نقاش:فلسفة معاصرة

خصائص الفكر الفلسفي المعاصر الكاتب عبدالحميد كرم-أغسطس 11, 20190 تعليقات


يحتوي هذا الموضوع على العناصر التالية: [إضغط علي اسم العنصر للذهاب الية مباشرةً✓] للكاتب :د/ بن سليمان الصادقأستاذ الفلسفة بقسم العلوم الإنسانيةجامعة الجلفة https://sawtalaql.blogspot.com/2019/08/blog-post_76.html https://sawtalaql.blogspot.com/2019/08/blog-post_76.html https://sawtalaql.blogspot.com/2019/08/blog-post_76.html التمرد علي النزعة المثالية : https://sawtalaql.blogspot.com/2019/08/blog-post_76.html - العودة إلى الإنسان كموضوع خصب للدراسة: https://sawtalaql.blogspot.com/2019/08/blog-post_76.html المصادر:

للكاتب :د/ بن سليمان الصادقأستاذ الفلسفة بقسم العلوم الإنسانيةجامعة الجلفة إنه من العسير على الباحث في الفلسفة المعاصرة أن يحدد بدقة اتجاهات الفلسفة المعاصرة، وضم فلاسفتها تحت أسماء معينة. فالفيلسوف المعاصر يقف على بوابة واسعة تنفتح على تراث فكري غريزي أفرزه العقل الإنساني على مدى قرون من الزمن. فهو أما تراث يوناني تظهر فيه عبقرية اليونان، وتعلو فيه آراء أفلاطون وأرسطو ومن قبلهم ومن بعدهم.

حتى إن «نتشه» يرى أن «كافة الشعوب تشعر بالخجل حين تتناول مجتمعا نموذجيا من الفلاسفة بهذا الشكل البديع، مجتمع المعلمين الأول في اليونان» (18). 




اقرا ايضا :فلسفة الجنس للفيلسوفة " سيمون دي بوفوار" وهو كذلك أمام تراث ديني فلسفي يعود إلى العصر الوسيط. ومن جهة أخرى أمام نتاج علمي هائل بدأت تنكشف أضواءه منذ القرن السادس عشر. وما أفرزه وما ترتب عليه من حركات فكرية، وتطورات اقتصادية واجتماعية وسياسية. لذلك وجد الفيلسوف المعاصر نفسه في بيئة تموج بكل أنواع التيارات التي تتعارض حينا، وتلتقي حينا آخر، ومن ثم هو مطالب باتخاذ مواقف معينة بإزاء هذه الروافد. سواء بالقبول أو الرفض أو الإضافة. فعقلية الفيلسوف المعاصر تكونت من مصادر شتى يصعب الإحاطة بها كلها. ومع ذلك نحاول قدر المستطاع تحديد بعض العلامات العامة التي كانت عنوانا مميزا لهذا العصر عن غيره، وتشكل نسقا فكريا تتحرك فيه رحى الفلسفة. ورحما خصبا تولد منه الأفكار والنظريات. النشاط الفلسفي المكثف للفلسفة المعاصرة : - فهو عصر نشاط فلسفي مكثف. نجد فيه أسماء كثيرة لفلاسفة كبار، وعلى ذلك لم يشهد أي عصر سابق هذا الكم الضخم من الاتجاهات الفلسفية المتباينة والمتشابهة أحيانا.

لذا من الصعب إطلاق صفة معينة على هذا العصر تعبر عن روحه. فإن جاز لنا أن نقول إن القرن السابع عشر هو عصر المذاهب الفلسفية الشامخة، وأن القرن الثامن عشر كان عصر تنوير، والتاسع عشر هو عصر سيادة الفلسفات المادية بأنواعها، فإنه ليس بمقدورنا أن نسحب وصفا كهذا على هذا العصر.

إحتفاء المذاهب والانساق المعتادة : - نلاحظ اختفاء المذاهب والأنساق الفلسفية الكبرى التي تميزت بها الفترات الماضية. إذ بدأ الاهتمام بالمنهج والحرص على الوضوح في الفكرة والمعنى، وبدأ الاستخدام الدقيق للغة يطغى على اهتمام فلاسفة هذا العصر. فقد ظهر المنهج الفينومنولوجي، والمنهج المنطق الرياضي.


