أبو سعيد الخراز

أبو سعيد الخراز

أبو سعيد أحمد بن عيسى الخرّاز، أحد علماء أهل السنة والجماعة ومن أعلام التصوف السني في القرن الثالث الهجري[1] من أهل بغداد. وصفه أبو عبد الرحمن السلمي بأنه «من أئمة القوم وجلة مشايخهم. وقيل إِنّه أول من تكلّم في علم الفناء والبقاء»[1]، وقال عنه أيضًا «إمام القوم في كل فن من علومهم، له في مبادئ أمره عجائب وكرامات مشهورة ظهرت بركته عليه وعلى من صحبه وهو أحسن القوم كلامًا خلا الجنيد فإنه الإمام»[2]، وقال عنه المرتعش: «الخلق كلهم عيال على أبي سعيد الخراز إذا تكلم هو في شيء من الحقائق»[2]، وقال عنه ابن الطرسوسي «أبو سعيد الخراز قمر الصوفية»[3].

كان أحد المذكورين بالورع والمراقبة وحسن الرعاية والمجاهدة[4]، وقد أسند الحديث، فحدث عن إبراهيم بن بشار الخراساني صاحب إبراهيم بن أدهم ومحمد بن منصور الطوسي، وروى عنه أبو الحسن علي بن محمد المصري الواعظ وأبو جعفر الصيدلاني وعلي بن حفص الرازي وأبو محمد الجريري وأبو بكر أحمد بن الحسن الدقاق[2]. وقد صحب ذا النون المصرى، وأبا عبد الله النّباجي، وأبا عبيد البُسري، وسَريًا السّقطي، وبشر بن الحارث، وغيرهم[1]. توفي سنة 277 هـ[4].

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مرقده

مرقده شرقي دجلة على نشز عال بالقرب من الموصل، وذكر ياسين الخطيب في «منية الأدباء» أن قبره كان يزار.[5] ويذكر محمد أمين الخطيب في «منهل الأولياء» «والعوام يقولون سعيد الخرازي، حدثني ثقة أنه قرأ التاريخ الذي على قبره أنه مكتوب: هذا قبر أحمد بن عيسى الخراز نسيب عمر ابن الخطاب».[6]


من أقواله

  • إذا صدق المريد في بدايته أيده الله بالتوفيق وجعل له واعظًا من نفسه[2].
  • من ظن أنه يصل بغير بذل المجهود فهو متمني، ومن ظن أنه يصل ببذل المجهود فهو متعني[4].
  • كل باطن يخالفه ظاهر فهو باطل[7].
  • مثل النفس مثل ماء واقف طاهر صاف، فان حركته ظهر ما تحته من الحمأة. وكذا النفس، تظهر عند المحن والفاقة والمخالفة. ومن لم يعرف ما في نفسه كيف يعرف ربه؟[7].
  • دخلت المسجد الحرام، فرأيت فقيرًا عليه خرقتان يسأل شيءًا، فقلت في نفسي: "مثل هذا كَلّ على الناس!". فنظر إلى قال: "واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه"؛ قال: فاستغفرت في سري، فناداني فقال: "وهو الذي يقبل التوبة عن عباده"[7].

مصادر

  1. ^ أ ب ت طبقات الصوفية، تأليف: أبو عبد الرحمن السلمي، ص183-186، دار الكتب العلمية، ط2003.
  2. ^ أ ب ت ث تاريخ دمشق، تأليف: ابن عساكر، ج5، ص129-143.
  3. ^ سير أعلام النبلاء، تأليف: الذهبي، ج13، ص419-421.
  4. ^ أ ب ت تاريخ بغداد، تأليف: الخطيب البغدادي، ج4، ص276.
  5. ^ منية الأدباء في تاريخ الموصل الحدباء - ياسين خيرالله الخطيب العمري. تحقيق سعيد الديوه جي.
  6. ^ منهل الأولياء ومشرب الأصفياء من سادات الموصل الحدباء - محمد أمين الخطيب
  7. ^ أ ب ت طبقات الأولياء، تأليف: ابن الملقن، ج1، ص9.