مسجد سهلة

مسجد السهلة هوأحد أكبر وأهم مساجد الشيعة التي التي اعيد تشُيّدها في الكوفة بالقرب من مسجد الكوفة (في الجهة الشمالية الغربية) من النجف في العراق، وتم ذلك خلال القرن الأول الهجري بيد قبائل العرب ومنهم بني ظفر، وهؤلاء بطنٌ من الأنصار نزلوا الكوفة؛ ولهذا عُرِف المسجد أوّلَ الأمر بمسجد بني ظفر، ثمّ إنّ المسجد عُرِف بـ «مسجد السَّهْلة»، وهي التسمية المتداولة حاليّاً.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

منطقة السهلة

السهلة مقبرة من مقابر الكوفة القديمة، فالمسجد يكون على طرفٍ من مقبرة السهلة[1]، وممّن دُفِن بالسهلة:

عليّ بن إبراهيم الخيّاط (ت 207 هـ)، وأحمد بن محمّد الطائي (ت 281 هـ)، ومجد الدين حسن بن الحسين الطاهر العلوي (ت 645 هـ).. وغيرهم.


شكل مسجد السهلة

مسجد السهلة الحالي مستطيل الشكل، يتألّف من أربعة أضلاع آجُريّة،بطول 140 متر وعرض 125 متر، ومساحة 17500 متر مربع.

المقامات

وفي ساحة المسجد محاريب ومقامات سميت باسم الأنبياء والأئمة منها:-

  1. مقام إبراهيم الخليل

يُقال إنّه كان بيتَ إبراهيم، يقع في الزاوية بين الضلعين الشمالي والشرقي.

  1. مقام الخضر

يقع في الزاوية بين الضلعين الجنوبي والغربي.

  1. مقام نبي الله ادريس

يُقال إنّه كان بيتَ إدريس، يقع في الزاوية بين الضلعين الجنوبي والشرقي.

  1. مقام الانبياء والصالحين

ويُعرَف بمقام الأنبياء هود وصالح عليهما السّلام، يقع في الزاوية بين الضلعين الشمالي والغربي.

  1. مقام الإمام السجاد
يقع وسط المسجد، عن شماله مقام الامام الصادق عليه السّلام، وعن جنوبه مقام الامام المهدي عليه السّلام وإليه أقرب.
  1. مقام الإمام الصادق

يقع وسط المسجد تماماً، ومحرابه مُجوَّف، كُتِب على القاشانيّ الذي يكسو التجويف أحدُ الأدعية المأثورة في السهلة، وتُقام على دكّته المستطيلة صلاة الجماعة.

  1. مقام الإمام المهديّ المنتظر عجّل الله فَرجَه

ويُعرَف بمقام صاحب الزمان، يقع في وسط الضلع القبلي.

والمظنون أنْ كان لمسجد السهلة منارةٌ قديمة هُدِّمت في وقتٍ لم نُدركه، والمنارة الحالية شُيّدت سنة 1378 هـ / 1967 م، أرّخ بناءها السيّد محمّد الحلّي بقوله:

للسهلةِ آقصُدْ واستَجِرْ مِن كـلِّ نائبةٍ وكَبْتِ

هو مسجدٌ سَمَتِ العِبادةُ فيه في سَمْتٍ وصمتِ

قد عُمِّـرتْ فيه المنـارةُ للأذان برفْعِ صَوْتِ

مُذ قيل في تاريخهـا: « ويُؤذّنون بكلِّ وقتِ »


وقد أُلحق بالمسجد قديماً صحنٌ واسع، وهو مقسّم إلى قسمين:

الأوّل. الذي في الطرف الجنوبي (خان الزوّار)، وهو شبيه بالخانات الشاخصة الآن على طريق النجف ـ كربلاء القديم، ويعود تاريخه إلى حوالَي 300 سنة.

والثاني .يقع في الجانب الشمالي، وفيه بيوت خدم المسجد، وقد هُدّمت أوائل سنة 1979 م / 1399 هـ.

فضائل مسجد السهلة

تعتقد الطائفة الشيعية بفضل هذا المسجد حيث وردت روايات في فضل هذا المسجد قال زين العابدين:

(من صلى ركعتين زاد الله في عمره سنتين)[2] وبالأسناد عن الإمام الصادق قوله: "ما من مكروب يأتي مسجد السهلة فيصلي فيه بين العشائين ، و يدعو الله الأفرج كربه".

روي أبو بصير عن أبي عبد الله قوله: "يا أبا محمد كأني أرى نزول القائم بأهله و عياله في مسجد السهلة". روي عنه ايضاًإما أني لو كنت بالقرب منكم ما صليت صلاة إلاّ فيه.[3]

  • عن ابن فضال، عن الحسن بن علي بن يوسف، عن عثمان بن عيسى، عن محمد بن عجلان، عن مالك بن ضمرة الرؤاسي، قال: قال لي امير المؤمنين(عليه السلام):

أتصلي في مسجد السهلة؟

قلت: ذاك مسجد تصلي فيه النساء، فقال:

يا مالك ذاك مسجد ما اتاه مكروب قط الا فرج الله عنه واعطاه حاجته، فاني والله ما اتيته الا صليت فيه

فلما كان ذات ليلة اخذني امر فاغتممت، فذكرت قول امير المؤمنين عليه السلام فقمت في الليل فتوضأت وانتعلت وخرجت فإذا على بابي مصباح، فمر قدامي، ومررت حتى انتهى الى المسجد فوقف بين يدي وقمت اصلي فلما ان فرغت، انتعلت، ثم انصرفت، فمر قدامي حتى انتهى الى الباب، فلما ان دخلت ذهب فما اردت ذلك به ليلة قط بعد ذلك الا وجدت المصباح على بابي.

