مذبحة ميت القرشي

مذبحة ميت القرشيهى مذبحة حدثت لأهل قرية ميت القرشى أثناء الاحتلال البريطانى لمصر

قرية ميت القرشى بالدقهلية

أصيبت بلدة ميت القرشي بكارثة أودت بحياة مائة من أهلها، فقد خرج أهل البلدة بمظاهرة سلمية طافت حول بلدهم، ولكن قطاراً يقل مائة وخمسين جندياً بريطانياً كان يمر بهم في ذلك الوقت، فوقف القطار، ونزل بعض الجنود واستوقفوا المتظاهرين، وكان يقودهم (محمد مأمون عبد المعطى) نجل عمدة القرية فسألوه عن تلك الجموع ، فأخبرهم بأنها مظاهرة سلمية . ولم يكد يبتعد عنهم حتى عاجلوه برصاص بنادقهم، فسقط قتيلاً... وتفرق الجمع، ولكن الجنود تعقبوهم بمدافعهم الرشاشة، فحصدتهم حصداً ، وكانوا يطاردونهم في الحقول، كلما صادفوا واحداً اردوه قتيلاً برصاصهم وبلغ عدد شهداء هذه المذبحة نحو مائة قتيل، عرفت أسماء بعضهم وهم: محمد مأمون عبد المعطى، على عوض الله ، على عبد العزيز ، سعد متولي العوضى ، محمد فخري عطية حسن حلوة ، محمد المهدى صالح الدسوقى جودة ، فؤاد نصر ، محمد القرشي، محمد نور ، إبراهيم محمد عطوه سليمان هلال ، إبراهيم احمد الحلوجى ، محمد حسن مراد، عبد الوهاب محمد عثمان ، عبد المجيد إبراهيم ، الشحات سليمان ، سليمان نافع ، شحاته طه العوضى ، محمود حسن مراد. وكان من بين الجرحى في هذه المعركة السيد سليمان سعد ، مغاورى محمد المرسى ، عبد العليم جاد الله ، القرشى مهدى ، مرسى محمد قمر ، محمد غنيم الشال ، محمد عبد المنعم الصعيدى. ومن البلاد المجاورة السعد امين (كفر سليمان) محمد شاهين سمره (ميت أبو عوف) هنداوى على أبو زهره ، كفر الوزير محمد سالم رضوان (كفر المقدام) وأشارت السلطات العسكرية إلى هذه المأساة الدامية في بلاغها الرسمي بقولها : "حدث في جوار ميت غمر - التي لا تزال مع زفتي وميت غمر مركز للتمرد والفتن - أن قطاراً كان يشتغل بإصلاح الخط يوم 22 مارس فجعلته الغوغاه (كذا كانت تسمى السلطات العسكرية المتظاهرين) في معزل، لقطع الخط من أمامه ومن خلفه، ووصل إلى مكان الحادثة قطار مسلح لإسعافه يوم 23 الجاري، فهاجمه المشاغبون بدوره، ولكنهم تكبدوا خسارة تزيد على مائة من القتلى والجرحى". في كفر الوزير : وفى نفس اليوم مر القطار المسلح بكفر الوزير، فخرج نفر من الأهلين لمشاهدته، وكان على مقربة من السكة الحديدية جاموسة يقودها صاحبها، فأراد أن يبعد بها عن الخط محافظة عليها، فأصابته وماشيته طلقات نارية أودت بحياتهما، وصوب الجند الرصاص نحو الاهلين فقتل منهم من قتلوا. ومنهم عنانى محمد سليمان - السيدة بدران. في تفهنا الشرفا وفى يوم 27 من مارس نزل الجنود الإنجليز ببلدة (تفهنا الشرفا) وطلبوا من عمدتها الشيخ عبد العزيز القرموطى إخراج رجال من بلدته للعمل في إصلاح السكة الحديدية، ولم يمهلوه حتى يفكر في مطلبهم، وإنما انطلقوا يقتحمون منازل البلدة، ويسلبون ما تصل إليه أيديهم من مال ومئونة ، وقتل في هذه المعركة عدد من الأهالي كان منهم. عبد الفتاح سيد احمد ، احمد متولى القرموطى ، محمد على موافى ، رقية احمد متولى ما بعد ثورة 1919 ظلت الأمور في مصر على حالها من الفوضى والاضطراب وعاشت البلاد من الاستبداد يمثله الاستعمار ويعاونه القصر، وبقى الصراع قائماً بين الاحتلال والحاكم الدخيل من جهة وبين الشعب المتطلع لحريته واستقلاله من جهة أخرى، وكثرت الثورات الحماسية، في شكل مظاهرات دامية تعارض وتحتج على تدخل الأجنبي في شئوننا ، والنيل من سادتنا بأساليبه السافرة حينا، أو الملتوية أحيانا أخرى . واشتدت حركة المظاهرات في طول البلاد وعرضها، ولعبت الدقهلية في هذا الصدد دورها الوطني، وقدمن من ضحاياه في مظاهرات سنة 1935 عدداً من المواطنين من أبناء المنصورة وتلاميذ المدارس بها. ورأى الاستعمار البريطاني أن يهدئ من ثورة الشعب، فقد بدأت نذر الحرب العالمية الثانية تلوح في الأفق وتتجمع سحبها، ومن اجل من أيدت بريطانيا قيام جبهة وطنية تدخل . معها في مفاوضات لإنهاء حالة الاضطرابات السائدة، واكتساب مشروعية بقائها في أرضنا الطيبة.. فكانت معاهدة 1936 التي لم تكن في الواقع ألا تخدير للشعور الوطني ، وقيداً جديداً من قيود الاستعمار وأغلاله. لقد كانت هذه المعاهدة دافعاً لنا على مواصلة الكفاح حتى ننال حقنا الكامل في الحرية والاستقلال ، هذا مصداق قول الرئيس جمال عبد الناصر في إحدى خطبه الوطنية: " إن الحرية حق .. وان استحقاقنا للحرية لا يتقرر بما آخذناه منها بل يحرضنا دائماً على ما لم ننله بعد .. " فإذا كان المستعمر والقصر قد منحانا الحياة النيابية، فإنها لم تكن بالحياة النيابية السليمة، وإنما كانت زائفة ، تهدف إلى قتل الشعور الوطني الفياض الذي يطالب بالحرية الحقة، والى كبت صوت الأحرار، ومقاومة الروح المعنوية القوية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

[1]