأنها صنعته يد إنسان.في المساء دعيت إلى عرس. لقد مشيت وقدماي غارقتان في وحل القرية ووصلت إلى دار فلاح، في الساحة المربعة الموجودة أمام الدار التف كثير من الناس على جوانبها على الرغم من إن الأرض مبللة تماماً.الإنارة كان يأتي بها ضوء القمر الذي كان يختبئ أحيانا خلف الغيوم. في وسط الدار (أوالباحة السماوية) رقص شبان وصبايا القرية وكانوا يغنون أغنية العرس ،شكل الراقصون حلقة نصفها من الشبان والنصف الآخر من الشابات، الحلقة هذه مفتوحة في محل واحد فقط وهذا المكان يقع بين أول وأعمر شاب وآخر وأصغر صبية. الرقص هوعبارة عن أن الناس في هذه الحلقة والتي يلتصق أعضاؤها يبعضهم وتتصالب زنودهم، يدورون في الحلقة بشكل بطيئ وبنط ّ إيقاعي دائم لكن بين الفينة والأخرى يندفعون جميعاً إلى مركز الدائرة وهم يدقون الأرض بعزم حتى ترتجف وكأنهم بذلك يريدون أن يلقوا كلمة حازمة بوجه مخلوق موجود هناك. قائد الرقص (الماسك على الأول) الأعمر والأول في حلقة الشبان وهو في العادة قريب العريس يتوخى بشكل خاص في هذه المناسبة أن يقفز بشكل حماسي.….العروس لم تكن موجودة، بينما كان العريس حاضراً بين الضيوف. الرقص والغناء استمرا في رتابة لا نهاية لها.
  • يقول الأديب شريف الراس في كتابه للضاحكين فقط الذي وضعه سنة1969 في بيروت مسترجعاً ذكرياته عن السقيلبية حين علّم فيها سنة1950:
(…أنينُ خشبِ البابِ الذي تهزُهُ رياح المطر يظلُ يذكرني بتلكَ القرية البعيدة البعيدة التي قضيتُ فيها أجملَ سنةٍ من حياتي، قبل عشرين سنة. كنت لا أزالُ فتىً، وقد ذهبتُ إلى تلك القريةِ النائية الغاطسةِ بالوحل لأشتغلَ معلماً فتعلمتُ ما هو أمتع وأغنى وأكثرُ التصاقاً بمعرفةِ الإنسانِ أضعافَ أضعاف ما قد علمتُ للأطفالِ من معلوماتٍ مدرسية باردة.لا غابات ُصنوبر هناك ولا أشجارَ. بل سهولٌ حمراءٌ خصبةٌ، موحلةٌ في الشتاء عطشانةٌ في الصيف، وتلٌ ترابيٌ كبيرٌ. والقريةُ مبنيةٌ فوق التلِ، بيوتها الترابيةُ المتكئةُ على بعضِها، بأزقتها الضيقةِ جداً، بعتمتها الليلة، بالصمت الأسود الذي يلفُها مُنذُ تغيبُ شمسُ النهار. وعلى حواف التل بضعُ حواكيرَ مسيجةٍ بأشواكٍ بريةٍ. حواكيرَ صغيرةٍ فيها بصلٌ وبقدونس وونعنعٌ، وبضعُ شتلاتِ وردٍ ومنتور في الربيع….)

تطورها

شهدت مدينة السقيلبية توسعاً عمرانياً في الفترة التي تلت عام1950 وخاصة بعد عام /1960/ وقد كان لتجفيف الغاب واستصلاحه أكبر الأثر في ذلك.

بقيت السقيلبية بمستوى قرية متوسطة الحجم عام/1964/ ولم يكن لها أي أثر وظيفة إدارية إلى أن تم استحداث منطقة الغاب الإدارية واعتُمدت السقيلبية كمركز إداري للمنطقة بشكل رسمي بموجب المرسوم التشريعي/58/ تاريخ21/10/1964 والسقيلبية لم تمر بمرحلة الناحية بل انتقلت مباشرة من مستوى قرية إلى منطقة.