https://sawtalaql.blogspot.com/2019/08/blog-post_76.html - التمرد على النزعة المثالية الذي عبر عن نفسه في أشكال عديدة من التفكير سادت في الفلسفة المعاصرة: الماركسية، الوضعية، الفلسفة التحليلية، البراغماتية، الوجودية وغيرها من المذاهب. ولعل هذا التمرد هو في حقيقته رد فعل وثورة على النزعة العقلية بوجه عام. وكان من نتائج رفض الفلسفة المثالية أن أصبح الاتجاه إلى الواقع وإلى الإنسان أمرا طبيعيا. فنزع كثير من الفلاسفة المعاصرين إلى الواقعية، وترتب على هذا نقد فكرة المطلق لدى معظم الفلاسفة، وازدياد الاهتمام بالإنسان الفرد.


https://sawtalaql.blogspot.com/2019/08/blog-post_76.html

، وظهر ذلك في اعتماد المنهج العلمي، والاستعانة بنتائج العلوم الطبيعية والنظريات العلمية. وإن كان الاهتمام بالمنهج يعود إلى ديكارت وهيوم، إلا أن هذا العصر نجح كثيرا في تحليل المفاهيم، وتصنيف أشكال التفكير والتحرر من الميتافيزيقا التقليدية، التي كانت محل نقد شديد من طرف أغلب الفلاسفة.

https://sawtalaql.blogspot.com/2019/08/blog-post_76.html

اقرا ايضا :https://sawtalaql.blogspot.com/2019/08/Hegel-and-the-Problem-with-Identity.html وكانت الحاجة شديدة إلى ذلك. هذه الحاجة التي لم تشبعها فلسفة «هربرت سبنسر» المادية، أو أفكار المثاليين. وكانت النهضة العلمية السابقة على هذا العصر قد هبطت بالإنسان إلى مستوى الموضوع، فأصبح بعدئذ إشكالا مستمرا بالنسبة إلى نفسه. وصاحب هذا الاهتمام بالإنسان الاهتمام بما هو عيني بدلا من الإيغال في عملية التجريد أو الإغراق في المثالية المطلقة.

ولم يصبح موضوع الفلسفة الطبيعة والعقل، إنما الإنسان في وجوده الحقيقي المشخص. لكن الذي ينبغي التنبيه إليه أن الإنسان الذي أصبح مصدر بحث ودراسة ليس هو الإنسان كما كان يتصوره «ديكارت» في «تأملاته»، يتشكل على نحو منهجي من أجزاء يضاف بعضها إلى بعض، إذ يأتي التفكير أولا ثم الروح المتحدة بالبدن والأهواء، إنما هو إنسان قذف به في منحى معين من الكون بعظمته وبؤسه. وصار يبدو في نظر نفسه مشكلة من المشاكل.
الإنسان في الفلسفة الحديثة بدء من ديكارت هو الإنسان المجرد الذي يكاد ينقطع عن تاريخه وصلاته بالآخرين، وعلاقاته. وعلى ذلك انصبت أبحاث الفلاسفة على تعديله أكثر من تركيز اهتمامهم على معرفته. ففلسفات التاريخ السابقة خاصة لدى هيجل تتجاهل الفرد. وان اهتمت ببعض العظماء الذين تمكنوا من تحديد المراحل التاريخية، فإنها نظرت إليهم على أنهم ممثلين لأفكار، لا مجرد أفراد. 

لقد غابت في هذا العصر النظرة إلى التاريخ على أنه نوع من الحقائق العلوية المفروضة على الأفراد بشكل يحدد طريقة سيرهم في الحياة، وتعتبرهم مجرد أدوات تنفذ بها أهدافها. وظهرت آراء تتخذ الحاضر أساسا لبناء الأفكار لا المستقبل كما هو الحال لدى «كروتشه». فالأولى أن يخلق المرء شعوره الخاص، وتفكيره الخاص، بل إن النظرة إلى الزمن تحولت من النظرة المسيحية التي تجعل حاضر الإنسان محصورا بين الماضي والمستقبل، ومن ثم يفقد استقلاله بذاته، إلى النظرة التي تعتبر الزمن الحاضر الحافل بالماضي والمتجه نحو المستقبل هو البنية الحقيقة للزمن، أو ما يعرف بالزمن الإنساني على حد تعبير «هيدجر».

ورغم وجود حالة اتصال واستمرار في الفكر في هذا العصر مع الذي يليه، إلا أن هناك مفكرين كبارا كان لهم فضل في ظهور أفكار جديدة انتشرت وذاعت.

يقول بوشنسكي: «وبعض هؤلاء المفكرين ونقصد برجسون على الأخص وهسرل إلى حد ما أصبحوا بالفعل موضع التكريم الكبير» (19). 

ويضيف في موطن آخر: «ثم يأتي بعد ذلك مذهبان قطعا كل حبال الاتصال مع القرن التاسع عشر الميلادي وهما فلسفة الحياة وفلسفة الماهيات والفينمومينولوجيا» (20).