قوم تبع

قوم تبع قوم ورد ذكرهم في القرآن الكريم في سورة ق و هم أناس سكنوا اليمن و سمي بتبع لإن الملك اليماني كان يلقب بالتبع كما ان ملك فارس يلقب بكسرى و سموا بالتبع لإنهم يتبعونه ، و التبع المقصود في هذه القصة استنادا إلى روايات لم يتسن التأكد من صحتها هو أسعد أبا كرب .

و يروى عن الرسول صلى الله عليه و سلم حديث غير معلوم الصحة أنه قال لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم مما يوحي أن قومه هم من كفروا بالله و بأنبيائه أو كان معهم على أمرهم من التكذيب ثم آمن بالله بعدها و يقال هذا الملك هو أول من كسا الكعبة و في هذا حديث للمصطفى عليه الصلاة و السلام لا تسبوا أسعد الحميري فإنه أول من كسا الكعبة .

ويعتقد بعض المفسّرين أنّ تبع كان رجلاً مؤمناً، واعتبروا تعبير ( قوم تبّع ) الذي ورد في آيتين من القرآن دليلاً على ذلك، حيث أنّه لم يُذَمّ في هاتين الآيتين، بل ذُم قومه، والرّواية المروية عن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) شاهدة على ذلك، ففي هذه الرواية أنّه قال: ( لاتسبّوا تبّعاً فإنّه كان قد أسلم ).

وجاء في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام), (إن تبّعاً قال للأوس والخزرج: كونوا ها هنا حتى يخرج هذا النبي، أمّا لو أدركته لخدمته وخرجت معه ).

وورد في رواية أُخرى: إنّ تبعاً لما قدم المدينة ـ من أحد أسفاره ـ ونزل بفنائها، بعث إلى أحبار اليهود الذين كانوا يسكنونها فقال: إنّي مخرب هذا البلد حتى لا تقوم به يهودية، ويرجع الأمر إلى دين العرب.

فقال له شامول اليهودي ـ وهو يومئذ أعلمهم ـ. أيها الملك إنّ هذا بلد يكون إليه مهاجر نبي من بني إسماعيل، مولده بمكّة اسمه أحمد. ثمّ ذكروا له بعض شمائل نبيّ الإسلام( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال تبّع ـ وكأنّه كان عالماً بالأمر ـ: ما إلى هذا البلد من سبيل، وما كان ليكون خرابها على يدي بل ورد في رواية في ذيل تلك القصة أنّه قال لمن كان معه من الأوس والخزرج: أقيموا بهذا البلد، فإنّ خرج النّبي الموعود فآزروه وانصروه، وأوصوا بذلك أولادكم، حتى أنّه كتب رسالة أودعهم إياها ذكر فيها إيمانه بالرّسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) , ويروي صاحب أعلام القرآن أنّ تبّعاً كان أحد ملوك اليمن الذين فتحوا العالم، فقد سار بجيشه إلى الهند واستولى على بلدان تلك المنطقة. وقاد جيشاً إلى مكّة، وكان يريد هدم الكعبة، فأصابه مرض عضال عجز الأطباء عن علاجه,,

وكان من بين حاشيته جمع من العلماء، كان رئيسهم حكيماً يدعى شامول، فقال له: إنّ مرضك بسبب سوء نيتك في شأن الكعبة، وستشفى إذا صرفت ذهنك عن هذه الفكرة واستغفرت، فرجع تبع عما أراد ونذر أن يحترم الكعبة، فلما تحسن حاله كسا الكعبة ببرد يماني.

وقد وردت قصّة كسوة الكعبة في تواريخ أُخرى حتى بلغت حد التواتر. وكان تحرك الجيش هذا، ومسألة كسوة الكعبة في القرن الخامس الميلادي، ويوجد اليوم في مكّة مكان يسمى ( دار التبابعة ).

وعلى أية حال، فإنّ القسم الأعظم من تأريخ ملوك التبابعة في اليمن لا يخلو من الغموض من الناحية التاريخية، حيث لا نعلم كثيراً عن عددهم، ومدّة حكومتهم.