المستشارون العسكريون السوڤيت في مصر

(تم التحويل من الخبراء الروس)
المستشارون العسكريون السوڤيت في مصر
Группа советских военных специалистов в Египте
Soviet Advisors Egypt.jpg
مجموعة من المستشارين العسكريين في مصر، 1972.
نشطة1955-1972
البلدمصر (1955-1958]
الجمهورية العربية المتحدة (1958-1971)
جمهورية مصر العربية (1972)
الحجم20.000
الكنيةالخبراء الروس
الاشتباكاتالصراع العربي الإسرائيلي

المستشارون العسكريون السوڤييت في مصر، هي مجموعة متخصصة من العسكريين عسكرية من القوات المسلحة السوڤيت جاءت إلى مصر عام 1967 بعد دعوة الحكومة والرئيس المصري جمال عبد الناصر لتوفير الدعم العسكري والهندسي للقوات المسلحة المصرية، وخاصة في مواجهتها المسلحة مع إسرائيل. مع أن خدمة المستشارون العسكريون السوڤيت في مصر قد بدأت منذ منتصف الخمسينيات. طلبت الحكومة المصرية من الاتحاد السوڤيتي المساعدة العسكرية المباشرة، وتم إرسال وحدات نظامية وتشكيلات من الجيش والبحرية السوڤيتية، وتأسيس وحدة استشارات عسكرية داخل القوات المسلحة المصرية. انسحبت مجموعة المستشارين العسكريين السوڤيت، والمقدر عددهم بعشرين ألف شخص، من مصر بين 17-27 يوليو 1972، وبعد إنسحاب المجموعة الرئيسية، ظل عدد محدود من الخبراء العسكريين السوڤييت داخل القوات المسلحة المصرية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تاريخ السوڤيت في الشرق الأوسط

صورة الملحقية العسكرية والمخابرات السوڤيتية في مصر (1955-1957).
العمارة رقم 4 شارع الحجاز، مصر الجديدة، والتي اشتهرت بعمارة الخبراء الروس، حيث كانوا يقيمون حتى رحيلهم من مصر عام 1971.


العدوان الثلاثي 1956

المجموعة 73 مؤرخين.
اهداء من الكاتب البريطاني – ديفيد نيكول


ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال

صاحب امداد الدول العربيه بالعديد من الطائرات السوفيتيه الصنع العديد من المدربين والفنيين السوفيت ، وهذا العدد بدأ في الوصول الي مصر في عام 1955 بعدما وقع الرئيس عبد الناصر عقدا مع الاتحاد السوفيتي لشراء المئات من الطائرات خاصه طائرات ميج 15 وميج 17 واليوشن 28 القاذفه المتوسطه ، وكان امداد الاتحاد السوفيتي للعرب بالسلاح لمحاوله موازنه التغلل الامريكي في المنطقة. وبناء علي صفقه الأسلحة التشيكوسلوفاكية والتي لفتت انظار العالم ورجال الطيران في مصر بصفة خاصة، فقد وصلت تلك الطائرات من تشيكوسلوفاكيا، ووصل أول خبراء إلي مصر عام 1955 وكانوا خليط من خبراء تشكيك وسوفيت في نفس الوقت، ولكن حتي يومنا هذا يظل الطيارين والضباط المصريين الذين خدموا في الطيران المصري في ذلك الوقت ، مازالوا علي قناعة تامة بأن كل هؤلاء الخبراء كانوا تشيك ولم يكن بينهم أحداً من الاتحاد السوفيتي.

ولأن هذه الصفقة المتقدمة من الطائرات المقاتلة إلي مصر كانت مهمة جداً، فقد أرسل الاتحاد السوفيتي خيرة رجاله خبرة من الطيارين والمدرسين ، فكثير منهم كانوا مدرسي طيران بالاتحاد السوفيتي وبعضهم كان له خبرة قتال حقيقية في الحرب العالمية الثانية، والاحدث منهم كان لديه خبرة قتال في حرب كوريا. وقد واجه هؤلاء الخبراء السوفيت مهمه كبيرة ، ففي البدايه كان عدد الطيارين المصريين المؤهلين قليل جدا ، وفي مرات عديده كان علي الخبراء السوفيت الطيران بكل الطائرات الجديده ، ونتيجه لذلك فقد طار العديد منهم في مهمات فعليه ، وشارك العديد منهم فعليا في حرب 1956. وحاليا وبعد ان تم كشف النقاب عن اجزاء من الارشيف العسكري السوفيتي ، فأنه اصبح في الامكان سرد تلك الوقائع التي ظلت سريه لمدد طويله ، ورغم ان تلك المعلومات التي تم الكشف عنها مازالت غير كامله ، فأن تلك المعلومات الغير كامله تظل مبهمه امام الباحثين .

خلال عام 1956 كان لدي مصر حوالي 160 طائرة متنوعه ، منها 69 فقط في الخدمه ، واضطر الخبراء السوفيت القائمين بمهام التدريس للطيارين المصريين علي طائرات الميج 15 ، اضطروا للاشتراك في القتال الفعلي منذ اول ايام القتال، وكمثال ففي يوم 30 اكتوبر 1956 اعترض الطيارين السوفيت طائرة استطلاع بريطانيه من طراز كانبيرا وأصابوها بعد أن كانت تقوم بمهمة استطلاع فوق قناة السويس، في نفس اليوم قام الطيارون المصريون بمهمة قصف قوية ضد قوة الكتيبة 202 مظلات التي تم إبرارها عند المدخل الشرقي لممر متلا (بقياده الميجور أرييل شارون) فقتلوا 40 جندي ودمروا عربتين مدرعتين ، بالاضافه لاسقاط طائرة اتصالات اسرائيلية! وقد ساعد الخبراء السوفيت في تجهيز هذه الطلعة لكنهم لم يشتركوا فيها، وقام بها الطيارين المصريين بمفردهم.

وفي ظهيرة نفس اليوم حدث اشتباك جوي بين طائرات ميج 15 مصريه وطائرات ميستير اسرائيليه ، نتج عن هذا الاشتباك اسقاط طائرة ميج 15 مصريه واصابه طائرة مستير اسرائيليه ، وفي اليوم التالي شارك احد الخبراء السوفيت في احد الطلعات الهجوميه ضد القوات الاسرائيليه في شبه جزيرة سيناء ، ونتج عن تلك الهجمات العديد من المعارك الجويه وخسر الطرفين طائرات . خلال ليله 31 اكتوبر ، بدأ الهجوم الجوي الانجلو فرنسي ضد مصر ، وكان تأثير الهجوم الجوي محدودا في البدايه لان الرئيس عبد الناصر أمر بتفريق الطائرات المصريه ، لذلك فقد تم ارسال 20 طائره ميج 15 الي مطارات الدلتا ، وطار الخبراء التشيك والروس بـ 35 طائرة اخري الي سوريا والسعوديه وفي يوم 31 اكتوبر وصلت الي مصر عدد من طائرات الميج 17 من الاتحاد السوفيتي مباشرة ، وكانت تلك اول طائرات تصل الي مصر او اي دوله عربيه اخري من الاتحاد السوفيتي مباشرة وفي اليوم التالي قام قائد الجناح شلبي الحناوي وهو من اكثر الطيارين المصريين درايه بالميج 17 في ذلك الوقت بالطيران بأول طلعة مصرية بالميج 17.

