قالب:الصفحة الرئيسية/ركن كتاب المعرفة/1

في جنوب أفريقيا أيضا، العنف ورفض الآخر -     حلمي شعراوي

حلمي شعراوي
عندما يتصاعد العنف بنفس القسوة (وإن ليس بنفس عدد القتلى!) فى أكثر من منطقة فى أفريقيا – وغيرها – ويتم ذلك بينما نقول أنها بيئات مختلفة فى جنوب أفريقيا عنها فى الصومال أو نيجيريا، عنها فى ليبيا أو مصر. فما الذى يعنيه ذلك بالنسبة لمنهجية التفسير، أو خلال البحث عن الأسباب المتقاربة وراء هذا التطرف فى مظاهر العنف، ورفض الآخر أو ما يسمى كراهية أو رهاب الآخر؛ الأجنبى Xenophobia، الخ؟

ثمة ارتباك أمام تعدد التفسيرات لما يبدو متنوعا، بينما يشير تصاعد الأزمة إلى ضرورة معرفة المشترك. ففى الشمال الأفريقى مثلا يسود التفسير بالعامل الثقافى أو الحضارى (القيمى، التعصب الدينى ، سوء التفسير، الإقصاء...) ومن خلال ذلك يذكر مهمشا الاعتبار الديمقراطى، وتوزيع الثروات...الخ، ومن ثم لا تنجح أية معالجة حتى الآن فى الحد من: العنف المروع إلى حد الذبح على الهوية!

وفى غرب أفريقيا وخاصة فى نيجيريا، بدت ثروات البترول ومعادن الصحراء الكبرى كافية لشعوبها ولكن بدون جدوى أمام نفوذ العسكريين تارة، والتبعية للخارج تارة أخرى، ومن ثم دخلت "بوكو حرام" على خط التفسير الدينى المتطرف بدوره فى رفض الآخر (القبلى أو المسيحى أو الغربى)، وجرى العنف مروعا لحد القتل أيضا على الهوية!....