الكشوف الجغرافية

(تم التحويل من استكشاف)

الكشوف الجغرافية واحدة من أقدم الأنشطة الإنسانية وأشدها إثارة. ومن المحتمل أن يكون المكتشفون الأوائل من صيادي عصور ما قبل التاريخ؛ لأنهم كانوا يرتحلون إلى مناطق غير مألوفة، بحثًا عن الطعام. وقديماً اعتاد الملوك والملكات تحت مظلة الحضارات المبكرة، أن يرسلوا المكتشفين إلى الأراضي المجهولة للمساهمة في تنمية التجارة، والبحث عن الذهب والثروات الأخرى، أو تحديد الأراضي الصالحة للإقامة.

ماركو پولو، يبدو في الصورة في أقصى اليمين، وكان عمره حينذاك 17 عاما عندما وصل إلى الصين مع التجار الإيطاليين بقيادة والده نيقولا وعمه مافيو. ارتحل ماركو إلى الصين في أواخر القرن الثالث عشر الميلادي وألّف كتابًا مثيراً ضم كل خبراته وتجاربه.

وعلى الرغم من اختلاف الأسباب التي دعتهم للقيام بهذه الرحلات الاستكشافية، فإن جميع المكتشفين قد يشتركون في صفات خاصة بهم؛ فهم جميعا يتحلّون بحب عميق للمخاطرة، ورغبة عارمة في اكتشاف المجهول، بالإضافة إلى شغفهم الشديد لمواجهة الأخطار ـ حتى الموت ـ في سبيل تحقيق أهدافهم.

ترك تحدي المجهول بصماته الواضحة في التأثير على كريستوفر كولمبوس، عندما أبحر من أسبانيا عام 1492 للبحث عن طريق بحري غربي إلى قارة آسيا. ويمكن القول إن اكتشافات كولمبوس وغيره من المكتشفين، قدَّمت فرصًا تالية للسير قدما نحو المزيد من الاكتشافات، وبذلك فتحوا أبوابًا جديدة في خضم الغابات، وعلى قمم الجبال في أمريكا الشمالية. وقد ساهم البعض الآخر في رسم معالم خريطة قارة إفريقيا من الداخل. ومع ذلك فقد تمكن مكتشفون آخرون من اختراق صحاري أستراليا، والسير قدما في مواجهة التيه الشاسع الذي يشكل المنطقة القطبية المتجمدة. وبفضل هؤلاء المكتشفين، أمكن إماطة اللثام عن جزء مجهول من سطح الكرة الأرضية ليصبح معروفا للعالم في مطلع القرن العشرين.

ومع ذلك فإن مناطق شاسعة من الكرة الأرضية ظلت مجهولة، وغير محددة على الخريطة فكانت بمثابة تحد للمكتشفين والعلماء، لاقتحامها والتعرف عليها. وفي الحال وجّهوا اهتمامهم نحو مجال الاكتشاف في مناطق تحت سطح الأرض (في أعماق المحيط). وبحلول الثلاثينيات من القرن العشرين، تم إنجاز رقم قياسي في الوصول إلى قاع البحر في مركبة غطس.

وفي الوقت الحاضر، نجد أن روح المخاطرة والحافز الهادف إلى تحقيق المعرفة الإنسانية، يعتمدان على مجال الاكتشاف الموجه نحو الكشف العلمي. والمكتشفون في الوقت الحاضر بإمكانهم أن يقودوا سفن الغطس العميق، من خلال وديان ضيقة تحت البحر، وبإمكانهم أن يرسلوا مركبات الفضاء التي مكَّنت الإنسان من المشي على سطح القمر أو أخذ عينة من تراب المريخ لتحليلها، أو يدرسوا الحلقات التي تحيط بكوكب المشتري. وفي نطاق مخاطرات كهذه، يظل الإنسان يحدوه الأمل في تحقيق اكتشافات أكبر في المستقبل.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الكشوف في العصور القديمة

المستكشفون الأوائل

الكشوف الجغرافية في العصور القديمة والوسطى. توضح الخريطة الصغرى على الصفحة مساحات الأرض والبحار التي تم اكتشافها، أو التي تمكن الأوروبيون من التعرّف عليها حتى مطلع القرن الرابــــع عـشر الميلادي، ويرمـز للأراضـي بالـلـون ( الأصفر ) وللبحار باللون (الأزرق). أما الخريطة المكبّرة فتوضح طرق الرحلات الاكتشافية في العصور القديمة والوسطى بادئة بالاكتشاف المصري 1400 ق.م، وهي واحدة من أهم سجلات التاريخ في العالم .

كانوا من التجار الذين ينتمون إلى بلدان مثل بابل، ومصر. وقد تركزت حضارة بابل القديمة في جنوب شرقي العراق حاليًا. وكان تجارها يُلمون بالكثير من المعلومات عن البلاد البعيدة. فقد حصلوا على هذه المعلومات من خلال أسفارهم. ومنذ بداية عام 2500 ق.م، بدأت الرحلات الاكتشافية التجارية البابلية في الانتقال جنوبًا حتي المحيط الهندي، وغربًا حتي البحر الأبيض المتوسط، وأيضًا فيما يقرب من سنة 2500 ق.م بعث المصريون برحلة اكتشافية إلى البحر الأحمر، حتى وصلوا إلى منطقة على ساحل إفريقيا الشرقي، كانت تعرف حينذاك باسم بلاد بُنت وهي ما يُعرف الآن بالقرن الإفريقي.

ويعتقد أن بلاد بُنت كانت موجودة في الصومال حالياً أو قريبًا منها. وفي عام 1400ق.م أرسلت الملكة حتشبسوت التجار إلى هذه البلاد في سفن مجهزة بالأشرعة والمجاديف.

المكتشفون المشهورون في العصور القديمة والوسطى

الفينيقيون

أصبح الفينيقيون قادة مكتشفي البحار في العصور القديمة. وكانوا يعيشون في الطرف الشرقي من البحر المتوسط في المناطق الساحلية في فلسطين المحتلة ولبنان وسوريا والخليج العربي. وقد أصبح المكتشفون الفينيقيون الرواد الأوائل في الإبحار بطول البحر الأبيض المتوسط منذ القرن الثاني عشر قبل الميلاد. وفيما يقرب من منتصف القرن الثامن قبل الميلاد، أسسوا قرطاج قريبًا من موقع تونس العاصمة الحالية للدولة التونسية، واتخذوها مركزًا للتجارة والملاحة. وفيما بعد انطلق الفينيقيون عبر مضيق جبل طارق، حيث أقاموا المستعمرات على شواطئ المحيط الأطلسي بشمالي إفريقيا.

وخلال القرن الخامس الميلادي، أرسل الفينيقيون في مدينة قرطاج أسطولا، يبلغ عدد سفنه ستين سفينة بهدف اكتشاف الساحل الأطلسي لقارة إفريقيا وإقامة مستوطنات هناك. وقد اضطلع الملاح القرطاجني: هانّو بمهام قيادة الأسطول. ومن الجائز أن يكون هذا الملاح قد نجح في اكتشاف المناطق الواقعة في أقصى الجنوب في المنطقة المسمّاة بالسنغال حاليًا، وذلك قبل أن تنفد منه المؤونة، فيضطر إلى العودة إلى بلاده مرغمًا.

اليونانيون القدماء

وقد كانوا يُلمُّون بمعلومات عن عالم الجغرافيا أكثر من أي شعب آخر جاء قبلهم؛ وذلك لأن اليونان القديمة قد وصلت إلى ذروة قوتها في السنوات الأولى من القرن الخامس قبل الميلاد. وفي أثناء هذه الفترة اكتشف البحارة اليونانيون سواحل الأطلسي المطلة على أوروبا وإفريقيا، باحثين عن أماكن كي يقيموا فيها المستعمرات. وهناك رجلان يرجع إليهما الفضل كله، في العمل على اتساع رقعة المعارف المنبثقة عن حضارات العالم. وهذان الرائدان اللذان امتد أثرهما فيما وراء منطقة البحر الأبيض المتوسط هما بيثياس العالم الفلكي والرياضي، والإسكندر الأكبر الذي كان ملكًا وقائدًا حربيًا، وفاتحاً وغازيًا مشهورًا.

عاش بيثياس في ماساليا، وهي مستعمرة يونانية كانت تقع في موضع مارسيليا، الآن في فرنسا. وكانت لديه خطة لدراسة حركات المد والجزْر في المحيط الأطلسي في أماكن متعددة. وفيما يقرب من عام 300 ق.م، أبحر بيثياس من مارسيليا من خلال مضيق جبل طارق، واكتشف سواحل المحيط الأطلسي في المناطق التي كانت تقع مكان البرتغال وأسبانيا وفرنسا، ثم أبحر بيثياس بمحاذاة المنطقة التي تُسمَّى الآن بالجزر البريطانية، واستمر في سفره صوب الشمال، حتى وقف الثلج عقبة كؤودًا في طريقه وأرغمه على العودة. وتحدث بيثياس فيما بعد عن أرض يقال لها الصقع الأقصى، التي كانت من المفروض أن تقع في نقطة بأقصى الشمال من رحلته. ويعتقد العلماء أن هذه الأرض هي الآن آيسلندا أو النرويج.

وفي الوقت نفسه تقريبًا الذي كان فيه بيثياس مشغولاً باكتشاف المحيط الأطلسي الشمالي، شرع الإسكندر الأكبر في توجيه حملة بحرية أثمرت في العمل على توسيع آفاق العالم المعروف لدى اليونانيين. ومن المعروف أن الإسكندر الأكبر هو ابن الملك فيليب الثاني ملك مقدونيا، وهي بلدة تقع شمالي اليونان. كان فيليب قد هزم اليونانيين وكون اتحادًا بين اليونان وبلاده مقدونيا. بعد أن تبوأ الإسكندر العرش ـ بعد موت أبيه ـ شرع في العمل على توسيع وتدعيم القوة المقدونية واليونانية.

وفي عام 334 ق.م، تمكن الإسكندر الأكبر وهو في الثانية والعشرين من العمر ـ حين قاد جيشه القوي ـ من هزيمة جيش فارس في المناطق، التي تمثل تركيا الآن، ثم انطلق الملك الصغير في زحفه نحو الشرق الأوسط. وبعد ذلك شق طريقه عبر غربي آسيا موقعًا الهزيمة بكل من بابل وفارس وكثير من الأراضي التي تعرف الآن بأفغانستان، وجزء من المناطق التي تعرف الآن بالهند. ثم ارتحل في اتجاه تيار نهر السند، إلى المحيط الهندي. وعند عودته إلى الشرق الأوسط انطلق في زحفه صوب الغرب عبر صحراء جدْرُوزيا في الهند وفارس. وعندما توفي الإسكندر عام 323 ق.م، أصبح العالم المعروف لدى اليونانيين ممتدًا من المكان الذي افترضوا أنه الصقع الأقصى في شمالي الأطلسي إلى غربي الهند.

الاتصال بين الشرق والغرب

بدأ الاتصال بين كل من الصين في الشرق، وأوروبا في الغرب في نحو 200 سنة بعد وفاة الإسكندر الأكبر. وقد عرف الصينيون أولا الكثير عن الأوروبيين من الشعوب التي كانت تعيش في المناطق التي نجح الإسكندر الأكبر في غزوها. وفي عام 138 ق.م، عين الإمبراطور وودي أحد الموظفين ويدعى زهانج ـ كيان (تشانج ـ شيان) ممثلاً له في غربي آسيا. وقد اكتشف زهانج آسيا الوسطى في المدة من عام 128 إلى عام 126ق.م، ثم عاد مزودًا بالمعلومات عن طرق التجارة. وقد أدت هذه المعلومات إلى افتتاح طريق إلى ياركند (سيوشي حاليًا)، في غربي الصين، حيث بدأ لقاء التجار الصينيين والهنود والأوروبيين.

وبعد مرور مائة عام بعد ذلك نشطت الإمبراطورية الرومانية بتجارة الشرق والغرب. وفي الوقت الذي وصلت فيه الإمبراطورية الرومانية أقصى اتساع لها في بداية القرن الثاني الميلادي، كانت قد نجحت في بسط نفوذها على نصف أوروبا، ومعظم مناطق الشرق الأوسط، والساحل الشمالي من إفريقيا. وعلى الرغم من ذلك فإن روما لم تقدم مكتشفين رئيسيين، ولكنها هزمت بلادًا وأقامت مستعمرات في مناطق من أوروبا لم يُعرف عنها إلا القليل. وتشمل هذه المناطق ما يعرف الآن بفرنسا وألمانيا وبريطانيا وأسبانيا. وجلب التجار الرومانيون البضائع من كل من الهند والصين وإفريقيا؛ وبهذا استطاعوا زيادة معرفة أوروبا بهذه البلاد النائية. وازدهرت التجارة بين كل من أوروبا والشرق حتى أواخر القرن الخامس الميلادي. وخلال هذا الوقت تمكنت الشعوب الألمانية التي كانت لا تهتم بالمنتجات الشرقية من السيطرة على معظم أوروبا الغربية.

الڤايكنگ

أضاف الڤايكنگ فصلاً مثيرًا إلى تاريخ الاكتشافات خلال الفترة المسماة بالعصور الوسطى. وقد استغرقت تلك الفترة من بداية القرن الخامس الميلادي إلى القرن السادس عشر الميلادي. وكان الفايكنج يعيشون في إسكندينافيا، وهي مساحة من أوروبا تشمل الآن، الدنمارك والسويد والنرويج. وفي مستهل القرن الثامن الميلادي، بدأ الإسكندينافيون يشعرون بالعواقب الوخيمة من جراء الزيادة المطردة في السكان في الوقت الذي شعروا فيه بالنقص الملحوظ في مساحات الأرض التي يحتاجون إليها للزراعة. ولذا ترك كثير من الفايكنج بلادهم سعيًًا وراء أماكن جديدة، ليجدوا رزقًا يقتاتونه؛ فهاجر بعضهم إلى ما يعرف الآن بإنجلترا وآيسلندا وأيرلندا وأسكتلندا. وفيما يقرب من عام 982 ارتحل من آيسلندا أحد الفايكنج يدعى إريك الأحمر إلى الجزيرة الضخمة، المعروفة باسم جرينلاند. وبعد سنوات قليلة جاء أحد الفايكنج وهو القبطان بيارني هيرجولفسون، واتجه متقدمًا نحو جرينلاند ليلحق بمستعمرة إريك، ولكن عاصفة بالقرب من الساحل الشرقي قذفته إلى ما يعرف الآن بكندا. وهكذا أصبح هيرجولفسون الأوروبي الأول، الذي اشتهر بأنه استطاع مشاهدة البر الرئيسي من أمريكا الشمالية.

وفي بداية القرن الحادي عشر الميلادي، قاد ليف إيريكسون ـ ابن إريك الأحمر ـ بعثة تهدف إلى اكتشاف الأرض التي أعلن هيرجولفسون عن مشاهدتها من قبل. وفيما بعد أسس الفايكنج مستوطنة في مكان سمَّاه إيريكسون فينلاند، وفي الواقع لا أحد يعرف أين كانت فينلاند تقع. وبعض العلماء يظنون احتمال أنها كانت تقع في المنطقة التي تعرف الآن بالإقليم الكندي من نيوفاوندلاند. وقد تم تأكيد هذا بعد وجود بقايا وآثار مستوطنة تنتمي إلى الفايكنج عام 1961. وكان الهنود أو ربما الإسكيمو من أولئك الذين عاشوا ـ غالبًا ـ في المنطقة. وقد هاجموا فينلاند، ولذلك هجر الفايكنج المستعمرة. وفيما بعد فقد الإسكندينافيون الاهتمام بهذه الأرض الجديدة.

استئناف الاتصال بين الشرق والغرب

في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي، تجدد الاهتمام الأوروبي بالشرق الأوسط أثناء فترة الحملات الحربية المعروفة باسم الحروب الصليبية. نظم القادة الأوروبيون هذه الحملات لإعادة الاستيلاء على منطقة الشرق الأوسط، ومن ثم بدأت الحروب الصليبية في عام 1096، واستمرت على فترات متقطعة بلغت نحو 200 عام.

ومن خلال التجارة مع الشرق الأوسط، علم الأوروبيون الكثير عن المنتجات غير المألوفة والمثيرة التي كانت تأتي من الشرق الأقصى مثل المجوهرات، والخزف الصيني والحرير والتوابل، ولذلك دعّمت القصص التي نوهت عن هذه المنتجات، والعينات الخاصة بها الطلب المُلح عليها في أوروبا. ولتلبية هذا الطلب عقد التجار الإيطاليون في كل من بيزا وجنوه والبندقية (فينيسيا) صفقات تجارية مربحة مع تجار الشرق الأوسط الذين كانوا يقتنون هذه المنتجات في الشرق الأقصى.

وفي منتصف القرن الثالث عشر الميلادي، اقترب الأوروبيون في اتصالهم بشعوب شرقي آسيا أكثر من غيرهم. وفي ذلك الوقت كان هناك محاربون قساة شجعان يُعرفون باسم المغول، وكانوا يحكمون كل آسيا تقريبًا. وفي عام 1245 بعث البابا إنوسنت الرابع ممثلاً له هو الراهب الفرنسيسكاني جون أوف بلانو كاربيني، كي يقيم علاقات الود والصداقة مع خان (حاكم) المغول. وعاد الراهب من رحلته إلى ما يسمى منغوليا حاليًا وفي جعبته الكثير من المعلومات عن المغول وبلادهم. وفي عام 1253، أرسل الملك لويس التاسع ملك فرنسا ممثلاً آخر، راهبًا فرنسيسكانيًا هو وليم أوف روبروك كي يزور الخان. وكان لويس يأمل في أن يتمكن روبروك من إقناع الخان بتبني الديانة النصرانية، ومن ثم يصبح حليفًا له ضد المسلمين، ولكن روبروك فشل في مهمته، إلا أنه عاد يحكي قصصًا رائعة عن الثروة الضخمة التي يرفل في نعيمها سكان شرقي آسيا. فحفزت هذه الحكايات التجار الأوروبيين إلى مزيد من الشغف لتوسيع تجارتهم مع تجار الشرق.

وفي عام 1250 تقريبًا، شرع تاجران من البندقية (فينيسيا) وهما نيكولو، ومافيو بولو، في الخروج من البندقية في مهمة تجارية، فوصلا إلى الصين خلال فترة الستينيات من القرن الثالث عشر الميلادي، وصادقا القائد المغولي قبلاي خان. ثم عاد الأخوان إلى البندقية يحملان ثروة كبيرة من المجوهرات مع بعض البضائع الأخرى. وفي عام 1271، رحل نيكولو ومافيو بولو إلى الصين مرة أخرى، وفي هذه المرة كان يصحبهما ابن نيكولو المسمى ماركو، وكان يناهز السابعة عشرة من العمر. وكان ماركو بولو يتقن أربع لغات؛ مما ترك انطباعاً عظيمًا في نفس قبلاي خان، حيث أقدم على الفور إلى أن يبعثه في جولات رسمية في طول المملكة وعرضها وخارجها. بقي ماركو بولو مدة خمسة عشر عامًا يتجول في أرجاء الصين وجنوب شرقي آسيا ممثلاً شخصيًا للخان الحاكم. وبعد أن رجع نشر كتابًا عن رحلاته وسماه وصف العالم، ومن ثم نالت قصة رحلات ماركو بولو الشهرة والذيوع والتميز. وبذلك أخذت مكانتها العظيمة في أوروبا، ونتج عنها علاقات متزايدة في الترابط والود بين الأوروبيين وشعوب شرقي آسيا.

وهناك مجموعة من الرحالة الآخرين قدّموا قصصًا مثيرة عن رحلاتهم خلال أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن الرابع عشر الميلاديين، وكان من بينهم أودوريك البوردنوني وابن بطوطة. وكان أودوريك منصِّرًا إيطاليًا. وفي عام 1314، أبحر إلى الصين عن طريق المحيط الهندي، ثم رجع إلى أوروبا مخترقًا وسط آسيا، وحط رحاله في وطنه عام 1330.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

العرب والمسلمون

أولى الرحلات التي سجلها التاريخ العربي هي رحلة ناصر خسرو (ت نحو سنة 460هـ، 1071). وقد بدأ رحلته من مرو في خراسان مرورًا بلبنان وفلسطين ومصر ومكة ثم البصرة فبلخ، واستغرقت رحلته نحو سبع سنوات ووصف في كتابه سفر نامة كل المناطق التي زارها وسكانها وملابسهم ومأكلهم.

أما ابن جبير الكناني (ت 614هـ، 1217م)، فقد قام بثلاث رحلات كانت أولاها عام 578هـ، 1182م واستغرقت ما يزيد على السنتين، بدأها من غرناطة وزار فيها سبتة في المغرب ومصر والحجاز والعراق وبلاد الشام وصقلية، وأطلق على هذه الرحلة اسم رحلة ابن جبير أو رحلة الكناني؛ لأنه كان ينتسب إلى كنانة. وكان دقيقًا في تسجيله للحوادث، وكان يذكر الساعة واليوم والشهر في أغلب الأحيان، أما رحلتاه الأخريان فلم يسجل أخبارهما في كتاب.

أما أشهر الرحلات التي تكاد تطغى على ما سواها من الرحلات الأخرى سواءً في الشرق أم في الغرب فهي رحلات ابن بطوطة799هـ، 1377)، حيث استغرق بعضها زهاء ربع قرن. وقد قام بثلاث رحلات مبتدئًا من مدينة طنجة في المغرب عام 725هـ، 1325، واستمرت الأولى نحو 25 عامًا، وصف فيها الساحل الشمالي لإفريقيا والشام والحجاز والعراق وعمان والبحرين وخراسان وأفغانستان والهند والصين وسومطرة وجزيرة سرنديب وعاد إلى فاس عام 750هـ، 1349. أما رحلته الثانية فقد قام بها إلى الأندلس وأقام بغرناطة ثم عاد إلى المغرب. وفي الرحلة الثانية خرج عام 753هـ، 1353 إلى وسط إفريقيا وزار كثيرًا من الممالك الإسلامية وغيرها مثل مملكة مالي وغانا وعاد عام 754هـ، 1354، وقد سرد كل مشاهداته في كتابه تحفة الأنظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار.

العصر الذهبي للكشوف الأوروبية

خلال القرن الخامس عشر الميلادي، أراد كثير من الأوروبيين الأثرياء شراء المنتجات التي تأتي من الشرق، مثل: المجوهرات، والخزف الصيني، والحرير والقرفة، والثوم والفلفل وبعض التوابل 0وكلما زاد الطلب على هذه البضائع ارتفع ثمنها. وفي عام 857هـ، 1453م، سيطر المسلمون بحنكتهم التجارية على معظم الأسواق في الشرق وكذلك على طرق التجارة البرية الرئيسية بين أوروبا والشرق؛ وكان الأوروبيون يرون أن المسلمين يطالبونهم بدفع أثمان غالية لمنتجاتهم الشرقية، ولذلك رأت المجموعات التجارية في أوروبا مقاطعة طريق التجار المسلمين، والعثور على طريق بحري مباشر إلى كل من جزر الهند الشرقية والغربية، التي سماها الأوروبيون حينذاك الإنديز (الجزء الشرقي من آسيا) ومن ثم أُخذت كل من البرتغال وأسبانيا المبادرة في توجيه الرحلات لاكتشاف الطريق التجاري.

وكانت رحلاتهم الاكتشافية أزهى فترة في عصر الاكتشافات، وقادوا الطريق إلى إعادة اكتشاف أمريكا بمجهود المكتشفين الأوروبيين.

مكتشفو العصر الذهبي للاكتشافات الأوروبية

الوصول إلى طرف أفريقيا

حدث في أوائل القرن الخامس عشر الميلادي، أن ركّز المكتشفون البرتغاليون انتباههم على الساحل الغربي لإفريقيا. وكان الأمير هنري ابن جون الأول ـ حينذاك ـ ملك البرتغال قد صار مشهورًا باسم هنري الملاح؛ لأنه منح هذه الرحلات المبكرة كل رعايته. وخلال الرحلات المتعاقبة، كان البحارة التابعون لهنري يبحرون إلى أقصى الجنوب على امتداد الساحل الإفريقي، ولكن في الوقت الذي مات فيه هنري عام 1460م كان الساحل الإفريقي قد تم رسمه حتى الموقع الحالي لسيراليون. انظر: هنري الملاح.

وفي السنوات الأخيرة من القرن الخامس عشر، ازداد البرتغاليون أملاً وتفاؤلاً، في الوصول إلى الطرف الجنوبي لإفريقيا، إذ كانوا يعتقدون أن مثل ذلك الاكتشاف سوف يكشف عن طريق بحري يصل إلى آسيا.

وفي عام 1487، خرج المكتشف البرتغالي بارتلوميو دياز في محاولة لاكتشاف طريق بحري يدور حول إفريقيا، وفيما كان مبحرًا حول الساحل الجنوبي الغربي من القارة، دفعت عاصفة عنيفة سفينته بجوار الطرف الجنوبي، وأدرك دياز في الحال أنه كان مبحرًا نحو الشرق، دون أن يرى أرضًا، وأدرك أيضًا أنه قد استطاع الدوران حول إفريقيا. وطبقًا للتقاليد السائدة في ذلك العصر، أطلق الملك جون الثاني ملك البرتغال على هذه البقعة اسم رأس الرجاء الصالح. انظر: دياز، بارتلوميو.

كريستوفر كولمبوس يصل إلى أمريكا. بينما كان البرتغاليون مشغولين بالبحث عن طريق بحري، يتجه صوب الشرق إلى آسيا، أخذ بعض البحارة الأوروبيين يتجهون إلى الغرب؛ لأنهم كانوا يعتقدون أن أقصر طريق يصل إلى جزر الهند الشرقية والغربية لابد أنه يقع عبر المرور من خلال المحيط الأطلسي. كان كريستوفركولمبوس وهو قبطان من جنوه ـ يتمسك بهذا الرأي بقوة؛ ولذا حاول كولمبوس أن يقنع جون الثاني ملك البرتغال بأن يتكرم عليه بمنحه الأمر بقيادة بعثة استكشافية صوب الغرب. ولكن بعض مستشاري الملك رفضوا الفكرة، إلا أن كولمبوس بدوره،رفض أن يتخلى عن رأيه، وعرض فكرته على حكام أوروبيين آخرين. وفي نهاية المطاف قبلت إيزابللا ملكة أسبانيا خطته، وفي عام 1492م قدمت الملكة والملك فرديناند الخامس ثلاث سفن هي نينا، وبنتا، وسانتا ماريا، ووعداه بمنحه درجات التكريم والتشريف والثروة الطائلة إذا وصل إلى جزر الهند.

بدأ كولمبوس رحلته من بالوس بأسبانيا في الثالث من أغسطس 1492م، وأبحرت سفنه أولاً إلى جزر الكناري، بعيدًا تمامًا عن ساحل الأطلسي، المطل على جزر الكناري. وغادرت الحملة جزر الكناري في 6 سبتمبر، وشقت طريقها رأسًا صوب الغرب عبر المحيط. وظل بحارة السفينة في رحلتهم أكثر من شهر بدون رؤية الأرض. وفي 10 أكتوبر، حثوا كولمبوس على العودة وهددوا بأن يتولوا أمر الرحلة بأنفسهم، إذا رفض العودة. بيد أن كولمبوس أقنعهم بالاستمرار في الرحلة لبضعة أيام، وبعد يومين تمامًا شاهد بحار من فوق ظهر السفينة بنتا إحدى جزر الهند.

رسا كولمبوس على الأرض، وسمى الجزيرة سان سلفادور، وزار أيضًا جزيرتين أخريين وهما إسبانيولا (تتقاسمها في الوقت الحاضر كل من هاييتي وجمهورية الدومينيكان وكوبا). و اعتقد كولمبوس أنه قد وصل إلى جزر الهند، ولذلك أطلق على الناس الذين قابلهم اسم الهنود، وشرع في العودة في يناير 1493م، ووصل بالوس في مارس، وسرعان ما أحدثت الأخبار عن اكتشافاته آثارًا مدوية وعظيمة في جميع أرجاء أوروبا. وكافأه الملك فرديناند والملكة إيزابللا بمنحه لقب أمير البحر. انظر: كولمبوس، كريستوفر.

الرحلة البحرية حول إفريقيا. كان معظم الأوروبيين يعتقدون أن كولمبوس وصل إلى جزر الهند، ولكن كثيرًا من البرتغاليين كانوا يرفضون هذا الرأي، وأفصحوا عن رأيهم بأن كولمبوس لم يجلب معه التوابل أو أيًا من المنتجات الآسيوية المعروفة. وظل البرتغاليون واثقين من أن أفضل طريق لآسيا هو الإبحار حول إفريقيا.

وفي عام 1497م، أمر ملك البرتغال مانويل الأول الملاح البرتغالي فاسكو دا جاما أن يستأنف الإبحار في الطريق نفسه، الذي كان يتخذه بارتلوميو دياز، وأن يشق طريقه كله نحو آسيا. وفي 8 يوليو، بدأ داجاما رحلته من لشبونه في البرتغال بصحبة أربع سفن، لكن سرعان ما وقعت الرحلة في متاعب، وكان من أهمها العواصف الهوجاء التي أعطبت الأسطول، وشحَّت الأطعمة، وأوشكت على النفَّاد. أما الخطورة الثانية فتمثلت في تفشي مرض الإسقربوط الذي قضى على حياة الكثير من العاملين في طاقم الأسطول. وبعد مرور ثلاثة أشهر لم يكن رأس الرجاء الصالح يبدو ـ على الإطلاق ـ للعيان في أي مكان. وفي شهر أكتوبر طلب طاقم السفينة ـ الذي استبد به القلق ـ من دا جاما التخلي عن الرحلة.

ولكن داجاما طمأنهم وأقنعهم بأن رأس الرجاء الصالح أمامهم، ولذلك استمر قدمًا في الرحلة. وفي يوم 22 من نوفمبر وصلت البعثة إلى رأس الرجاء الصالح. ومن ثم شق داجاما طريقه حول طرق قارة إفريقيا، وتوقف عدة مرات على الساحل الشرقي من هذه القارة، في منطقة تُدعى ماليندي، والتي تُسمَّى في الوقت الحاضر كينيا، واستأجر ملاحًا عربيًا ليرشده عبر المحيط الهندي. ووصلت الحملة إلى كلكتا بالهند في 20 مايو 1498م. وهكذا تكللت جهود دا جاما في اكتشاف طريق بحري إلى آسيا. انظر: داجاما، فاسكو.

هيرناندو دي سوتو مكتشف أسباني قابل القبائل الهندية خلال الرحلة الاستطلاعية الأوروبية الأولى ليصل إلى نهر المسيسيبي بأمريكا ـ وقد بدأ الأسبان رحلاتهم عام 1539م من الموقع الحالي لغربي فلوريدا ـ وتمكن من الوصول إلى النهر في مايو عام 1541م.

اكتشاف العالم الجديد. نجح كولمبوس في عبور المحيط الأطلسي مرة أخرى في الأعوام 1493م، 1498م، 1502م واكتشف المناطق التي تعرف الآن بجاميكا، وبورتوريكو، وترينيداد، والشواطئ التي تمثلها في الوقت الحاضر كل من: بنما وفنزويلا، وفي النهاية أدرك كولمبوس أنه لم يصل إلى جزر الهند، ولكنه مع ذلك ظل يعتقد بأنها ليست بعيدة.

وفي عام 1500م رسا المكتشف البرتغالي بيدرو ألفاريز كابرال على ما يُسمى الآن البرازيل. وكان يحاول أن يبحر في طريق عريض حول إفريقيا إلى الهند. ولكنه بدلاً من ذلك وصل إلى أمريكا الجنوبية. وفيما بعد أكمل كابرال الرحلة حول إفريقيا ووصل إلى الهند.

وقام فسبوتشي أميريگو المكتشف الإيطالي بثلاث رحلات إلى أمريكا الجنوبية، وكانت الأولى من عام 1499م إلى 1500م مع ألونزو دي أوجيدا، (مكتشف أسباني). ثم قام برحلتين أخريين من عام 1501م إلى 1502م، ومن عام 1503م إلى عام 1504مع ضابط برتغالي هو جونكالو كولهو. وزعم فسبوتشي فيما بعد أنه قد وصل إلى عالم جديد. وفي عام 1507م اقترح مارتن فالدسيمولر مصمم خرائط ألماني أن يُسمَّى هذا العالم الجديد أمريكا أي باسم أمريگو ڤسبوتشي.

وتصدر جون كابوت، وهو ملاح إيطالي، قيادة رحلة استكشافية من إنجلترا إلى أمريكا الشمالية عام 1497م، ونجح كابوت في إقناع هنري السابع ملك إنجلترا بأنه قادر على الوصول إلى الهند، التي تعرف عليها كولمبوس عن طريق أقصر من ذلك الطريق، الذي كان كولمبوس قد سلكه من قبل. وفي شهر مايو أقلع كابوت من بريستول في إنجلترا، ثم أبحر مباشرة صوب الغرب عبر المحيط الأطلسي، متجها إلى الشمال أبعد من طريق كولمبوس. وبعد شهر رسا كابوت على الأرض التي هي الآن نيوفاوندلاند وأمام رأس جزيرة بريتون في كندا.

حوالي عام 1508م أرسل الملك الإنجليزي البحار سبستيان بن كابوت، للبحث عن طريق مائي داخل الأراضي التي كان والده قد وصل إليها من قبل. وهذا الطريق المأمول فيه أصبح معروفًا باسم الممر الشمالي الغربي. وفي سبيل البحث عنه أبحر سبستيان كابوت قدمًا على امتداد الساحل الأمريكي الشمالي. ومن المحتمل أن يكون في أقصى الجنوب في المنطقة التي تمثل كارولينا الشمالية في الوقت الحاضر. وكانت نتيجة تلك الرحلة اكتساب إنجلترا معلومات وافرة عن الساحل. انظر: كابوت .

وفي عام 1513م قاد المكتشف الأسباني فاسكو نونيز دي بالبوا رحلة اكتشافية عبر المكان، الذي يُسمَّى بنما في الوقت الحاضر، بادئًا من المناطق المطلة على الساحل الأطلسي إلى المناطق المطلة على المحيط الهادئ، ولذلك يُعدّ أول مكتشف أوروبي يشاهد الشاطئ الشرقي للمحيط الهادئ. وساعد اكتشافه على إثبات أن العالم الجديد كان حقًا كتلة ضخمة من الأرض، تقع بين أوروبا وآسيا. انظر: بالبوا، فاسكو نونيز دي.

رحلة ماجلان الدائرية حول الكرة الأرضية. في الوقت نفسه الذي حدث فيه اكتشاف بالبوا، بدأ بعض الأوروبيين يتساءلون عما إذا كان من الممكن الإبحار حول أمريكا الجنوبية إلى آسيا. وأحس فرديناند ماجلان، وهو ملاح برتغالي ماهر، بكل ثقة، أن بإمكانه اكتشاف هذا الطريق، ولذلك شرع يفاتح مانويل الأول ملك البرتغال بفكرته، ولكن الملك رفض عرضه. ولكن تشارلز الأول ملك أسبانيا وافق عام 1518م على أن يرعى رحلة ماجلان.

ورحل ماجلان من سانلويكار دي براميدا في أسبانيا في 20 سبتمبر 1519م. وكان بصحبته خمس سفن وما يقرب من 240 بحارًا. وبعد الوصول إلى الساحل الشمالي الشرقي للبرازيل ظل متتبعًا الساحل نحو الجنوب. وفي مارس 1520م حط رحاله في منطقة يطلق عليها الآن سان جوليان بالأرجنتين، لينتظر حلول الشتاء الجنوبي الذي يستمر من شهر يونيو حتي سبتمبر. وأبحر ماجلان بسفنه في 18 أكتوبر، وبعد ثلاثة أيام دخلت السفن ممرًا يعرف الآن باسم مضيق ماجلان عند الطرف الجنوبي من أمريكا الجنوبية. وفي 28 يونيو انطلقت ثلاث سفن خارجة من المضيق إلى داخل المحيط الهادئ، ولكن العواصف حطمت إحدى السفينتين الأخريين، بينما عادت الأخرى إلى أسبانيا

وأخبر ماجلان أطقم سفنه، أنهم قريبون من جزر الهند، ولكن المحيط الهادئ أثبت لهم أنهم مخطئون، وأنهم كانوا في مكان أبعد مما كان ماجلان يتوقع، واستمر المكتشفون في إبحارهم أكثر من ثلاثة أشهر، دون أن يشاهدوا أية أرض، فيما عدا جزيرتين غير آهلتين بالسكان، وشح الطعام، فاضطر البحارة إلى أن يقتاتوا جلود الثيران والفئران كي يظلوا على قيد الحياة. وفي مارس 1521م وصل ماجلان إلى ما يُسمَّى الآن غوام؛ حيث استطاع أن يجمع مؤونته. وبعد ذلك رحل إلى ما يعرف الآن باسم جزر الفلبين. وهناك دار صراع مرير بينه وبين السكان المحليين وقُتل ماجلان في إحدى المعارك في 27 إبريل 1521م.

بعد وفاة ماجلان، اضطرت الحملة إلى ترك إحدى سفنها، بينما ارتحلت السفينتان الأخريان إلى جزر التوابل (سبايس آيلاندز) وهي الآن جزء من إندونيسيا. وفيما بعد استمرت في الرحلة إحدى هاتين السفينتين واسمها فكتوريا، واتجهت صوب الغرب تحت قيادة أحد ضباط ماجلان، وهو الملازم خوان سباستيان ديل كانو، وعبرت المحيط الهندي، وأبحرت حول رأس الرجاء الصالح.

كانت السفينة في حالة يرثى لها، بعد أن تحطمت بشدة وعلى ظهرها طاقم مكون من ثمانية عشر بحارًا وكانوا في حالة من الإعياء الكامل. ووصلت هذه السفينة في نهاية المطاف إلى أسبانيا في 6 سبتمبر 1522م، وقد قطعت في السفر أكثر من 80,000كم في ثلاثة أعوامٍ تقريبًا. ومن ثم فقد برهنت الرحلة على أنه من الممكن السفر بحرًا حول العالم. انظر: ماجلان، فرديناند.


المستعمرون الإنجليز أسسوا المستوطنة الأولى الدائمة بمدينة جيمستاون بولاية فرجينيا في عام 1607م - والصورة توضح أحد معالم المدينة. وفي غضون المائة عام التالية أسس المستوطنون المستعمرات على امتداد ساحل المحيط.

هيرناندو دي سوتو مكتشف أسباني قابل القبائل الهندية خلال الرحلة الاستطلاعية الأوروبية الأولى ليصل إلى نهر المسيسيبي بأمريكا ـ وقد بدأ الأسبان رحلاتهم عام 1539م من الموقع الحالي لغربي فلوريدا ـ وتمكن من الوصول إلى النهر في مايو عام 1541م.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فتوحات أسبانيا في العالم الجديد

خلال السنوات الأولى من القرن السادس عشر الميلادي، اندفع المكتشفون الأسبان متوغلين عبر معظم أمريكا الوسطى، وأمريكا الجنوبية، وانطلقت بعدهم موجات من الجيوش، ومجموعات المستعمرين. ثم بدأت إحدى أهم الرحلات الاستكشافية الأسبانية في العالم الجديد في عام 1519م. وفي ذلك العام أبحر هيرناندو كورتيز الذي كان يقود جيشًا بلغ عدده 600 أسباني تقريبًا من كوبا إلى الساحل الشرقي، الذي يُسمَّى الآن المكسيك. وكان كورتيز قد سمع قصصًا عن إمبراطورية هندية غنية في تلك المنطقة، ولذلك انطلق كي يعثر عليها. ورسا أسطوله البحري المكون من إحدى عشرة سفينة على الساحل الشرقي من المكسيك، وبعد أن رسا على الساحل علم أن الهنود الأزتك يحكمون تحت مظلة وارفة من حضارة عظيمة على مسافة محدودة بداخل البلاد.

وانطلق كورتيز بجيشه إلى عاصمة الأزتك في تينوشتيتلان وهي الآن مكسيكو سيتي. وهناك استقبل شعب الأزتك وإمبراطورهم منتيزوما الزوار الغرباء البيض بكل ترحاب، باعتبارهم آلهةً وليسوا بشراً. ولكن كورتيز أخذ مونتيزوما أسيرًا وبدأ في حكم الإمبراطورية بنفسه، ومن ثم أجبر الأسبان الهنود بالقوة على أن يقدموا لهم ثروة طائلة من الذهب، وبعض المقتنيات الثمينة الأخرى. وفي عام 1520م ثار الأزتك على الأسبان وطردوهم خارج عاصمتهم تينوشتيتلان، ولكن في السنة التالية هزم جيش كورتيز الأزتك، وتمكن من بسط سيطرته الكاملة على إمبراطوريتهم، ودفع انتصاره هذا الأسبان إلى غزو أمريكا الجنوبية، وجعلوا المكسيك إحدى أهم القواعد الأسبانية في العالم. انظر: كورتيز، هيرناندو .

كتشاف الأوروبيين أمريكا الشمالية تم خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر ـ ولقد كشف ذلك عن شكل القارة ومعالمها والكثير من مناطقها الداخلية واندفع المكتشفون الأمريكيون غربا في أوائل القرن التاسع عشر.

وفي عام 1533م احتل المكتشف الأسباني فرانسيسكو بيزارو الإمبراطورية الغنية التابعة لهنود الإنكا فيما ُيسمَّى الآن بيرو. وفي المدة من 1535م إلى عام 1537م استطاع دييجو دي ألماجرو ـ وهو عضو في حزب بيزارو ـ أن يكتشف ما يُسمَّى الآن بوليفيا الغربية، ثم عبر جبال الإنديز إلى داخل شيلي. وبحلول عام 1553م استطاع المكتشفون الأسبان أن يصلوا في رحلاتهم نحو الجنوب إلى أقصى ما يمكن أن يصلوا إليه، حتى وصلوا إلى مضيق ماجلان. انظر: بيزارو، فرانسيسكو.

وخلال القرن السادس عشر، اكتشف الأسبان المناطق التي تمثل الآن الجزء الجنوبي من الولايات المتحدة الأمريكية. ففي عام 1513م أبحر المكتشف خوان بونس دي ليون من بورتوريكو، ثم رسا علي الساحل الشرقي من فلوريدا. انظر: بونس دي ليون، خوان. وفي عام 1539م أبحر جيش قوامه 600 أسباني ـ تقريبًا ـ تحت قيادة هيرناندو دي سوتو من كوبا إلى الساحل الغربي لفلوريدا، في سبيل البحث عن الذهب. أبحرت هذه الحملة الاستكشافية إلى ما يُسمَّى الآن جورجيا، وكارولينا الجنوبية، وكارولينا الشمالية، وتينسي، وألباما، والمسيسيبي، ولويزيانا، ولكنهم لم يجدوا الذهب المزعوم. وعلى الرغم من هذا فقد اعتُبروا الأوروبيين الأوائل الذين تمكنوا من الوصول إلى نهر المسيسيبي. انظر: دي سوتو، هيرناندو.

