رشيد بن جرشان بن مقرن الكريزي البقمي

رشيــد بن جرشــان بن مقــرن الكـريــزي البقـمــي (عـاش فـي الفتـرة مـا بيـن 1170 هـ إلى 1245 هـ تقريبا) مـن قبيلـة البقوم الأزديـة القحطانيـة وهو أحـد أشـهـر فـرسـان الجزيرة العربية علـى الإطـلاق الـذي وهـو أحـد أبطـال معركة البقوم والأتراك.

وسـيـرة هـذا الفـارس سطـرت إسـمـه ليـس فـي حـدود ديـار البقوم فحسـب بـل تجـاوز إسـمـه الـى كـافـة الجزيرة العربية فقـد كتـب عنـه فـي كتـاب إسـمـه " ما رايت وما سمعت " للكـاتـب خيـر الـديـن الزركلي حـيـث ذكـر عنـه فـي هـذا الكتـاب أنـه " أفــرس أهــل الجــزيــرة الـعــربـيــة. " ولـم يأتي هـذا الوصـف مـن فـراغ.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مهاجمته جيش الشريف

ففي يوم من الايام طلب من الكرزان دفع الجباية لمندوب الشريف الذي كان في رحلة صيد في منطقة تسمى ضعان ولكن رشيد رفض التمثل لامر الشريف , فقرر الشريف ان يلقي القبض على رشيد ويقتله ويأدب الكرزان على عصيانهم , فخطط ان يقرب بجيشه للمنطقة التي يتواجد فيها ضعن الكرزان لكي يصبحهم , وطلب من الجيش عدم اصدار اصوات , او اي حركة تنبه رشيد وربعه , وبينما الكرزان يعدون العشاء شاهد ابن جرشان "سلقة" كلبة صيد اعزكم الله فيها قلادة , وعندما رأى القلادة عليها عرف انها للشريف وعرف ان الجيش ليس بعيدا , فقرر مع ربعه ان يشبون المزيد من النيران في اماكن متباعدة لاظهار انهم عددهم كثير , وطلب من جماعته بعد اشعال النيران ان يرجعون لحضن واضعا في حسبانه ان الماء وقوة الرجال اتجاه هذا الجبل الكبير , وقرر ايضا ان يبقى وحيدا لاشعال النيران للتغطية على انسحاب الكرزان لكي يروا السبارة " السبارة هم قوة الاستطلاع " ان نيرانهم مشبوبة وانهم موجودين , وفعلا صار ما اعتقده ابن جرشان وصبح الشريف وجيشة موقع الكرزان الخالي ما عدا من رشيد بن جرشان , وكان مع الشريف مجموعة رجال يطبلون لبث الحماس في صفوف الجيش , فعندما سمعت فرس بن جرشان المسماة " سبلا " وهي من مربط الصقلاوية الطبول جفلت , فصرخ فيها بكل شجاعة قائلا قولته المأثورة والتي تستخدم كمثل " حيك يا كحيلة ما غير عبد يضرب شنة " والشنة الجلد ويعني بها طبول الجيش , ورغبة منه في مقابلة الجيش ذهب بفرسة في مكان بعيد وقطع عباته التي يرتديها فعمل منها غطاء على عيون الفرس وسدادات لاذنيها , وهجم بها على الجيش فقتل فيهم شر قتله حتى وصل إلى الشريف نفسه فطرح الشريف على ظهره ورفع سيفه لكي يضربه , فقال الشريف قولته المشهورة " سيدك يا رشيد " فرد عليه رشيد قولته المشهورة ايضا والتي تضرب كمثل " ما عند سبلا سيد "....وبعد ذلك ضرب الشريف وارداه قتيلا. فقال شاعر من شعراء الأشراف هذه البيتين :


    هيض الرد خيال البقـوم """ كل ما جاه مرسولا جفـــاه 
    نطلب الحق والحق معــدوم """ وامتنع دون تسليم الزكاه


من مواقفه :

غزوة وطبان الدويش المطيري :

بعد معركته التي انتصر فيها ابن جرشان على الشريف قرر أن يسير بربعه لكي يربعون ويقيمون في نجد فترة الربيع وكانت إبل الكرزان من أجمل الإبل وخيلهم من أفضل مرابط الخيل , وهذا ما يثير طمع الأخرين , فكان الشيخ والفارس الشجاع وطبان الدويش من أكثر الفرسان الذين يهوون الإبل والخيل الطيبة , فعندما وصل اليه خبر مكان الكرزان قرر غزوهم وأخذ خيلهم وإبلهم , ولكنه لم يكن في حسبانه بأنه سيقابل فارس بحجم رشيد بن جرشان , فما كان من هذا الفارس الشهم بعدما عجز في أخذ إبل وخيل الكرزان إلا أن إمتدح أخصامه بهذه الأبيات :


    عز الله عايـف يـا حصـانـــــي """ عز الله الا عايفـن يـا  كبيشـان 
    من يوم حاربنا ظهور السوانـي """ جونا على نسل الصويتي وهدبــان 
    إن أقبلوا يروون حد السنانـي """ وإن أدبرو عيا رشيد ابن جرشان 


حماية الدخيل :

من الصفات التي كان يتصف بها والتي لا يستطيع اي شخص او قبيلة التعدي عليها حماية دخيله , فكانوا ياتونه الرجال الذين يجلون من عند ربعهم بدم لحمايتهم وعدم التعدي عليهم ومن ضمن دخلاه الشاعر/ مطلق الشمري الذي عاش معه فترة زمنية كبيرة رأى افعاله عن كثب , وبعد عدة سنوات رجع إلى ربعه شمر عندما حل المشكلة التي جلى من اجلها , ولكنه لم ينسى الفارس الذي طالما شاهده في المعارك يكر ويفر بسبلا الصقلاوية , فذكر هذا الفارس لربعه بهذه الأبـيـات الـشـهـيـرة اللـتـي يـشـبـه فـيـهـا رشـيـد بـن جـرشـان بـثـمـانـيـن فـارس وثـمـانـيـن رامــي :


    ودك وزن ذودك ثمانيـن  عنــــان """ من غارهم يجنب ثمانيـن رامــــي

    والا وزن ذودك رشيد ابن  جرشـان """ تأمن به العـراء وتبنـي سنامي 
    زيزومها ونجالها في الحزم  ميــدان """ ومن طاح بين يدينها مـا يقامـي 
    قوم ليا ركبو على الخيل  فرسـان """ ويمانهم ترمـي منايـا السهامــي 
    يفرحبه إلى فـــالسنايـد شفقـان """ لاجنب المركاض رخـو الحزامـــــي 
    شيخ الجهام وشيخ زبرات الاضعــان """ وشيخ ولد شيخ عزيز المقامــــي

وفاته :

توفي على فراش المرض بعد أن عمر طويلا , علما بأن عزوته " خيال سبلا ابن جرشان " وهي تشبه عزوة آلاد الحميدي لأن عزاوي الرجال في إبلهم وخيلهم تتشابه مثلما تتشابه عزاويهم في أخواتهم.

المصادر

منقول من أبو مقرن عن العاكور.

--خالد بن نوار البدري 07:45، 27 مارس 2009 (ت‌ع‌م).

الكلمات الدالة: