معركة الحلوة

{{{الصراع}}}
Gaish.jpg
التاريخ1253هـ
الموقع
الحلوة - حوطة بني تميم
النتيجة انتصار قوات الحوطة وقوات الهزازنة الحريق ونعام والحلوه
المتحاربون

قوات الحوطة

وقوات الهزازنة

من الحريق ونعام

قوات الجيش العثماني

وخالد بن سعود
القادة والزعماء

الامير تركي الهزاني العنزي

إبراهيم ال سعود التميمي

فوازآل مرشد التميمي

الامير زيد بن هلال الهزاني العنزي

إسماعيل آغا

و خالد بن سعود الكبير
القوى

800 جندي من اهل الحوطة

350 جندي من الهزازنة الحريق

230 جندي من ال هلال الهزازنة نعام

120 جندي من اهل الحلوة

7,169 مقاتل 4,169 جندي من الاتراك بقيادة إسماعيل آغا

3,000 جندي من اهالي الرياض والخرج وضرماء وحريملاء وسدير والقصيم و الوشم و من بوادي العجمان و مطير و عتيبه و حرب بقيادة خالد بن سعود
الضحايا والخسائر

50 قتيل

الحلوة 6 قتلى

والحلة وقرى الحوطة 30 قتيل

والحريق 6 قتيل

ونعام 9 قتيل

4,926 قتيل لاتراك 2,481 قتيل

وقتلا من اهالي الرياض والخرج وضرماء وحريملاء وسدير والقصيم و الوشم و من بوادي العجمان و مطير و عتيبه و قحطان و حرب 2,445 قتيل

معركة الروم

التي وصفها ابن بشر في تاريخه بأنها (ملحمة نجد الكبرى)

التي أذلت الترك هي معركة حدثت في عام 1253هـ

بين اهل الحوطة واهل الحريق

بقيادة الامير تركي الهزاني

واهل الحوطة بقيادة ابراهيم السعود ال حسين ، وفوزان ال مرشد

و اهل الحلوة بقيادة محمد بن الخريف

و اهل نعام بقيادة الامير زيد بن هلال الهزاني

ضد قوات الجيش التركي إسماعيل آغا وخالد بن سعود

انتهت المعركة بانتصار اهل الحوطه والحريق ونعام والحلوه.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وقوف أهل الحريق ونعام مع أهل الحوطة والحلوة ضد عساكر الترك

و هزيمة الجيش التركي في حوطة بني تميم, و الوثيقة التاريخية التي مازالت محفوظة في دار الوثائق المصرية بالقاهرة والتي تتحدث عن تاريخ الحملات العثمانية على الجزيرة العربية.

ومن هذا الجانب سوف أتحدث عن وقوف ودور أهالي الحريق ونعام و أهالي الحوطة والحلوة ضد الحملة التركية حيث إن الحوطة والحلوة والحريق ونعام كانت مقصد القائد التركي إسماعيل آغا لعدم انصياعهم له فقرر الحرب عليهم وذلك وفقا لما ذكره المؤرخ الشهير عثمان بن عبدالله بن بشر في كتابه عنوان المجد في تاريخ نجد (من مطبوعات دارة الملك عبدالعزيز الطبعة الرابعة 1402 هـ ص 148-149-150) بما نصه:-

قصدوا بلد الحلوة وكان أهل الحلوة قدر أخرجوا نساءهم وأبناءهم وأدخلوهم بلد الحوطة فسارت تلك الجنود وأعماهم الله سبحانه عن الطريق السمح لهم وفيه مشقة على عدوهم وساروا مع طريق آخر ونزلوا في حرة قرب البلد.

وكان الشيخ عبدالرحمن بن حسين والشيخ علي بن حسين والشيخ عبدالملك بن حسين والشيخ حسين بن حمد ابن حسين أبناء الشيخ محمد بن عبدالوهاب لما أقبلت عساكر الترك على الرياض غادروها وسكنوا بلد الحوطة وبعضهم عند الأمير تركي الهزاني في الحريق فلما صارت هذه الحادثة جعل الله بسببهم ثباتا ويقينا يشجعونهم ويأتمرون بأمرهم ولا يقطعون أمرا دون مشورتهم فلما أقبلت عليهم هؤلاء الجنود اجتمعوا كلهم جميع أهل تلك الناحية وتعاهدوا على حرب تلك الدولة وأتباعهم فصار أهل الحريق على رئيسهم الأمير تركي الهزاني, وصار أهل الحوطة مع الفارس الشجاع إبراهيم بن عبدالله بن إبراهيم آل سعود التميمي رئيس ال حسين, وفواز بن محمد رئيس آل مرشد,واحمد بن راشد كبيرالصحن رئيس اهل الحله

وأهل بلدة نعام مع رئيسهم الأمير زيد بن هلال الهزاني ورئيس الحلوة محمد بن خريف.

فلما نزل جنود الترك وأتباعهم موضعهم ذلك صعد أهل الحلوة الجبل لقتالهم فسارت عليهم العساكر ومعهم خالد وأعوانه فوقع القتال بينهم من ارتفاع النهار إلى بعد الظهر وهم في قتال وإقبال وإدبار فأتى إليهم مدداً من إخوانهم من أهل الحريق وأهل الحوطة وغيرهم،وحصل مقتله عظيمة على العسكر وأتباعهم، وكانت هذه من مقدمات النصر وكانت جنود أهل تلك الناحية ورؤسائهم عند الخندق خوفا من كرات العساكر فأرسل إليهم إخوانهم يدعونهم وينخونهم أن يمدونهم, هذا والعساكر والمدافع ورؤساء الترك وأتباعهم في أعظم قتال لأهل الحلوة وأتباعهم فوقع فيهم هزيمة قتل فيها من أهل الحلوة اثنا عشر رجلاً ولم يقفوا إلا عند الجبل الشمالي فأقبل الأميرتركي الهزاني بجمع عظيم وقصد ميمنة العسكر وفيها الخيالة والفرسان وأقبل الفارس الشجاع إبراهيم بن عبدالله بجموع معه من أهل الحوطة وقصد ميسرتهم وهم في رأس الجبل وفيه المدافع والعساكر وسار أهل الحلوة ومن معهم على من في البلد الذين دخلوها لما حصلت الهزيمة، فلم تقف تلك الجنود إلا في وسط عدوهم فحصل بينهم قتال شديد يشيب من هوله الوليد واستولى إبراهيم وأتباعه على المدافع وجروها ورموها من رأس الجبل، فنزل النصر من السماء، وأول من انهزم الأعراب الذين مع العسكر، ثم وقعت الهزيمة العظيمة التي ما وقع لها نظير في القرون السالفة ولا في الخلوف الخالفه, على عساكر الترك وأعوانهم وهلكت تلك الجنود مابين قتل وظمأ.

ذكر لي أن الرجل من القرابة الذين ليس لهم خيل لا ينهزم أكثر من رمية بندق، ولم ينجح واحد منهم, وتفرقت الخيالة في الشعاب فهلكوا فيها ليس لهم دليل, ولا يهتدون إلى السبيل، ونجا خالد بنفسه ومن معه من أهل نجد, لما رأوا الهزيمة انهزموا وحدهم، وتركوا عسكرهم وجندهم، وتزبن إسماعيل والمعاون وشرذمة معهم من الخيالة هزيمة خالد فاجتمعوا به وساروا معه وهربت الأعراب على رحايل العسكر وتركوا جميع محلتهم وأمتعتهم، فغنم أهل الحوطة وأهل الحريق وأتباعهم جميع ما معهم من الأموال والسلاح والخيام وفيها الذهب والفضة ما ليس له نظير وذلك منتصف ربيع الآخر.

مما سبق يتبين أنه كان هناك تحالف بين تلك القرى لدحر العدوان واتفاق بالدفاع عن الآخر في حالة الهجوم عليه وهذا تجلى في طيات الوثيقة عندما ذكر فيها بوصول أمداد لأهالي الحوطة والحلوة, كذلك قام أهالي الحريق بأمر من الأميرتركي بن عبدالله بن رشيد الهزاني رحمه الله ببناء حامي وحفر خندق موازي له في الناحية الغربية الجنوبية من بلدة الحريق يمتد من الجبل الشمالي المعروف بخشم بن نهين إلى الجبل الجنوبي المعروف بالصفراء لصد هذه الحملة, ولازال باقي أجزاء من هذا الحامي في محافظة الحريق على امتداد طريق الملك عبدالعزيز, كذلك عندما بدأ التوجه واستعدادهم لمساعدة إخوانهم أهالي الحوطة والحلوة قام أهالي الحريق ونعام والمفيجر بالاجتماع عند خشم الوعد الذي يقع في الناحية الشرقية الجنوبية من نعام والذي سمي بهذا الاسم بسبب ذلك. [1][2][3]


