عبد الله كليب الشريدة

عبد لله كليب الشريدة

عبد الله كليب الشريدة (1895 - 22 يناير 1997)، مواليد منطقة دير ابي سعيد- تبنة، تولى رئاسة مجلس النواب الثالث من عام 1950-1955، وهي الفترة التي شهدت اغتيال مؤسس الأردن الملك عبد الله، وتولى الملك طلال السلطة حيث أقر الدستور الأردني بعهده، ثم تولى ادارة الدولة قبل وصول الملك حسين للسن القانوني للعرش ، ويعتبر عبد الله كليب خلال رئاسته للمجلس قد عاصر ملوك الاردن الثلاثة ، توفي عن عمر ناهز المائة والعشرين.

تخرج من مدرسة عنبر دمشق في 1914.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرته

عبد الله كليب الشريدة من الأعلام الأردنية الذين ساهموا في بناء الدولة الأردنية الحديثة ، فوالده الشيخ كليب الشريدة والذي عاش فترة مخضرمة بين العهدين العثماني وقيام دولة الإمارة في الأردن استطاع أن يترك آثارًا عظيمة ومواقف تسجل له عبر مسيرته الجهادية الحافلة ليبقى اسمه منقوشاً في ذاكرة جميع الأردنيين ، وكذلك تجد عبد الله الشريدة"ابو ماجد" مواصلاً لمسيرة والده حاملاً للأمانة ومكملاً للرسالة ليكون خير خلف لخير سلف في زعامة العائلة في منطقة الكورة واستطاع أن يكون رجلها الأول وأصبح من أقرب الزعماء والرجال إلى قلب الملك المؤسس المغفور له جلالة الملك عبد الله وقد منحه الملك عبد الله الأول لقب "الباشوية".

ولد عبد الله بن كليب الشريدة عام م1890 في قرية تبنة وأكمل دراسته الابتدائية والرشيدية في بلدة إربد ثم التحق بمكتب عنبر بالشام ليتخرج منه عام م1914 ثم عاد إلى البلاد بعد أن طلب والده منه ذلك رافضاً دخول ولده مرشح "كوجك ضابط" في الجيش التركي فقام بتعيينه مدرساً في مدرسة دير أبي سعيد عام م1915 ومختاراً في قرية كفر الماء وكان له دور مميز في العهد الفيصلي 1981 - 1920 حيث جعله والده على رأس جيش قد جهزه بما لا يقل عن 200 جندي مدرب لمساعدة الأمير فيصل في سوريا حيث رابط هذا الجيش في قلعة دمشق كذلك فاز بإنتخابات أول مجلس تشريعي في 18 ـ 1 ـ 1929 وقد فاز بعضوية هذا المجلس أكثر من مرة وأنعم عليه صاحب السمو أمير البلاد بعدد من الأوسمة الرفيعة ، صدرت الإرادة السنية بالإنعام عليه بلقب باشا في 4 ـ 2 ـ 1939 وفي عام 1941 عين متصرفاً في لواء معان وفي 27 ـ 7 ـ م1941 عين وزيراً للتجارة والزراعة في وزارة توفيق أبو الهدى.

وفي 7 ـ 10 ـ 1942 قدم استقالته من الحكومة ، وشارك في الحياة الحزبية والسياسية في ذلك الوقت مثل حزب الإخاء سنة 1937 وحزب الإتحاد الوطني سنة م1947 وفي 2 ـ 4 ـ م1956 أصبح عضواً في حزب الاتحاد الوطني الدستوري وفي 1 ـ 11 ـ م1945 صدرت الإرادة السنية بتعيينه قاضياً عشائرياً للواء عجلون وفي 8 ـ 5 ـ 1954 وزير للدولة في وزارة توفيق أبو الهدى ثم فاز بعضوية مجلس النواب الأردني أكثر من مرة وفي 3 ـ 9 ـ م1951 أصبح رئيساً لمجلس النواب الأردني وفي 11 ـ 8 ـ م1952 أصبح أحد أفراد هيئة الوصاية على العرش بصفته رئيساً لمجلس النواب الأردني وبقي عضواً في مجلس النواب الأردني حتى عام ,1989

وقد تحدث الدكتور عبد العزيز بن كليب الشريدة في شخصية شقيقه المرحوم الشيخ عبدالله الشريدة قائلاً: إن الكتابة عن أبي ماجد قد لا تفيه حقه وهو بحاجة إلى أن يفرد له كتاب مستقل وأنه من أراد أن يؤرخ لأبي ماجد في حياة والدة سيجد أنه عاش مع والده الركاب حذو الركاب وتقاسما مع ابن عمه رشيد باشا الجروان حلو الحياة ومرها وصفو الأيام وكدرها وخصوصاً بعد أن بلغ مع ابن عمه رشيد مبالغ الرجال ويكاد لا يتخلف عن والده ولا يبتعد سبيله عن سبيل والده فتراً.

وتحدث الأستاذ محمود عبيدات في شخصية المرحوم عبد الله كليب الشريدة قائلاً: واحد من الأسماء التي تضيء في الذاكرة الأردنية هو الشيخ عبد الله كليب الشريدة الذي كان قاموساً لمفردات الوعي بتاريخنا الوطني الحديث إرتدى لباس الجهاد والحرب قبل ان يرتدي عباءة الزعامة والشيخة قاتل في "تل الثعالب" والحوله ومرجعيون وقرى حوران قبل كرسي الوزارة والنيابة ليس لأنه من عشاق الزعامة والجاه بل لأنه من عشاق الوطن وأصحاب التوازن كان من أصحاب الأدوار الوطنية العالية لم يجلس يوماً في صالات المتفرجين بل كان دوماً ينهض لأداء دوره على مسرح الحياة وكان دوره يتخلص في ثلاث كلمات "الوطن ثم الوطن ثم الوطن" لذلك كان منذوراً لخدمة الآخرين في الوطن.

وهكذا فقد عاش المرحوم عبد الله الكليب الشريدة حياته رجلاً من رجالات الأردن الكبار صاحب الخلق العظيم وينبوع المعرفة والحكمة عرف بإدراكه الواسع لمجمل أمور الحياة على اختلافها كان الوطني الغيور الحافظ للتاريخ وخصوصاً تاريخ الأردن ، تعلق بجلالة المغفور له الملك الحسين وكان جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه يعامله كصديق لجده المؤسس المغفور له الملك عبد الله الأول.

أما الكاتب الأردني الأستاذ "محمد صدقي" مساعدة فقد تحدث في شخصية الشيخ عبد الله كليب الشريدة قائلاً: يعد عبد الله الكليب الشريدة من رموز الرعيل الأول الذين كان لهم شرف السبق في إشادة البيت الأردني وتثبيت قواعده في وقت كان الأردن يافعاً خرج لتوه من سطوة الهيمنة العثمانية منهكاً فقيض الله للأردن سمو الأمير عبد الله بن الحسين وحوله حواريه من أبناء الأردن يداً بيد من أجل انقاذ البلاد من فكي الأسد والاستعمار والصهيونية ويرتبط اسم المرحوم عبد الله الشريدة بأسماء أولئك الأوائل الذين أعطوا وأخلصوا النيات لله وللوطن ولسمو الأمير.

وأضاف الأستاذ محمود عبيدات قائلاً: كان عام 1920 عام الهم الوطني وكان الشاب عبد الله الشريدة رهن إشارة والده الشيخ كليب الشريدة زعيم ناحية الكورة وشيخ مشايخها واحد من الرموز الوطنية الذين يشار إليهم في الملمات الصعبة يلبي نداء الوطن وكان يقول "ليس في الدنيا شيء أشرف من الدفاع عن الحرية وأنبل غاية من الكفاح في سبيل الله والوطن العربي الذي إرتبط فيه بروابط غالية متينة" فمعركة تل الفلسطيني حيث تقررت المعركة في مؤتمر "قم" التاريخي من قبل زعماء جبل عجلون حيث استشهد في تلك المعركة الشيخ كايد المفلح العبيدات وقف الشيخ عبد الله إلى جانب والده الشيخ كليب في تأسيس الكيان الإداري لمنطقة الكورة بعد سقوط الحكم العربي في دمشق فتألفت حكومة محلية وسميت بحكومة دير يوسف وتسلم القائد عبد الله الأمن والدرك بقيادة عبد الله الشريدة ونظمت تحصيل الضرائب من الأهليين على طريقة ما كانت في العهد الفيصلي وبنفس النسبة وكانت مراسلات الحكومة تتم بحسب الأصول الرسمية وقد لعبت دوراً رائداً في الحد من سطوة القبائل البدويه.

لم يتخل الشيخ عبد الله الكليب الشريدة طيلة حياته عن واجبه كشيخ عشيرة وقاضياً عشائرياً للواء عجلون ، كان سامي العقل والقلب والخلق يحمل الكل ويعين على نوائب الدهر.

توفي الشيخ عبد الله كليب الشريدة في 22 ـ 1 ـ م1997 وغيب الثرى رفات شيخ جليل ووطني بارز أمضى حياته في عمل الخير وإصلاح ذات البين ، رحم الله الشيخ عبد الله بن كليب الشريدة وأسكنه فسيح جناته.


الهامش