وفي 2 نوفمير 1956 دخلت الميج 17 الحرب لكن بطيارين سوفيت ، فقد استغرق الامر من الحناوي ومستشاره السوفيتي عده ايام لكي يدربوا عددا من طياري السرب المصريين علي الميج 17 حيث كانت الميج 17 مشابهه تقريبا للميج 15 التي تدرب عليها الطيارين المصريين من قبل .

ولذلك يمكن القول بان الميج 17 دخلت الخدمه في الطيران المصري قبل بدء الغزو الانجليزي الفرنسي لمصر. لكن قبل ذلك كانت الميج 17 المصريه تطير بواسطه خبراء سوفيت ، احدهم اسمه سينكوف سيرجي اناتوليفتش والذي لديه 3 انتصارات جويه سابقه في حرب كوريا ، والذي استطاع اسقاط طائرة بريطانيه من طراز Wyvern فوق الاجواء المصريه .

المصادر البريطانيه اشارت الي سقوط تلك الطائرة لكنها اشارت الي انها سقطت بواسطه المدفعيات المضاده للطائرات لكن السجلات السوفيتيه وصفت المعركه بالتفصيل في صفاحتها (( في الثالث من نوفمبر 1956 كان الطيار سينكوف ومعه طيار مصري اخر يطير بطائرة ميج 17 في دوريه فوق البحر المتوسط عندما تم رصد بريق طائرة بريطانيه تم التعرف عليها ، بدأت طائرتي الميج 17 فورا هجومهم واستطاع سينكوف اسقاط الطائرة بدفعه مركزة من مدفع الطائرة ، وللاسف تعرضت كاميرا الطائرة لعطل ادي الي عدم تأكيد تلك الاصابه رسميا ))

لكن بغض النظر عن تلك الاصابة، فالمؤكد ان الطيار البريطاني الذي تم اسقاطه هو الملازم دينيس مكارثي والذي سقط في مياه البحر المتوسط وتم انقاذه لاحقا . اما الخبراء الذين تم ارسالهم لتدريب الطيارين المصريين علي طائرات اليوشن 28 القاذفه المتوسطه ، فقد اشتركوا ايضا في القتال . احد هؤلاء الخبراء اسمه انوكينتي فاسيليفيش كوزنستوف والذي لديه 27 انتصار جوي خلال الحرب العالميه الثانيه ، فقد قام بعده طلعات خلال حرب 56 لكن التفاصيل تظل مبهمه . طبقا للمصادر المصريه فقد قامت القاذفات من طراز اليوشن 28 بعده طلعات هجوميه ضد اهداف اسرائيليه ، لكن طبقا لمعلومات اللواء كمال زكي قائد السرب الثاني المصري ، فقد قامت طائرات اليوشن 28 بطلعه واحده فقط للاستطلاع في بدايه الحرب .

وربما تلك الغارات التي قامت بها الطائرات اليوشن 28 المصريه والتي ذكرتها المصادر الاسرائيليه ، ربما تكون قد تمت بطيارين سوفيت ولم تكن تتبع السرب الثاني المصري.

ومع وصول الاساطيل الفرنسيه والبريطانيه الي السواحل المصريه وسيطرة القوات الجويه الأنجلو-فرنسية علي سماء مصر، فقد استقل الخبراء السوفيت والتشيك تلك الطائرات إلي أماكن آمنه، فطارت 20 طائره إليوشن-28 والتي لم تكن دخلت الخدمة في أي سرب محدد بعد، طارت إلي السعودية بينما طارت طائرات أخري إلي الجنوب إلي مطار الأقصر بصحبه طائرات ميج 15.

حيث تمركزت أعداد من طائرات السرب الثاني من طراز اليوشن 28 والميج 15 تحت قياده كمال زكي في الاقصر قبل ان يتم تدميرهم كلهم بطائرات فرنسيه بعيده المدي قادمه من اسرائيل. طائرة واحده فقط نجت من التدمير والتي طار بها الطيار أسامة صدقي وهرب بها الي السعودية. وتشير التقارير السوفيتيه التي تم كشف النقاب عنها عن احداث لم تشر اليها التقارير البريطانيه عن تلك الفترة فيشير ثلاث من الاطقم السوفيتيه الخاصه بالطائرات اليوشن 28 الي انهم تعرضوا الي هجمات بطائرات مقاتله يعتقد انها هوكر هنتر بريطانية وصل عددها الي عشر طائرات. ويدعي هؤلاء الرجال انهم استطاعوا اصابه 2 من تلك الطائرات ، واجبروا الباقي علي الفرار ، الجدير بالذكر ان طائرات الهوكر هنتر الوحيده التي تواجدت في الحرب هي من السرب الاول والـ 34 البريطاني المتمركزين في قبرص، ومنهم جزء تم ارساله الي عمان في الأردن.

اما الطائرات التي كانت تأتي من قبرص فكانت تقوم بمهام السياده الجويه فوق الدلتا وليس هناك اي معلومات عن اي معارك جويه تمت مع تلك الطائرات القادمه من قبرص وأغلب الطن عن تلك الحادثه الغامضه انها تمت بين الطائرات اليوشن 28 المصريه و ميتيور الاسرائيليه المخصصه للطيران الليلي ، وتلك الحادثه تمت خلال ليله 1-2 نوفمبر فوق البحر المتوسط قرب السواحل الاسرائيليه ؟

وبعد أن سيطرت الجيوش البريطانيه والفرنسيه علي السماء المصريه وتوغلت اسرائيل في سيناء وضح ان قدر مصر قد احكم عليه ، لكن الجهود الدبلوماسيه الامريكيه والسوفيتيه الجبارة ضغطت بقوه وتم تحجيم الغزو الثلاثي ضد مصر. واضطرت فرنسا وانجلترا واسرائيل لاحقا الي الانسحاب من الاراضي المصرية. لكن قصة الخبراء والمتطوعين السوفيت في الشرق الاوسط كانت في طور البداية.

بعد حرب 56 ظل في مصر عددا من الطياريت السوفيت لكن بدور محدود وهو تدريب الطيارين المصريين، علي أي حال فقد تعلم المصريين الطيران علي طائرات الميج-15 و17 و19 و21 في الاتحاد السوفيتي ـو في دول حلف وارسو ما بين الفترة من 1967 وحتى 1956 وبالمثل الطيارين القلائل الذين طاروا بالسوخوي 7 والتي وصلت مصر قبل حرب يونيو 1967.

