نقاش:كاتب عمومي

مواقع خاصة بمهنة الكاتب العمومي

[1] 

[2]



التعريف بمهنة الكاتب العمومي في المغرب 

مهنة الكاتب العمومي هي مهنة حرة تقدم خدمات كتابية على أشكال و أنواع و لغات مختلفة مثل كتابة المراسلات و قراءتها و ترجمتها ، و كتابة الالتزامات و العقود ، كما تقدم النصح و الفتاوي و إبداء الرأي بناء على التجربة الطويلة في المساطر بعد الإذن من طرف رئيس المحكمة ، لكن هناك من يعتبر أن الفتاوي و إبداء الرأي تكون من اختصاص المحامين و المختصين القانونيين رغبة في احتكارها دون غيرهم ، لكن لماذا يأتي الناس إلى محلات الكتاب العموميين قصد استشارتهم و هم يعلمون أن هناك مختصين؟ لا يمكن الإجابة بأن أعباء أساتذة القانون مكلفة شيئا ما ، لأن قضايا الناس قضيا مصيرية لابد من ربحها مهما بلغ الثمن . و الجواب الحقيقي هو أن الكاتب العمومي يجيب عن استفسارات الناس بنزاهة دون خلفية و لا طمع و يؤسس جوابه على اطلاعا ته القانونية المتواضعة و تجاريبه المسطرية التي مر بها زبناؤه السابقون ، و لهذا يكون في الغالب صائبا ، مما يجعل الزبناء يعطونه سمعة طيبة يملك بها الشهرة و يتهافت على مكتبه الآخرون الجدد.

أما خدمة كتابة في المراسلات وقراءتها فتنقسم إلى الإدارية و العائلية . فالإدارية تستوجب إجراءات قانونية يتحكم فيها الأجل و تتقادم مرور الأجل و خاصة منها تلك التي تكون مرفقة بالإشعار بالتوصل ، كما أنه لابد من معرفة المبادئ و الأسس للتحرير الإداري كما جاء في كتاب الأستاذ الكبير محمد باهي ، و تحرر باللغة التي ينطقها المرسل إليه ، و الكاتب العمومي يكون في الغالب ذو لغتين أو ثلاث لغات ، كما يقول المثل " من عرف لغة قوم أمن مكرهم " ، أما المراسلات العائلية هي تلك المراسلة التي يجب أن تكون في محل السر ، و الطرف فيها لابد أن يكونا أميا بريئا يعتبر الكاتب محل سر و موثوق به ، و لا يجوز لهذا الأخير الإفشاء و لو كان مضمون الرسالة عاديا ، ناهيك أن تكون حاملة لسر تكون فضيحة عند كشفه.


كتابة العقود و الالتزامات : تسمى بالعقود العرفية و تنقسم إلى قسمين : العرفية و هي الجاري بها العمل منذ القدم و لا يزال العمل بها إلى حدود الآن و هي ملزمة للأطراف المتعاقدة التي تمضي عليها ، و غالبا ما تكون مصححة الإمضاء من طريف رئيس المجلس البلدي أو المجلس القروي أو مختصين ، و لا يمكن مواجهة الغير بها ، أما القسم الثاني منها فتسمى العقود العرفية والتابثة التاريخ و هي حجة في مواجهة الغير و لها نفس القيمة التي للحجة الرسمية و تعتبر في مواجهة الغير لأنها مسجلة و مؤدى عنها رسوم التسجيل ، لأن الغرض من التسجيل هو إثبات التارخ .

من اختصاص الكاتب العمومي هي كتابة الالتزامات و العقود طبقا لما جاء في مدونة الالتزامات و العقود ، و هذا يستوجب معرفة شاملة لهذا القانون . تكتب الالتزمات بين الأشخاص من أجل الوفاء بها مستقبلا كالوعود و الديون و غيرها من المعاملات ، كما تكتب العقود التي تربط الأطراف في ما بينهم كعقود الشركات على مختلف أنواعها ، و عقود التفويتات كالبيع و الكراء و الصدقة و الهبة و غيرها من أشكال نقل الملكية المنقولة أو العقارية. كل هذه العقود و الالتزامات لابد لها من التسجيل بإدارة التسجيل و التمبر قصد اكتساب التاريخ لها .

الكتابة العرفية تستمد نشأتها من النص الصريح للقرآن الكريم ” وليكتب كاتب بينكم بالعدل“ صدق الله العظيم ، لكن في الآونة الأخيرة بدأنا نحس و نسمع أن هناك من يطعن في مهنة الكاتب العمومي من أجل مضايقته و يسحقه لتبقى له الساحة فارغة و يستغلها وحده ، و من الكتاب العموميين من يصف هذه التصرفات الغير مسؤولة ب ” التكالب على هذه المهنة“ و هذه صيحة التنديد لم يلطخ خبز الكتاب العموميين و خبز أسرهم بالعفن ، و نطالب من كل من لهم الغيرة على مهنة الكاتب التضامن معنا من أجل محاربة ذوي النيات السيئة و التصدي لهم بالعدد و العتاد و ردهم قهرا ، رغم كون بعضهم يملك السلطة و النفوذ ، و تحية ”خبزوية“ لكل المناضلين ضد الشطط و الطغيان في بلدنا العزيز : المملكة المغربية


