عبيدي محمد الطاهر

عبيدي محمد الطاهر
عبيدي محمد الطاهر.jpg
وُلِدَ13 مارس 1914
قرية تيگري، باتنة
توفي23 فبراير 1998
مدينة باتنة ، ولاية باتنة
الجنسيةGM Flag Algeria.png الجزائر
المهنةقائد ناحية عسكرية خلال الثورة الجزائرية

عبيدي محمد الطاهر (و.13 مارس 1914 - ت.23 فبراير 1998) مناضل جزائري، كان قائد ناحية عسكرية خلال الثورة الجزائرية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السنوات المبكرة

ولد المدعو الحاج لخضر في 13 مارس 1914 بقرية تيگري أولاد شليح بباتنة التي تسمى حاليا بوادي الشعبة لأسرة متواضع ماديا لأبويـن هما محمد وفاطمة عبيدي حفظ القرآن في سن صغيرة، وكغيره من الأطفال من الطبقات الفقيرة عمل في صباه ومقتبل شبابه ما تيسره له من الاعمال المتواضعة.

في سنة 1936 سافر إلى فرنسا طلبا للعمل وسكن بمدينة كراون (100 كلم عن العاصمة باريس) ووكان يعمل في صنع الأسلاك الشائكة لفترة ثم عمل عتالا في مخبزة سيدة فرنسية بفضل بنيته الجسدية القوية ثم مسيرًا للمخبزة لاحقًا، فتعرف على المغتربين والاجتماع بالمناضلين منهم الجزائريين الذين كانوا يعملون في الخفاء والكتمان والسرية.[1]

مع إندلاع الحرب العالمية الثانية عاد إلى الجزائر واستقر في مدينة عين التوتة حيث اكترى حماما يعمل فيه وشاحنة جعلها في خدمة الثورة والمواطنين.

نشاطه الثوري

قبل اندلاع الثورة

كان من أوائل المشاركين في الثورةالجزائرية كانت أولى مشاركته تأسيس خلايا سرية بمدينة باتنة سنة 1939 واستمر نشاطه حتة سنة 1941 ، حيث اتصل به مصطفى بن بولعيد وزوده ببرنامج عمل جديد أهم نقاطه هو توسيع الخلايا السرية وتقسيمها وتنظيمها [2]، فكان يجمع التبرعات والاشتراكات ويبث الروح الوطنية وأفكارها بين الناس يحث الشباب على التعلـم، وفي عام 1947 تم سُجن لمدة شهر على خلفية ضربه لشرطي اعتدى على أحد الباعة المتجولين وتم نفيه إلى تونس، أين استأجر محلا واستغله كمقهى مواصلا نضاله السياسي بمساعدة الطلبة الجزائريين سواء المنتمين للجمعية العلماء أو الطلبة المنضوين تحت لواء حركة انتصار الحريات الديمقراطية.

وبعد عودته من تونس وفي خريف سنة 1952 ذهب إلى الحجاز لأداء فريضة الحج وأصبح يعرف إثر ذلك بالحاج لخضر، وعقب عودته واصل تشكيله للخلايا السرية التي مثلت نواة الثورة من الفدائيين والمموّنين، كما قام باستقبال وإيواء الناجين من الاعتقالات التي مست أعضاء المنظمة الخاصة بشرق البلاد فهو الذي كان في انتظار مسعود بالعقون عند مدخل باتنة الشمالي، وكان مرفوقا بالدفعة الأولى التي كان من بين عناصرها رابح بيطاط وسليمان بن طوبال.. كان ذلك في بداية صيف 1950، وتكررت العملية بعد سنة، باستقبال الفارين من سجن عنابة المحاكمين في قضية المنظمة الخاصة، وفي مقدمتهم زيغود يوسف.[3]

الثورة

الحاج لخضر أثناء مؤتمر طرابلس 1962 (الثاني على اليسار)

عند انطلاق الثورة كان العقيد الحاج لخضر من أوائل الثوار على رأس فوج من 25 شخصا لمهاجمة ثكنة دبابات باتنة ليلة أول نوفمبر، وعقب ذلك عين على رأس قطاع باتنة ليقود بعدها عملية مهاجمة القطار الحامل للسلع إلى بسكرة عبر مدينة باتنة، وعملية سريانة التي استهدفت ضيعة المعمر "بوزو" والتي شهدت سقوط أول شهيد بالقطاع وهو عمر أقرور، ونتيجة لذلك وجهت له فرنسا رفقة بقية المجاهدين تهمة تكوين جماعة أشرار والقتل العمدي، ومحاولة تخريب مبان بواسطة متفجرات وقام الجيش الفرنسي بحملة تمشيط وبحث عن الحاج لخضر مصحوبة بحصار كبير سنة 1955 على مستوى مدينة باتنة وسريانة وعين التوتة والمعذر ومروانة من أجل الإتيان بالحاج لخضر، لكن باءت كل جهودهم بالفشل [4]

واصل العقيد لخضر عملياته فكانت عملية اغتيال المعمر "فياما" وكمين كوندورسي في شهر ديسمبر 1955، وشارك الحاج لخضر في معركة جبل أولاد حناش شهر أبريل 1958 بجانب عميروش ، ولما توفي مصطفى بن بولعيد التحق بقايدة الولاية الجماعية رفقة علي النمر، وكان معروف عنه أنه يرفض المناصب السياسية ويتركها للمثقفين من رفاق الدرب فقد رفض رتبة نقيب عرضها عليه عميروش، وبعد وفاة علي النمر تم تعيينه قائدا عسكريا للولاية بأمر من محمد لعموري الذي قال له "يا عمي الحاج هذا أمر لا بد من تطبيقه".[5]، ثم قائدا للولاية بالنيابة في أواخر 1958 حيث كانت قيادة الولاية السياسية في تونس وكان يتولاها العقيد أحمد نووارة قبل استشهاده.