وفي عام 1540م غادر جيش أسباني المكسيك وزحف تجاه الشمال، للبحث عن مدن سيبولا السبع، وكانت هذه المدن ـ وفقا لما تقوله القصص الهندية ـ غنية، حيث تزخر بالذهب والمجوهرات الثمينة. وانطلقت على الفور هذه الحملة بقيادة فرنسيسكو فاسكويز دي كورونادو ،من خلال المناطق التي تُسمَّى في الوقت الحاضر الأريزونا، نيومكسيكو، تكساس، أُوكلاهوما، كنساس. لقد رسموا خرائط كثيرة من مناطق الجنوب الغربي الأمريكي، ولكنهم على الرغم من ذلك لم يجدوا المدن السبع. انظر: كورونادو، فرانسيسكو فاسكويز دي؛ مدن سيبولا السبع.


البحث عن ممر شمالي

كان الطريق الذي سلكه ماجلان حول طرف أمريكا الجنوبية طويلاً جدًا، ولذا انصرفت عنه عيون التجار الأوروبيين، حيث إن الدول الأوروبية ومن بينها كل من فرنسا، وإنجلترا، بخاصة كانت تضع نصب أعينها ضرورة العثور على طرق بحرية أقصر مما يوجد. وانحصر البحث، إما في الممر الشمالي الغربي عبر أمريكا الشمالية، أو في الممر الشمالي الشرقي الذي يقع في شمالي أوروبا.

وفي عام 1524 أرسل فرانسيس الأول، ملك فرنسا بعثة استكشافية إلى أمريكا للبحث عن الممر الشمالي الغربي، وكان يقود هذه الرحلة الملاح الإيطالي جوفاني دا فيراتزانو، ولكنه لم يجد هذا الممر، إلا انه اكتشف الكثير من المناطق من الساحل الشمالي لأمريكا الشمالية.وفي عام 1535م أبحر المكتشف الفرنسي جاك كارتييه في طريقه إلى ما وراء نهر سانت لورنس في الموقع الحالي لمونتريال. وقد ساعدت هذه المحاولة في العثور علي الممر الشمالي الغربي إلى المبادرة بإنشاء إمبراطورية فرنسية في أمريكا،والعمل على زيادة نموها.

وكان هناك عدد من المكتشفين الإنجليز الباحثين عن الممر الشمالي الغربي خلال أوائل السبعينيات والثمانينيات من القرن السادس عشر الميلادي؛ فقد قام مارتن فروبشر بمحاولات ثلاث للعثور على ممر في شمالي لابرادور، وكذلك سلك السير فرانسيس دريك طريق ماجلان نفسه حول أمريكا الشمالية، ومن ثم اكتشف سواحل المحيط الهادئ المطلة على أمريكا الشمالية، باحثًا عن مدخل أو بوابة للممر الشمالي الغربي. كما حاول جون ديفيز أن يعثر على الممر، بالسير بحرًا على امتداد الساحل الغربي لجرينلاند. وحاول عدد من الملاحين جاهدين العثور على الممر الشمالي الغربي خلال السنوات الأولى من مطلع القرن السادس عشر الميلادي، وكان من بينهم المكتشفون الإنجليز التالية أسماؤهم: ريتشارد تشانسلور، وتشارلز جاكمان، وآرثر بيت، وهوغ ويلوغبي. وكذلك قام بالمحاولة نفسها للعثور علي الممر الشمالي الغربي ثلاث مرات، الملاح الهولندي وليم بارنتس.


استكمال معالم صورة الكرة الأرضية

بحلول السنوات الأواخر من القرن السادس عشر الميلادي كان الأسبان قد نمت على أيديهم إمبراطورية كبيرة في كل من أمريكا الجنوبية، والمكسيك، ومن ثم تحركوا في المناطق والمساحات التي يطلق عليها الآن الجنوب الشرقي والغربي من الولايات المتحدة. وفي الحقيقة لقد اكتشفت إنجلترا وفرنسا أمريكا الشمالية خلال القرن السابع عشر الميلادي. وفي القرن الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، كان المكتشفون الأوروبيون يستكملون ـ تدريجيا ـ معالم الصورة للمناطق الأخرى المجهولة من العالم، وشكلوا خريطة المحيط الهادئ الشاسع، وشقوا طريقهم متوغلين في المناطق الداخلية لقارتي إفريقيا، وأستراليا، ووصلوا إلى أطراف كل من القطبين الشمالي، والجنوبي. وفي النهاية كانوا ـ في القرن العشرين ـ يتسابقون في الوصول إلى القطبين الشمالي والجنوبي.

المستعمرون الإنجليز أسسوا المستوطنة الأولى الدائمة بمدينة جيمستاون بولاية فرجينيا في عام 1607 - والصورة توضح أحد معالم المدينة. وفي غضون المائة عام التالية أسس المستوطنون المستعمرات على امتداد ساحل المحيط. الفرنسيون في أمريكا. قام تجار الفراء الفرنسيون بدور قيادي في اكتشاف أمريكا الشمالية، وعرفوا الكثير عن بعض الأقطار. وفي الوقت نفسه، كانوا مهتمين بالعمل على تنمية التجارة مع الهنود.

وفي عام 1603، تتبع المكتشف الفرنسي صمويل دي شامبلين طريق سلفه جاك كارتييه إلى أعالي نهر سانت لورنس، حتي موقع مونتريال، وهناك أخبر الهنود شامبلين عن الكتل المائية التي تقع أقصي الغرب. وقد منحت تلك الصور شامبلين الأمل في العثور على الممر الشمالي الغربي، ومن ثم جعل شامبلين مدينة كويبك مركزًا لتجارة الفراء في عام 1608. وأمضى سبعًا وعشرين سنة بعد ذلك، وهو منصرف لاكتشاف البحيرات والأنهار في غربي وجنوبي كويبك. انظر: شامبلين، صمويل دي.


اكتشاف الأوروبيين أمريكا الشمالية تم خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر ـ ولقد كشف ذلك عن شكل القارة ومعالمها والكثير من مناطقها الداخلية واندفع المكتشفون الأمريكيون غربا في أوائل القرن التاسع عشر.

الإنجليز في أمريكا

كانت المستوطنة الإنجليزية الأولى والدائمة في أمريكا، قد بُنيت في جيمستاون بولاية فرجينيا في عام 1607م. وبحلول عام 1670 انطلقت إشارة البدء في تأسيس المستوطنات التي بلغ عددها 12 مستوطنة من مجموع المستوطنات. وأصبحت جميعها تشكل المستعمرات الأصلية، وكانت المستوطنة الأولى الدائمة من المستوطنات الثلاث عشرة التي أطلق عليها جورجيا، قد تم بناؤها في عام 1733.

وطالبت إنجلترا ـ كذلك ـ بملكية المناطق التي تمثل الآن شرقي كندا. وقد قام هذا الادعاء بناء على رحلة بحرية نفذها المكتشف الإنجليزي هنري هدسون، الذي كان يبحث عن الممر الشمالي الغربي. وفي عام 1610م أبحر هدسون من مضيق واقع في الشمال الشرقي من كندا إلى داخل كتلة كبيرة من الماء، كان يظن أنها المحيط الهادئ، وكانت في الواقع خليجًا ضخمًا يُعرف الآن بخليج هدسون، ثم أبحر إلى جنوب ما يُسمى الآن بخليج جيمس، وهو مجرد ذراع من خليج هدسون. وكان طاقم بحارة السفينة يقاسون من البرد الشديد والنقص في الطعام. وعندما أذاب الطقس الدافئ الثلج ترك معظم طاقم السفينة هدسون وعادوا إلى إنجلترا، ولم يعد أحد يسمع عن هدسون مرة أخرى. انظر: هدسون، هنري .


عبور أمريكا الشمالية

في خلال القرن الثامن عشر، افتتح كل من المكتشفين الفرنسيين والإنجليز أبواباً جديدة في اتجاه الغرب عبر أمريكا الشمالية، ثم اكتشفوا أيضًا الأطراف الشمالية من القارة.

وفي الفترة من عام 1731 إلى 1743، قام كل من تاجر الفراء الكندي الفرنسي الأصل بيير جولتييه دي فارنس سيور دي لافيراندراي، وثلاثة من أبنائه باكتشاف مناطق في أقصى الغرب فيما تُسمَّى الآن ساسكاتشوان. وسافر اثنان من الأبناء ـ أيضًا ـ إلى أقصى الجنوب من نهر ميسوري، حيث توجد الآن داكوتا الجنوبية ويمكن أن نعتبر أن آل لافيراندراي، من أوائل الأوروبيين الذين وصلوا إلى جبال الروكي.

وفي عام 1771 أثبت المكتشف صمويل هيرن أن أمريكا الشمالية تمتد إلى منطقة القطب الشمالي، واكتشف الأرض الواقعة بين خليج هدسون ونهر كوبر ماين الذي يخترق الآن المناطق الشمالية الغربية في كندا. وفي عام 1789 اكتشف السير ألكسندر ماكينزي، وهو وكيل شركة تجارية للفراء تُسمَّى شركة الشمال الشرقي المنطقة التي تعرف باسم نهر الماكينزي، وتتبع طريق النهر صوب الشمال من بحيرة سليف الكبرى إلى المحيط المتجمد الشمالي. وفي عامي 1792 و1793 قاد ماكينزي بعثة استكشافية إلى أعلى نهر بيس، من خلال منطقة ألبرتا حالياً إلى جبال الروكي، وفي منطقة كولومبيا البريطانية ومن غربي الجبال، تتبعت البعثة نهر فرازر. وقطعت مسافة تقدر بـ 160كم، ثم رحلت إلى المحيط الهادئ. وقد أثبتت رحلة ماكينزي إلى منطقة القطب الشمالي، أنه لا يوجد ممر مائي يعبر القارة بشكل كامل من قبل. انظر: ماكينزي، السير ألكسندر.

بدأ ضابطان من جيش الولايات المتحدة، هما مروذر لويس، ووليم كلارك بعثة استكشافية إلى المحيط الهادئ صوب الشمال الغربي في مايو 1804، وشرعت مجموعتهما إلى الانطلاق من معسكر بجوار سانت لويس في قوارب يمكن أن تنطلق على الماء بالتجديف، أو السحب بالجياد، أو البشر من على شاطئ النهر، ورحلوا إلى أعلى نهر ميسوري، ثم إلى جبال الروكي. وقد استغرقت الرحلة ما يقرب من شهر في عبور جبال الروكي، وكانوا مضطرين إلى ذبح بعض الجياد ليأكلوا لحومها لنفاد الطعام منهم. وخلال سيرهم بمحاذاة الجبال كان المكتشفون يندفعون متقدمين إلى نهر كولومبيا، وتتبعوا النهر إلى المحيط الهادئ، إلى أن وصلوه في نوفمبر 1805. وكانت نتيجة هذه الرحلة، أنها تمكنت من رسم خريطة المعالم الرئيسية لأمريكا الشمالية. انظر: لويس وكلارك، حملة.