حرب 1967

في يوم 5 يونيو 1967، شنت إسرائيل عدوانا على جيرانها العرب، وتمكنت من احراز نصر عسكري خاطف على الجيش المصري، وتدمير سلاحه الجوي على الأرض. واحتلال شبه جزيرة سيناء. كانت الحرب كارثة على العرب، حيث خسروا مئات الطائرات الحربية والدبابات في خلال عدة أيام.

ونتيجة لهذا العدوان، قرر الاتحاد السوفيتي قطع علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، ووجه تحذيرا إلى كل من الولايات المتحدة وإسرائيل بضرورة وقف العمليات الحربية ضد العرب فوراً، وإلا وجد الاتحاد السوفيتي نفسه مضطرا للتدخل العسكري لوقف العدوان. وتدعيما لتهديدات وزير الخارجية السوفيتي، تم إرسال عدة قطع بحرية سوفيتية من البحر الأسود إلى البحر المتوسط، محملة بأسلحة نووية، بالإضافة إلى سرب قاذفات استراتيجية تو-16، وانزال قوات خاصة في ميناء بورسعيد. استجابت إسرائيل للتهديدات السوفيتية وقررت قبول وقف إطلاق النار يوم 10 يونيو 1967، بعد أن تقدمت قواتها حتى الضفة الشرقية لقناة السويس.

العملية قوقاز

مواقع صواريخ سام السوڤيتية في مصر، مايو 1970 حسب التقديرات السرية للمخابرات المركزية الأمريكية: المواقع التي تحتوي على صواريخ سام-2 وسام-3، المطارات، المستخدمة من قبل الطيارين السوڤيت.

بعد كارثة النكسة كان الطيارين المصريين أكثر جدية في التدريبات الفنية مقارنة بالفترة السابقه، ومثال ذلك اللواء طيار قدري عبد الحميد والذي كان من أوائل من طاروا بالميج 21 يقول

«السوڤيت اعطوا تدريباً، لكن ليس التكتيكات الحقيقية. أعطونا تدريباً لكي نطير ونعترض طائرات العدو بضعف سرعة الصوت علي الارتفاع الشاهق، وأعطونا تدريب علي الطيران الليلي، لكن أيا من ذلك لم يحدث خلال حرب يونيو 1967. وكان القتال كله علي مستوي منخفض. فأنت تتدرب علي شيء ويقوم العدو بشيء آخر.»

ويضيف اللواء عادل نصر والذي حارب في 67 أيضاً: «كان لدي السوفيت تكتيكاتهم الخاصه لكنها غير مناسبه لنا لانها تعتمد علي اعداد ضخمه من الطائرات لم تكن متاحه لنا في ذلك الوقت، لقد توسعوا في تدريبات تجعلنا ضباط كبار ، لكنهم لم يعلمونا تكتيكات القتال ، وقد نجحوا في جعلنا نفكر بطريقه أكثر تنظيماً.» اللواء نبيل شكري والذي كان من الطيارين القلائل الذين اشتبكوا وأسقطوا طائرات للعدو في 1967 «في الستينيات أرسلنا طيارين صغار لأخذ دورات في الاتحاد السوفيتي، وعندما عادوا لنا، كان لديهم اجراءات أمان عالية جداً. كانوا يخافون من طائراتهم، كانوا يقولون لهم في الاتحاد السوفيتي لو قمت بتلك المناورة سوف تموت، واذا قمت بذلك سوف تتحطم طائرتك.»

في نفس الوقت في مصر كان لبعض الطيارين المصريين ذكريات سعيده مع الخبراء السوفيت مثل اللواء طيار فكري الجندي والذي كان متمركزا في العريش قبل النكسه فيقول (( في فبراير 1966 طرت بطائره MiG-15UTI مع خبير روسي اسمه فاسيلي وقمنا بمناورات اكروباتيه وطرنا بسرعه عاليه لارتفاع 4000 قدم ))

خلال حرب اليمن ارسل الاتحاد السوفيتي معونات للجمهوريين في اليمن والذين كانوا يتلقون مساعدات من مصر ايضا. ووصل عدد الخبراء السوفيت في اليمين الي 547 خبير كثير منهم كانوا في مصر العديد من الطيارين من جناح شيركسي للنقل الجوي المتمركز في اوكرانيا بطائرات انتينوف 12 تم استدعائهم لنقل الامدادات العسكريه الي مصر واليمن منذ عام 1963 وحتي يناير 1966. وكل الطلعات كانت الطائرت تطير ليلا مع صمت لاسلكي تام ، وتم طلاء طائرات الانتينوف 12 بعلامات مصريه ، وخلال هذا الجسر السري لنقل السلاح الي اليمن فقدت طائرة انتينوف 12 ومات من فيها وعددهم 8 من طاقم الطائرة ، ومات ايضا مستشار خلال تلك الحرب في اليمن كانت مساهمات الخبراء السوفيت في حرب 1967 محدوده ، كانوا في الحقيقه 35 مستشار فقط ان مصر وسوريا معا وقت اندلاع الحرب ، لكنهم لم يشتركوا في القتال ، وبعد الحرب مباشرة بدأ الاتحاد السوفيتي في ارسال مساعدات ضخمه الي مصر لمساعده المصريين في صد الاسرائيليين ، وشملت تلك المساعدات ما لا يقل عن 12 لواء مقاتل بقياده الجنرال اليكساندر ايفانونفيش (( معلومه غريبه جدا وغير دقيقه)) لكن تلك المساعدات ظهر عدم جدواها وعوضا عن ذلك اصطحب المارشال زخاروف رئيس الاركان مجموعه من كبار الضباط الي مصر خلال اواخر يونيو 1967 لتقييم الموقف وشمل ذلك ايضا تقييم العمليات الجويه ورأس هذا الفريق الجنرال لاشنكو وجنرال الجو اوستروموف والذي يتذكر تلك الايام (( في احد تلك الايام تلقيت مكالمه في شقتي وكان المتصل قائد سلاح الجو الجنرال برايهو وكنت نائبه في ذلك الوقت ، وامرني بالتوجه الي احد المطارات قرب موسكو وانا ارتدي ملابس مدنيه واكد علي ضرورة عدم اصطحاب اي وثائق شخصيه ، وهناك قابلت عددا من القاده السوفيت من سلاح الجو ومن الدفاع الجوي ولاحقا وصل عددا من قاده القوات البريه ، وكانت مهمتنا هي التعرف علي الموقف العسكري واستكشاف قدره المصريين علي القتال وجاهزيتهم والمساعده في استعاده القوات الجويه المصريه والدفاع الجوي المصري للسيطرة مرة اخري ، وطرنا خلال الليل الي مصر ، وكانت الانوار مطفئه خلال الرحله حتي وصلنا الي مصر، وكانت مصر كلها مطفئه الانوار ولحسن الحظ وجدنا انوار قليله ساعدتنا علي الهبوط بسلام ))

المارشال زخاروف رئيس الاركان السوفيتي عمل بنفسه مع وزير الدفاع المصري الفريق فوزي ، وكنتيجه للجسر الجوي الذي انشي من الاتحاد السوفيتي الي مصر ، فقد كانت الطائرات الانتينوف 12 يتم تفريغها في المطارات المقاتله ، وكانت كل طائرة تحمل طائرة ميج 17 او ميج 21 او سوخوي 7 ، ثم عادت الطائرات من تلك المطارات رأسا الي الاتحاد السوفيتي. ويتذكر اللواء طيار قدري عبد الحميد تلك الايام (( بعد الحرب بدأت اطير علي ارتفاعات منخفضه جدا ، فالان فقط عرفنا كيف نحارب ، فقد كنات نطير من 50 ساعه او اكتر كل شهر في حر شهر يوليو ، طيران ولا شيء غير الطيران فقط ، فقد ظللت في القاعده لمده 50 يوم بدون يوم واحد اجازة ، وقمنا بعمل مظله للجسر الجوي السوفيتي وطرنا طلعات تدريب )) وكنتيجه مباشرة للجسر فقط اكتسبت القوات الجويه المصريه معدات وطائرات كافيه لصد العدو الاسرائيلي بعد اسبوع واحد فقط من بدء الجسر الجوي السوفيتي ، وكان من المهم جدا استعاده الرادارات المصريه قدرتها علي العمل مرة اخري ، خاصه بعد فقدان الكثير من المعدات في سيناء وايضا كان من المهم المساعده في تطوير اساليب القتال علي الارتفاع المنخفض ، وكانوا ( المصريين ) في امس الحاجه له. وكما شرح اللواء فؤاد كمال لاحقا ، فقد كان مقر قياده الدفاع الجوي المصري لا يستطيع رؤيه رصد الطائرات المصريه التي تقوم بالاستطلاع بمفردها لاراضي العدو لانها كانت تحت مستوي الكشف الراداري ، وقام المصريون ايضا بتوزيع طائراتهم علي المطارات الصغيرة والطرق الزراعيه بينما العمل يسير علي قدم وساق في الدشم الحصينه لتلك الطائرات في المطارات الكبيرة .

خلال تلك الفترة تولي مدكور أبو العز قيادة القوات الجوية المصرية وعمل علي استعاده معنويات طياريه عن طريق الرد علي الاسرائيليين بسرعه وقوة ، وبناء علي طلب تزويده بطائرات ياك-28 القاذفة والقادرة علي الضرب داخل اسرائيل، عوضا عن الطائرات التي دمرت من طراز تو-16 خلال الضربه الاسرائيليه في 5 يونيو.

وبدون تلك الطائرات لا يمكن لمصر ضرب القوات الاسرائيليه الا في المواجهه فقط ، ويظل العمق الاسرائيلي بعيدا عن مدي تلك الطائرات وقد اقتع المستشارين السوفيت عبد الناصر ان الحصول علي قدرات دافاعيه صاروخيه فعاله اهم من الحصول علي تلك الطائرة ( ياك 28).

المخابرات الاسرائيليه جيده جدا في عملها وكثيرا ما حمل الطيارين الاسرائيلين خرائط للمطارات المصريه وتظهر فيها كافه الاستحكامات والمباني الضرويه ، وبعد ذلك بدأ المصريين الذي علموا ذلك متأخرا فبدأوا في اتخاذ اجراءات امنيه مشدده علي مواقعهم .

لكن في الوقت ذاته عانت مصر من نقص حاد في الطيارين المدربين ، لكن الطيارين الموجودين قاتلوا بقوة وفي مرات عديده تم منحهم مكافأت من الضباط السوفيت ، واحد من هؤلاء هو الجنرال فيبدروف والذي حصد عشرون انتصار وثمانيه اوسمه خلال طيراته باللواء الجوي 728 بالحرب العالميه الثانيه ، وخلال زيارته لمصر والتي امتدت الي ثلاثه اشهر ، فقد زار معظم القواعد الجويه المصريه وطار حوالي 12 مهمه فوق سيناء وعمرة اربع وستون عاما ، وقد طار علي الميج 15 و 17 والسوخوي 7 ، وفي كل طلعه كان التصريح له بالطيران يأتي رأسا من موسكو. طيار سوفيتي اخر عين في القوات الجويه المصريه كمستشار خلال النصف الثاني من عام 1967، هو جورجي دولنيكوف والذي حصد 15 انتصار جوي في الحرب العالميه الثانيه خلال طيرانه في اللواء الجوي رقم 100.

وفي عام 1968 عدد من كبار الطيارين تم ارسالهم الي الاتحاد السوفيتي للحصول علي فرقه دفاع جوي في اوديسا، واستمرت الدورة حتي نهايه عام 1969 ، وكانت دورة اكاديميه ضخمه والتي شملت العديد من الجنسيات بالاضافه الي ضباط سوفيت ، بينما تم ارسال ضباط مصريين اخرين الي دورات اخري. وبدأت فترة اخري اكثر فاعليه واكثر تكلفه بين القوات الجويه المصريه ونظيرتها السوفيتيه في مارس 1968.

في بدايه عام 68 ، اقترح علماء من المركز 33 للتدريب في البحريه السوفيتي امكانيه تمركز الطائرات من طراز BE 12 في مصر وهي طائرات برمائيه ، وتلك الطائرات تمركزت مع اسطول البحر الاسود ، واشتركت في محاولات تحديد اماكن الغواصات في البحر المتوسط ، لكن لم يتم ارسال ايا من تلك الطائرات الي مصر وكانت تلك وسيله تقارب مع المصريين لتمركز طائرات سوفيتيه في مصر ، وكان ذلك سيكون نصرا كبيرا للأسطول الخامس السوڤيتي. لكن المصريين وافقوا في مارس 1968 علي تمركز ست طائرات تو-16 ذات المدي الطويل والمخصصه للاستطلاع البحري في مصر مؤقتا ، وكان دور تلك الطائرات القيام بدوريات استطلاع بحري في البحر المتوسط بالنيابة عن القوات الجوية المصرية، وكان الهدف الاساسي بالطبع لتلك الطائرات هو الأسطول السادس الأمريكي في البحر المتوسط.

شمل الاتفاق مع المصريين علي تمركز 130 فرد فقط لخدمه تلك الطائرات ، وكانت الخطه الاساسيه هي تكوين السرب 90 المستقل والخاص وبالشرق الاقصي والمزود بسته طائرات تي يو 16 للاستطلاع . لكن لاحقا تم تعديل الاتفاق ليشمل أيضا طائرتين انتينوف 12 للاستطلاع ، وبدأ من 19 اغسطس 1968 ، وصلت 3 طائرات BE 12 الي مصر بعد ان تم وضع العلامات والارقام المصريه عليها في الاتحاد السوفيتي وطارت عبر المجر ويوجوسلافيا حتي وصلت الي مطار غرب القاهرة حيث تمركزت مع طائرات التي يو 16 والانتينوف 12 للاستطلاع في نفس القاعده.

لاحقا تمركزت طائرات BE 12 في مرسي مطروح في مركز قياده البحريه السوفيتيه هناك ، وتلك الطائره لها ثلاث مهام كل اسبوع ، كل مهمه تستمر لمده ثلاث او اربع ساعات ، منها مهام البحث عن الغواصات بأستخدام عوامات حديثه لاكتشاف وتحديد انواع الغواصات ، لكن قياده السرب الخامس البحري السوفيتي استغلت الضعف في تنظيم عمل تلك الطائرات بواسطه القياده المركزيه البحريه السوفيتيه ، وبدأت تشغيل تلك الطائرات في مهام تكتيكيه محدده مما ادي الي استخدام 963 عوامه استشكاف غواصات في 38 مهمة فقط. وفي مارس وابريل 1970 اشتركت طائرات الاستطلاع البحري في مصر في اكبر مناوره بحريه سوفيتيه في التاريخ اليحري والتي اطلق عليها (( تدريب المحيط )) وخلالها قامت تلك الطائرات بمهام استطلاع كبيرة المساحه ، مع مهام مكافحه الغواصات في البحر المتوسط

واشترك الطراد حامل الصواريخ ( موسكو ) والطراد ( ليينجراد ) الحامل للصواريخ والمجهزين بـ 28 طائره هيلكوبتر كاموف 25 بي أل – وعشرون سفينه اخري وعشر غواصات هجوميه في تلك المناورة الكبيرة. ومن غير المعروف اذا كانت الطائرات تي 16 للاستطلاع البحري من السرب الاول الالكتروني المستقل والمتمركزه في اسوان حتي عام 1972 قد اشتركت في تلك المناورة. وتلك المناورة كانت تحت قياده الكولونيل زايدسكي ومعه العديد من الضباط السوفيت الكبار والذين كانوا كلهم من اسطول الشمال السوفيتي لذلك من غير المعروف ان تلك الطائرات في اسوان قد اشتركت في المناورة ، ووفقا لمذكرات المقدم ميتروكين فان تلك الطائرات في اسوان لم تقم بأي مهام قبل عام 1971 عندما ارسلت طائرة تي يو 16 للاستطلاع الالكتروني والاعاقه الالكترونيه بقياده الميجور مارسوف الي شمال قناه السويس للقيام بأعمال اعاقه الكترونيه ضد القوات الاسرائيليه لحمايه 4 طائرات مصريه والتي اخترفت جبهه القنال الي عمق سيناء للقيام بعمليه استطلاع . طاقم الطائرة السوفيتيه انتظر عوده الطائرات المصريه ، لكن الطائرات المصريه لم تعد وفق الجدول المحدد ، فصدرت الاوامر من غرفه العلميات الارضيه المصريه للطائره بالقيام بعمليه مرور اخري فوق القناه واستمرار عمليه الاعاقه والشوشره علي الرادارت الاسرائيليه حتي عوده الطائرات المصريه . لكن مع بدء عمليه الدوران فوق البحر المتوسط للعوده للمسار المحدد فقد اعترضتها طائرتين فانتوم امريكيه من الاسطول السادس الامريكي والتي طارت بالقرب من الطائرة السوفيتيه وبدأت بتصوير الطائرة السوفيتيه كما كان يحدث بصورة مستمرة لتلك الاحداث خلال الحرب البارده فوق المياه الدولية.

وعندما بدأت الطائرة السوفيتيه في الدوران للعوده الي اسوان شعر الطاقم بأصطدام خفيف ، وبعدها بدأت الفانتوم الامريكيه في الهبوط عده مئات من الامتار تحت الطائرة السوفيتيه والتي اتخذت طريقها الي اسوان ، وبعد عوده الطائرة الي اسوان وتم فحص الطائرة ، وجد اثار اصطدام واثار طلاء تحت جناح الطائرة مما يعزز احتماليه اصطدام الفانتوم الامريكيه بهم. اما الطيارين المصريين الذين قاموا بعمليه الاستطلاع فقد سقط واحد منهم بفعل المضادات الارضيه الاسرائيليه فوق سيناء. ويتذكر الطيار نيكولاي فيدروفيش تلك المفارقات والحوادث مع الطيران الامريكي في تلك الفتره فيتذكر انه في احد المرات اثناء طيرانه بطائرته التي يو 16 للاستطلاع تم اعتراضه بواسطه طائرت فانتوم اسرائيليه والتي قامت بهجوم تمثيلي ثم ابتعدت مرة اخري ، ولم يكن هناك بعد ذلك اعتراض اسرائيلي اخر لتلك الطلعات وقد تم حل السرب الاول المستقل للاستطلاع الالكتروني بعد عودته الي الاتحاد السوفيتي بعد ان تم الاستغناء عن مجهوداتهم في مصر خلال عام 1970 زاد النفوذ السوفيتي في العمل في الدفاع الجوي عن مصر ، بواسطه عدد كبير من الطيارين السوفيت الذين تم ارسالهم الي مصر .

في مارس 1970 تم ارسال لواء اخر من اوكرانيا الي مصر تحت قياده الكولونيل كوستانين كورتشوك ، وتم ارسال 18 وحده دفاع جوي الي مصر بواسطه البحر وشملت وحدات حديثه من صواريخ سام 125 المعروفه لدي حلف الاطلنطي بأسم سام 3 ، وكان معها احدث نسخه من الميج 21 ودبابات شيلكا ZSU 23-4 المضاده للطائرات وايضا صواريخ سام 7 المحموله علي الكتف للدفاع عن المطارات التي تعمل بها تلك الطائرات وقاد الميجور جنرال اليكس سميرنوف تلك القوة للدفاع الجوي عن مصر ، وتم ارسال الطيارين والفنيين من قاعده لايمنسكي في اوكرانيا ، وشملت القوه ثلاث الويه دفاع جوي ولواء جوي مقاتل. كانت مهمة تلك القوة التي ارسلت في عام 1970 هي الدفاع عن مناطق حيويه في العمق المصري مثل السد العالي في اسوان ، وعدد من القواعد الجويه المهمه في جبهه قناه السويس ، والتي شكلت الخط الاول بين مصر واسرائيل ، وكان احتمال التقابل مع الطيارين الاسرائيليين في اشتباك يزداد يوما بعد يوم ، وخضع الافراد السوفيت الي كشف طبي كامل للتأكد من امكانيه هؤلاء الافراد في الخدمه في بلد ذو طقس حار ولم يعرفوا حتي اخر لحظه اين سيتم ارسالهم ، كانت السريه من العوامل المهمه في القوات الجويه السوفيتيه ، لكن في مصر كانت اللوائح تحتم علي الخبراء السوفيت الا يتكلموا عن اماكن تمركزهم في الخطابات التي يرسلونها لذويهم في الاتحاد السوفيتي ورسميا تم سفر الطيارين السوفيت الي مصر بصفه خبراء وكما تم في عام 1956 فقد تم ارسال خيرة الطيارين السوفيت لارسالهم الي مصر وتم تصنيفهم علي اساس فئه اولي وفئه ثانيه ، وكان لدي العديد منهم ساعات طيران كبيرة جدا جدا .

وقبل سفرهم حصل هؤلاء الطيارين علي تدريبت خاص في الطيران في قاعده في وسط اسيا في تركمنستان للتأقلم علي الطقس وكان يتم التدقيق في كفاءه الطيارين بدقه كبيره وجديه تامه قبل سفرهم الي مصر ، وكان يتم تدريبهم علي القتال ضد الطائرات الميراج الاسرائيليه والتي من المتوقع ان يقاتلوها في مصر قريبا. احدهم هو الكولونيل اوليج تسوي والذي جاء من اصول عائله كوريه وكان ملازم اول عندما تم ارساله الي مصر وخضع للتدريب في تركمنستان والذي يتذكر ان العديد من الطيارين ماتوا اثناء التدريب في تركمنستان بسبب قسوة تلك التدريبات التي كانت تطور نوعا خاصا من التكتيكات الجويه

وصل الطيارين السوفيت الي مصر في مارس 1970 في الوقت التي عانت فيه مصر كثيرا من الهجمات الجويه الاسرائيليه ، ولم تكن القوات الجويه المصريه قادره في ذلك الوقت علي التصدي الفعال لها .

وكان الطيارين تحت قياده الجنرال كاتياشيكين وشملت سرب مستقل تحت قياده الكولونيل يوري ناستستيكو، وكان علي اللواء الجوي تغطيه منطقه كبيره جدا من الارضي المصريه من حلوان وحتي السويس وتمركزوا في قاعدة بني سويف ثم تمدد التمركز ليشمل ايضا قاعدة كوم اوشيم بالفيوم ، وقبل وصولهم الي بني سويف كانت تلك القاعده هي قاعده لطائرات سوخوي 7 المصريه (خطأ) بينما قاعده كوم اوشيم تحت التطوير بدشم جديده ، وكان لدي الطيارين السوفيت قاعده تبادليه في المنصورة (خطأ) في دلتا النيل.

أما الجزء الشمالي الشرقي من مصر والذي يشمل ساحل البحر المتوسط والممتد في مثلث من الاسكندريه حتي القناه والقاهرة ، فكان مسئولا عنه سرب مستقل متمركز في المنصورة ، ولاحقا فقد خضعت القاهرة الي دفاع ثلاثي بصواريخ سام ولم يكن وصول السوفيت الي مصر مفاجأه كما توقع السوفيت ، فيقول الجنرال كوريوكش (( الاستطلاع الجوي الاسرائيلي اكتشفنا علي الفور بعد وصولنا الي مصر ، فبعد ايام صرحت جولدا مائير في الراديو – اننا نعلم بوجود طيارين سوفيت ونحن علي استعداد لقتالهم اذا دعت الضرورة ))

أطلق المصريون علي الخبراء لقب ( خبير ). لكن بالنسبه لهؤلاء الخبراء فقد كان كل شيء في هذا البلد جديد وغريب عليهم ، وكان عليهم الاقامه في اماكن مريحه لكنها بعيده عن الاعين ، وكانت اماكن اقامتهم اشبه بواحه زغده مقارنه بما يقيم فيه نظرائهم المصريين ، وفي الفجر وبحلول الخامسه صباحا يبدأ الطيارين والفنيين في التحرك الي اعمالهم ، وكان ذلك متناقض لما كان يحدث لهم في الاتحاد السوفيتي ، والذي غالبا ما كانوا يقيمون بالقرب من طائراتهم او داخل القواعد الجويه ، ورغم ان الاقامه في مصر كانت اعلي مستوي مما كانوا عليه في الاتحاد السوفيتي الا انها كانت غريبة.

كانت كل القواعد الجويه المصريه خاليه من الكحول مع بدايه الستينيات (!!!!؟؟؟؟) وكانت القواعد الجويه المصريه التي عمل بها السوفيت جديده نوعا ما ولم يكن بها مطعم حيث تم بناء العديد من القواعد الجويه بعد النكسه وخلال حرب الاستنزاف بحيث تمكن القوات الجويه المصريه من توزيع طائراتها علي عدد من تلك المطارات عوضا عن تكديسها في مطارات قليله ، خاصه بعد ان اصبحت القوات الجويه الاسرائيليه بعد احتلال سيناء علي مسافه دقائق من القواعد المصريه ووجد الجنود السوفيت انفسهم مع نظرائهم المصريين في مكان واحد في اغلب الوقت ، يأكلون مع بعضهم البعض ويعملون ايضا جنبا الي جنب ، وعاده كان الضباط السوفيت يعطون جنودا مصريين اموالا لشراء متطلبات الطعام واحتياجاتهم من المدن القريبه من المطارات ، وكان الخبراء يطبخون لانفسهم وخاصه اللحوم عدا لحوم الخنزير وكانوا في اوقات كثيرة يتناولون الطعام علي الارض فلم يكن هناك الكثير من المقاعد والمناضد والتي كان يستخدمها الضباط فقط. واستخدم الجنود مقاعد من حطام طائرات مي 4 كمقاعد لهم في كثير من الاحيان ، وكانت تلك الوجبات اوقات راحه للجنود والذين لم يكونوا علي عجله في انهاء الطعام ، فأخذت اوقات تلك الوجبات وقتا طويلا في نفس الوقت تواصل القصف الاسرائيلي لمصر لكن بحذر ، فكانوا يختارون اهدافهم بعنايه تامه وبعد استطلاع جيد وتجنب الطيارين الاسرائيلين المناطق التي يدافع عنها السوفيت بطائرات ميج 21 ، مما اوقف الغارات الاسرائيليه علي العمق المصري ، وشمل ذلك مناطق غرب الدلتا والتي اكتشف الاسرائيلين ان السوفيت يدافعون عنها وتم اصدار الاوامر للطيارين الاسرائيلين بعدم الاشتباك مع الطيارين السوفيت في المقابل فقد علم الاسرائيلين بدقه اين يتواجد السوفيت وشنوا ضدهم حرب نفسيه ، ففي كثير من الاحوال كان الطيارين الاسرائيلين من اصول سوفيتيه يتوجهون الي المناطق التي يدافع عنها السوفيت فتقلع الطائرات السوفيتيه لاعتراضهم فتنسحب الطائرات الاسرائيليه ، في نفس الوقت كانت الاوامر مشدده علي الطيارين السوفيت بعدم الطيران بالقرب من قناه السويس

كان الامر اشبه بلعبه يديرها موردخاي هود قائد سلاح الجو الاسرائيلي والذي صرح لاول مرة بأن السوفيت يقومون بدور فعال في الدفاع عن مصر وهذا التصريح كان المقصود به النيل من معنويات الطيارين المصريين في الاسراب واظهارهم بالضعفاء مقارنة بالطيارين السوفيت.