الوثيقة التركية - دار الوثائق المصرية بالقاهرة

ما قاله قائد الجيش التركي في نص الوثيقة التاريخية النادرة: يقول

في اليوم الثامن والعشرين من شهر ربيع الأول الحالي، قمنا من الرياض نقصد قرى الحوطة ونعام والحريق والحلوة من قرى نجد، التي جنح أهاليها إلى العصيان، ومعنا من رؤساء أدلاء ولي النعم: عبد الكريم أغا الغزولي، وحسين أغا الداغلي زاده، ومن رؤساء المشاة عبد الله أغا، ونوري أغا، ومحمد أغا الكردي، وإبراهيم عبيدة أغا رئيس المغاربة، وأبوبكر أغا، رئيس الهوارة يصحبهم رجالهم، والمدفعان الأوبوي اللذان معهم، وقد بتنا تلك الليلة إلى جانب المياه المسماة (الجزعة)، وفي مساء اليوم التالي، وصلنا القرية المسماة (حاير) وفي اليوم التالي غادرنا (حاير)، إلى قرية (السلمية)، فوصلنا إليها في نحو الساعة الثامنة، وفي صباح اليوم التالي قمنا من هذه القرية، وفي نحو الساعة السادسة وصلنا قرية (دلم)، وبما أن الشعير، والقمح متوفران في هذه القرية فقد أقمنا فيها مدة عشرة أيام لشراء ما نحتاج إليه منهما، وفي اليوم الثالث عشر من شهر ربيع الآخر قمنا من هذه القرية وأتينا قرية (ذميكة) حيث أقمنا فيها يوما واحدا، وفي اليوم التالي غادرناها وأتينا المياه المسماة (خفس)، وبما أننا استصوبنا الرحيل في اليوم التالي من هذه الجهة حوالي الساعة السادسة ومداومة السير طيلة ذاك اليوم، الليل أيضا، والسير في اليوم التالي على قرية (الحلوة) التي تقع بالقرب من (الحوطة)، فقد أرسلنا برفقة خالد أفندي بن سعود، وبرفقته نحو ثلاثمائة من حملة البنادقة من أهالي (الرياض)، وحسين أغا الداغلي زاده من رؤساء الأدلاء؛ عندما أشرقت الشمس ليكونوا طليعة أمام الجيش، وعندما كان الجيش على وشك الزحف خلفهم، كما هي العادة كان الأفندي والأغا المومأ إليهما قد وصلا في نحو الساعة الرابعة إلى قرية (الحلوة) وألفيا الأشقياء قد أقاموا المتاريس في الجبال القائمة إلى جانب القرية وفي المضيق المؤدي إليها، واستعدوا لقتالنا فحملا عليهم، وأكرها الأشقياء على مغادرة المتاريس التي أقاموها هناك ثلاث مرات، واستوليا عليها، حيث تقهقر الأشقياء بعد ذلك، وانسحبوا إلى سفح الجبل، وبينما كان الحال على هذا المنوال أحطنا علما بذلك، فعمدنا إلى إرسال عبد الكريم أغا رئيس الأدلاء بجماعة حوالي الساعة التاسعة، لإمداد طليعتنا وعند وصوله إلى القرية المذكورة، زحف الجميع على الأشقياء وطردوهم من المكان الذي اعتصموا فيه، ولا كان الأشقياء قد انحدروا إلى وسط الجبل، فقد سلمنا المدفعين مع بعض العساكر إلى ابكباشي ألفي (إبراهيم أغا الألفي)، وأبقيناهم في المؤخرة، حيث زحفت عبدكم مع طائفة من العساكر إلى الأمام، وعند وصولي إلى القرية الآنفة الذكر، هاجمت الأشقياء بالمشاة والفرسان من العساكر واستولينا بعناية الله على قرية (الحلوة).

