أندريه ريمون

المؤرخ الفرنسي أندريه ريمون

أندريه ريمون (ANDRÉ RAYMOND ؛ 7 أغسطس 1925 - 18 فبراير 2011)، عالم ومؤرخ ومستشرق فرنسي ، له دراسات تاريخية عديدة في تاريخ مصر والمدن العربية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة

وُلِد أندريه ريمون في مونتارجي، فرنسا، في 7 أغسطس 1925. أنهى أندريه ريمون دراسته التي تؤهله للتدريس في المدارس الثانوية والانخراط في دراسات أخرى متقدمة عام 1947 ، وكانت الدلائل تشير إلى أنه سيركز مجال انضمامه في دراسة تاريخ تونس في العصر الحديث، آنذاك طلب ريمون أن يذهب إلى تونس التي وصلها عام 1947. والتحق للعمل كمدرس في ليسيه كارنو ، أكبر معاهد التعليم الفرنسية في تونس حينئذ ، ولكنه بدأ يدرك بعد سنتين من العمل انعدام جدوى تواجده في وسط فرنسي ، فطلب الانتقال إلى المدرسة الصادقية ، المدرسة الثانوية الوطنية، وكانت مرحلة مهمة في حياته أتاحت له التعرف عن قرب على القضايا الوطنية التونسية والاحتكاك بالواقع التونسي. [1] و هكذا بدأ اهتمامه بتاريخ تونس في القرن التاسع عشر ، من أجل الدراسه ذهب ريمون لمقابلة شارل أندريه جوليان أول شخصية مؤثرة في حياة ريمون وأكبر متخصص في تاريخ مقاومة الاستعمار في جامعة السوربون الذي لم يتحمس كثيرا للموضوع.

حفل تكريم أندريه ريمون في الجمعية المصرية للدراسات التاريخية


في السوربون

يبدو أن الفترة التي أمضاها ريمون في [أكسفورد] أثرت في توجهه بفضل محاضرات ألبرت حوراني، يقول ريمون: "لقد كان حوراني هو الذي جعلني أفهم تاريخ الدولة العثمانية في الاطار الذي أتممت فيه فيما بعد دراساتي. فكل مجرى حياتي الدراسية كمؤرخ للعالم العربي الحديث كان نتيجة لتدريسه وأنموذجه. فقد تكونت في فرنسا كمؤرخ عام، أما تكويني كمؤرخ للعالم العربي فإني مدين به إلى ألبرت حوراني" وهذه خصلة وفاء في ريمون نحو اساتذته كما هو وفي لطلابه.

كان الموضوع الذي اختاره ريمون لدكتوراه الفلسفة تحت إشراف حوراني هو سياسة بريطانيا في تونس من 1830 إلى 1881 ، التي لم ينشرها أبدا ، ومرة أخرى تمكن ريمون بفضل شارل أندريه جوليان من الحصول على منحة في الـ IFFAD بدمشق كان الهدف الرئيسي منها هو تحسين لغته العربية والتعرف على الشرق الأدنى.

ريمون في مصر

وفي سنة 1955 حصل ريمون على وضع Leusionnaire في المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة ، فكانت هذه السنة هي أول تعرف له على مصر و القاهرة ، فاتصل قبل مغادرته اليها بجاستون فييت الذي نصحه ان يكتب رسالته الرئيسية عن 'تونس في القرن التاسع عشر' والرسالة الصغيرة عن 'الطوائف في مصر اعتمادا على تاريخ الجبرتي'.

اكتشف ريمون ضمن وثائق الحملة الفرنسية على مصر المحفوظة في أرشيف فانسان 'قائمة بالطوائف المهنية في القاهرة سنة 1801' تقدم تعدادا لمنظمات التجار والحرفيين في مدينة القاهرة سجلت لسلطات الاحتلال الفرنسي، وحاول في دراسة هذه الرسالة أن يطبق على دراسة الفترة المبكرة في التاريخ المصري الحديث منهجا سبق أن استخدمه جون سوفاجيه في دراسة تاريخ سوريا و حلب على وجه الخصوص في العصور الوسطى، منهج يرتكز على الربط بين العمل الأرشيفي ودراسة العمران الأثري.

يقول ريمون: كنت عند وجودي في القاهرة أمضي نصف وقتي في مطالعة أرشيف المحاكم الشرعية، والنصف الآخر في التجول في المدينة القديمة لأعيد تصور وضع القاهرة الذي كانت عليه في العصر العثماني. ولكن هذه الابحاث لم تكن دون مخاطرة، حيث تشكك السكان في غرضه فهو لا يهتم بالآثار المملوكية الضخمة التي تجذب السياح وإنما بآثار صغيرة ليست في حالة جيدة أو ليست آثارا على الاطلاق، وأحيانا كان الناس يقذفونه بالطوب، وكانت الجولة تنتهي عادة في نقطة الشرطة حيث شرح لهم طبيعة عمله. وفي أحيان أخرى كان الناس يهتمون بنشاطه وينتهي الأمر بدعوته على فنجان من القهوة حيث كان يحصل بسبب فضول المصريين ومناقشتهم على تبادل للمعلومات ساعده كثيرا في عمله.

يتجلى حب ريمون لأهل القاهرة في مقدمة كتابه المدن العربية الكبرى في العصر العثماني الذي يقول فيه: "إن هذا الكتاب سيساعدني على تسديد جزء من دين قديم اقترضته من سكان مدينة القاهرة وذلك اثناء زيارات وجولات عديدة في الاحياء القديمة. ففي اثناء تلك الجولات تولد شعور مودة متبادلة من خلال تساؤلات عن الأسماء ان جميع صفحات هذا الكتاب مهداه إلى القاهريين المتعطشين إلى معرفة تاريخهم والذين اظهروا الود تجاه الخواجا المهتم بهذا المكان."

