رافع الهنداوي

رافع الهنداوي، كان قائد كتيبة المدرعات الأولى، التابعة للحرس الملكي الخاص للملك حسين، واتهم في محاول أغتيال الملك وقلب نظام الحكم عام 1971، وأُفرج عنه في مارس 1973. يزعم أن محاولة التآمر تلك كانت بدعم من ليبيا، حيث كانت تُرسل أموالاً إلى الأردن عبر سوريا، لتجنيد شبكة عسكرية سرية في الأردن، يترأسها الهنداوي.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرته

عام 1971، اتهم الهنداوي، بالتخطيط لمحاولة انقلاب واغتيال الملك حسين، في قضية تورط بها حزب التحرير الإسلامي، بالتعاون مع ليبيا، التي حسب المصادر، كانت تمول تنظيماً عسكرياً سرياً في الأردن يقوده الهنداوي.

كان الرائد رافع الهنداوي يقود كتيبة المدرعات الأولى التي تاخذ موقعاً في منطقة القصور الملكية باعتبارها كتيبة حراسة رديفاً للحرس الملكي الخاص. واثناء وجود هذه الكتيبة في موقعها وردت معلومات للمخابرات العامة بأن اتصالاً يجري بين رافع الهنداوي وبلد (ثوري) عربي أخذ شكلاً متقدماً في التنسيق بهدف تنظيم انقلاب يقوم به الهنداوي لاغتيال الملك حسين وتغيير النظام. أبلغت المخابرات العامة الملك والشريف زيد. طلبت المخابرات من الملك السماح لها باعتقال رافع الهنداوي. بعد أن عرضت وثائق ومعلومات تؤكد تورط هذا الضابط في المؤامرة. وتفيد أن التنفيذ أصبح وشيكاً. لم يأذن الحسين باعتقاله، وأشار على المخابرات امهاله يوماً أو يومين . وكان ذلك في رمضان، وطلب من الشريف زيد بن شاكر أن يرتب افطاراً يحضره الملك في كتيبة الهنداوي. بعد الافطار انفرد الملك بالرائد الهنداوي وسأله عن أحواله الشخصية وأحوال عائلته وما إذا كان يشكو من أي أمر. قصد الملك من محاولته تلك أن يلفت نظر الرائد الهنداوي إلى أنه ربما يعلم بتورطه. وهو ما يمنحه سبيلاً للنجاة. متوقعا ان يفتح قلبه ويصارح جلالته فيعترف بخطئه. بعدها أخبر الملك المخابرات بنواياه ولم يمانع باعتقاله والتحقيق معه.[2]

أثناء التحقيق حاول الهنداوي توريط عدد من زملائه واصدقائه مورداً أسماء بعض الضباط من الوحدات المختلفة، مدعياً أنهم شركاؤه في المؤامرة. جاءت المخابرات وأرادت أن تعتقل هؤلاء الضباط. وهنا حصل خلاف بين الشريف زيد بن شاكر ومدير المخابرات آنذاك اللواء نذير رشيد. فوجهة نظر الشريف زيد كانت أن هؤلاء الضباط جميعهم من المخلصين والمعروفين له شخصياً. فتدخل الملك وقال: يا أبا شاكر كلهم من (عظام الرقبة) وأنا أعرفهم ولكن دعنا نتابع هذه القصة حتى نهايتها وأنا متأكد بأن الشاهد ما أراد إلا توريطهم وكن على ثقة بأنه لن يساء لأحد منهم، وسيعودون معززين مكرمين إلى وحداتهم، ولكنك تعرف حساسية الموقف وأن هذه أمور دولة، ووعده الملك بالإشراف على التحقيقات بنفسه. وبالفعل تم استدعاء الضباط ووضعواً في أماكن لا يمكن اعتبارها اعتقالاً وبدأ التحقيق الذي لم يستمر طويلاً. فبعد بضعة أيام عاد رافع الهنداوي عما قاله، واعترف أنه أراد توريط هؤلاء الضباط لأنهم معروفين بأبي شاكر والملك ومقربون منهما في محاملة منه للنجاة معهم. وعندما افرج عنهم، بدا ان هناك مشكلة وهي انهم في نظر زملائهم وجنودهم متامرون، فكيف وباي وجه سيعودون الان الى جنودهم ووحداتهم.

عندها أمر الملك الشريف زيد بان يقيم مأدبة افطار رمضانية في منزله وان يحضر المأدبة مدير المخابرات والضباط الذين حقق معهم. وايضا قادة هؤلاء الضباط ومديروا الاستخبارات العسكرية . وبعض القادة الذين لهم علاقة بهذا الشان . وبعد الافطار دار نقاش ساخن حتى ان احد القادة قال : والله يا سيدي انك المسؤول عن كل ما يحدث لانك انت اطمعت الناس وهؤلاء الاشرار فينا من خلال عفوك وتسامحك ، حيث تامر عليك في السابق اناس كثيرون ، ولم تعاقبهم . واخشى ان يكون الامر هذه المرة مشابها للمرات السابقة ، فرد جلالته : لا يا اخي هذه المرة الكلمة للقضاء الذي سيأخذ مجراه والقانون سيطبق . ومن سيحكم عليه سينفذ الحكم فيه ، بعد ذلك اجرى جلالته مصالحة بين ضباط المخابرات الذين تولوا التحقيق وبين الضباط اللذين خضعوا للتحقيق ، فقال بعضهم لجلالته : وباي عين نعود ألان الى جنودنا ووحداتنا ؟ فرد عليهم " أنا سأعيدكم وارافقكم شخصيا وسأتكلم لوحداتكم ولزملائكم بانكم لم تخونوا الأمانة ، وان هذا الرجل افترى عليكم وها انا أعيدكم معززين مكرمين الى وحداتكم.

ويضيف فاضل علي : بعد مغادرة الجميع بقي مع الملك في منزل الشريف زيد عبود سالم مدير الاستخبارات ، وانا بصفتي سكرتيرا للشريف زيد . سال جلالته ابا شاكر عن قيمة النقود التي ضبطت مع رافع الهنداوي فقال ابو شاكر : انها 25 الف دينار وسيارتان تم شراؤهما له ، ولا ندري اذا كانت هناك أشياء اخرى .

فسال الملك عن مكان وجودها فقال ابو شاكر انها بحوزة المخابرات العامة ، عندها قال جلالته : رجاء يا ابو شاكر ان تذكرني غدا لأتكلم مع مدير المخابرات ليعيد النقود الى عائلة رافع الهنداوي لأنه لا ذنب لها ان تتشرد وتتسول ، لندعها تعيش بهذه النقود ، فهذا الرجل اخطأ ولا ذنب لزوجته وأولاده لكي يؤخذوا بجريرته.

وفي 1 مارس 1973، أٌُفرج عن رافع الهنداوي، وفلسطيني آخر يدعى محمود، كان قد أدين في محاولة اغتيال الملك.


المصادر

  1. ^ "كفاءة رجال الدائرة الاردنيه سبب بقاء الحكم الملكي منذ اكثر من 65 عام". الجيش العربي. 2007-06-28. Retrieved 2020-09-23.
  2. ^ "في ذكرى ملك يختزل عنفوان النص 7 /8 ــــــــ 10". عمون. 2007-01-31. Retrieved 2020-09-23.