فصول من الفلسفة الصينية: مع النص الكامل لكتاب الحوار لكونفوشيوس وكتاب منشيوس

غلاف الكتاب’

فصول من الفلسفة الصينية: مع النص الكامل لكتاب الحوار لكونفوشيوس وكتاب منشيوس

كتاب من تأليف فراس السواح

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

إقتباسات

(كونفوشيوس)

-- المروءة ويعني بها الفضيلة العليا، أو أم الفضائل، التي تجعل بقية الفضائل ممكنة

-- فقد سألوا كونفوشيوس تلميذٌ له قائلًا: عندما يزداد عدد السكان ماذا نفعل بهم؟ أجابه: يجب أن نعمل على رخائهم. فسأله ثانية: وماذا بعد أن يعمهم الرخاء؟ أجابه: علينا أن نعلِّمهم

-- وقد رأى كونفوشيوس أن الطريق الأقصر لإصلاح المجتمع هو إصلاح الحاكم والطبقة الإدارية؛ لأن الحاكم إذا انصلح كان في ذلك صلاحٌ للمجتمع

-- إذا حكمتَ بقوة فضيلتك تغدو مثل نجم القطب الذي يبقى ثابتًا في مكانه، وكل النجوم تدور حوله

-- إذا حكمتَ بالقوانين وضبطتهم بالعقوبات فسوف يتفادَون ارتكاب الجرائم دون أن » يشعروا بالعار إذا هم ارتكبوها. أمَّا إذا حكمتهم بالفضائل وضبطتهم بقواعد الأدب

والمعاملات فسوف يشعرون بالعار من ارتكابها ويقوِّمون أنفسهم

-- فلسفة كونفوشيوس في أصول الحكم ترتكز على ثلاثة مبادئ هي:١) الحكم بالفضيلة لا بالقوة، ( ٢) ثقة الشعب الحاكم، ( ٣) موظَّفون أَكْفاء وصالحون ) من مختلِف الشرائح الاجتماعية.

(مو تزو)

عُرفت مدرسة مو تزو باسم المدرسة الموهية نسبةً إلى اسمه مو، وعُرف أتباعه باسم الموهيين. وقد ازدهرت الموهية خلال القرون الثلاثة التي تلت وفاة مؤسِّسها، وكانت المنافس الرئيسي للكونفوشية، ولكنها أخذت بالانحدار في سياق القرن الأول الميلادي ثم اختفت بسرعة؛ فلقد كان تطرُّف مو تزو يناقضالاعتدال الذي كان فضيلةً أساسيةً لدى الإنسان الصيني الميَّال بطبيعته إلى المحافظة على التوازن في كل شئونه.

لقد طرح كونفوشيوس برنامجًا آمَن بأنه سيجعل الناس سعداء، أمَّا مو تزو فقد طرح برنامجًا لعلاج شرورٍ معيَّنة، وفي سبيل ذلك كان على استعدادٍ للتضحية بكل شيء بما في ذلك سعادة الناس.

-- فالأنانية هي مصدر كل الشرور، ولا يمكن القضاء عليها إلا بتوسيع المحبة الشخصية لتغدو محبةً لا شخصية تشمل الجميع دون تمييز

منشيوس

كونفوشيوس
كونفوشيوس

الاسم منشيوس هو الصيغة اللاتينية لاسم المعلِّم الثاني للفلسفة الكونفوشية وعاش بين عامَي ٣٧١ و ٢٨٩ ق.م

من المهام التي أخذها منشيوس على عاتقه معارضة أفكار مو تزو، وهو في الفصل الأول من كتابه ينتقد بشكلٍ غير مباشر مبدأ مو تزو في المنفعة، القائم على أن كل ما هو نافعٌ صالح، وكل ما هو صالح نافع قال

الرجل النبيل يعمل بدافع الواجب الخلقي، والرجل الوضيع يعمل بدافع المصلحة على أن توكيد منشيوس على التمييز بين الدوافع الأخلاقية ودوافع المنفعة وحسابات الربح والخسارة، لا

يعني وجود تناقضٍ تامٍ بين الدافعَين؛ فالإنسان الأخلاقي يعمل بدافع المنفعة وحسابات الربح والخسارة، ولكن عندما تتعارض المنفعة مع الفضيلة فإنه يضحِّي بالمنفعة لحساب الفضيلة.