يتذكر الكولونيل يوري ناسيتنكو تلك الايام قائلا (( بمجرد وصولنا الي مصر ، توقفت علي الفور الاختراقات الاسرائيليه في العمق المصري ، ولم تتكرر الهجمات علي العمق المصري ، واستمرت طلعات الاستطلاع وحاول الاسرائيليين تجنبنا ، ففي الواقع فقد تحول الاهتمام الاسرائيلي الي جبهه قناه السويس ، وكانت النتيجه هي حرب نفسيه وعصبيه شنتها اسرائيل في الصبر علي الطيارين السوفيت ))

اول اشتباك مع الاسرائيليين بدأ في ابريل 1970 وخاصه في ايام 13 و 18 و 28 من هذا الشهر ، عندما بدأت الطائرات الاسرائيليه في الاقتراب من قواعدنا وعندما اقلعت الطائرات السوفيتيه لمقابلاتهم ، كانت الطائرات الاسرائيليه تنسحب عائده الي قواعدها ، لكن لم يتم اطلاق نار في هذه الاشتباكات ، لكن تلك المقابلات الجويه تم اذاعتها علنا بناء علي اوامر وزير الدفاع الاسرائبلي في وسائل الاعلام العالميه وفقا للجنرال كوستانين كوروتشوك (( لوقف الطيران الاسرائيلي من ضرب العمق المصري ، كان علينا اعتراضهم في توقيت مناسب مما يعني علي ان طائراتنا كان يجب ان تقلع بينما الطائرات الاسرائيليه علي مسافه 200 كيلو متر ، لكي تقلع طائراتنا وتتوجه الي تلك الطائرات الاسرائيليه ، في ذلك الوقت كانت الطائرات الاسرائيليه تقترب من مسافه 20 الي 30 كيلو متر وتعود مرة اخري بدون اشتباك حقيقي ، وكان علينا مطاردتهم الي حد معين من قناه السويس بدون ان نعبر القناه ، فقد كانت طائرات معاديه جديده تظهر في الجو تغطي عوده الطائرات الاسرائيليه فنأمر طائرات اخري لنا بالاقلاع وهكذا تكرر هذا الامر عده مرات).

وكانت تلك اللعبه تتكرر يوميا تقريبا وغاليا ما تتكرر تلك اللعبه خمس مرات في اليوم الواحد ووفقا لاقوال الجنرال ماسكينكو

« "كنا في حاله تأهب دائم واعصابنا مشدوده لاقصي حد ، وكانت مجموعه طائرات اسرائيليه تطير علي ارتفاع عال ومجموعه اخري غير مرئيه علي الرادار تطير علي ارتفاع متخفض خلف المجموعه الاولي ، وكان يجب ان نكون مستعدين لكي نقاتل المجموعه الثانيه ايضا ، فبعد اقلاع اول طائرات لنا نجهز مجموعه اخري من الطائرات للاقلاع فورا ، مما يعني ان الطيارين كلهم يجب ان يكونوا علي اهبه الاستعداد داخل طائراتهم في الدشم ، كل ما يحتاجونه هو تشغيل طائراتهم والاقلاع فور ، وكان هؤلاء الطيارين يرتدون بدل طيران الارتفاع المرتفع جدا ومع درجه حراره تصل الي فوق الاربعين درجه مئويه داخل الدشم ولفترات كبيرة جدا من الوقت".»

هذا التوتر المستمر للطيارين ودرجات الحراره المرتفعه اثر بالسلب علي رد فعلهم ، وهذا يبرر الامر لكل طيار بالقيام بدورة كامله من الالعاب الاكروباتيه في نهايه كل مهمه وقبل الهبوط ، وبدأوا ايضا في القيام بتدريبات قتال جويه وهميه للحفاظ علي كفاءتهم القتالية.



بعد حرب 1967 مباشرة زود الاتحاد السوفيتي المصريين بالأسلحة والمعدات عسكرية تعويضا عن الخسائر التي لحقت بهم، بالإضافة إلى إرسال خبراء عسكريين لمساعدة الجيش المصري في عملية إعادة البناء، لقد مكنت هذه المساعدات مصر من الصمود في وجه الإسرائيليين ومواصلة القتال. لقد خاض المصريون حرب استنزاف طويلة ضد القوات الإسرائيلية، وتبادل الطرفان القصف المدفعي على ضفتي قناة السويس، إضافة إلى المعارك الجوية العنيفة والعمليات الخاصة في العمق. وفي مارس 1969، وعلى الرغم من المعارضة الشديدة من قبل القيادة السوفيتية، قرر الرئيس عبدالناصر تصعيد العمليات العسكرية للضغط على الإسرائيليين، وأعلن أن مصر لم تعد ملتزمة بوقف إطلاق النار مع إسرائيل.
لقد أثبتت المواجهات تفوق القوات البرية المصرية وخصوصا المدفعية على نظيرتها الإسرائيلية، لذا لجأت إسرائيل إلى إقحام سلاحها الجوي بكثافة في الحرب، كان على الإسرائيليين أولا التعامل مع 7 بطاريات صورايخ سام 2 نشرها المصريون في الجبهة لحماية مدن القنال، وتأمين القوات الأرضية المصرية. وبالفعل شنت إسرائيل يوم 20 يوليو 1969، غارات جوية عنيفة على مواقع الدفاع الجوي المصري، ونجحت في اسكات 6 بطاريات سام 2، وبالتالي فرض السيطرة الجوية فوق جبهة قناة السويس.
وفي نهاية ديسمبر 1969، قررت إسرائيل تكثيف غاراتها الجوية لتشمل استهداف العمق المصري خاصة الأهداف المدنية، بعد أن كانت مقتصرة على الجبهة فقط، أملا في اجبار المصريين على ايقاف حرب الاستنزاف، من خلال إشاعة الفوضى في البلاد، وخفض الروح المعنوية للجنود المصريين، وهكذا تشعر القيادة السياسية المصرية بالعجز أمام مواجهة الغارات الإسرائيلية فتضطر إلى وقف الحرب.[1]


استشعر الرئيس المصري جمال عبد الناصر خطورة الموقف منذ أن بدأت إسرائيل في قصف الأهداف المدنية والعسكرية في عمق الدولة، فقام بزيارة إلى موسكو يوم 22 يناير 1970 وظل بها حتى يوم 25 يناير من أجل عقد مباحثات سرية مع نظيره السوفيتي ليونيد بريجنيف وشرح الموقف للاتحاد السوفيتي، وطلب الحصول على موافقة الاتحاد السوفيتي على تزويد مصر بنظام متكامل ومتطور للدفاع الجوي، تتضمن وحدات كاملة من صواريخ سام 3 بأفرادها السوفيت، وأسراب كاملة من الميج 21 المعدلة بطيارين سوفيت، وأجهرز رادار متطورة للإنذار والتتبع بأطقم سوفيتية. حتى يمكن مواجهة التفوق الجوي النوعي والكمي لإسرائيل، وبالتالي تتحمل من الخسائر ما يجبرها على وقف غاراتها الجوية ضد عمق الدولة.[2]
تعمد عبد الناصر تصعيد المباحثات وتوتيرها لدرجة أنه هدد أمام القادة السوفيت بترك الحكم لزميل آخر يمكنه التفاهم مع الولايات المتحدة. وبرر عبد الناصر طلبه بأن الزمن ليس في صالحهم لأن تدريب الأطقم المصرية والطيارين المصريين على الأسلحة الجديدة سوف يستغرق وقتا طويلا. كما كرر طلب طائرات قاذفة لردع إسرائيل، حيث أن مدى عمل الطائرات القاذفة الموجودة القوات الجوية المصرية لا يمكنها من الوصول إلى عمق إسرائيل مثل طائرات الفانتوم التي زودت الولايات المتحدة بها إسرائيل.[3]
وفي جلسة المباحثات يوم 25 يناير 1970، أعلن بريجنيف موافقة اللجنة المركزية ومجلس السوفيت الأعلى على طلب الرئيس عبدالناصر. وقال انها أول مرة يخرج فيها جندي سوفيتي من الاتحاد السوفيتي إلى دولة صديقة منذ الحرب العالمية الثانية.
أصر عبدالناصر على أن يكون التواجد السوفيتي في مصر علنيا، أو على الأقل أن يتم وصف الجنود السوفيت بالمتطوعين الأجانب، لكن الرئيس السوفيتي بريجنيف رد قائلا: "لن يصدق أحدا أنهم مجرد متطوعين، نحن لا نوافق على ذلك. وعلى أية حال، فإن كل ما اتفقنا عليه يجب أن يتم سرا دون أي ضوضاء."[1]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حرب الاستنزاف (1967—1970)

مشاركة مجموعة الطيارين السوڤيت في القتال

العملية رمان 20 هي معركة جوية قامت بها القوات الجوية الإسرائيلية ضد مقاتلات سوڤيتية في مصر أثناء حرب الاستنزاف. أثناء الاشتباك، والذي وقع في 30 يوليو 1970، أسقطت طائرات إف-4 فانتوم وميراج 3 الإسرائيلية خمس طائرات ميگ-21 سوڤيتية. ساهم هذا الاشتباك في التوصل إلى وقف إطلاق النار، وكان واحداً من الاشتباكات الأخيرة في حرب الاستنزاف.

طرد المستشارين السوڤيت من مصر

لوحة جدارية تذكارية، مرسوم عليها برج زهرة اللوتس، قائمة عند خزان أسوان، مصر. أكتوبر 2004. ومكتوب عليها: "عبر سنين طوال من التعاون، نـُحتت الصداقة السوڤيتية العربية وتوثقت. صداقة في عظمة السد العالي نفسه. جمال عبد الناصر" و (أركان) "انتهت معركة السد العالي، وقد انتصرنا فيها. هذا النصر هو انتصار للشعوب الحرة والارادة الحرة. إنه انتصار للجهد العلمي المنسق وانتصار للصداقة السوڤيتية العربية العظيمة، وانتصار للعالم الحر والتقدم. أنور السادات".


في مايو 1972، عقد السادات اجتماعاً في استراحته بالقناطر الخيرية حضره عدد محدود من القادة منهم الفريق صادق وزير الحربية والشاذلي والجمسي ومحمود علي فهمي عن الدفاع الجوي واللواء المسيري عن القوات الجوية واللواء جوهر من التنظيم والإدارة وكان الهدف من الاجتماع هو إطلاعهم على تقرير كتبه مدير المخابرات العامة أحمد إسماعيل وقد حذر فيه من القيام بعمليات هجومية نظراً لضعف القوات الجوية المصرية وعدم وجود دفاع جوي متحرك وبالتالي يجب تأجيل أي عمليات حربية حتى تتساوى القوات الجوية المصرية مع الإسرائيلية في القوة، وحسب الشاذلي:

«هذا الكلام معناه أن خطة المآذن العالية التي وضعتها هي خطة محددة وتهدف إلى عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف والتمركز شرق القناة وكانت الخطة سرية ولا يعلمها إلا عدد محدود جداً لا يتجاوز عددهم سبعة إلى ثمانية. وهذا معناه أن السادات لم يكن ينوي فعلاً أن يدخل الحرب عام 72 وقبلها أطلق على عام 1971 سنة الحسم ولم يحسم.»

والسادات بدوره ألقى باللوم على السوڤيت لأنهم لم يلتزموا بما تعهدوا به في عام الحسم هذا بما أحرجه مع شعبه. ويذكر السادات أنه اتصل بالهند لكي يحصل منها على السلاح الروسي بطريقة غير مباشرة لكن الهنود عادوا إلى السوفيت لاستأذانهم ولكنهم رفضوا.[4]

قد طلب السادات لقاء السفير السوڤيتي في مصر وطلب منه إبلاغ الكرملين بما سيقوله كرسالة رسمية، وقال:

«أرفض أسلوب تعاملهم معي وقد قررت الاستغناء عن الخبراء الروس وعددهم 15 ألفاً وأن يعودوا إلى بلادهم في ظرف أسبوع من اليوم وسأبلغ وزير الحربية بذلك وهناك معدات سوڤيتية وهي أربع طائرات ميگ 35 وهناك محطة للحرب الإلكترونية ويعمل عليها طاقم سوڤيتي وأما أن تبيعوها لنا أو تسحبوها معكم.»

حلل السوڤيت والغرب وإسرائيل هذا القرار بأن مصر لن تدخل المعركة، مما حقق للسادات فائدة استراتيجية، وكان السوڤيت قد بدأوا يشعرون أن لهم وضعاً ممتازاً في مصر وسفيرهم تحول إلى مندوب هؤلاء الخبراء في المحطة الالكترونية لا يعملون إلا بعد تلقي الأوامر من موسكو.

تقدير حجم القوات السوڤيتية في مصر

استمرار وجود قوات سوڤيتية في منطقة القتال



حقائق مسلية

It is noteworthy that between the Soviet troops and their European colleagues have developed quite a partnership and collaboration proceeded in a friendly way. For example, a retired lieutenant colonel, a military translator AI Isayenko recalled that he had to celebrate the New Year in Egypt seven times, with the most memorable, a veteran of the New Year seems to December 31, 1978, carried out on Sinai in the "Pharaoh's baths", together with military personnel of the Armed Forces of France and Finland. The representative of France, even casually joked that now they were "Bolsheviks", as all were flushed after sauna.

انظر أيضاً

الهوامش

  1. ^ أ ب Операции Кавказ, Хроника неизвестной войны.
  2. ^ عبد الغني الجمسي. حرب أكتوبر 1973. ص 176
  3. ^ محمد فوزي. حرب الثلاث سنوات 1967-1970. ص 317
  4. ^ "الكبرياء.. أيام سعد الدين الشاذلي: طرد الخبراء الروس.. ضربة مزدوجة موهت ساعة الحرب". جريدة النهار الكويتية. 2015-02-01. Retrieved 2015-02-09.

المصادر

قالب:Группы войск