سكيپيو الأفريقي

(تم التحويل من شيبون الإفريقي)
پوبليوس كورنليوس سكيپيو أفريكانوس
Scipio Africanus
Isis priest01 pushkin.jpg
تمثال نصفي لسكيپيو الأفريقي الأكبر من متحف پوشكين، موسكو.
قنصل الجمهورية الرومانية
في المنصب
205–202 ق.م. – [?] ق.م.
سبقه كوينتوس كايسيليوس متلوس ولوكيوس ڤتريوس فيلو
خلفه ماركوس كورنليوس كثگوس وپوبليوس سمپرونيوس توديتانوس
تفاصيل شخصية
وُلِد 236 ق.م
روما، الجمهورية الرومانية
توفي 183 ق.م (عمره 53)
Liternum
الزوج أميليا پولا
الأنجال پوبليوس كورنليوس سكپيو، لوكيوس كورنليوس سكيپيو، كورنلا، كورنليا سكپيوس الأفريقية
الخدمة العسكرية
الكنية حنبعل الروماني
الولاء Roman Military banner.svg الجمهورية الرومانية
الرتبة جنرال
المعارك/الحروب الحرب الپونيقية الثانية
معركة تيكينوس
معركة تربيا
معركة كانيا
معركة قرطاج
معركة بايكولا
معركة إليپا
معركة أوتيكا
معركة السهول الكبرى
معركة زاما
الحرب الرومانية السورية
معلاركة ماگنسيا

پبليوس كورنليوس سكيپيو الأفريقي (236–183 ق.م، وشهرته سكيپيو الأفريقي، سكيپيو الأكبر، وسكيپيو العظيم[1] كان جنرال في الحرب الپونيقية الثانية ورجل دولة في الجمهورية الرومانية. اشتهر لهزيمته هانيبال في معركة زاما آخر معارك الحرب الپونيقية الثانية، وقد اكتسب عن هذا العمل كنية "الأفريقي"، و"هانيبال الروماني"، فضلا عن وصفه بأنه أفضل القادة في التاريخ العسكري. وقد ظهرت قدارته العسكرية من قبل في معركة إليپا.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

السنوات المبكرة

سنوات الخدمة العسكرية المبكرة

زعزعت كارثة كاناي هيبة روما في جنوبي إيطاليا وضعضعت سلطانها، فانضم السمنيون والبروتيون واللوكانيون وأهل متابنتم، وثوراي، وكروتونا، ولوكري، وكبوا إلى الغاليين الجنوبيين في حلفهم مع هنيبال، ولم يلبث على الولاء لرومه إلا أمبريا، ولاتيوم، وإتروريا. وظل هرو صاحب سرقوسة وفياً حتى مماته، ولكن خلفه جهر بانضمامه إلى قرطاجنة. وتحالف فليب الخامس ملك مقدونية مع هنيبال لأنه كان يخشى أن تبسط رومه سلطانها على البلاد الواقعة في شرق أوربا عن طريق إليريا، وأعلن الحرب على رومه. وأظهرت قرطاجنة نفسها شيئًا من الاهتمام بالأمر فبعثت إلى هنيبال بقليل من الزاد والعتاد؛ وظن بعض الشبان من النبلاء الذين نجوا من كارثة كنوزيوم أن لا أمل لرومه في النجاة، وفكروا في الهرب إلى بلاد اليونان، ولكن سبيو ظل يندد بموقفهم حتى استحوا ودبت فيهم روح الشجاعة. وقضت رومه شهراً كاملاً وهي في أشد حالات الروع؛ ولم يكن فيها إلا حامية قليلة تدفع عنها هنيبال إذا ما هاجمها. وهرعت كرائم العقائل إلى الهياكل يبكين وينظفن بشعورهن تماثيل الآلهة، وعاشرت بعض النساء اللائي قتل أزواجهن وأبناؤهن في الحروب الأجانب والرقيق خشية أن ينقطع نسلهن. وظن مجلس الشيوخ أن الآلهة غضبى فأحل مرة أخرى التضحية بالآدميين مرضاة لها، وأمر بدفن اثنين من الغاليين واثنين من اليونان أحياء. [2]

ولكن الرومان على حد قول بولبيوس إنما "يُخشون أشد الخشية في ساعة المحنة.... وشاهد ذلك أنهم وإن منوا بأشد الهزائم، وخسروا سمعتهم الحربية، استطاعوا، بفضل ما كان لدستورهم من المزايا التي لا يشاركه فيها دستور غيره، وبالاستماع إلى حسن المشورة، أن يستردوا سيادتهم على إيطاليا... وأن يصبحوا بعد قليل من السنين سادة العالم". وفي هذه الساعة الرهيبة سكنت حرب الطبقات، وتدافعت كل الطوائف للعمل على إنقاذ الدولة. وكانت الضرائب قبل ذلك الوقت قد ارتفعت حتى ظن أنهم لن يطيقوها، ولكن السكان، ومنهم الأرامل والأطفال، تقدموا راضين لخزانة الدولة بما كانوا قد ادخروه لأيام الشدة. وجند كل رجل قادر على حمل السلاح، وحتى الأرقاء قد قبلوا في الفيالق ووعدهم أسيادهم بأن يهبوهم حريتهم إذا كتب النصر لرومه، ولم يرض جندي واحد أن يتناول عن عمله أجراً، واستعدت رومه لتنازع أسد قرطاجنة الجديد كل شبر من أرضها.

وانتظرت روما مجيء هنيبال، ولكن هنيبال لم يأت إليها، فقد ظن أن قوته المؤلفة من أربعين ألف مقاتل أقل من أن تحاصر مدينة تتجمع للدفاع عنها جيوش من جميع الولايات التي لا تزال موالية لها، ولا يستطيع الاحتفاظ بها لو أنه استولى عليها. هذا إلى أن أحلافه من الإيطاليين لم يكونوا مصدر قوة له بل كانوا مصدر ضعف، فقد كانت رومه وأصدقاؤها يعدان العدة لمهاجمة أولئك الأحلاف، وإذا لم يخف هو لنجدتهم فسيقضي عليهم. وقد لامه رجاله على حذره وبطئه، وقال له واحد منهم والأسف يحز في نفسه: "إن الآلهة لم تمنح كل مواهبها لرجل واحد؛ أنك ياهنيبال تعرف كيف تنال النصر، ولكنك لا تعرف كيف تنتفع به". لكن هنيبال استقر رأيه على أن ينتظر حتى تنضم إليه قرطاجنة، ومقدونية، وسرقوسة فيؤلف منها حلفاً ثلاثياً يستعيد به صقلية وسردانية، وقورسقة، وإليريا فلا يكون لرومه قوة إلا في إيطاليا. وبدأ بإطلاق الأسرى جميعهم عدا الرومان، وحتى هؤلاء عرضهم على رومه نظير فدية قليلة، فلما رفض مجلس الشيوخ أن يفتديهم أرسل معظمهم عبيدًا إلى قرطاجنة، وأرغم الباقين على أن يسلوا رجاله بأن يصارع بعضهم بعضاً في حلبة الجلاد حتى الممات كما يفعل الرومان. ثم أحاط بعدة مدن واستولى عليها وسار بجيوشه ليقضي الشتاء في كبوا.

وكانت كبوا أجمل المدن التي كان في مقدوره أن يختارها لهذه الغاية وأشدها خطرًا عليه. ذلك أن هذه المدينة، وهي ثانية المدن الإيطالية، والتي تبعد عن نابلي نحو إثنى عشر ميلاً إلى الشمال، قد أخذت عن التسكانيين واليونان رذائل الحضارة كما أخذت عنهم فضائلها؛ وأحس جنود هنيبال أن من حقهم أن يستمتعوا في ذلك الفصل بالملاذ الجسمية بعد ما قاسوا من الصعاب وما أثخنوا من الجراح؛ ولم يعودوا كما كانوا من قبل أولئك الجند الشداد الذين لا يقهرون، والذين احتفظوا طوال ما خاضوه من الحروب بالصورة الإسبارطية التي كانت في اعتقاد قائدهم هي وحدها صورة الجندي الحق. وقادهم هنيبال في خلال الخمس السنين التالية وانتصر بهم في بعض الوقائع الصغيرة، وفي هذه الأثناء ضرب الرومان الحصار على كبوا. وأراد هنيبال أن يرفع عنها الحصار فتقدم إلى رومه حتى لم يبق بينه وبينها إلا بضعة أميال؛ وجند الرومان خمسًا وعشرون فرقة جديدة- أي مائتي ألف رجل، ولم تكن قوة هنيبال قد زادت على أربعين ألفًا، فاضطر إلى الانسحاب نحو الجنوب، وسقطت كبوا في أيدي الرومان عام 211، وقطعت رؤوس زعمائها الذين أباحوا قتل من كان من الرومان في المدينة؛ ومن لم يقتل منهم انتحر؛ وشتت أهلها الذين ناصروا هنيبال في جميع أنحاء إيطاليا، وكان مرسلس قبل عام واحد من ذلك الوقت قد استولى على سرقوسة وبعد عام منه استسلمت أرجنتم لرومه.

حملة هيسپانيا

رسم نيكولا پوسان إمساك سكپيو، يصوّر إعادته شابة مختطفة إلى خطيبها، بعد رفضه أن يأخذها، من جيشه، كسبية حرب.

وأرسل إلى أسبانيا في هذه الأثناء جيش روماني بقيادة سبيو وأخيه الكبيرين ليناوشا هزدروبال ويشغلاه، فهزماه عند نهر إبره ، ولكن القائدين قتلا في الميدان بعد قليل، وكادت تضيع ثمار ما كسباه من النصر لولا أن أرسل إلى أسبانيا سبيو الإفريقي، ابن أحد القائدين وابن أخ الثاني، ليتولى قيادة الجيوش الرومانية فيها، ولم يكن سبيو هذا قد تجاوز الرابعة والعشرين من عمره في ذلك الوقت، ولم تكن هذه السن تجيز له من الوجهة القانونية أن يشغل هذا المنصب الخطير؛ولكن مجلس الشيوخ كان في ذلك الوقت لا يرى ضيرًا في أن يتجاوز عن حرفية الدستور إذا كان في ذلك التجاوز نجاة الدولة، وكانت الجمعية قد رضيت مختارة أن تخضع لإرادة الشيوخ، ولم يكن الشعب يعجب به لبهاء طلعته وفصاحة لسانه وذكائه وشجاعته فحسب، بل كان يعجب به كذلك لتقواه، وعدالته، وبشاشته. وكان من عادته قبل أن يقدم على أمر خطير أن يناجي الآلهة في الهياكل المقامة على الكبتول، كما كان من عادته بعد أن ينال النصر أن يكافئها بذبح مئات من الثيران قرباناً لها. وكان يعتقد، أو لعله كان يتظاهر بالاعتقاد، أنه محبوب الآلهة؛ وكانت انتصاراته سبباً في انتشار هذه العقيدة بين أتباعه فملأت قلوبهم ثقة به. وما لبث أن أعاد النظام إلى الجيش، واستولى على نوفا كرتاجو (قرطاجنة الجديدة) بعد حصار طويل، وحرص على أن يبعث إلى خزانة الدولة بما وقع في يديه بعد سقوطها من المعادن الثمينة والحجارة الكريمة، واستسلمت له بعدئذ معظم المدن الأسبانية، ولم يحل عام 205 حتى كانت أسبانيا ولاية رومانية.

ولكن قوة هزدروبال الرئيسية كانت قد أفلتت من يد سبيو واجتازت بلاد غالة وعبرت جبال الألب إلى إيطاليا. ووقعت الرسالة التي بعث بها القائد الشاب لهنيبال في يد الرومان، وعرفت رومه خططه الحربية. والتقى جيش روماني بقوته الصغيرة عند نهر متورس وهزمته رغم مهارته في القيادة. ولما رأى هزدروبال أن قد حاقت به الهزيمة وأن لا أمل له في الوصول إلى أخيه، قفز في وسط الفيالق الرومانية حيث لقي حتفه. ويقول القائد المنتصر قطع رأس القائد الشاب، وبعث بها بطريق أبوليا ليقذف بها من فوق الأسوار في معسكر هنيبال. ولما علم ذلك القائد بما حل بأخيه، وكان يحبه أشد الحب، فت في عضده، وطفئت جمرته، فسحب قواته، وكانت قد قل عديدها، إلى برتيوم. ويقول ليفي إن "الرومان لم يشتبكوا معه في حرب في ذلك العام، وإنهم لم يجرؤا على مناوشته، وذلك لما عرف عن قواته من البسالة وإن كان ركنه قد تضعضع وأخذت الأقدار تعاكسه، وبدأ نجمه في الأفول". وأرسلت إليه قرطاجنة مائة سفينة محملة بالزاد والرجال، ولكن عاصفة هوجاء ساقتها إلى سردانية فالتقت فيها بعمارة بحرية رومانية أغرقت وأسرت منها ثمانين، وانطلقت السفن الباقية عائدة إلى بلادها.


الحملة الأفريقية

هذا البروفيل لسكپيو الأفريقي في شبابه، من خاتم ذهبي من كاپوا (أواخر القرن الثالث أو مطلع القرن الثاني ق.م.) ممهور بتوقيع هراكليدس
في هذه اللوحة بريشة تيپولو، يظهر سكيپيو الأفريقي يطلق سراح ابن أخي أمير نوبيا بعدما أسره الجنود الرومان.[3]متحف والترز للفنون.

واختير سبيو الأصغر قنصلاً في عام 205 ولما يمض على انتصاره في أسبانيا إلا وقت قصير، فجند جيشاً جديداً وأبحر به إلى إفريقية. وطلبت الحكومة القرطاجنية إلى هنيبال أن يعود إلى بلاده ليدافع عن المدينة التي ظلت زمنًا طويلاً ترفض معاونته. ترى ماذا كان شعور هذا الجندي الأعور وقد تألب عليه أعداء لا حصر لهم فساقوه إلى ركن قصي في إيطاليا، وشاهد بعينيه ما بذله من الجهد وما عاناه من المشاق خلال خمسة عشر عاماً كاملة ينتهي إلى لا شيء، وكل ما ظفر به من نصر حربي يقضي عليه فلا تكون له نتيجة إلا الفرار من الميدان؟ لقد أبى نصف جنوده أن يعودوا معه إلى قرطاجنة، ويقول بعض من يعادونه من المؤرخين إنه أمر بقتل عشرين ألفًا منهم عقاباً لهم لأنهم خالفوا أمره، ولأنه كان يخشى أن تضمهم رومه إلى فيالقها(30). فلما أن وطئت قدماه أرض بلاده، بعد أن غاب عنها ستة وثلاثين عاماً بادر إلى حشد جيش جديد وسار على رأسه لملاقاة سبيو عند زاما على بعد خمسين ميلاً جنوبي قرطاجنة. وتقابل القائدان في بداية المعركة مقابلة ودية، فلما وجدا أن لا سبيل إلى الاتفاق بينهما أصدرا أمرهما ببدء القتال.


الحرب مع حنبعل، معركة زاما

لقاء حنبعل وسكيپيو في زاما.

وهزم هنيبال للمرة الأولى في حياته، فقد تضعضع القرطاجنيون، وكان معظم من الجند المرتزقة، أمام مشاة الرومان وفرسان مسينسا ملك نوميديا المجازفين الأبطال. وقاتل هنيبال وهو في سن الخامسة والأربعين كما كان يقاتل وهو في نضرة الشباب، فهجم على سبيو بنفسه وجرحه، ثم ثنى بمسينسا، وأعاد تنظيم قواه بعد أن اختل نظامها أكثر من مرة، وقادها في هجمات مضادة شديدة على الأعداء. فلما لم يبق له أمل في النصر أفلت من الأسر وسار على ظهر جواده إلى قرطاجنة، وأعلن أنه لم يخسر الموقعة فحسب بل خسر الحرب كلها معها، وأشار على مجلس الشيوخ بأن يطلب الصلح. وعامل سبيو القرطاجنيين معاملة الكرام فرضى أن تحتفظ قرطاجنة بأملاكها في إفريقية، ولكنه طلب إليها أن تسلم لرومه جميع سفنها الحربية عدا عشر من ذات الثلاثة الصفوف من المجدفين، وألا تشتبك في حرب خارج إفريقية أو داخلها إلا بعد موافقة رومه، وأن تؤدي إليها غرامة حربية سنوية مقدارها مائتا تالنت أي ما يقرب من 720.000 ريال أمريكي مدى خمسين عامًا. وأعلن هنيبال أن هذه الشروط عادلة وأشار على مجلس الشيوخ بقبولها.

وغيرت الحرب البونية الثانية وجه البحر الأبيض المتوسط من ناحيته الغربية، فقد سيطرت رومه بعدها على أسبانيا كلها وما فيها من ثروة فأمدتها بما يلزمها من المال لفتح بلاد اليونان، وأعادت إلى إيطاليا وحدتها تحت سيادة رومه لا ينازعها فيها منازع، وفتحت جميع الطرق والأسواق للسفن والبضائع الرومانية؛ ولكنها كانت أكثر الحروب القديمة جميعها نفقة، فقد خربت مزارع إيطاليا الجنوبية أو ألحقت بها أشد الأضرار، وهدمت أربعمائة من مدنها، وأهلكت ثلاثمائة ألف من رجالها؛ ولم تفق إيطاليا الجنوبية حتى اليوم من جميع ما أصابها من هذا الدمار. يضاف إلى هذا أن هذه الحرب قد أضعفت الديمقراطية إذ أظهرت أن الجمعيات الشعبية عاجزة عن أن تحسن اختيار القواد أو إدارة دفة الحروب؛ وكانت سببًا فيما طرأ على حياة الرومان وأخلاقهم من انقلاب، فقد أضرت بالزراعة وشجعت التجارة، وانتزعت الرجال من الريف، وعلمتهم عنف الحروب ومفاسد حياة المعسكرات، وجاءت بمعادن أسبانيا النفيسة لتنفق على ملاذ الحياة وعلى التوسع الاستعماري، وأمكنت إيطاليا من أن تعيش على ما اغتصبته من قمح أسبانيا وصقلية وإفريقية، وقصارى القول أن هذه الحرب كانت المحور الذي يدور حوله تاريخ رومه من جميع نواحيه.

هذه آثار الحرب في رومه، أما في قرطاجنة فقد كانت بداية نهايتها. لقد كان في وسعها، وقد احتفظت بجزء كبير من تجارتها وإمبراطوريتها، أن تحل ما يواجهها من مشاكل الإنعاش؛ ولكن حكومتها الألجراكية قد بلغت من الفساد مبلغًا جعلها تلقي على كاهل الطبقات الدنيا عبء الغرامة الحربية، وأن تختلس جزءاً من هذه الغرامة. وطلبت طوائف الشعب إلى هنيبال أن يخرج من عزلته وينقذ الأمة من محنتها، واختير في عام 196 حاكماً عاماً لها. فلما تولى منصبه روع سراة المدينة إذ اقترح ألا يبقى قضاة المحكمة البالغ عددهم 104 في مناصبهم أكثر من سنة واحدة، وألا يعاد انتخابهم إلى هذه المناصب إلا بعد عام من خروجهم منها. فلما رفض مجلس الشيوخ هذا الاقتراح عرضه على الجمعية الشعبية فأجازته، وكانت نتيجة هذا القانون وما اتبع فيه من إجراء أن أنشأ من أقصر طريق نوعاً من الديمقراطية لا يقل عن مثيله في رومه. ثم حارب الرشوة واجتثها من أصولها، وأنزل بالمرتشين أشد العقاب، ورفع عن الأهلين ما فرض عليهم من الضرائب الإضافية، ودبر موارد الدولة تدبيرًا استطاعت به قرطاجنة قبل أن يحل عام 188 أن تؤدي جميع ما فرضته عليها رومه من غرامة حربية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

العودة إلى روما

لكن أرباب الأموال أرادوا أن يتخلصوا منه فبعثوا في السر إلى رومة يقولون إن هنيبال يعد العدة لاستئناف القتال. وبذل سبيو كل ماله من نفوذ ليحمي عدوه القديم، ولكنه غلب على أمره. واستجاب مجلس الشيوخ إلى رغبة أغنياء القرطاجنيين، بأن طلب تسليم هنيبال إلى رومة، ولكن الجندي القديم فر من بلاده ليلاً، واجتاز على ظهر جواده مائة وخمسين ميلاً حتى وصل إلى ثبسوس وركب منها سفينة إلى أنطاكية حيث وجد أنتيوخوس الثالث متردداً بين حرب رومه ومسالمتها، فأشار عليه بحربها وأصبح فيها من قواد الملك. فلما هزم الرومان أنتيوخوس في مجنيزيا اشترطوا لعقد الصلح معه أن يسلم هنيبال، فما كان من هذا القائد إلا أن فر أولاً إلى كريت، ثم إلى بيثونيا. فأخذ الرومان يطاردونه في كل مكان يلجأ إليه حتى أحاطوه في مكمنه بالجند. وآثر هنيبال الموت على الأسر، وقال في هذا: "دعوني أخفف عن الرومان ما يشغل بالهم من زمن طويل؛ فهم يظنون أنهم لا يطيقون الصبر حتى يلاقي شيخ مثلي منيته". وتجرع السم الذي كان يحمله معه ومات في عام 184 ق.م في السابعة والستين من عمره، وما هي إلا بضعة أشهر حتى تبعه إلى الراحة الأبدية سبيو قاهره الذي كان شديد الإعجاب به.


تقاعده

زواجه وأنجاله

قصر الراحة

مراجع مفقودة

آراء الرومان في سكيپيو

خلط المؤرحون الرومان في الموضوعات المتعلقة بسكيپيو

زهد سكيپيو، نيكلاوس-گاي برنت.


ذكراه

العسكرية

السياسية

الأدب الكلاسيكي

أدب العصور الوسطى

أدب وفن النهضة

الموسيقى

السينما

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً

الهوامش

  1. ^ Plutarch, The Parallel Lives, The Life of Aemilius II.V
  2. ^ ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.
  3. ^ "Scipio Africanus Freeing Massiva". The Walters Art Museum.

المصادر

مراجع أساسية

  • Livy, Ab urbe condita libri xxvi, xxviii, xxix
  • Orosius, Historiae adversus paganos libri iv
  • Valerius Maximus, Factorum et dictorum memorabilium libri iii, iv, vii, viii

مراجع ثانوية


  • B.H. Liddell Hart, Scipio Africanus: Greater Than Napoleon, W Blackwood and Sons, London, 1926; Biblio and Tannen, New York, 1976. ISBN 0-306-80583-9.

وصلات خارجية


مناصب سياسية
سبقه
كوينتوس كايسيليوس متلوس ولوكيوس ڤتريوس فيلو
قنصل الجمهورية الرومانية
مع پوبليوس ليكينوس كراسوس دايڤس
205 ق.م
تبعه
ماركوس كورنليوس كثگوس وپبليوس سمپورنيوس توديتانوس
سبقه
ماركوس پوركيوس كاتو ولويكوس ڤارليوس فلاكوس
قنصل الجمهورية الرومانية
مع تيبريوس سمپرونيوس لونگوس
194 ق.م
تبعه
لوكيوس كورنليوس مرولا واولوس ميوكيوس ثرموس
سبقه
Gaius Claudius Nero
and
Marcus Livius Salinator
Censor of the Roman Republic
with Publius Aelius Paetus
199 ق.م
تبعه
Gaius Cornelius Cethegus
and
Sextus Aelius Paetus Catus