مشاهير المكتشفين لأمريكا الشمالية

اكتشاف المحيط الهادئ

خلال القرن السابع عشر الميلادي، تمكن الكثير من المكتشفين الأوروبيين من عبور المحيط الأطلسي إلى الأمريكتين. كان هذا المحيط مجهولاً ـ إلى حدكبير ـ بالنسبة للأوروبيين. وفي عام 1606م حاز الملاح الهولندي وليم جانسز شرف كونه الأوروبي الأول، الذي تمكن من الوصول إلى المناطق التي تعرف الآن بأستراليا. وقد أبحر جانز من إندونيسيا، ثم اكتشف الشاطئ الشرقي لخليج كاربينتاريا. وفي عام 1642م أصبح البحار الهولندي آبل يانزون تاسمان الأوروبي الأول، الذي استطاع أن يصل إلى المناطق التي تُسمَّى الآن تسمانيا ونيوزيلندا. انظر: تاسمان، آبل يانزون.

أنجز جيمس كوك القبطان في البحرية البريطانية ثالث بعثات استكشافية خلال سنوات الستينيات،والسبعينيات من القرن الثامن عشر، مما أهله لأن يحتل مكانة أشهر مكتشف للمحيط الهادئ. وكان كوك مشغولاً في البحث عن قارة اعتقد الجغرافيون أنها تقع في جنوبي أستراليا.

وأثناء رحلته الأولى في المدة من 1768م-1771م زار كوك نيوزيلندا وعددًا كبيرًا من الجزر في جنوبي المحيط الهادئ، الذي كان مجهولا للأوروبيين، وأثناء رحلته الاستكشافية الثانية التي استغرقت المدة من 1772م- 1775م، ذهب كوك إلى أقصى الجنوب، أي أبعد من أي مكان ذهب إليه أوروبي آخر، ثم أبحر مخترقًا مياه القطب الجنوبي المتجمدة قاطعًا طريقه بين جبال ضخمة من الثلوج العائمة، التي كان يخفيها الضباب الكثيف ولذا وقف الثلج عقبة في طريقه، ومنعه من الإبحار والتعمق في مياه المحيط المتجمد الجنوبي، وأخذ يتحسس طريقه حول جبال الثلوج الشاهقة التي كان يخفيها الضباب، ومنعه الثلج الكثيف المتراكم من رؤية القارة القطبية الجنوبية.

وفي عام 1776، أبحركوك صوب الساحل الشمالي الغربي لأمريكا الشمالية، بحثا عن منفذ غربي إلى الممر الشمالي الغربي. وفي خلال طريقه ذاك اعتُبر أول أوروبي زار هاواي، ثم أبحر بعد ذلك بمحاذاة ساحل كندا الغربي حتى وصل إلى المحيط المتجمد الشمالي. وسرعان ما عاق الجليد طريقه فعاد إلى هاواي مرة أخرى.وهناك قُتل كوك في معركة سنة 1779م. انظر: كوك، جيمس.

المكتشفون لقارة أستراليا والمحيط الهادئ

  • بوجنفيل، لويس أنطوان الكونت دي فرنسي قاد الرحلة الاكتشافية الفرنسية الأولى حول العالم - 1769م
  • بيرك، روبرت أوهارا أيرلندي هو أحد المكتشفين الأوائل لعبور أستراليا من الجنوب إلى الشمال في صحبة وليم جون ويلز - 1861م
  • كوك، جيمس إنجليزي اكتشف جنوب المحيط الهادئ - 1779م
  • دامبير، وليم إنجليزي اكتشف سواحل أستراليا نيوجينيا ونيو بريتن - 1701م
  • إير، إدوارد جون إنجليزي اكتشف ساحل أستراليا الجنوبي - 1841م
  • جانسز، وليم هولندي أول أوروبي شاهد أستراليا ونزل على أرضها 1606م
  • ستيوارت، جون ماكدوال أسكتلندي أنجز ست رحلات إلى داخل أستراليا - 1862م
  • ستيرت، تشارلز إنجليزي اكتشف جنوب شرقي أستراليا ووصل إلى نهر دارلنج - 1830م
  • تاسمان، آبل يانزون هولندي رحل إلى تسمانيا ونيوزيلندا 1642م
  • واربيرتون، بيتر أجرتون إنجليزي عبر أستراليا من أليس سبرنجز إلى روبوورن 1873م
  • ويلز ، وليم جون إنجليزي من أوائل المكتشفين الذين عبروا أستراليا من الجنوب إلى الشمال بصحبة روبرت أوهارابيرك - 1861م


الكشوف الجغرافية داخل إفريقيا

في خلال القرنين الثامن عشر، والتاسع عشر قام المكتشفون الأوروبيون باكتشاف منطقة نهر النيل، كما أنهم جابوا مناطق غربي إفريقيا وجنوبيها طولاً وعرضاً.

داخل إفريقيا

ظلت أراضي إفريقيا الداخلية سرًا مغلقًا، لا تعرفه بقية أنحاء العالم حتى أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، بيد أنه في عام 1788م أنشأ فريق من العلماء البريطانيين الجمعية الإفريقية، وذلك رغبة منهم في تطوير الاكتشافات الجغرافية للقارة. وقاد المكتشف البريطاني مونجو بارك تلك الجمعية وكانت للحكومة البريطانية بعثة استكشافية على مجرى نهر النيجر في المدة من عام 1795م إلى 1806م.

وصلت الكشوف الجغرافية الأوروبية أقصى مداها خلال القرن التاسع عشر. وفي سنة 1826م كان المكتشف الإنجليزي ألكسندر غوردون لاينج، أول أوروبي يصل إلى تمبكتو. وهي مركز تجاري في المنطقة التي تعرف بمالي حاليًا، وزار المكتشف الفرنسي رينيه كاليه تمبكتو عام 1828م ثم قام بعبور الصحراء الكبرى.

وأدى البحث عن منبع النيل الأبيض (رافد جنوبي لنهر النيل) إلى التوصل إلى المزيد من الاكتشاف الأوروبي لشرقي إفريقيا. وفي عام 1858م وصل المكتشفان البريطانيان ريتشارد بيرتون وجون هاننج سبيك إلى بحيرة تنجانيقا، التي تشكل جزءًا من الحدود بين كل من زائير وتنزانيا.


السير هنري مورتون ستانلي ساعد في تعريف العالم كله بإفريقيا ، واشتهر بعثوره على رفيقه المكتشف دافيد لفينجستون الذي كان من المعتقد أنه فُقِد في أفريقيا . والصورة أعلاه توضح ستانلي خلال رحلته الخطيرة التي تتبع فيها طريق نهر الكونغو. واستمر سبيك في سيره إلى بحيرة فكتوريا القريبة منه وفي المدة من عام 1861م إلى 1863م، تمكن من اكتشاف بحيرة فكتوريا مرة أخرى، وأثبت أن هذه البحيرة هي منبع النيل الأبيض.

ويعد ديفيد لفينجستون المنصر الأسكتلندي أشهر مكتشف أوروبي لقارة إفريقيا على الإطلاق، حيث سافر من عام 1841م إلى عام 1856م عبر جنوبي إفريقيا وجنوبيها الغربي ووصل إلى لواندا (أنجولا حاليًا). ثم رحل ليفينجستون في اتجاه الشرق متتبعًا نهر الزمبيزي عبر القارة. وفي المدة من عام 1858 إلى 1863م اكتشف جنوب شرقي إفريقيا حتى وصل إلى بحيرة نياسا في تنزانيا. وسافر لفينجستون إلى وسط شرقي إفريقيا الوسطى في المدة من عام 1866م حتى وفاته عام 1873م.

وفي عام 1869م سافر إلى إفريقيا هنري مورتون ستانلي مراسل جريدة نيويورك هيرالد كي يلتقي بلفينجستون الذي انقطعت أخباره، ولم يعد أحد يسمع عنه شيئا لعدة سنوات. ولكن القصة التي تسرد الطريقة التي عثر بها ستانلي على لفينجستون بالقرب من بحيرة تنجانيقا في عام 1871م استأثرت بخيال الناس في كافة أرجاء العالم، وقطع ستانلي في المدة من 1874م- 1877م، أكثر من 9700كم عبر القارة. وقد تتبع خلال هذه الرحلة نهر الكونغو من إفريقيا الوسطى حتى مصبه على الساحل الغربي.

مشاهير المكتشفين لقارة إفريقيا

  • بروس، جيمس أسكتلندي أعاد اكتشاف منبع النيل الأزرق 1770م
  • بيرتون، السير ريتشارد فرانسيس إنجليزي اكتشف بلاد الغرب وشرقي إفريقيا ووصل بحيرة تنجانيقا - 1858م
  • كاليه، رينيه فرنسي اكتشف غربي إفريقيا، وعبر الصحراء الكبرى - 1828م
  • كلابيرتون، هيو أسكتلندي اكتشف شمالي نيجيريا ومنطقة بحيرة تشاد - 1827م
  • أمين باشا ألماني اكتشف شرقي إفريقيا الوسطى - 1892م
  • لاينج، ألكسندرغوردون أسكتلندي اكتشف حوض نهر النيجر ووصل إلى تمبكتو - 1826م
  • لفينجستون، ديفيد أسكتلندي تتبع المجرى الأعلى لنهر الزمبيزي ووصل إلى شلالات فكتوريا وبحيرة نجامي - 1873م
  • بارك، مونجو أسكتلندي اكتشف مجرى نهر النيجر - 1797م

- 1806م

  • سبيك جون، هاننج إنجليزي وصل إلى بحيرة تنجانيقا وبحيرة فكتوريا 1858م
  • ستانلي، هنري ويلزي اكتشف نهر الكونغو - 1889م


الكشوف الجغرافية الأوروبية لقارة أستراليا بدأت بالرحلات البحرية التي وصلت إلى المنطقة خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر ثم تمكن المكتشفون من العبور إلى داخل القارة في القرن التاسع عشر.

عبور قارة أستراليا

كان عبور قارة أستراليا محفوفًا بالمخاطر؛ لأن الصحاري الخالية من الماء تغطي معظمها. وبدأ الاكتشاف الرئيسي لباطن القارة في السنوات الأولى من القرن التاسع عشر. وفي عام 1824م اخترق مكتشفان هما الإنجليزي المولد هاملتون هيوم، والأسترالي المولد وليم هوفل طريقًا واقعًا بين سيدني التي كانت إحدى المستوطنات الأولى في أستراليا، وبين الموقع الحالي لمدينة ملبورن. وقد أصبح المكتشف الإنجليزي إدوارد جون إير، المكتشف الأول الذي قام برحلة رئيسية برًا من الشرق إلى الغرب. وقد اقترب في رحلته الاستكشافية من الساحل الجنوبي في عامي 1840و1841م. أما بالنسبة للأوروبيين الأوائل الذين عبروا أستراليا من الجنوب إلى الشمال، فيأتي في الصدارة المكتشف الأيرلندي روبرت أوهارا بيرك، والمكتشف الإنجليزي وليم جون ولز. وقد غادرت هذه المجموعة المكونة من المكتشفين الأربعة ميناء ملبورن في عام 1860م، ووصلت إلى خليج كاربنتاريا عام 1861م ومن المؤسف أنهم خلال رحلة العودة لقوا حتفهم جوعًا. وهناك مكتشفان هما جون ماكدوال ستيوارت، وهو من أسكتلندا والآخر تشارلز ستيرت من إنجلترا، وقد سافرا ـ كذلك ـ عبر معظم أستراليا منتصف القرن التاسع عشر.


