خراب الدوحة

قبل تأسيس قطر كدولة احتلها الدولة السعودية الأولي بزعامة عبد العزيز بن محمد جد عبد العزيز آل سعود مؤسس الدولة السعودية الثالثة والقائمة حتي الآن وفي هذا الوقت كان قد سيطر محمد علي باشا علي مصر والذي بدء في أعداد حملة بقيادة أبنه إبراهيم الذي قاد الجيش المصري إلى وسط الجزيرة واستطاع وصول الدرعية - الرياض - عاصمة الدولة فدمرها وأعاد مكة والمدينة وقبض على عبد الله بن سعود وأرسله مع من وجد من آل سعود إسطنبول حيث أعدموا هناك وتم التمثيل بجثثهم لأسابيع

عقب جلاء السعوديين حكمت قطر عدة أسر مثل آل مسلم وآل بوعينين وقبيلة السودان بالإضافة إلى آل ثاني وآل بن علي والواقع أن تلك الأسر حكمت أجزاء من قطر وكان لآل خليفة نفوذ في مدينة الزبارة - مدينة الشمال اليوم - إذ كان حاكم البحرين يعيّن حاكماً للزبارة تحت مسمى حاكم الزبارة

فوجئ حاكم البحرين الشيخ عبد الله الأول بن أحمد آل خليفة بأبنائه الثلاثة ينقلبون عليه بتحريض من أخوالهم من آل بن علي بقيادة الشيخ عيسى بن طريف وجهز عبد الله الأول جيشاً قوياً لمحاربتهم بقيادة حفيد شقيقه - محمد الثاني فيما بعد - إلا أن الأخير انقلب على عمه ونفاه لآيران وتولى حكم البحرين وما كان هذا الانتصار ليحدث لولا دعم آل بن علي حكام مدينة الزبارة ودعم قبيلة الجلاهمة في قطر

سارع محمد الثاني إلى تعيين الشيخ عيسى حاكماً الزبارة مكافأة له وكان القرار مطلباً بريطانياً من أجل لجم قبيلة السودان التي انتشرت على سواحل الدوحة وراحت تشن حملات على سفن بريطانيا ووصل آل بن علي من الزبارة للدوحة في ظل حماية بريطانيا وتم تهجير قبيلة السودان خارج قطر

شيخ قبيلة السودان سالمين بن ناصر لم يهدأ ورحل مع عشائره إلى شناص على الضفة الشرقية للخليج على مقربة من مشيخة لنجة وهي إمارة عربية حكمها فرع من أسرة القواسم التي حكمت وقتذاك رأس الخيمة والشارقة قبل أن يسقط الفرس الحكم العربي لسواحل الخليج الشرقية وتقع شناص في هرمزگان

من هناك تبادل شيوخ السودان الرسائل مع آل نهيان حكام أبوظبي وفي تقليد نادر كان أخوان من أبناء الحاكم السابق شخبوط الأول يتقاسمان حكم أبوظبي وهما خليفة الأول وسلطان الأول وقد راهن كلاهما على اندلاع الخلاف بين آل خليفة وآل بن علي خصوصاً أن آل بن علي يعتبرون أنفسهم أصحاب حق في حكم البحرين نفسها وليس فقط مجرد حكام لمدينة صغيرة في شمال قطر تحت نفوذ قبيلة آل خليفة

شق آل بن علي عصا التمرد على آل خليفة وحاولوا توحيد العوائل لحكم شبه الجزيرة ولم يكن آل بن علي يعرفون علاقة المناصير بأبو ظبي فطلبوا منهم التحالف معهم فأمر الشيخ سعيد بن طحنون الأول آل نهيان حاكم أبوظبي المناصير بالتظاهر بالتحالف مع آل بن علي على أن ينسحبوا وسط المعركة

ولما وجد حاكم البحرين أن آل بن علي انقلبوا عليه تواصل مع قبائل السودان وتحالف معهم بمباركة شيخ أبوظبي كما انضمت إليهم قبائل النعيم ووسط المعركة فوجئ الشيخ عيسى آل بن علي بانسحاب المناصير ولقي مصرعه يوم المعركة وسقط حكم آل بن علي للزبارة نهائياً وتسلمها قبائل السودان

نظراً لان آل بن علي على قرابة نسب مع آل خليفة فقد انضووا تحت حماية محمد الثاني خوفاً من بطش قبائل السودان فطلب الأخير منهم قبل انسحابهم من الدوحة أن يخربوها ويقوموا بنهبها وهو ما فعلوه وهكذا أعاد آل خليفة قبيلة السودان إلى الدوحة ولكن بعد أن خربوها عبر آل بن علي وقد أشاد البريطانيون بالشيخ سعيد آل نهيان الذي أدار عملية خراب الدوحة دون أن يرسل جندياً وهكذا شاءت الأقدار أن يتحالف آل نهيان وآل خليفة لتأديب قطر قبل 169 عام من الأزمة الخليجية الحالية

كان الشيخ محمد بن ثاني آل ثاني ذكياً حين التزم الصمت والحياد في مناطق نفوذه وقد بدأ حكم آل ثاني في البدعة والدوحة وظل يراقب القبائل وهي تتعارك إلى أن خربت الدوحة ثم شاهد العودة الواهنة لقبائل السودان وهنا تحرك بن ثاني وراح يضم المناطق والمدن القطرية إلى إمارته الوليدة وبحلول ستينيات القرن التاسع عشر كانت قبائل قطر قد بايعت آل ثاني وعلى رأسهم قبائل السودان والنعيم والبوكوارة

ثم بدأت رحلة الاستقلال عن نفوذ البحرين وتدخلاتها في قطر فاندلعت حرب ورد الشيخ محمد الثاني آل خليفة بالتحالف مجدداً مع أبوظبي التي كان يرأسها الشيخ زايد الأول المعروف بزايد الكبير وهو جد الشيخ زايد مؤسس الإمارات وأول رؤسائها وأرسلت جيوش البحرين وأبوظبي إلى العاصمة وتم تخريبها وتسويتها بالأرض فيما يعرف بخراب الدوحة الثاني قبل 150 عاماً من الخلاف الحالي

عقب تولي الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني حكم قطر تجددت المناوشات ورد قاسم بن محمد آل ثاني بغزو الظفرة وتسوية القري بالأرض فأرسل زايد الأول ابنه خليفه والد الشيخ زايد مؤسس الإمارات للدوحة ليلا لسرقة السوق وحلال اهل قطر وذبح احد مرتزقة أبوظبي الشيخ جوعان ابن الحاكم ورد الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني انتقاما لابنه بغزو أبوظبي و دمر قلاعها وقراها وسواها بالارض وحاصر الشيخ زايد في حصن خنور حتى حاول الهرب بلبس النساء وكشفه القطريين و اخلوا سبيله مع نساء الحصن .

بعد عامين قاد زايد الأول جيوش مرتزقه كان يرشيهم زايد الأول لغزو قطر المدعومة من الدولة السعودية الثانية ولكن القطريين أنذروا زايد بالانسحاب من حدود قطر وانتهت الحرب باتفاق بريطاني عثماني بين آل نهيان وآل ثاني

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

كتاب نعاشات العصر - كتاب اخبار الزط في سلك الرهط