مقطع فايز

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مقطع فايز (Faiz syllable)

هو وحدة حساب المقاطع على السطر في الأدب المقطعي، وضعه الأديب الشاعر عبده فايز الزبيدي.


تعريفه

هو مقطع صوتي يبدأ من أول متحرك إلى أول ساكن يقابله.

أهميته

به يضبط عدد المقاطع على الأسطر لأنماط الشعر والنثر في الأدب المقطعي ، مثل  : الهايكو و التانكا و السينكن و السيجو و التاناغا و الكاتوتا و السيدوكا و الهايبون ، وغيرهم . ويعتبر مقطع فايز من التجديد في علم العروض .

أنواع المقاطع العربية

العرب لا تبدأ بساكن و لا تقف على متحرك . ودراسة الصوت و توزيعه و تسميته يختلف من حقل إلى حقل في اللغة الواحدة.

1. المقطع اللغوي:

تنقسم المقاطع الصوتية في اللسانيات العربية إلى ثلاثة أنواع رئيسة ، هي: - متحرك. مثال ( أَ) أو ( بَ) - متحرك زائدا ساكن . مثال: (شَمْـ ) من ( شمس) - متحرك زائدا حرف مد . (( حروف المد هي: الواو و الألف و الياء (واي )) مثالل: في ، لا ، أوْ

وهناك تسميات و تقسيمات عديدة كلها يعود في الأصل الذي ذكرته آنفا.

أمثلة تطبيقية : شَمْسٌ: تتكون من مقطعين : ( شَمْـ ) سٌ . سماءٌ: بها ثلاثة مقاطع : (سَـ ) ، (ما) ، (ءُ).

مُعَلِّمٌ: بها أربعة مقاطع : (مُـ ) (عـَلْـ) ( لِـ ) ( مٌ)

مساجدُ: بها أربعة مقاطع :( مَـ ) (سَا ) (جِـ ) (دُ).

كان: بها مقطعان: ( كا ) ، ( ن )

القَمَرُ: بها أربعة مقاطع : ( الْـ ) ، ( قَــ ) ، ( مَــ ) ، ( رُ )

2. المقطع الشعري:

وهو نظام بناء الجملة الصوتية الشعرية، وضعه الخليل بن أحمد الفراهيدي، وهو باختصار : حركة المتحرك أمام و حول الحرف الساكن ، بكيفيات و كميات معلومة. ومعلوم أن رائد هذا المجال هو صاحب علم العروض و القافية الخليل بن أحمد الفراهيدي ، رحمه الله تعالى.

وجد الفراهيدي أمامه ورثاً أدبيَّاً رفيعاً و غزيراً ،والعرب قبله تميز بين النثر و الشعر ، فالشعر له موسيقا عالية ناتجة عن انتظام الساكن و المتحرك في حركة معينة لا تختلف في النص الشعري ، بل قل إن الشعر يفرض إيقاعا معينا تتعوده أذن السامع مما تسمعه ، و تتوقعه فيما بعده، فإذا ما حدث خلل في ذلك الدفق النغمي ، أعلته و حطت منه ، بعكس النثر ، حيث لا اضطرار و لا تكلف.

و طبيعة الشعر ولدت في ذهن عبقري العربية الحاجة لاختراع مصطلحات تضبط الشعر ، فقال بالتفاعيل، و التفاعيل تمثيل خطي للجمل الشعريةبل تتعدى مسألة ضبط النغم ، إلى ضبط الهيأة الشعرية. فالطويل ليس كالهزج ، و لا الكامل مثل المضارع ، لا في النغم ( تتالي الأصوات) ولا في الشكل ( الهيأة )

فالطويل: فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن = فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن.

و الهزج: مفاعيلن مفاعيلن = مفاعيلن مفاعيلن.

فالإيقاع الموسيقي في الطويل (الرتم) يختلف عنه في الهزج ، وهيأة الشطر في الطويل أطول بكثير من الشطر في الهزج، ومثله في الكامل مقارنة مع المضارع.

وتسمية البحور ( ألوزان) الشعرية بتسميات مثل: الطويل ، البسيط الكامل ، الرمل ، الخبب ، الوافر ، .........

مرده لمسألة : علاقة المتحرك بالساكن ، فيما يسمى بعلاقة الأسباب بالأوتاد ، فمثلا : الطويل: سمي بذلك لأنه أولا أطول الشعر، بالإضافة إلى أن الأوتاد تقع في أول أبياته. و المديد: سمي بذلك نظرا لامتداد الأسباب في الأجزاء السباعية الخاصة به، فكان أحدهم في أوله والآخر في آخره. والرجز: وهو مأخوذ من البعير، وسمي بذلك نظرا لما واقع به على ثلاثة أجزاء. والبحر الرمل: حيث أن الرمل هو أحد أنواع الغناء، الذي يخرج من ذلك الوزن فسمي بذلك.

ولكل بحر سبب في تسميته ،وهذه الاختلافات مردها سبب واحد فقط ، هو علاقة المتحرك بالساكن كما و كيفا، عددا و مكانا.

