مصر تـُبلِغ تركيا إنتهاء اتفاقية الرورو - أفلح إن صدق

حول المؤلف

مساهمات حديثة أخرى

اجعل هذه الصفحة أفضل بتحريرها.
Shafei
0
مسار الشاحنات التركية إلى الخليج العربي.

مصر أبلغت تركيا بعدم تجديد اتفاقية عبور الشاحنات التركية التي تنتهي في 24 أبريل 2015.[1] أفلح إن صدق، وإن كنت أعرف أن عبور الشاحنات التركية عبر مصر لن يتوقف، ولن تدفع تلك الشاحنات رسوما مكافئة لرسوم قناة السويس - والأيام بيننا. أرجو ألا يظل المرور عبر مصر مجانياً. مصر تخسر 1.5 مليار دولار سنوياً.

فبعد أن كشفت، أنا، هذا القضية في ديسمبر 2011، فقد طالبت مراراً "بفرض رسوم مكافئة لرسوم عبور قناة السويس" على الشاحنات التركية." وأعرف أن تلك الرسوم ستدمر اقتصاديات صادرات تركيا الزراعية إلى الخليج، والتي تبلغ 10-20 مليار دولار سنوياً - ولكن هذه ليست مشكلة مصر. ولكن فرض تلك الرسوم المصرية سيعوق مساهمة تركيا في إشعال وإضرام الحرب في سوريا، والتي هي جزء من الحرب الكونية بين أمريكا وروسيا. وقلت أن على مصر فرض الرسوم العالية، وأنا متأكد أن دول الخليج ستتدخل لدفع تلك الرسوم بالنيابة عن تركيا (وبذلك فلن تكون معونة خليجية لمصر بل سداد لرسوم مستحقة، يا أهل الكرامة).

لذلك فأتوقع أن العبارات التركية ستستمر في عبور مصر مجاناً. ولكن القرار المصري (لو كان قد حدث) فهو صائب، وسيستخدمه صانع القرار المصري كورقة ضغط قد تؤدي إلى فرض بعض الرسوم على تلك الشاحنات، بدلاً من دفعها حالياً لرسم ترانزيت رمزي يبلغ نحو 80 دولار للشاحنة (ذهاب وعودة). ولكن أرجو ألا ينتهي الأمر بزيادة الرسوم التي يحصلها الوكيل البحري المصري لشركان أحمد أردغان (وهو أحد شركات الجيش المصري) ولا يدخل خزينة الدولة أي رسوم عبور.

الأوراق والاتفاقيات لا تعني الكثير في مصر. فالشاحنات التركية تعبر مصر مجاناً وبدون اتفاقية منذ 1 ديسمبر 2011، بسبب حرب كونية، ولن توقفها ورقة. ولكن يجب أن تصر مصر على تحصيل رسوم.

في الحربين العالميتين، رفض السلطان حسين كامل ثم الملك فاروق مصادرة بريطانيا للمؤن المصرية مجاناً، وأصرا على تحصيل الثمن. ولم تغضب بريطانيا. ولم يعتبر الحلفاء مصر غير متعاونة. بالمثل، على السيسي الاصرار على فرض رسوم حقيقية على الشاحنات التركية وكذلك عليه الاصرار على نصيب لمصر في غاز شرق المتوسط. صحيح أن الإثنين فقدا عرشيهما بعد ذلك بقليل، ولكن مصر خرجت من الحربين أقوى مما كانت قبل الحرب اقتصاديا وسياسيا وحضارياً.

تاريخ

أنا توقعت في 28-11-2011 (على تويتر) مرور الشاحنات التركية عبر مصر حين أعلنت سوريا وقف عبورها ابتداءً من 1-12-2011. وظلت الشاحنات تمر مجاناً عبر مصر منذ ذلك الحين، وبدون أي اتفاقية، إلى أن وقعت اتفاقية في 24 أبريل 2013. كما أن تلك العبارات التركية نقلت إلى مصر نحو ربع مليون لاجئ سوري شقيق، في عهد المجلس العسكري الأول ثم في عهد مرسي. وذلك قبل توقيع أية اتفاقيات بين مصر وتركيا حول العبارات والشاحنات. وقد أخفت الدولة المصرية هذا الموضوع في عهد طنطاوي ثم في عهد مرسي ثم في بداية عهد عدلي-السيسي، وتجاهلت الرد على كتاباتي.

وغردت مراراً في العام التالي عن مرور تلك الشاحنات مجاناً عبر مصر. ثم نشرت عدة مقالات عن الموضوع، بعنوان عبارات أحمد أردغان في يونيو 2013، موضحاً أن المرور المجاني للشاحنات يضيّع على قناة السويس مبلع مليار دولار سنوياً من الرسوم الضائعة، كما أن تلك الشاحنات تستخدم سولار مدعوم بنحو 500 مليون دولار سنوياً. وكالعادة تجاهلت الدولة المصرية الموضوع لعدة شهور حتى علت نبرة الانتقادات التركية لنظام الحكم في مصر في آخر 2013. وحتى ذلك الحين لم يكن هناك من يذكر هذا الموضوع على الاطلاق.


الهامش

  1. ^ خير راغب (2015-04-06). "«النقل»: مصر تُبلغ تركيا رسميًا إلغاء اتفاقية «الرورو»". المصري اليوم.


<comments />