دخلت الكهرباء إلى السقيلبية في عام 1965و صدر أول مخطط تنظيمي لبلدة السقيلبية بتاريخ 12/2/1967 بموجب القرار الوزاري رقم /382/ وقد عدل وتم توسيعه أكثر من مرة كان آخرها القرار رقم /2042/ المصدق بتاريخ 27/9/2003 حيث بلغت المساحة المشمولة بالمخطط التنظيمي لمدينة السقيلبية /450/ هكتاراً بحيث تشمل عدد من الأحياء أهمها :

سهم البيدر – سلطانية – التل والبلدة القديمة – حي السوق – العبرة – عين الباردة.

سكانها

عندما زار السقيلبية، المستشرق الألماني ادوار ساخاو سنة 1879 ذكر أن فيها مائة بيت ومائتا باروده بعدد الرجال القادرين على حمل السلاح . أما حين وضع كتابه الباحث أحمد وصفي زكريا “جولة أثرية في بعض الديار الشامية” أواخر الربع الأول من القرن الماضي ذكر أن عدد سكان السقيلبية ألفي نسمة. أما وثائق بطريركية الروم الأرثوذكس فتذكر أن عدد سكانها سنة 1885 بلغ 1450 بينما في سنة 1908 يتناقص في بيانات البطريريكية فيصير ألف نسمة من ضمنهم مائة من أهالي قرية عقيربة الوافدين الجدد، إليها سنة1903. “أي قبل خمس سنوات من تاريخه”.

وكانت نتيجة المسح الشامل للسكان الذي أجراه مختار وهيئة اختيارية قرية السقلبية سنة 1946 هي 2486 نسمة عدد سكان السقيلبية.

بينما يذكر كتاب (محافظة حماة) لمؤلفيه د. علي حسن موسى و د. محمد خالد حربة الصادر سنة1984 أن عدد سكان السقيلبية سنة 1981 بحدود9215 نسمة، بينما هذه العدد كان4663 نسمة في عام 1960 كما جاء في نفس المصدر.

أما الباحث الأستاذ أديب قوندراق فيذكر في كتابه ” السقيلبية تاريخ وذاكرة” الصادر سنة 2001 أن عدد سكان السقيلبية عام 1997 بلغ 9205 موزعين على4675 من الذكور و4503 من الإناث.

واليوم وفي السجلات الحديثة نسبياً نجد أن عدد السكان بشكل تقريبي جداً كان قد بلغ 7300 نسمة سنة1987 بينما سنة1990 بلغ 9200 نسمة، وسنة1995 بلغ 11275 أما سنة 2000 فبلغ 13475 نسمة، وبلغ في سنة2005 15,660 نسمة.

والسجلات الرسمية المأخوذة بدقة، نراها بعد ذلك في العام 2006 حيث بلغ عدد سكان السقيلبية 16,097 وفي العام 2007 بلغ عدد السكان 16,322 مقسمين على 8339 نسمة ذكور و7983 إناث.

أما آخر الإحصائيات الرسمية فقد بلغت حتى تاريخ 31/12/2008 ما مقداره 16,562 نسمة منها 8474 ذكور، و8088 إناث.

يُذكر أن الأعداد التي مر ذكرها هي عدد سكان مدينة السقيلبية مع مزرعتي تل صياح، وتل الغار،حيث أنهما ملحقتان إدارياً بالسقيلبية لغاية اليوم.

المصادر

  1. ^ غيث العبد الله (2009-11-24). "السقيلبية". غيث العبد الله للتراث والفنون.
  2. ^ الشيخ عبد الله سعيّد في مخطوطه تاريخ عمار السقيلبية الموضوع سنة1946 ذكر عمارالسقيلبية في سنة 1800 وكذلك الدكتور محمد حربة والدكتور علي موسى في كتابهما:محافظة حماة- د. علي حسن موسى- د. محمد خالد حربة-1985
  3. ^ أ.أديب قوندراق في كتابه – السقيلبية تاريخ وذاكرة- أديب قوندراق- مطبعة دار عكرمة2001

إقرأ أيضاً