ما هو الطريق لحل مشكل الكاتب العمومي :

الطريق الذي أفضت إليه الحقيقة أن القوة المملوكة لذوي السلط و النفوذ لا يمكن منافستها إلا باتحاد قوى ضعيفة متعددة و مشتتة ، من هنا انطلقت فكرة البحث عن إطار قانوني للكتاب العموميين في جهة سوس ماسة درعة و هو تكوين جمعية مهنية خاصة بالكتاب الممارسين لهذه المهنة على مستوى كل إقليم هادفين من وراء ذلك تكوين اتحاد جهوي للجمعيات ثم بعد ذلك تكوين هيئة وطنية تمثلهم كقوية اقتراحية تدافع عن مطالبهم المشروعة .

كانت المبادرة الأولى من طرف الجمعية المهنية للكتاب العموميين بالدائرة الترابية لعمالة إنزكان أيت ملول ، و هم المحفزين للكتاب المتواجدين بالأقاليم الجهوية الأخرى من أجل تحقيق هذا الهدف .

كيف تطورت الأدوات المستعملة في مهنة الكتابة العمومية ؟

كان الكاتب العمومي في بداية أمره يستعمل قلما عاديا في منتهى البساطة و يكون محله بالأسواق العمومية يتوافد عليه الناس الذين لا يعرفون الكتابة ويقدم لهم خدماته الكتابية ، و تكون كتابته ذات جمالية و عبارات عفوية مترجمة من اللهجات المحلية إلى اللغة العربية الفصيحة ، و مقابل ذلك يتلقى من الناس كمشة من الدراهم و يرميها في جيبه دون معرفة كمها و يقول " الله يخلف" ، و الكاتب لا بد له أن يكون ابن البلدة التي يعمل بها و معروف لدى الناس بالثقة و كتمان سرهم ، و عند القدرة يكتري مكتبا بالسوق الأسبوعي للبلدة بأبخس الأثمان في مكان معزول عن الرواج لكن كل الناس يعرفون مكانه و لا يحتاج إلى عرض خدمته على الواجهة ، و بداخل المكتب توجد طاولة تتسع للكاتب وحده و ينشر في الجانب الآخر للمكتب حصير يجلس عليه الزبناء .

ثم يتطور الكاتب بتطور البلدة و يشتري آلة للكتابة ، و مع الأيام يتطبع مع الضرب على ملمسها إلى درجة أنه يكتب بخفة توازي سرعة النطق الذي ينطق به الزبون و بدون ارتكاب الخطأ و هي دلالة على براعة الكاتب في الأداء الكتابي عند الزبناء .

و منذ السنوات العشر الأخيرة اعتمد الكاتب العمومي آلة الحاسوب الذي سهل عليه أعباءه و بدأ يخدم الناس بشكل أسرع و بدقة عالية ، و بدأ يستعمل الشبكة العنكبوتية من أجل حاجاته عن المعلومة قصد تطوير كفاءته .

أنت تعلم أن مهنة الكاتب العمومي هي مهنة شرعية  منذ القدم و معمول و معترف بها لكونها تدخل في العرف المغربي  ، لكن لاحظنا في الآونة الأخيرة أن هناك من يعتدي  على ممارسي هذه المهنة بشكل أو بآخر ، سواء على المستوى القيادي أو على مستويات هدفها السيطرة و سد باب  الارتزاق  في وجه الكاتب العمومي الذي يعمل لحد الآن في نوع من الغموض لكون هذه المهنة غير منظمة .

لكن شعور الكاتب العمومي بما يهدده جعله يتكدس و يلتحم مع إخوانه الممارسين للمهنة لتكوين جمعيات مناضلة للدفاع عن حقوقه و استحقاق مطالبه و ذلك بتنظيم هذه المهنة و جعلها مهنة معترف بها لها حقوق و عليها واجبات .

و نشكر الإخوان بالمنطقة الجنوبية للمغرب الذين بادروا و كونوا مجموعة من الجمعيات مثل :

· الجمعية المهنية للكتاب العموميين بإنزكان

· الجمعية المهنية للكتاب العموميين بأكادير

· الجمعية المهنية للكتاب العموميين بباشتوكة أيت باها

· الجمعية المهنية للكتاب العموميين بكلميم

المرجو من جميع الكتاب العموميين و جمعياتهم و من كل من له غيرة على هذه المهنة الاتصال بنا عبر الوسائل المتاحة ، من أجل النصائح و الاقتراحات الهادفة إلى الرفع من تقديرات المهنة الحرة هذه و جعلها منظمة و مسؤولة .

الهدف من هذا المنبر هو توحيد الجهود من أجل خلق إطار قانوني على المستوى الوطني كهيئة وطنية للكتاب العموميين و انتخاب من يمثلهم في البرلمان لطرح مشاكلهم و معاناتهم على شكل قوة اقتراحية على مستوى التشريع