وفي نحو الساعة العاشرة لحق بنا البكباشي إبراهيم أغا بمن معه من العساكر والمدفعين، فسيرنا جميع العساكر على الأشقياء الذين اعتصموا بالبساتين وداخل القرية، فنكل بمن نكل منهم وانهزم من تبقى منهم، وتسلقوا الجبل القائم خلف القرية من الناحية الأخرى، وبينما كانت العساكر تتعقب الذين سلكوا طريق الجبل وتطاردهم، خرج من قرية (الحوطة) القريبة جدا من قرية (الحلوة) طائفة كبيرة من أهاليها بقصد إمداد الأشقياء، فجيء بالمدفعين إلى خشم الجبل لضرب الأشقياء، بينما كانت تطلق نيرانها عليهم، وكان فرساننا ومشاتنا مشتبكين في قتال مع الأشقياء في بطن الوادي وإذ ذاك ظهرت طائفة أخرى من أهالي (الحوطة) وتقدمت إلى قتالنا من مكان يقع قبالة الخشم المركز فيه المدفعان، ولما كان مقر حملتنا يقع بالقرب من الجهة التي نحارب فيها، وكانت بعض الأعمال قد أنزلت عن الجمال والبعض الآخر على وشك الإنزال، عمد أصحاب الجمال إلى أنها من جمالهم بعثة، وفروا بها، ولما شاهدهم العساكر وهم يتهربون بالجمال انسحب كل واحد ليلحق بالجمال، وفي تلك الآونة هاجم الأشقياء المدفعين، فتقدم البكباشي ابراهيم أغا الألفي من ناحية، وعبدكم من ناحية أخرى إلى إرجاع العساكر بالسيف، ودار قتال عنيف بالقرب من المدفعين، على أن الجمال كانت قد ابتعدت إلى مسافة شاسعة، فانهزمت عساكرنا بتقدير الله ولم يبق إلى جانب المدفعين أحد فاستولى الأشقياء عليهما، واستشهد في هذه الموقعة عبد الكريم أغا الغزولي، من رؤساء أدلاء ولي النعم، واليوزباشي المدفعي أحمد أفندي، والملازم الثاني عارف أفندي، وفي نحو الساعة الحادية عشر ونصف انسحبنا جميعنا من هناك، وفي نحو الساعة السادسة من اليوم التالي وصلنا إلى (ذميكة) و (دلم) المار ذكرهما، وهاتان القريتان كانتا قد أظهرتا نحونا الولاء والإخلاص، عندما مررنا بهما في المرة الأولى، وابتعنا منهما مقادير من المؤنة نقدا، واعتمادا على ما أبدوهما من الإخلاص قبلا، قد صدقناهما وآمنا بكلامهما، وقد تركنا لديهما بعض أثقالنا وأحمالنا، ولما عدنا إليهما أخيرا وطلبنا هذه الأثقال عمد أهليهما إلى مقابلتنا بإطلاق النار علينا لما علموه من انكسارنا، وفضلا عن أنهم خانوا الأمانة ولم يردوا إلينا أحمالنا، فإنهم عمدوا إلى نهب معظم عساكرنا في الطريق وقاتلوهم، حتى الماء منعوه عنا ولكننا عمدنا إلى أخذ حاجتنا منه بقوة سواعدنا، وأخذنا طريقنا إلى (الرياض) رأسا، حيث دومنا طيلة ذاك اليوم وتلك الليلة، في صباح يوم 21 ربيع الثاني في نحو الساعة الثانية عشر وصلنا الرياض، ولئن كنا نقيم محصورين في قصر فيصل، فإن أمر هذا الانكسار قد جعل العربان الذين يحيطون بنا يشيحون بوجوههم عنا كليا، وقد تمرد علينا بعضهم والبعض الآخر يحاول ذلك.

ولقد كانت قوة المرحوم عبد الكريم أغا رئيس الأدلاء في الأمر 328 خيالا قتل منهم في الحوطة 50 وتبقى 271 خيالا، كما كانت قوة حسين أغا الداغلي زاده 240 خيالا قتل منهم في الحوطة 129 خيالا فتبقى منهم 111 خيالا، وكانت قوة عبد الله أغا رئيس المشاة 215 عسكريا، قتل منهم في الحوطة 163 نفرا وتبقى منهم 52 نفرا، وكانت قوة نوري أغا رئيس المشاة في الأمر 322 نفرا قتل منهم في الحوطة 251 نفرا فتبقى منهم 71 نفرا، وكانت قوة محمد أغا الكردي رئيس المشاة 346 نفرا قتل منهم في الحوطة 256 نفرا فتبقى منهم 70 نفرا، وجماعة إبراهيم عبيدة أغا رئيس المغاربة كانت في الأصل 307 أنفار قتل منهم في الحوطة 245 نفرا فتبقى منهم 62 نفرا وجماعة أبو بكر أغا رئيس الهوارة كانت في الأصل 196 خيالا قتل منهم 66 خيالا فتبقى 130 خيالا، أما عرب أغا رئيس الهوارة فقد ظل في مهمة مع بعض عساكره في غزة وأصل الجماعة الموجودة هنا كانت 142 خيالا قتل منهم 76 فتبقى 66 خيالا، وعساكر الفرسان والمشاة التي في معية العاجز - يقصد نفسه - كانت في الأصل 2073 نفرا قتل منهم 1245 نفرا فتبقى 828 نفرا، وقد قبعنا جميعنا في (الرياض) محصورين ونحن في غاية الضيق من ناحية الطعام وعلف الخيل فخيول الفرسان تقتات من الحشيش بينما طعامنا نحن البلح، وليس لدينا حبة واحدة من المؤنة ولا قطعة واحدة من النقود، ونظرا لهذا الحصار فإن خيول الفرسان ستنفق بعد عدة أيام، كما سيموت ما تبقى لدينا من العساكر من جراء الجوع، وعدا ذلك فإن البلاد التي استولينا عليها ستخرج من أيدينا، وبما أن العربان الذين يحيطون بنا قد أشاحوا بوجوههم عنا، فقد أصبحنا نخشى شرهم، فرحماك يا سيدي تفضل وأصدر أمرك الكريم إلى محافظ المدينة المنورة وللجهات الأخرى المختصة بوجوب موافاتنا بالخمسين ألف فرانسة (ريال) الموجودة بالمدينة على جناح السرعة مع أربعمائة خيالة وإمدادنا بقوة مكونة من ألاى من عساكر الجهادية المشاة مع جميع مهماته في أقرب وقت، فإذا ما تأخر وصول هذا المبلغ في هذه الآونه فلا شك في أننا سنضمحل كليا، كما أنه من البداهة في حالة لم نسعف بالأى من عساكر المشاة وأربعمائة خيالة فإن البلاد التي استولينا عليها حتى الآن ستخرج جميعها من أيدينا، ولئن كانت في خزينتنا قبل الزحف على الحوطة بضع آلاف من الفرنسات (الريالات) فإن الجمالة الذين فروا بالجمال والأحمال قد حملوا معهم فيما حملوا من متاع العساكر واأغوات الخزينة أيضا، فليس لدينا حبة واحدة من المؤنة، ولا قطعة واحدة من النقود، فنرجوا أن تتفضلوا بسرعة ارسال النقود والجنود) (المير لواء عبده اسماعيل) انتهى نص الوثيقة. [4]

قصيدة الامام فيصل بن تركي بن سعود

قال الإمام فيصل بن تركي قصيدة تعد ملحمة شعرية في ذاتها واصفا المعركة والحال التي كان عليها هو ومن كان معه قبل المعركة وبعدها من تبدل الحال إلى الأفضل بحمد الله حيث قال :

الحمـدلله جـت علـى حسـن الأوفــاق…..وتـبـدلـت حـــال الـعـســر بالتـيـاسـيـر

جتـنـا مـــن المـعـبـود قـســام الارزاق…..رغــم عـلـى الحـسـاد هــم والطوابـيـر

هبت هبوب النصـر مـن سبـع الأطبـاق…..لـلــديــن عــــــزٍ ونــقــمــة لـلـخـنـازيــر

زان الـكـلام ودن لـــي بـعــض الأوراق…..اكـتـب ثـنـاء لله عـلــى حـســن تـدبـيـر

مـن مـاي عينـي حيـن مـا دمعـهـا راق…..قــــام يـتـزايــد حــــر وجــــده بـتـزفـيـر

مـن عظـم خطـب بـيـن الـبـار والـعـاق…..ومـن لابـة عرفـت مـن فـيـه لــي خـيـر

مفهـوم قلبـي للرعابـيـب مــا اشـتـاق…..ايــضـــا ولاهــمـــه جــمـــع الـدنـانـيــر

لكـن مــن قــومٍ عليـهـا الــردى ســاق…..عـقـب الجمـايـل انـكــروا نـيــة الـخـيـر

ماكـولـهـم عـنــدي عنـاقـيـد واشـتــاق…..ومـشـروبـهـم در الـبــكــار الـخــواويــر

ملبوسهـم مــن طـيـب الـجـوخ مــالاق…..ونـقـلـتــهــم بــمــصــقــلات بــواتـــيـــر