كانت المرحلة التالية في دراسته للقاهرة هي دراسة بناء المدينة وتطورها، وكان لابد له من عقد مقارنات بينها وبين مدن عربية كبيرة أخرى في العصر العثماني. وهذا ما دفعه بعد ذلك إلى زيارة المدن العربية الكبرى في العصر العثماني: دمشق وحلب وكذلك فارس والجزائر وتونس وايضا الموصل وبغداد. وكانت نتيجة هذه الزيارات بالاضافة إلى دراسة المصادر هو تأليفه كتابين أحدهما بالانجليزية هو Great Avale Cihies ثم بالفرنسية بعنوان Grandes uilles eveb صدرا سنتي 1984 ، 1985.

أعمال ريمون عن القاهرة

أوائل مقالات ريمون ناقشت حالات محددة لهذه الآلية هي: سقاءة القاهرة' has Parteus deau du Cairo، حيث أوضح كيف أن تنظيما جادا لنقل وتوزيع مياه النيل سمح بحل مشاكل تزويد السكان بالماء، وأعطي في مقال آخر قدمه إلى الندوة الدولية لألفية القاهرة عنوانه: العمران المدني ومشاكل العمران في القاهرة في الفريقين 17 و 18. ويجب أن لا ننسى المقالات العديدة التي ساهم بها ريمون في دراسة تاريخ القاهرة وعلى الأخص في العصرين المملوكي والعثماني مثل: 'الحمامات العامة في القاهرة في نهاية القرن الثامن عشر' و'مساحة القاهرة وسكانها في مطلع القرن الخامس عشر'، و'أسبلة القاهرة في العصر العثماني' وجغرافية حارات القاهرة من القرن الخامس عشر ومقاله عن "الربع". أحد أنماط السكن الجماعي في القاهرة خلال العصر العثماني' ثم دراسته المهمة عن القاهرة في زمن وفي سنة 1993 أصدر كتابه Lr Cairo الذي تناول فيه تاريخ القاهرة منذ إنشاء الفسطاط وحتى نمو المدينة واتساعها في القرن العشرين. وفي عام 2000 أشرك ريمون معه خمسة من كبار المتخصصين في تاريخ القاهرة والمدن والعواصم القديمة التي حلت القاهرة محلها، في كتابة المادة العلمية لكتاب ضخم غني بالصور الفوتوغرافية واللوحات والخرائط التوضيحية عنوانه LE CAIRO صدر عن دار نشر Hadelles & Mazeuod.

أما آخر أعمال ريمون التي أصدرها عن القاهرة فكانت نشرة بالاشتراك مع الصديق الباحث المصري الدكتور محمد عفيفي لـ 'التاريخ المسلسل في حوادث الزمان ووقايع الديوان' لاسماعيل الخشاب.

ريمون والمدن العربية

نقد ريمون واضح ومباشر للجهود التاريخية الفرنسية المتجنية على المدن العربية فهو يقول في كتابه المدن العربية الكبرى ص6:" دفعتني زياراتي المتكررة لهذه المدن إلى إعادة النظر في التصورات القائلة بطابع هذه المدن الفوضوي والتي قد تصل بنظريات سوفاجيه إلى أقصى تطرفها مدعية بانعدام أي تعمير حضري عربي كلية. إن ازدهار المدن العربية ومن بينها حلب يجب ان يؤدي إلى دحض المقولات المتعلقة بتأخرها المستمر".

تكريم أندريه ريمون

قام بالمجلس الأعلى للثقافة بالتعاون مع الجمعية المصرية للدراسات التاريخية ندوة " المجتمع المصري في العصرين المملوكي والعثماني" تكريماً للعالم والمستشرق الكبير " اندرية ريمون" وذلك يومي2-4ابريل بمقر المجلس الأعلى للثقافة. بدأ التكريم بكلمات ترحيب لكل من:- فاروق حسني وزير الثقافة، د. جابر عصفور الأمين العام بالمجلس الأعلى للثقافة د.رءوف عباس رئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية ,ود.عبادة كحيلة مقرر الندوة ثم تجيء كلمة المستشرق الكبير " اندرية ريمون" للحضور. تتخلل الندوة ثماني جلسات على مدار ثلاثة أيام تبدأ بمحاضرات لكل من:- د. ايمن فؤاد " اندرية ريمون عاشق القاهرة "، د.صادق محمد نعيمي "الدولة العثمانية في كتاب فولتير" د. مديحة دوس " الأوامر والإعلانات ثنائية اللغة في زمن الحملة الفرنسية". وتتوالى الجلسات والبحوث ومنها على سبيل الحصر :- "طوائف الحرف ودورها الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع المصري في العصر العثماني " . أيضا من الأسماء المشاركة في هذه الندوة الموسعة :- د. نجوى كيرة,د.علي السيد علي، د. عبد المنعم الجميعي ،د.ناصر المتجلي وغيرهم آخرون...

مناصب

- مؤسس ومدير معهد بحوث ودراسات العالم العربي والإسلامي "1985-1989".

- أستاذ ثم أستاذ فخري في جامعة پروڤانس.

من أعماله

  • أسواق القاهرة.
  • المدن العربية الكبرى في العصر العثماني.
  • ابن أبي ضياف.
  • قاهرة الانكشارية.
  • المصريون والفرنسيون في القاهرة.

كما كتب ما يربو على المائة بحث ومقال نشرت بالدوريات الفرنسية والإنجليزية ، ترجم العديد منها إلى العربية ونشر بالمجلات المختلفة بالقاهرة ودمشق وبيروت.

أنظر أيضا

المصادر