شفيقة محمد

شفيقة محمد (1891 - 10 أبريل 1919) مناضلة مصرية، كانت أول سيدة تسقط شهيدة في ثورة 1919. كانت الثورة الشعبية مضرمة بجميع أنحاء مصر احتجاجاً على القبض على زعيم الأمة سعد باشا زغلول قبل أن يسافر لعرض قضية مصر على عصبة الأمم، خرج الطلبة ثائرين يهتفون بالاستقلال لمصر، وخرج العمال من مصانعهم مضربين عن العمل ورافعين شعار الحرية لبلادهم، وخرجت النساء في مشهد نادر بمظاهرات عارمة صاخبة أثبتت للعالم أجمع أن مصر دولة لديها حضارة وأن المرأة المصرية شريك أساسى في النضال والكفاح ضد الاحتلال الأجنبى.

ترد قصة شفيقة محمد باختصار في مذكرات هدى شعراوي، حيث تشير إلى أن مظاهرة كبرى للنساء المصريات خرجت يوم 10 أبريل عام 1919 وذهبت إلى مقر المعتمد البريطاني، ملن تشيتام، لتهتف مطالبة بالاستقلال التام، وقتها فوجئ المعتمد البريطانى الذى لم يكن يتصور النساء المصريات سوى أشباح خلف البراقع ولا علاقة لهن بشىء سوى بيوتهن وأطفالهن بذلك الحشد اللطيف من النساء يشاركن بقوة وصدق في التنديد بالاحتلال، لم يصدق الرجل نفسه ووقف غاضباً ساخطاً خائفاً من اتساع الثورة إلى تاء التأنيث المصرية.

كانت أعلام مصر ترفرف بين أيدى رقيقة لمجموعات من النساء المتشحات بالسواد وهن يهتفن بالاستقلال التام، خرج المعتمد البريطانى من دهشته منذراً ومهدداً السيدات الواقفات أمام مقر عمله بالاعتقال والسجن، ولكنهن لم ييأسن وظللن يرفضن العودة إلى منازلهن دون الإفراج عن سعد وزملائه وباقي المعتقلين، ولم تمض لحظات حتى اندلع الرصاص على مظاهرة النسوة فسقطن شهيدات في سبيل حرية مصر، عدة سيدات منهن شفيقة محمد، عائشة عمر، نجية إسماعيل، وفهيمة رياض.

وكانت شفيقة محمد «28 سنة» هى الشهيدة الأولى للحرية في مصر، وأحدث نبأ استشهادها موجة من الاستياء والغضب في العالم المتحضر، ولم تذكر لنا مذكرات هدى هانم شعراوى أى تفاصيل أخرى عن تلك السيدة العظيمة، وعن عائلتها وعن عملها وعن تعليمها وعن أفكارها لم نعلم عن شفيقة محمد سوى أنها سيدة مصرية أحبت مصر وماتت في سبيلها.