-- الناس متشابهون في طبيعتهم الأصلية، ولكن تُفرِّقهم عاداتهم وتقاليدهم

-- إن التعاطف هو (بذرة أو) بداية المرءوة والخجل هو بداية الصلاح (الاستقامة) والتواضع هو بداية قواعد الأدب والمعاملات والتمييز بين الصح والخطأ هو بداية الحكمة

لاو تسو، المعلِّم الأول

تبدأ الفلسفة الصينية بالمعلِّم الأول لاو تسو، وكل ما استطاع قدامى المؤرِّخين قوله بشأنه هو أنه عاش حياةً مديدةً بين أواسط القرن السادس وأواسط القرن الخامس قبل الميلاد؛ أي قبل نحو قرنٍ من سقراط المعلِّم الأول للفلسفة اليونانية

ولدينا خبرٌ عن لقاءٍ جَمَعه مع كونفوشيوس الأصغر منه سنا وقد صاغ كونفوشيوس انطباعه عن ذلك اللقاء بالكلمات المؤثِّرة

هناك التنين الذي لا أعرف كيف يمتطي الرياح ويناطح السحاب فيصعد إلى السماء. اليوم رأيت لاو تسو ولا أستطيع مقارنته إلا بالتنين

-- إن غفلة الحكومةتترك الناس على طيبتهم وبساطتهم الأصلية، أمَّا يقظة الحكومة وتشديد قبضتها على الرعية فتفسد طيبة الناس وتدفعهم إلى الخبث والتحايل على القانون مهما بلغ من شدة العقوبات الرادعة

عندما تكون الحكومة غافلة يتسم الشعب بالبساطة *** عندما تكون الحكومة يقظة يتسم الشعب بالخبث

-- السلاح أداة شؤمٍ لا يلجأ إليها النبلاء، ***فإذا كان لا بُدَّ منها فاستخدمها في حياد.

لا يوجد مجدٌ في الانتصار، *** تمجيد الانتصار يعني الإعلاء من شأن القتل،

ومن يُعلي من شأن القتل لا مكان له في المملكة. ***على الحرب أن تُقاد كما الجنازة، ***وعند الانتصار علينا أن نقيم طقوس الحِداد

هذه الكلمات هي أصدق ما قيل في الحرب عبر تاريخ البشرية، وتجعل من لاو تسو نبيٍّا للإنسانية لا مجرَّد حكيم صيني.(المؤلف)


مقتطفان من كتاب الحوار لكونفوشيوس

الباب الاول

-- إن الإنسان النبيل هو من يضع الأساسيات في بؤرة اهتمامه، وعندما تترسَّخ هذه الأساسيات يتوضَّح طريق الفضيلة. لعل بر الوالدين واحترام الإخوة الكبار من الأساسيات اللازمة لتحقيق المروءة

-- يلعب برُّ الوالدَين لدي كونفوشيوس الدور الأهم في تنمية الفرد للخصائص الإنسانية في شخصيته. ويرى كونفوشيوس أن البشر إذا رعَوا هذا المَيل الفطري جيدًا، فإنه سيؤثِّر إيجابيٍّا على كل أشكال الفضيلة الإنسانية

الباب الثاني

-- إذا حكمتَ الرعية بالقوانين وضبطتهم بالعقوبات؛ فسوف يتفادَون اقتراف الجرائم، ولكنهم لا يشعرون بالعار من اقترافها. ولكن إذا حكمتهم بواسطة الفضائل وضبطتهم وفقًا لقواعد الأدب والمعاملات؛ فسوف يشعرون بالعار من ارتكابها

ويقوِّمون أنفسهم.

-- سأل التلميذ تسي يو كونفوشيوس عن بر الوالدَين، فقال المعلم: في هذه الأيام يعتقد الناس أن بر الوالدَين هو في تأمين الطعام لهما. ولكن ألَا يؤمِّن كل واحدٍ العلف لأحصنته وكلابه؟ فما الذي يميِّز الإنسان عن الحيوان إن لم يحترم والدَيه؟

عن بر الوالدَين، فقال المعلم: ما يهم في البر هو ما تنم عنه تعابير وجهك. ينبغي ألَّا تفهم البر على أنه جهدٌ جسدي تبذله في سبيل الوالدَين، أو تأمين الطعام والشراب ممَّا تيسَّر لديك المقصود بتعابير الوجه هنا هو ما ينم عن المحبة والاحترام والعرفان

الباب الرابع عشر

-- قال المعلم: في ظل حكومةٍ رشيدةٍ يمكنك التحدُّث بجرأة والعمل بجرأة، وفي ظل حكومة غير رشيدةٍ يمكنك أن تعمل بجرأة ولكن راقب لسانك

-- قال المعلم: من الصعب أن تكون فقيرًا ولا تتذمَّر، ومن السهل أن تكون غنيٍّا ولا تتعجرف.

-- قال المعلم: كان المثقَّفون في الماضي يطلبون العلم من أجل تهذيب أنفسهم، أمَّا المثقفون اليوم فيطلبون العلم حبٍّا في الظهور وطمعًا في إعجاب الآخرين

--