فالمقطع الخليلي ( الشعري) يضبط به: النغم و الهيأة و التسمية والخليل بن أحمد لم يوجد الشعر ، لكنه تعامل معه كظاهرة ، فجمع عيناتها، ثم حللها ، ثم صنفها ، ثم وضع لها مصطلحات ضابطة ثابتة ، وحضور المصطلح في ذهن الفراهيدي هو سبق ليس له بل للعربية بفضل الله تعالى.

درس الخليل الصوت الشعري جيدا، فقال إن الشعر لا يخرج عن هذه التفاعيل منها خماسي و منها سباعي: فالخماسي مثل: (فعولن) و مقلوبها ( فاعلن) و السباعي مثل: (متفاعلن) و مقلوبها ( مفاعلَتن) ووجد أن مكونات تفاعيله لا يخرج عن شيئين ، هما : سبب و وتد. بل لا يخلو شعر منهما أبدا، و إن غاب أحدهما في تفعيلة قدر له قدره، فمثلا : فعِلن أصلها فاعلن و المجلوب في الفهم كالمنطوق في اللفظ .

و السبب سببان : خفيف من متحرك و ساكن ، و ثقيل من متحركين والوتد وتدان: مجموع من متحركين بعدهما ساكن ، و مفروق ساكن بين متحركين.

مما سبق نستنتج أن الخليل تعامل مع حركة المتحرك و الساكن في الشعر وفق طبيعتهما الشعرية ، لا النثرية ، و بين ما ينالهما من نقص و زيادة ، مما لا نجده في النثر .

وهذه نقطة جوهرية فالمقطع الصوتي في مجال من اللغة يعامل وفق ظروفه الخاصة به ، لا وفق التنظيرات العامة لعلم اللغة ( اللسانيات).

3. مقطع فايز Faiz syllable  :

مقطع فايز هو وحدة حساب المقاطع على الأسطر في ألدب المقطعي ، وعه الأديب الشاعر عبده فايز الزبيدي ، وهو من التجديد في علم العروض ، حيث يتجاوز مسائل الزحافات و العلل المعروفة في العروض التقليدية .

علاقة مقطع فايز بغيره من مقطاع العربية

ذكرت _ آنفا_ أن العربية تعرف المقطع اللغوي ( اللساني) ، و المقطع الشعري ( الخليلي) ،وهما يتشابهان و لكن لا يتطابقان، و اليوم أقدم مقطع فايز، وهو وسط بين المقطعين ،و تجده يتطابق مع المقطع الشعري إذا كان الأخير سليما .

و بالمثال يتضح المقال ، كما يقال.

1. فعولُ ، فعولٌ ، فعولن ستجد بعض الأختلاف في تقسيمها إلى مقاطع ، حسب المجال الذي يدرسها : فعولُ: في اللسانيات: فعولُ = ( فـَ ) ، (عُوْ ) ، (لُ) ، ثلاثة مقاطع لغوية تامة ويعبر عنهم بِـــ : متحرك ، متحرك مع مد ، متحرك مع ساكن. في العروض: فعولُ = (فعو) ، (لُ) ، مقطعان عروضيان تامان و في الأخير زحاف.، ويعبر عنهما بـِـ : وتد و سبب خفيف. في مقطع فايز: فعولُ = (فعو) ، (لُ) ، مقطع فايزي تام، و جزء من المقطع.

......... فعولٌ في اللسانيات : فعولٌ = (فَـ ) (عوْ ) (لٌ) ثلاثة مقاطع .

في العروض: فعولُ = ( فعو) ، (لٌ) مقطعان ،

في مقطع فايز: فعولُ = ( فعو) ، (لٌ) مقطعان .

نلحظ تطابق مقطع فايز مع المقطع الشعري .

..... فعولن: هذه لفظة تمثل إحدى تفاعيل البحور الشعرية التي افترضها الخليل بن أحمد الفراهيدي، ولا استخدام لها إلا في العروض فقط. ، ومع كونها افتراضية في اللسانيات و في مقطع فايز ، و حقيقية في العروض ، فهنا نجد أن مقطع فايز طابق اللسانيات في الحكم على المعنى، و وافق العروض في تقسيمه إلى مقطعين ، هكذا: في اللسانيات: فعولن = ( فَ) ، (عوْ) ، (لنْ ) = ثلاثة مقاطع لغوية. في العروض : فعولن = (فعو) ، (لن) = ووتد مع سبب خفيف = مقطعان عروضيان. في مقطع فايز: فعولن = (فعو) ، (لن) = مقطعان فايزيان.

مقطع فايز يكون كالمقطع العروضي السليم من الزحافات و العلل ، حتى تخاله مقطعا عروضيا ، ثم يبتعد عنه في حالة النقص أو الزيادة اللتان تطرآن على المقطع العروضي بفعل الغناء و ما يصحبه من إطالة للصوت أو عكسه مما لا يفقد الغناء صفته و لكنه يؤثر على سلامة تفاعيل نصه ،ويجد أثره العروضي في تفاعيله.

ويوافق المقطع اللغوي ( اللساني) في حكمه على معنى اللفظ ، كما رأيت أعلاه، ولهذا صلح لضبط هيأة الفنون الأدبية التي تعتمد على المقاطع أو ما تسمى بالسلابيك ( syllabic ) ..