مركوبـهـم عـنــدي طـويــلات الاعـنــاق…..من الخيل هـي واليعمـلات المصاطيـر

قصـري لهـم عـن لافـح البـرد مشـراق…..وفي القيظ ظل مـن سمـوم الهواجيـر

كنـي لـهـم ابــو مــن الاهــل مشـفـاق…..وهـــم عـيــال لـــي صـغــار مـقـاصـيـر

مـانـي باغيـهـم الــى التـفـت الـسـاق…..ياقـونـنـي مــــن حــادثــات الـمـقـاديـر

لكـنـي باغيـهـم الــى خـاطـري ضــاق…..نخيـتـهـم جــونــي حــفــاة مـشـاهـيـر

بــــاروا بـحـقــي ذا تـنــكــر وذا بـــــاق…..وذا قاعـدٍ عـنـي ولا لــه معـاذيـر

وذا تبيـن فـي الـردى فـوق مــا طــاق…..وذا تــبــيــن بـالـحـكــايــا الـخـمـاكــيــر

وانــا احـمـد الله بالعقـوبـة لـهـم عــاق…..وانــزل بـهـم بـاسـه سـريـع لـهـم زيـــر

واطلب من اللي لـه يصلـون الاشـراق…..والـلـي تسـطـر بالقراطـيـس تسطـيـر

عسى يشوفوني على حسن الاوفاق…..بـيــوم اذكـرهــم بــمــا صــــار تـذكـيــر

وانظـر مجالسهـم معـا ذيـك الاسـواق…..يـجـي بـوجـهٍ طـالـب العـفـو يـــا مـيــر

أحدٍ اصافي لـه علـى الصفـح واعتـاق…..واحـــدٍ اصـافــي لـــه بـحــد الـبـواتـيـر

قولوا(لخيـر الله) تـرى المكـر بـه حـاق…..واخـوانـه الـلـي انـكــروا شـــر تنـكـيـر

جتكـم عبيـد الله تقافـى عـلـى ســاق…..اخـتـصــهــم والله عــلــيــه الـتـدابــيــر

و(زويــد)عــده عــلــى الأثــــر لــحـــاق…..بعـوص النضـا ومعسكـرات المساميـر

حـنـا حميـنـا نـجـد عــن كـــل فـســاق…..مــن حـمـر مـصـر والنـفـوس المناكـيـر

واليـوم نجازيهـم عـلـى حـسـن خــلاق…..فـيـنــا وفـيـهــم لــــه مــقــالٍ وتـدبـيــر

أول نـراسـلــهــم بـتـسـجـيــل واوراق…..والـيـوم بـاطـراف الـرمــاح السمـاهـيـر

اقــــول ذا قــولــي وبــالـــرب وثـــــاق…..أمـــدح رجـــالٍ مــــن تـمـيــمٍ مـنـاعـيـر

حاموا على الملة وقامـوا علـى سـاق…..دون الـمـحـارم والــغــروس المـبـاكـيـر

وخــلاف ذا يــا راكـــبٍ فـــوق سـبــاق…..هـمــلــيــع مـــربــــاه دار الـمـنـاصــيــر

بشـر هـل العـارض تـرى حظهـم بــاق…..وحمـيـرهـم حـالــت علـيـهـا المـقـاديـر

مـابـيـن حــصــان ومــــا بــيــن تــفــاق…..راحـــت فـــوات بـيــن ذيـــك الدعـاثـيـر

نـاروا مــع الصـفـره نشيفـيـن الاريــاق…..ولا لـقــوا عـلــى نـقـمـة الله مـصـاديـر

صــم الـرزايــا ســـاق عـلــى الـســاق…..مـتـحــدرٍ سـيـلــه وجــولــه مـحــاديــر

يــا ضبـعـة بالـخـرج مــن كــل فـسـاق…..اكـلـي ونـــادي كـــل عـــوج المنـاقـيـر

ضفتي على العارض وعشوك باشناق…..واهـل الفرع عشـوك روس الطوابـيـر

كــلــه لـعـيـنـا دعــــوة الله بـلاالـحــاق…..وغــرايــس خــضــر وبــيــض غـنـاديــر

وصــلاة ربـــي بالعـشـيـة والاشـــراق…..عـلـى النـبـي مظـهـر الـحــق تظـهـيـر


المصدر

  1. ^ عنوان المجد في تاريخ نجد تاليف ابن بشر
  2. ^ جريده الجزيره العدد 14339الموافق الثامن من صفر 1433 هـ
  3. ^ تاريخ الفاخري
  4. ^ دار الوثائق المصرية بالقاهرة