الكشوف الجغرافية القطبية

الاكتشاف القطبي

بحلول أوائل القرن التاسع عشر ظلت قارة أنتاركتيكا غير الآهلة بالسكان، والواقعة حول القطب الجنوبي، القارة الوحيدة المجهولة بالنسبة للعالم. وفي عام 1820م شوهدت شبه جزيرة الأنتاركتيكا التي تُسمَّى الآن شبه الجزيرة القطبية الجنوبية مرتين منفصلتين شاهدها فيها اثنان من صيادي عجل البحر هما نثانيل براون بالمر من الولايات المتحدة الأمريكية، وإدوارد برانزفيلد من إنجلترا. وفي عام 1840م أبحرت حملة استكشافية تابعة لبحرية الولايات المتحدة بقيادة الملازم أول تشارلز ويلكز. وقد قطعت في رحلتها مسافة طويلة تصل إلى أكثر من 2,400كم على طول ساحل قارة أنتاركتيكا. وقد شاهد ويلكس أراضي كثيرة تثبت أن الكتلة الضخمة المغطاة بالثلج، كانت قارة من القارات.

وفي عام 1911م، تسابقت مجموعتان من المكتشفين عبر قارة أنتاركتيكا كي يصلوا إلى القطب الجنوبي. وكانت إحدى المجموعتين بقيادة مكتشف نرويجي اسمه روالد أموندسن، بينما كانت المجموعة الأخرى بقيادة القبطان روبرت فالكون سكوت، من البحرية البريطانية. وقد كان من مهارة أموندسن في قيادة الكلاب التي تجر الزلاجات، أنه تمكن من الوصول إلى القطب الجنوبي في 14 ديسمبر 1911م بحوالي خمسة أسابيع قبل سكوت. أما سكوت والأعضاء الأربعة في مجموعته الذين وصلوا إلى القطب فقد ماتوا متجمدين من الثلج خلال رحلة العودة. انظر: أموندسن، روالد؛ سكوت، روبرت فالكون.

أما الاكتشافات في المنطقة القطبية الشمالية، فقد بدأت في بداية الأربعينيات من القرن التاسع عشر، بعد أن اختفت هناك حملة قوامها 130 رجلا بقيادة المكتشف البريطاني السير جون فرانكلين. وكانت هذه المجموعة قد ذهبت للبحث عن الممر الشمالي الغربي ومن خلال متاهة من الجزر تقع شمالي البر الرئيسي الكندي، انخرطت مجموعات عديدة للبحث عن الحملة المفقودة ولكن لم يعثر لها على أثر. وفي المدة من 1850م إلى عام 1854م قاد المكتشف البريطاني السير روبرت ماكلور الحملة الاستكشافية الأولى لعبور ممر الشمال الغربي. وقد أكملت مجموعته الجزء الأخير من الرحلة بالزلاجات. في المدة من عام 1903-1906م أبحر روالد أموندسن من خلال متاهة الجزر ووصل إلى المحيط الهادئ، وهكذا صار المكتشف الأول الذي نجح في جهوده للإبحار إلى الممر الشمالي الغربي وهو إنجاز فريد من نوعه؛ لأن العديد من المكتشفين قبله كانوا يحاولون جاهدين أن يحققوه على مدى 400 عام.

إن الاكتشافات في منطقة القطب الشمالي دفعت الكثير من المكتشفين للقيام بمحاولات عديدة للوصول إلى القطب الشمالي. وهناك فريق يقوده روبرت بيري وهو مكتشف أمريكي نسب إليه الوصول إلى القطب في 6 إبريل 1909م، وكان فريق بيري يشمل معاونه ماثيو هنسون، وأربعة من الإسكيمو. وقبل عودة بيري من رحلته السابقة أعلن مكتشف أمريكي هو فريدريك كوك أنه قد تمكن من الوصول إلى القطب الشمالي مبكراً قبله بعام في إبريل عام 1908م، بيد أن ادعاء كوك الوصول إلى القطب الشمالي أثار نزاعاً لم يوجد له حل على وجه التحديد حتى الآن. انظر: بيري، روبرت آدوين؛ هنسون، ماثيو ألكسندر.

وبعد اختراع الطائرة أصبحت المحاولات العديدة لاكتشاف كل من المناطق القطبية الشمالية والمناطق القطبية الجنوبية أقل خطراً من ذي قبل؛ لذا ففي عام 1926م، تمكن اثنان من المكتشفين الأمريكيين وهما ريتشارد بيرد وفلويد بنيت من الطيران مباشرة فوق القطب الشمالي. وفي عام 1929م طار كل من بيرد وقائد طائرته الأمريكي النرويجي الأصل بيرنت بالشن فوق القطب الجنوبي.

أما أول رحلة استكشافية تمكنت من العبور الكامل للمنطقة القطبية الجنوبية فقد كانت في عامي 1957م، 1958م. وركب مجموعة من أعضاء رحلة علمية برئاسة فيفيان فوتشس الجيولوجي البريطاني جرارات الثلج وقطعوا مسافة 3,473كم عبر كتلة من الأرض المتجمدة، واستغرقت الرحلة 99 يومًا. وأيضًا في عام 1958م قامت الغواصة الأمريكية نوتيلوس، وهي مزودة بقوة نووية بالغوص تحت ثلوج المنطقة القطبية، والوصول إلى القطب الشمالي.

مكتشفو القطب المشاهير

  • أموندسن، روالد نرويجي أول من وصل إلى القطب برًا وطار فوق القطب الشمالي 1911-1926م
  • بارتلبت روبرت إي. أمريكي كندي اكتشف ألاسكا، جرينلاند، لبرادور، سيبريا 1897-1941م
  • باري، السير وليم إنجليزي حاول أن يصل إلى القطب الشمالي 1827م
  • بافين، وليم إنجليزي وصل إلى خليج بافين 1616م
  • برانزفيلد، إدوارد إنجليزي اكتشف الساحل الشمالي لشبه جزيرة المنطقة القطبية الجنوبية 1820م
  • بلنجرهوزن أفابيان، فون روسي أبحر حول منطقة القطب الجنوبي 1819-1821م
  • بيرد، ريتشارد إيفلين أمريكي طار فوق القطب الشمالي وطار فوق القطب الجنوبي 1926-1929م
  • بيرنج، فيتوس دنماركي أثبت أن آسيا وأمريكا الشمالية منفصلتان بالماء 1727-1729م
  • بيري، روبرت أدوين أمريكي قاد رحلة استكشافية وينسب إليه الوصول إلى القطب الشمالي 1909م
  • روس، جيمس كلارك بريطاني حدد مكان القطب المغنطيسي الشمالي، واكتشف منطقة القطب الجنوبي 1831؛1839م-1843م
  • ستيفانسون، فيلهجالمر أمريكي اكتشف أجزاء عديدة من منطقة القطب الشمالي 1906-1918م
  • سكوت، روبرت فالكون بريطاني وصل إلى القطب الجنوبي 1912م
  • شاكلتون، السير إيرنست .هنري أيرلندي اكتشف قارة أنتاركتيكا 1907-1916م
  • فرانكلين، السير جون إنجليزي قاد ثلاث حملات استكشافية إلى منطقة القطب الشمالي 1819م-1825م؛ 1845م

فوتشس،السير فيفيان إيرنست إنجليزي قاد الرحلة الاستكشافية الأولى عبر منطقة القطب الجنوبي 1957-1958م

  • ماكلور، السير روبرت جون لي مزرير بريطاني الأول في عبوره إلى الممر الشمالي الغربي 1850-1854م
  • نانسن، فريتوف نرويجي الأول في عبور حقول الثلوج في جرينلاند وحاول أن يصل إلى القطب الشمالي 1888م؛1893م؛1895م
  • نوبيل،أمبرتو إيطالي طار فوق القطب الشمالي في سفينة هوائية 1926م
  • نوردنشلد، نلز أدولف إريك سويدي أول من أبحر في الممر الشمالي الغربي إلى آسيا 1878-1879م
  • هنسون، ماثيو ألكسندر أمريكي عضو في الحملة الاستكشافية الأولى، ويرجع إليه السبق في الوصول إلى القطب الشمالي 1909م
  • هيلاري، السير إدموند بيرسيفال نيوزيلندي بحث عن طريق من مكميردو ساوند إلى القطب الجنوبي من أجل رحلة السير فيفيان فوتشس عبر المنطقة القطبية الجنوبية 1957-1958م

الحقول الجديدة لنشاطات المكتشفين

منذ فجر التاريخ كان ولا يزال عالم المجهول، يجذب اهتمام المكتشفين إلى أبعد الأماكن وأشدها عزلة على سطح الأرض. واليوم لا يزال هذا الحافز مستمرًا يدفع الرجال والنساء المتميزين بالجرأة، نحو اجتياز آفاق جديدة من الاكتشاف في أعماق المحيطات وأجواء الفضاء الخارجي.


غواصة الأعماق تريست تبدو في الصورة اليمنى وهي تُرفع من البحر بعد أن حملت الملازم أول من بحرية الولايات المتحدة دون والش، (يمين الصورة اليسرى)، والمكتشف جاك بيكارد، (أقصى اليسار)، وقد حملتهما إلى ماريانا ترنش، أعمق جزء في المحيط، وهبطت الغواصة إلى عمق 10,910م في المياه عام 1960م .

اكتشاف أعماق البحر

كانت الرحلة الأولى لاكتشاف أعماق المحيطات والحياة فيها، قد تم تنظيمها في عام 1872م. وفي تلك السنة كانت الجمعية الملكية في لندن، وهي جمعية بريطانية علمية، تساعد في إعداد السفينة تشالنجر بالأجهزة بهدف جمع المعلومات عن أعماق بحار العالم. وقد تصدر رئاسة البعثة تشارلز ويفيل تومسون، وهو عالم أسكتلندي متخصص في التاريخ الطبيعي. وقضت تشالنجر أكثر من ثلاثة أعوام في عرض البحر، وقطعت في أسفارها ما يقرب من 110,000كم. وأدت هذه الحملة إلى تطوير علم جغرافيا البحار (أي الدراسة العلمية الوصفية للبحار والمحيطات).

وفي مطلع القرن العشرين الميلادي، طور المكتشف النرويجي فريتوف نانسن نوعًا من الآلات لاختبار عينات من ماء البحر على مختلف درجات أعماقه، ثم قياس درجة حرارته. انظر: نانسن، فريتوف. وفي عام 1934م تمكن وليم بيب عالم التاريخ الطبيعي الأمريكي من الغوص لمسافة 923م في أعماق مياه المحيط بعيدًا عن برمودا في جهاز للغطس يسمى غواصة الأعماق. انظر: بيب، وليم.