حضر اجتماع العقداء بالداخل في ديسمبر 1958 بالولاية الثانية وقام بتغييرات على مستوى قيادة الولاية الأولى في محاولة تحصيل الاستقرار والقضاء مجموعة المشوشين، وكان له دور فعال في ذلك خاصة بعد الاضطرابات التي شهدتها الولاية، كما حضر مؤتمر العقداء العشر بالخارج في 1959 أين تم رسميا تعينه قائدا للولاية الأولى برتبة عقيد بعد استشهاد أحمد نواورة وتم تعيين عمار راجعي نائبا سياسيا والعقيد الطاهر زبيري نائبا عسكريا [6] ، لكن للأسف لم يتمكن من عبور خط موريس إلى الولاية الأولى بسبب محاولته الدخول بجيس ثقيل العدة والعدد وبعد أربعة أشهر من المحاولات الفاشلة تمكن منه الإحباط والإرهاق ما استدعى تنقله إلى سويسرا للراحة والعلاج، في حين أن نائبه العسكري الطاهر زبيري تمكن من دخول تراب الوطن والالتحاق بالولاية الأولى ما أدى إلى تعيينه لاحقا قائدا للولاية برتبة عقيد خلفا للحاج لخضر.

موقفه من أحداث صائفة 1962

كان ولاء قائد الولاية الأولى محسوبا لجماعة كريم بلقاسم ثم الحكومة المؤقتة لاحقا وذلك لعلاقة الحاج الوطيدة بقيادة الولاية الثالثة في عهد كل من السعيد محمدي وعميروش، وبعد احتدام الصراع بين الكتلتين (الحكومة المؤقتة وتحالف بن بلة ـ بومدين شكل العقيد الطاهر الزبيري مجلس ولاية جديد مالبث أن انحاز إلى صف هيئة الأركان، غير أن هذا لم يمنع الحاج من الحفاظ على ولائه لكريم والحكومة المؤقتة،[بحاجة لمصدر] حتى آخر لحظة: اجتماع مجلس الثورة بطرابلس في دورته الأخيرة (مايو ـ يونيو 1962). وأثناء استفتاء تقرير المصير عـاد إلى الجزائر واتصل بالهواري بومدين الذي انشغل عن استقباله في البداية، (لكن لاحقا أعلن ولاءه لصف تلمسان(بدون مصدر) ودخل الصف رسميا بانتخابه نائبا في المجلس التأسيسي ابتداء من 20 ستبمر 1962.[بحاجة لمصدر][6]

إنجازاته بعد الثورة

أشغال بناء جامع أول نوفمبر الكبير بباتنة

مـن أهم إنجازات الحاج لخضر هـو وضعه حجر الأساس لمسجد أول نوفمبر الكبير بباتنة، حيث كان يملك مصنع طماطم مع شريك له في واد سوف فقام ببيع نصيبه له وبتلك الأموال شيد أسس جامع أول نوفمبر [7][8] الذي أكمل الناس تشييده عن طريق التبرعات، وفي 1980 تفرغ للعمل الخيري الديني حيث أسس جمعية إسلامية بهدف تأسيس مركز إسلامي فكان المعهد العالي للعلوم الاسلامية الذي ألحق آنذاك بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة ثم أعيد إلحاقه بجامعة باتنة لاحقا، وقد بني المعهد والمسجد على أرض مطار عسكري أيام الاحتلال الفرنسي تنطلق منه الطائرات للقصف وعـن هذا قال الحاج: " هذا المكان الذي جعلته فرنسا جحيما تقصف منه الجزائريين، أنا سأقصفها انطلاقا منه، ولكن بالعلم.." [7]

وفاته

توفى عبيدي محمد الطاهر في 23 فبراير 1998 بباتنة ودفن بمقبرة بوزوران، كان قد تزوج أربع مرات إلا أنه لم يرزق بالأ,لاد، وتمت تسمية جامعة باتنة باسمه تخليدا لذكراه.

المصادر

  1. ^ {{Cite web | url =https://www.whoispopulartoday.com/%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%8A-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%87%D8%B1/ma | title = عبيدي محمد الطاهر
  2. ^ مذكرات الحاج لخضر حررها الطاهر حليس
  3. ^ العقيد الحاج لخضر قائد من القاعدة Archived 2017-06-06 at the Wayback Machine
  4. ^ الحاج لخضر مواقف بطولية أثناء الثورة وبعد الاستقلال Archived 2015-07-06 at the Wayback Machine
  5. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة BBB
  6. ^ أ ب يومية الفجر الجزء الثاني Archived 2016-03-04 at the Wayback Machine
  7. ^ أ ب خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة MMM
  8. ^ نبذة عن حياة العقيد عبيدي محمد الطاهر المدعو الحاج لخضر Archived 2016-07-27 at the Wayback Machine