وبالاسناد قال اخبرنا يعقوب: مررنا على ابي عبد الله عليه السلام، فسألنا: فيكم احد عنده علم زيد بن علي عليه السلام ، فقال رجل من القوم: انا عندي علم من علمك زيد: كنا عنده ذات ليلة في دار معاوية ابن اسحق الانصاري إذ قال: انطلقوا حتى نصلي في مسجد السهلة.

فقال: أبو عبد الله عليه السلام: اما والله لو استعاذ به حولا لاعاذه الله سنين، اما علمت انه موضع ادريس النبي الذي كان يخيط فيه، ومنه سار ابراهيم الى اليمن الى العمالقة، ومنه سار داود الى جالوت، فقال الرجل: واين كانت منازلهم ؟ قال: في زواياه، وان فيه صخرة خضراء فيها تمثال وجه كل نبي، وانه مناخ الراكب، قال: ومن الراكب ؟ قال: الخضر

(انتهى)[4].

  • بالاسناد عن الامام جعفر الصادق عليه السلام قال:

مسجد السهلة منزل صاحبنا إذا قام بأهله.

وقال عليه السلام:

ما من مكروب يأتي مسجد السهلة فيصلي فيه بين العشائين، ويدعو الله الا فرج كربه [5].

  • روى أبو بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال لي:

يا ابا محمد كأني ارى نزول القائم بأهله وعياله في مسجد السهلة

قلت: ايكون منزله ؟

قال:

نعم، كان فيه منزل ادريس، ومنزل ابراهيم، وما بعث الله نبيا الا وقد صلى فيه، وفيه مسكن الخضر، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله صلى الله عليه وآله وما من مؤمن ولا مؤمنة الا وقلبه يحن إليه، وفيه صخرة فيها صورة كل نبي، وما صلى فيه احد فدعا الله مما يخاف - الا اجابه -.

فقلت: هذا لهو الفضل، قال:

ازيدك ؟، قلت: نعم، قال:

هو من البقاع التي احب الله ان يدعى فيها، وما من يوم ولا ليلة الا والملائكة يزورون هذا المسجد يعبدون الله فيه، اما اني لو كنت بالقرب منكم ما صليت صلاة الا فيه، يا ابا محمد: لو لم يكن من الفضل الا نزول الملائكة والانبياء فيه، لكان كثيرا فكيف وهذا الفضل وما لم اصف لك اكثر، قلت: جعلت فداك لا يزال القائم عليه السلام فيه ابدا ؟ قال:

نعم. قلت: فمن بعده، قال:

هكذا من بعده الى انقضاء الخلق قلت: فما. كون من اهل الذمة عنده ؟ قال:

يسالمهم كما سالمهم رسول الله صلى الله عليه وآله ويؤدون الجزية عن يد وهم صاغرون. قلت: فمن نصب لكم عداه ؟

قال:

لا يا ابا محمد، ما لمن خالفنا في دولتنا من نصيب، ان الله قد احل لنا دماءهم عند قيام قائمنا، فأما اليوم فحرم علينا وعليكم ذلك، فلا يغرنك احد، فإذا قام قائمنا انتقم لله ولرسوله ولنا اجمعين.[6]

  • قال الشيخ الطوسي:

أخبرنا محمد بن محمد، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الكاتب، قال حدثنا الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني، قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي، قال حدثنا إسماعيل بن صبيح، عن يحيى بن مساور، عن علي بن حزور، عن الهيثم بن عوف، عن خالد بن عرعرة، قال سمعت عليا (عليه السلام) يقول :

إن بالكوفة مساجد مباركة، و مساجد ملعونة، فأما المباركة فمنها مسجد غني و هو مسجد مبارك، و الله إن قبلته لقاسطة، و لقد أسسه رجل مؤمن، و إنه لفي سرة الأرض، و إن بقعته لطيبة، و لا تذهب الليالي و الأيام حتى تنفجر فيه عيون، و يكون على جنبه جنتان، و إن أهله ملعونون و هو مسلوب منهم. و مسجد جعفي مسجد مبارك، و ربما اجتمع فيه أناس من العرب من أوليائنا فيصلون فيه. و مسجد بني ظفر مسجد مبارك، و الله إن فيه لصخرة خضراء، و ما بعث الله من نبي إلا فيها تمثال وجهه، و هو مسجد السهلة. و مسجد الحمراء و هو مسجد يونس بن متى (عليه السلام)و لتنفجرن فيه عين تظهر على السبخة و ما حولها. و أما المساجد الملعونة فمسجد الأشعث بن قيس، و مسجد جرير بن عبد الله البجلي، و مسجد ثقيف، و مسجد سماك، و مسجد بالحمراء بني على قبر فرعون من الفراعنة[7].

مراجع

  1. ^ كتاب فضل الكوفة ومساجدها ، هو جزء من كتاب المزار الذي ألفه : محمد بن جعفر المشهدي الحائري " من اعلام القرن السادس " الهجري تحقيق محمد سعيد الطريحي/ دار المرتضى بيروت - الغبيري.
  2. ^ المزار الكبير، المشهدي
  3. ^ المزار الكبير ـ المشهدي
  4. ^ كتاب من لا يحضره الفقيه 1 / 1 / 76 /تأليف:الشيخ الصدوق أبى جعفر محمد بن على بن الحسين بن بابويه القمى المتوفى سنة 381هـ /الحديث في الفروع 1 / 139،
  5. ^ التهذيب/الشيخ المفيد/ 2 / 13
  6. ^ التهذيب/ الشيخ المفيد/ 1 / 325
  7. ^ امالي الشيخ الطوسي/ ص169

المآخذ