ثم قدم عالم الطبيعة السويسري أوجست بيكارد مساهمة كبيرة في مجال اكتشاف المحيط خلال الأربعينات من القرن العشرين؛ فقد اخترع مركبة غطس تعرف باسم غواصة الأعماق تغوص إلى مسافات تفوق في عمقها أية مركبة أخرى في عصرها. وفي عام 1960م استطاع كل من جاك بيكارد بن أوجست بيكارد والملازم أول دون والش من بحرية الولايات المتحدة الأمريكية، من أن ينزلا غواصة الأعماق ترايست في أعماق أخدود ماريانا، وهو واد في قاع المحيط الهادئ على امتداد منطقة غوام. ومن المعروف أن هذا الوادي يعد من أكثر الأماكن انخفاضًا في العالم، واستطاعا أن يصلا إلى عمق 10,910م، وعلى بعد 120م من القاع.

وفي خلال السبعينيات من القرن العشرين، كانت مركبات الغطس تحمل المكتشفين إلى مناطق أخرى عديدة، وسرعان ما صدرت عنهم معلومات مثيرة ومذهلة، وأدرك العلماء أن الأراضي أسفل المحيطات تشتمل على جبال وسهول ووديان تشبه مثيلاتها على سطح الأرض.

واكتشف علماء المحيطات وظواهرها أيضًا كثيرًا من الأسماك وأنواعًا أخرى من الحياة تحت سطح البحر كانت جميعها في عالم المجهول. وفي نهاية السبعينيات من القرن العشرين اكتشف عالم الجولوجيا البحرية روبرت بالارد ديدان غريبة وأشكال أخرى للحياة قرب ينابيع المياه الحارة بقاع المحيط الهادئ. وفي عام 1985م قاد بالارد وعالم المحيطات الفرنسي جان لوي ميشيل فريقاً من المكتشفين استطاعوا العثور على ركام السفينة تيتانك التي غرقت في المحيط الأطلسي الشمالي عام 1912م. انظر: المحيط.

وفي الوقت الحاضر يبحث بعض المكتشفين في قاع المحيط عن المعادن الهامة مثل ، الزيت ، والغاز الطبيعي، بينما يبحث البعض الآخر في مجال النباتات أو الحيوانات التي من شأنها أن تكون مصادر للطعام، ولا يزال آخرون يأملون في أن يجدوا المفاتيح التي يمكن أن تساعد في تفسير نشأة الأرض.

مكتشفو أعماق البحار المشهورون

أندرسون، وليم. آر. أمريكي قاد غواصة للبحرية الأمريكية نوتيلوسخلال رحلة إلى القطب الشمالي 1958م

  • بيب، وليم أمريكي غاص تحت مياه القطب الشمالي وهبط لمسافة 923م في أعماق المحيط بوساطة غواصة الأعماق. 1934م
  • بيكارد، جاك سويسري هبط إلى ماريانا ترنش، أعمق مكان معروف في العالم بصحبة دون والش من سلاح بحرية الولايات المتحدة. 1960م
  • كوستو، جاك إيف فرنسي اكتشف محيطات العالم بسفينة خاصة به اسمها كاليبسو 1951م- سبعينيات القرن العشرين
  • والش، دون أمريكي هبط في أعماق ماريانا ترنش بصحبة جاك بيكارد 1960م


مكَّوك الفضاء كولومبيا أصبح أول مركبة فضاء مأهولة تطير في الفضاء أكثر من مرة . ويرتفع مكَّوك الفضاء في الجو مثل الصاروخ ويهبط مثل الطائرة. وقام مكوك الفضاء كولومبيا بأول رحلة طيران في أبريل 1981م وفي الصورة، تحت المكوك، تبدو طائرة نفاثة من سلاح الجو الأمريكي ترافق المكوك كولومبيا وهو يقترب من إنجاز المرحلة النهائية في رحلة طيرانه المثيرة.

اكتشاف الفضاء

يرجع معظم العلماء تاريخ اكتشاف الفضاء إلى أوائل القرن العشرين. خلال هذه الفترة، تطورت بعض النظريات الرائدة حول استخدام الصواريخ في السفر إلى الفضاء. وقد تم نشر هذه النظريات على يد مجموعة من العلماء وهم: كوستانتين تسيولكوفسكي، وهو مدرس فيزياء روسي قام بنشر نظرياته في عام 1903م، وروبرت جودارد، وهو عالم فيزياء أمريكي تم نشر نظرياته في عام 1919م، وأخيرًا نُشر بعض هذه النظريات في عام 1923م وقام بنشرها عالم الطبيعة الألماني هيرمان أوبرث.

نشأت فكرة الصواريخ الفضائية من استخدام الصواريخ في الأعمال الحربية أثناء الحرب العالمية الثانية (1939-1945م). وعلى سبيل المثال، نجحت ألمانيا خلال تلك الحرب في تطوير قذيفة صاروخية تسمى في- 2. وقد استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية أن تستولي على بعض هذه الصواريخ، وأن تستخدمها في إطلاق معدات استكشافية بعد الحرب. ثم بعد ذلك استطاعت كل من الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفييتي (سابقًا) تطوير قذائف صاروخية بإمكانها الانطلاق عبر القارات. ويمكن القول إن بناء الصواريخ ذات القوة المتزايدة وبخاصة تلك التي طورها الاتحاد السوفييتي، أدى إلى بزوغ عصر الفضاء في الرابع من أكتوبر عام 1957م؛ وفي ذلك اليوم أطلق الاتحاد السوفييتي سبوتنك-1 أول قمر صناعي، يدور في مدار حول الأرض. وفي 31 يناير 1958م أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية أول قمر صناعي لها وهو إكسبلورر 1.

وقد استطاع العلماء تحقيق إنجازات في الفضاء بوساطة الإنسان الآلي. وقد نجحوا أيضًا في إطلاق أول مركبة فضاء يديرها الإنسان الآلي (روبوت) إلى القمر وكوكبي الزهرة والمريخ وكثير غيرها، لجمع المعلومات التي لم يكن من السهولة بمكان الحصول عليها بأية طريقة أخرى. وبفضل هذه الأجهزة والمعدات، استطاع العلماء أن يسدوا الفراغات في المعلومات الموجودة لديهم عن المجموعة الشمسية والكون.

وكان أول إنسان يطير في الفضاء هو يوري جاجارين، وكان ضابطًا في سلاح الجو السوفييتي السابق وقد دار حول الأرض في 12 أبريل 1961م لمرة واحدة في مركبة فضاء تسمى فوستك-1.

وفي 20 فبراير 1962م أصبح جون جلين وهو طيار اختباري بحري من الولايات المتحدة الأمريكية ـ أول أمريكي يدخل المدار، ودارت مركبته الفضائية فريندشيب ـ 7حول كوكب الأرض ثلاث مرات. وخلال بقية الستينيات من القرن العشرين، أنجزت الولايات المتحدة سلسلة من برامج الفضاء موجهة جميعها صوب هبوط أول رائد فضاء على القمر. وفي 20 يوليو 1969م، سطع نجم اثنين من رواد الفضاء الأمريكيين وهما، نيل آرمسترونج، وإدوين ألدرين، وأصبحا أول من تطأ أقدامهما سطح القمر. وخلال السنوات الثلاث الأولى التالية، نجح عشرة آخرون من رواد الفضاء في الهبوط على سطح القمر. انظر: رائد الفضاء.

وفي عام 1981م نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في إطلاق أول مكوك للفضاء من صنعها. وهو مركبة ترتفع في الجو مثل الصاروخ، وتهبط إلى الأرض مثل الطائرة. ومن المعروف أن أول محطة فضاء دائمة هي المحطة الروسية مير التابعة للاتحاد السوفييتي (سابقًا). وقد تم إطلاقها في عام 1986م. وفي عام 1987م منحت الولايات المتحدة الأمريكية عقودًا لبناء محطة فضاء دائمة مصحوبة بجدول زمني لإنجازها واكتمالها خلال أواخر التسعينيات من القرن العشرين ونهايته.

كانت الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على إطلاق محطة فضائية أمريكية إلا أن انهيار الاتحاد السوفييتي السابق وإنتهاء الحرب الباردة عام 1991م جعلها تنضم إلى روسيا في وضع برامج مشتركة للمحطات الفضائية. فعلى سبيل المثال، انطلق رائد الفضاء وعالم الكيمياء الحيوية شانون ليوسيد عام 1996م إلى الفضاء على متن مكوك فضائي، وأمضى أكثر من ستة شهور على المحطة الروسية مير.

وتعمل الولايات المتحدة وروسيا وعدة دول أخرى على إقامة محطة فضائية دولية بحلول عام 2009م. ويأمل المسؤولون أن تستوعب هذه المحطة سبعة رواد فضاء إلى جانب ستة مختبرات عملية. وقد تم بالفعل إطلاق مركبتين وتمت عملية الالتحام عام 1998م. وفي 23 مارس 2001م قامت روسيا بتحطيم المحطة الفضائية مير رغم قدرتها على العمل الفضائي بسبب نقص ميزانية نفقاتها.

قد تكون الخطوة التالية في استكشاف الفضاء هي إقامة مستعمرات في الفضاء، ولا شك في أن مثل هذه البرامج الواعدة تقدم فرصًا مثيرة لمزيد من الاكتشافات، وتوضح كذلك أن مستقبل الاكتشافات مثل عالم الفضاء ليس له حدود.

مكتشفو الفضاء المشهورون

  • أرمسترونج، نيل أولدن أمريكي أول إنسان تطأ قدمه سطح القمر 1969م
  • ألدرين، إدوين يوجين الابن أمريكي هبط على القمر مع نيل أولدن آرمسترونج 1969م
  • أنديرز، وليم. أ أمريكي دار حول القمر مع جيمس. أ لوفيل جي آر ومع فرانك بورمان 1968م
  • بورمان، فرانك أمريكي قاد أول رحلة طيران في الفضاء تدور حول القمر 1968م
  • تيرشكوفا، فالنتينا. ف. سوفييتية أول امرأة تطير في الفضاء 1963م
  • جاجارين، يوري.أ. سوفييتي أول إنسان يطير في الفضاء 1961م
  • جيمس إيه لوفل أمريكي دار حول القمر 1968م
  • كريبين، روبرت.ل. أمريكي قاد أول رحلة لمكوك الفضاء بصحبة جون يونج 1981م
  • ليونوف، ألكسي.أ. سوفييتي أول إنسان يغادر مركبة الفضاء ويطفو سابحًا في حرية في الفضاء 1965م
  • يونج، جون واتز أمريكي أشرف على أول رحلة طيران لمكوك الفضاء 1981م
  • فالري بولياكوف روسي أكمل 438 يومًا في الفضاء على متن المحطة الفضائية مير 1995م
  • شانون ليوسيد أمريكي أمضى أكثر من ستة أشهر على متن المحطة الفضائية مير 1996م

أنظر أيضاً

المصادر

الموسوعة المعرفية الشاملة Robert Young Pelton

وصلات خارجية