البطالة في المغرب

البطالة في المغرب، هي مقالة تتناول البطالة في المغرب.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

العوامل الأساسية المتحكمة في البطالة

يتحكم، في المعدل الإجمالي للبطالة في المغرب، عاملان أساسيان[1]:

  • عرض العمل: المتسم بالازدياد المطرد لعدد الأشخاص الذين هم في سن العمل.
  • طلب العمل: المتسم بمحدودية إمكانيات استيعاب طالبي الشغل، نظرًا لهشاشة النمو، وبسبب الاختلالات الاقتصادية المختلفة.

وتمس البطالة على الخصوص النساء والشباب والوسطا الحضري.


عرض العمل

يمكن، في الفترة السابقة، تفسير الازدياد المطرد لعدد الأشخاص في سن العمل بالتطورات الديموغرافية إذ انتقل حجم الساكنة التي يتراوح عمرها ما بين 15 و59 سنة من 48 في المائة إلى 62 في المائة في الفترة الممتدة ما بين 1960 و2003، إضافة إلى ازدياد الحجم الديموغرافي عبر النزوح القروي.

تجدر الإشارة إلى أن الفترة الأخيرة تميزت بتزايد العنصر النسوي في عرض الشغل الذي تتضاعف ثلاث مرات بسبب تحسن المستوى التعليمي للنساء وتحررهن التدريجي. كما أدى انتشار التعليم إلى تغيير بنية عرض الشغل.

طلب العمل

يتسم طلب العمل بالمحدودية المتجسمة في ضعف خلق مناصب الشغل خاصة في الوسط الحضري بسبب ضعف النمو الاقتصادي غير القادر على استيعاب عرض العمل بسبب التغيرات التي همت الاستهلاك والإنتاجية، بالإضافة إلى ضغط منافسة التجارة الخارجية.


أسباب البطالة في المغرب

يمكن إجمالًا تحديد أسباب البطالة في عدة عوامل:

  • عدم قدرة الدولة على القيام بدور تنموي ديناميكي من شأنه التمكن من استثمار أفضل للموارد البشرية.
  • ضعف إحداث المقاولات بسبب مناخ الاستثمار غير المحفز على خلق المقاولات.
  • الاختلالات الاقتصادية بسبب تدخل الدولة في سوق الشغل.
  • عدم ملاءمة التكوينات المتوفرة لحاجات عالم الشغل.

نسبة البطالة في المغرب

تعتبر البطالة من أهم المشاكل التي يواجهها المغرب[2] عرفت ظاهرة البطالة بالمغرب تفاقمًا من بداية الثمانينات بسبب تحول دور الدولة في مجال التشغيل، إذ كانت تمثل المشغل الرئيسي نظرًا لاحتكارها للأدوات المالية والاقتصادية والقانونية، كما كانت الاستثمارات العمومية في أوجها تستوعب اليد العاملة الجديدة في هذه الفترة. بعد ذلك تراجع دور الدولة في التنمية وصار دور القطاع العمومي ضعيفًا، كما تراجع الاستثمار العمومي، وتراجع مستوى التشغيل في قطاع الوظيفة العمومية. بالمقابل لم تواكب هذه التحولات قدرة القطاع الخاص على الحلول مكان الدولة ليلعب الدور الذي كانت تلعبه في امتصاص البطالة.

شهدت البطالة في المغرب ارتفاعاً مستمرًا، فقد بلغت في 2020 أكثر من 10.5 بالمئة من إجمالي القوى العاملة اي ما يقارب 1.292 مليون مغربي. نسبة البطالة في المغرب أكثر انتشارًا في صفوف حاملي الشهادات الجامعية، خصوصاً الحاصلين منهم على شهادات في العلوم القانونية[3] بـ 17.8 بالمئة، [4] فكل 6 عاطلين عن العمل من بين عشرة، لم يسبق لهم أن حصلوا على فرصة عمل، ويصل معدل البطالة لدى الشباب إلى 26.8 بالمئة، يرتقب أن يرتفع ذلك العدد إلى مستويات قياسية بسبب جائحة كورونا [5][6] حيث توقع صندوق النقد الدولي أن تصل نسبة البطالة في المغرب إلى 12.5% قبل نهاية 2020[7] أشار وزير الشغل والإدماج المهني، محمد أمكراز، إلى أنه من المرتقب فقدان ما يناهز 712.000 منصب شغل خلال سنة 2020، وتسجيل ارتفاع في معدل البطالة ليصل إلى حوالي 14.8 بالمائة.[8][9]

في نوفمبر 2021، صرحت المندوبية السامية للتخطيط في المغرب إن معدل البطالة تراجع في الربع الثالث 2021 إلى 11.8% من 12.7% في الربع المناظر من العام 2020. هذا وتراجع حجم العاطلين عن العمل بـ 35 ألف شخص ما بين الفصل الثالث من 2020، ونفس الفصل من 2021، حيث انتقل عددهم من 1.482 مليون عاطل عن العمل إلى 1.447 مليون، وهو ما يعادل انخفاض بـ %2. وجاء هذا الانخفاض نتيجة تراجع عدد العاطلين عن العمل بـ 60 شخص بالوسط القروي وتزايده بـ 25 ألف شخص بالوسط الحضري. هذا وكانت المغرب قد توقع في مسودة موازنة العام 2022 زيادة قدرها 9% في إجمالي الإنفاق إلى 57 مليار دولار.[10]

الأثر الإجتماعي

أكثر من 42% بين شبان المدن في المغرب بدون عمل، وهو ما يؤدي لتنامي مشاعر الاستياء والإحباط والتوتر خاصة في صفوف الشباب الذين يمثلون أكثر من ثلث السكان، حيث ان مشكلة البطالة تعتبر سببا رئيسيا للاحتقان الاجتماعي.

يشهد المغرب حركات احتجاج غالبا ما يقودها شبان عاطلون عن العمل خاصة ان حملة الشهادات العليا أكثر عرضة للبطالة من أولئك الذين لم ينهوا دراساتهم.[11][12] ويواجه العاطل عن العمل في المغرب نظرة سلبية ودونية من المجتمع والمحيط العائلي، خاصة فئة الذكور، حيث يعتبر عالة وهو ما يزيد من حدة الضغط النفسي والاجتماعي والرغبة في الهجرة غير الشرعية، فالرجل هو المسؤول والمعيل الأول في الأسرة المغربية، فعمله يعتبر مصدر رزق للجميع، اما المرأة فهي لا تشكل خطرا لحياة الأسرة لأنها عادة ما تعتبر معيلا ثانويا،[13] ولهذا يضطر العديد من الشباب من الحاصلين على الشهادات العليا للقيام بأعمال لا تتناسب مع مؤهلاتهم العلمية ومحصلتهم المعرفية، ورغم ان معدلات البطالة في تزايد فقد قلصت الحكومة المناصب المالية المخصصة ضمن قانون المالية.[14]


الاستجابة الحكومية

أسس المجلس الوطني للشباب والمستقبل سنة 1991 وأعد ميثاقاً وطنياً لتشغيل الشباب وتنمية الموارد البشرية، وأشتمل الميثاق على ضرورة الحوار والتشاور والتفاوض والتعاقد والتضامن لتحقيق الميثاق، كما تم إعداد برنامجاً استعجالياً لإدماج الشباب من حاملي الشهادات، واستمر المجلس الوطني للشباب في اتخاذ إجراءات متتالية للتخفيف من مشكلة البطالة بين الشباب وكان من بينها مكتب تشغيل يختص بخريجي الجامعات، ولتوفير رؤية واضحة للمستثمرين الوطنيين من قدرته على والأجانب، ولتحسين جاذبية الاقتصاد المغربي والرف خلق مناصب الشغل، وتوضح المؤشرات التالية وضعية الاقتصاد المغربي[15]:

  • معدل نمو اقتصادي وصل إلى 4.2%
  • التحكم في عجز الميزانية في حدود 3.2%
  • التحكم في نسبة التضخم في حدود 1.5%

كما بدأت الدولة في اعتماد إستراتيجية صناعية جديدة، تقوم على تطوير وإحداث مهن عالمية جديدة، وتنفيذ برنامج لدعم تنافسية المقاولة، وقد بدأت هذه الحلول الهيكلية تعطي نتائجها الأولية، إذ تم تسجيل تراجعاً ملموسماً لمستوى البطالة بنسبة 3.2% حيث انتقلت من 14% سنة 1999 إلى 10.8% سنة 2011 في المغرب.

وتهدف العملية أيضاً إلى ملائمة التكوين لسوق الشغل، وذلك بالعمل على:

- إعادة توجيه الوافدين على سوق الشغل نحو الفروع الأكثر قدرة على تيسير الإندماج.

- إسهام الشركاء الاقتصاديين.

- التحديد المسبق والدقيق لحاجيات سوق الشغل سواء على الصعيد الوطني أو الدولي.


انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "وحش البطالة في المغرب". ساسة پوست. 2019-02-22. Retrieved 2021-12-16.
  2. ^ "المغرب: ما بعد البطالة". العربي الجديد. 2020-03-07. Retrieved 2020-03-07.
  3. ^ "بطالة الشباب... اقتصاد المغرب لا يستوعب الخريجين". العربي الجديد. 2020-12-12. Retrieved 2020-12-12.
  4. ^ "خريجو الجامعات بالمغرب الأعلى نسبة في البطالة". الجزيرة نت. 2020-12-22. Retrieved 2020-12-22.
  5. ^ "المغرب.. البطالة تصعد إلى 10.5 بالمئة في الربع الأول". وكالة أنباء الأناضول. 2020-07-31. Retrieved 2020-07-31.
  6. ^ "البطالة تصيب 1.29 مليون مغربي". العربي الجديد. 2020-07-03. Retrieved 2020-07-03.
  7. ^ "بسبب كورونا.. النقد الدولي توقع أن تصل نسبة البطالة في المغرب إلى 12.5٪؜ في 2020". اليوم 24. 2020-07-03. Retrieved 2020-07-03.
  8. ^ "توقعات بفقدان ما يناهز 712.000 منصب شغل بالمغرب خلال 2020 (وزارة)". مغرس. 2020-07-22. Retrieved 2020-07-22.
  9. ^ "بطالة خريجي الجامعات تتجاوز الربع بالمغرب". هسپرس. 2020-12-00. Retrieved 2020-12-22. {{cite web}}: Check date values in: |date= (help)
  10. ^ "تراجع البطالة في المغرب إلى 11.8% في الربع الثالث 2021 مقارنة بـ 12.7% في الربع المناظر من 2020". سي إن بي سي. 2021-11-03. Retrieved 2021-12-16.
  11. ^ "مركز بحثي يتنبأُ بعودة احتجاجات المعطلين إلى الشارع". Le Site Info Arabe. 2019-04-15. Retrieved 2019-04-15.
  12. ^ "المغرب: البطالة في صفوف الشباب "قنبلة موقوتة" وسبب رئيسي للقلق الاجتماعي". فرانس 24. 2018-02-11. Retrieved 2020-07-03.
  13. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة :0
  14. ^ "بالأرقام والآثار… البطالة بالمغرب في تزايد "مقلق"، وتهدد الاستقرار السياسي والاجتماعي للبلاد". Marayana - مرايانا. 2018-10-02. Retrieved 2020-07-03.
  15. ^ "البطالة والتحدي في العالم العربي". مجلة العلوم الإسلامية. 2021-12-16. Retrieved 2021-12-16.