سليمان الندوي

سيد سليمان ندوي (وسط)، مع روس مسعود والشاعر محمد إقبال

سيد سليمان الندوي من علماء الدين في شبه القارة الهندية. نشأ في أسرة عريقة من أسر السادات، فيتصل نسبه من جهة أبيه إلى الإمام موسى الرضا ومن جهة الأم إلى الإمام زيد. ذكر غلام محمد في كتابه تذكرة سليمان أردو أردية أنه قد سمع من العلامة الندوي أن أجداده نزحوا من الجزيرة العربية قبل مائتي عام حتى وصلوا إلى سواحل السند، ولكن السيد الأستاذ أبا عاصم زوج كريمة العلامة وابن أخيه يذكر أن هذه الرواية مجافية للصواب والحقيقة أنهم كانوا في واسط ثم انتقلوا إلى مشهد إيران ثم نزحوا إلى هرات وأخيرا استقر بهم المقام في الهند.

ولد في قرية دسنه من أعمال محافظة پاتنا في يوم الجمعة 23 صفر 1302هـ الموافق 22 نوفمبر 1884 فأسماه جده أنيس الحسن وكانت الكنية شائعة بين أفراد أسرته فأخوه أبو حبيب وأحد أعمامه أبو تراب واخر أبوحبيب فكني هو بأبي نجيب.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تعليمه

تلقى تعليمه الإبتدائي في قريته فحفظ القرآن الكريم وقرأ الكتب الأردية والفارسية كعادة أهل بلاده ثم انضم إلى حلقة أخيه فتعلم على يديه اللغة العربية ثم التحق بمدرسة صغيرة في إسلام بور زاوية مجيبي. في عام 1901 إلتحق بدار العلوم ندوة العلماء وظل بها سبع سنوات حتى حصل على شهادة التخرج 1907 حين أراد والده أن يتوجه لدراسة الطب العربي القديم كي يزاول مهنة آباءه وأجداده ولكنه لم يكن راغبا في ذلك وكان أستاذه شبلي نعماني يلمس إستعداداته ويرى أن يتفرغ للتحقيقات العلمية فكتب إلى والده في ذلك فاستجاب إلى رغبته وكان يجيد اللغة العربية والفارسية بالإضافة إلى الأردية كما تعلم العبرية على يد أستاذ يهودي إبان عمله في كلية بونا التابعى لجامعة بومباي.


نشاطاته

في الفترة من 1907 إلى 1929 برز نشاط العلامة الندوي السياسي والعلمي والأدبي وكان أول عمل أسند إليه وظيفة أديب بندوة العلماء مع احتفاظه بمنصب نائب مديرها، وإلى جانب ذلك كان مديرا لمجلة البيان الشهرية التي كانت تصدر باللغة العربية .

في عام 1907 كتب سلسلة من المقالات حول شجاعة نساء الإسلام طبعت عدة مرات وترجمت إلى الإنگليزية.

في عام 1910 صنف قاموسا صغيرا للألفاظ الجديدة والإستعمالات العربية الحديثة وقدمه للسيخ محمد رشيد رضا فحاز إعجابه وهذا عمل تظهر قيمته بالنسبة للمهتمين بالدراسات العربية في شبه القارة الهندية وفي هذه الأثناء كان شبلي نعماني قد أنشأ شعبة خاصة لتدوين وترتيب سيرة النبي صلى الله عليه وسلم فانضم إليها.

في عام 1913 إشترك في تحرير الهلال مع أبي الكلام آزاد وكتب عدة مقالات ألهبت شعور المسلمين ضد المستعمر الإنكليزي.

عند وفاة أستاذه شبلي نعماني كان يعمل بالكلية الحكومية في بونا فترك العمل فيها وانتهى من تأليف كتابه تاريخ أرض القرآن وتعاون مع مسعود الندوي في تأسيس دار للمصنفين وظل يعمل فيها لمدة إثنتين وعشرين عاما حتى أصبحت محط أنظار العلماء والباحثين والمفكرين وكبار الزعماء السياسيين .

في عام 1919 ساهم بدور كبير في حركة الخلافة وانتخب عضوا في الوفد الذي سافر إلى أوروبا تحت رئاسة محمد علي جوهر.

في آخر حياته مال إلى التصوف وفي يونيو 1950 بعد تقسيم الهند بثلاث سنوات نزح إلى باكستان وتوفي في كراتشي في غرة ربيع الآخر عام 1373هـ الموافق 2 نوفمبر 1953 ودفن بها.

أهم مؤلفاته

  • السيرة المحمدية، في سبعة أجزاء
  • تاريخ أرض لاقرآن،
  • خطبات مدارس،
  • سيرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها،
  • علاقات العرب بالهند،
  • الخيام،
  • حياة شبلي،
  • خطبات أحمدية،
  • الملاحة العربية والإكتشافات البحرية،
  • قاموس في ألفاظ اللغة العربية،
  • نساء الإسلام،
  • تحقيق معنى السنة وبيان الحاجة إليها.

قالوا عنه

قال مسعود الندوي :الفضل في نشر معارف السنة النبوية والدفاع عن حظيرة الدين الحق يرجع إلى العالم الأكبر الأستاذ المحقق السيد سليمان الندوي صاحب مجلة معارف الشهيرة ورئيس جمعية دار المصنفين والمشرف على دار العلوم التابعة لندوة العلماء، وفي لكناو لا يختلف إثنان أن السيد سليمان الندوي إمام الدفاع الإسلامي وبطله المغوار فإن مؤلفاته العلمية المستفيضة من عيون الكتاب والسنة تأثيرا بالغا في تكوين عقائد المسلمين وتقويم أفكارهم.

قال الشيخ أشرف علي التهاوني : يتشابه شبلي النعماني و سليمان الندوي تشابه ابن تيمية وصاحبه ابن القيّم".

الشيخ أبو الحسن الندوي - رحمه الله -: " كان السيد سليمان الندوي راسخاً في العلوم العربية وآدابها, علي الكعب, دقيق النظر في علوم القرآن وعلم التوحيد والكلام, واسع الاطلاع, غزير المادة في التاريخ, وعلم الاجتماع والمدنية, منشئاً , صاحب أسلوب أدبي في اللغة الأردية, كاتباً مترسلاً في اللغة العربية, شاعراً مقلاً في اللغتين, مع إحسان وإجادة ".


المصادر

مجلة الوعي الإسلامي، العدد 184 ،ربيع الثاني 1400هـ .

Crystal Clear app Community Help.png هذه بذرة مقالة عن حياة شخصية تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.