لماذا العراق

لماذا العراق، هي قصيدة للشاعر العراقي مظفر النواب، وتعرف أيضاً بإسم أخر وهو أنا أقرأ الغيب.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نص القصيدة

علىٰ أيُّ جُرحٍ تَشدُّ الوِثاقا *** وأيُّ القُبورِ تريدُ عِناقا

وكلُ الّذي حَولكَ الآنَ *** مَقبرةٌ هٰكذا أمةٌ تَتَلاقىٰ

تَنادتْ فلمّا إنتَضىٰ فارِسٌ *** سَيفهُ ذَبَحتهُ إِتفاقا


وأوجَعُ من قاتِلٍ يَمسحُ المُديةَ *** أنَّ القَتيلَ يَموتُ نِفاقا

لكِ اللهُ من أمةٍ نَحرَتْ *** حينَ جَدَّ القِتالُ إِزدِواقا

وراحتْ تَمَسِّحُ من نَعشهِ *** تُوقِظُ الجُرحَ خائفةً فأَفاقا

أَتدروُنَ كيفَ تَقومُ الجُروح *** وتَضرِبُ حَولَ العِصُورِ نِطاقا ؟

إلىٰ أنْ تَقومُ القِيامةَ مِقْفَلةً *** تَتَحرّىٰ خِلافاً خِلاقا

أنا أقْرأُ الغَيبَ إنَّ الغُيوبَ يُشِرنَ *** وقدْ ضِقْنَ ذَرعاً عِراقا

ستَنفجرُ الكائِناتُ بما أُقْحِمَ الصَدرُ *** منها جَحِيماً فَضاقا

أَرىٰ هُولةَ الحِقدِ تَحفُو القُبورَ *** تُقلِّبُ مما تَجُوعَ المَذاقا

تَشمُّ اللحُودَ لتُوقِظَ عَظماً *** ليومِ القَصاصِ وكَفاً وسَاقا

ولَحماً بما قَطَّعوهُ تَماسَكَ *** صَبراً وزادَ إلتِصاقا

سَيقتَحمُ الهَولُ أقبيةً رُصَّ *** فيها الدَمُ البَشريُّ زِقاقا

ويَلقىٰ رَوافِلَ شاخِصةً كِبرياءً *** وعَظماً تَدلىٰ مُحاقا

وجُمجُمةً أطبقَتْ فَكَّها قَدراً *** ماحِقاً يُوشِكُ الإنطِباقا

سيُهدرُ هٰذا الرُكامُ العَجيبُ *** يَدكُ رِواقاً ويُلقي رِواقا

ويَقلعُ من أَعْينِ المُجرمينَ *** لتَبقىٰ شَواهدَ عَصرٍ أَعاقا

ويَكشفُ عن مُومَسٍ دَفعَ الغرَبُ *** والشَرقُ مَهراً لها وصِداقا

فَيا خَيبةَ العَصرِ راهنَ عُقماً *** علىٰ الأكدَشينَ وعَقَّ إنعِتاقا

تَرَصَّدْ فإنَّ البَنادقَ أبعدُ رَصداً *** لِما سيَجدُّ لِحاقا

وإنَّ السَماءَ تُرىٰ بالبَنادقِ *** ساحِرةً وأشدُّ إئتِلاقا

فَيالكِ من دَيدِبادٍ تَرقَطَّ *** طِيناً وعُشباً ودَمّاً مُراقا

ويَستَرقُ السَمعَ للبرقِ في وَحشةِ الليلِ *** فالليلِ يَمشي إستِراقا

يَكادُ غَموضاً بعينيكَ أنْ يَملأَ *** الجَوَّ بَرقاً وسُحباً زِهاقا

ويُدبرُ من زمنٍ قادمٍ *** أنْ يَجِئَ قُبيلَ المَسيرِ إستِباقا

فإنَّ الحُفاةَ علىٰ زَمهَريرِ *** البِنادقِ طاوِينَ تاجٍ إنبِثاقا

وأوْشَكَ أنْ يَهربَ المُجرِمونَ *** فَسُدَّ الطريقَ زُقاقاً زُقاقا

أَنا ذُقتُ طَعمَ الغُيوبِ العِظام *** وأَعرفُ منْ كانَ ذاقا

وأَعرفُ أنْ أَحفرَ ألأرضَ بحثاً عن الشمسِ *** إنْ شَحَّ أفقٌ وضَاقا

لكُثرةِ ماجربتْني اللياليُّ *** وجَربتُها ... قَتلتْني عِناقا


وصلات خارجية

الكلمات الدالة: