صفية الدبوني

صفية الدبوني () روائية عراقية من الموصل.

نشرت مجموعتها القصصية (مسألة شرف) عام 1967 والمسألة التي تناولتها قصصها الست التي ضمها الكتاب مسألة الحياة الزوجية والحب تدور قصتها (نحو النور) حول الانسحاق النفسي الذي تعاني منه زوجة تكشف خيانة زوجها لها في إطار التقاليد البالية والقهر والإحباط والاذلال الذي عانت منه المرأة في إطار علاقات اجتماعية غير سليمة: تسعى (وداد) إلى الطلاق من زوجها بعد أن علمت بخيانة زوجها لها مع امرأة ساقطة، وتبدو وداد متحدية غير مستسلمة فهي لا ترضخ لإرادة زوجها وحينما يرفض الطلاق تعتزم خيانته كما خانها في سورة غضب عارم غير أنها تدرك خطأها قبل الإقدام على فعلتها فتهرب في اللحظة الأخيرة وتلفظ انفاسها.

إن ودادا تعد مثالاً للمرأة التي تحس بمساواتها مع الرجل ولكنها تأنف الزلل حينما يزل زوجها فهي تجسد كرامة المرأة ورفضها للهوان والقهر وتجسد قصة (مسألة شرف) الحب السعيد الذي يجمع بين الزوجين فيكون أُسرة مثالية تحيا باطمئنان وثقة حيث تحيا (سلوى) حياة رضية مع زوجها ولا يصيبها العقم باليأس والانطواء وإنما تسعى إلى إفراغ عواطف الامومة في مساعدة الأطفال الفقراء،يساعدها في ذلك زوجها وحينما تحاول جارة ماكرة الايقاع بين سلوى وزوجها تنتصر الثقة على الشك وتعود الجارة الماكرة بخفي حنين وتمضي الحياة السعيدة بين الزوجين.

وعالجت في قصة (زواج مثالي) حالة إصابة زوج بالجنون أثر موت زوجته، حينما يصاب بلوثة على أثر إصابته بمرض في المخ فيتصور أنه أهمل زوجته وكان السبب في شقائها وموتها في الوقت الذي أجمع الناس على انهما يمثلان أجمل صورة للزواج المثالي. وعالجت قصتها (أقوى من الحب) الحب من طرف واحد وهو حب رومانتيكي فاقع لا تجد فيه أصالة الحب الحقيقي من امتزاج الذات بالموضوع وإنما يبدو قدراً مقدار يصيب المرأة فيعميها دون قدرة منها في الدفاع عن نفسها تجاه هذه الحالة المرهقة وكأنها تنتظر ضربة القدر لها منذ بدأت تتفتح للحياة وقد أعطت كاتبة القصة في الموصل أسوة بكاتبات القصة في الوطن العربي روحاً جديدة، متحدية ظلم المجتمع للمرأة فوقفت موقف الشكوى من الواقع من الاعتدال إلى التطرف الخيالي والعاطفي خاصة في موضوع الحب، فقد كان المجتمع ينظر إلى الحب نظرة إحتقار ومهانة على أنها عاطفة تقود دائماً إلى الاثم والخطيئة وكان الحب محرماً على المرأة، وإذا أحبت قبرت حبها في قلبها خشية من احتقار المجتمع لها.

في قصتها (غنية عن حق) تتحدث عن تحول امرأة من حياة تافهه إلى حياة جادة بعد قيام الثورة وهي قصة مفتعلة وقصة (نبأ في جريدة) لا تختلف عن اية قصة مصرية عاطفية ليوسف السباعي كانت تنشرها مجلة (مسامرات الحبيب) في الأربعينات فتاة تحب رجلاً تتمنى الارتماء في أحضانه بينما يحتضن هو واحدة غيرها.

فلا نجد أفضل من احتضان أمواج النهر لها يقرأ في الصباح نبأ انتحارها في الصحيفة يتذكر ما كان يظهر في رسائلها من ميل نحوه ولا نتلمس ذلك في المضمون فقط وإنما في الأسلوب أيضاً.

الكلمات الدالة: