حمام سمنود

سمنود بلد النحاس باشا‏..‏ زعيم مصر علي مدي الربع الثاني من القرن العشرين‏..‏ تفاجئك المتناقضات‏..‏ فالتراث المسيحي يتعانق مع الأثر الإسلامي في صورة بديعة‏..‏ والحارة الشعبية تمتزج بالقصور الفخمة في تكامل اجتماعي نادر‏..‏ ويلتقي جنبا إلي جنب صانع الفخار مع نوادي الإنترنت وألعاب الفيديو جيم‏..‏ وحيث يتواجد حمام سمنود ــ الذي أسسه إبراهيم بك سراج عام‏1748‏ م لعلاج أبناء الأقاليم ‏ ليتجرع‏..‏ الجميع في نفس الوقت روعة الماضي ومرارة الحاضر ولايفوت زائر سمنود روح القرية المصرية التي تغلب علي طبيعة الناس فتذوب الفواصل‏..‏ وتتقطع أوصال الغربة‏..‏

علي أن هذه المتناقضات تلتقي قبل ميلاد النحاس باشا‏1879‏ م قبل الاحتلال البريطاني ــ حيث تتواجد كنيسة أبانوب الشهيرة‏..‏ والتي يتوافد إليها سياح العالم حيث يحكي أن العائلة المقدسة قد مكثت بها عند هجرتها إلي الديار المصرية وبالقرب منها مئذنة سيدي سلامة المتولي والتي يبلغ عمرها مائة عام ويزيد‏..‏ وفي بهبيت الحجارة يوجد مصيف الأسرة الثالثة لملوك مصر‏..‏ ويوضح لنا بالتفصيل هذه الخلفية التاريخية الأستاذ مظهر فهمي الوكيل مدير العلاقات العامة والإعلام بمركز سمنود قائلا‏:‏ إن سمنود كانت العاصمة للاقليم الثاني عشر من أقاليم الوجه البحري‏..‏

كما كانت سمنود موطن المؤرخ المصري مانيتون وهو من كتبه تاريخ مصر القديمة في عصر بطليموس كما كانت سمنود عاصمة لإقليم الغربية إبان الحملة الفرنسية‏..‏ وهي ذات شهرة قديمة في صناعات الفخار والنسيج والنحاس المشغول بالزجاج والحديد المسحوب‏.‏

في ميدان النحاس باشا‏..‏ يرابط قصره الفخيم في خيلاء وكبرياء‏,,‏ لايقلل من شأنه إلا موظفو مجلس محلي مركز سمنود بعد أن تحول الي مبني حكومي‏.‏ ولكن ورثة الزعيم مصطفي النحاس باشا استطاعوا أخيرا الحصول علي حكم قضائي بأسترداد القصر ليصبح من القصور الأثرية ولتحويله متحفا يزوره الأبناء والاحفاد ليعرفوا كيف بني النحاس باشا بدوره الوطني سقف السماء‏..‏ وليعرفوا كيف قاد حركة الكفاح المسلح ضد الانجليز‏..‏ وكيف أصبح خلفا للزعيم سعد زغلول في رئاسة حزب الوفد عام‏1927‏ ثم رئاسته للوزارة عدة مرات وتفاصيل مباحثاته مع إنجلترا ومعاهدة‏36‏

المؤكد أن سمنود تحتاج إلي نحاس باشا جديد ولكن هل يمكن أن يكون هذا المناخ إيذانا بميلاد نحاس آخر‏..‏؟‏!‏ تحقيق‏:‏ سعد سلطان ملفات الأهرام السبت‏3 من شعبان 1422 هــ 20 اكتوبر 2001