ثورة فبراير (مقالة مميزة)

الشعب والجيش يطيحان بالقيصر

يوليوس ڤلهاوزن.

ثورة فبراير، أولى ثورتي عام 1917 في روسيا وكانت خطوة مهمة على طريق ثورة أكتوبر، حيث بُذلت المحاولات لإصلاح النظام القيصري، وذلك باستبداله نظاماً دستورياً، لكن عدم استجابة القيصر لطلب الدوما بعزل وزير الداخلية المكروه شعبياً، أدى في مطلع فبراير إلى التذمر والاحتجاج العام، فأضرب العمال في عدد كبير من المؤسسات الصناعية في پتروگراد، وخرج إلى الشوارع أكثر من 90 ألف متظاهر رافعين شعارات معادية للحرب وللنظام القيصري. ونتيجة لارتفاع عدد المتظاهرين وحدوث صدامات مع الشرطة، طلب القيصر نيقولا الثاني من الجنرال خابالوف وضع حد لهذه الأعمال، فقامت فصيلة من السيارات المصفَّحة بفتح النار على المتظاهرين، كما اعتقلت الحكومة في ليلة 25-26 فبراير عدداً كبيراً من الثوار، لكن المظاهرات استمرت واستولى الثوار على بعض مراكز الشرطة، وممَّا أضعف السلطة انضمام بعض فصائل الجيش إلى الثوار، ولم يتمكن خابالوف من قمع الثورة، وانتقلت الثورة إلى المدن الأخرى، وأعلن الإضراب العام في موسكو واستولى الثوار على السجون وأطلقوا سراح المعتقلين السياسيين وتم توقيف القيصر والوزراء، وفرضت الإقامة الجبرية على العائلة القيصرية، وقام مجلس الدوما الذي يضمُّ الأغلبية من البرجوازية بتشكيل حكومة مؤقتة برئاسة لفوف أحد كبار الإقطاعيين، كما شغل ممثلو الحزبين البرجوازيين جميع المناصب الحساسة. وقامت إلى جانب الحكومة في جميع أنحاء البلاد مجالس سوفييتات تضم ممثلي العمال والفلاحين والجنود، وكوَنت هذه المجالس كتائب مسلحة راحت تمارس السلطة الفعلية في المدن والأرياف.