تشونگ مون لي

تشونگ مون لي.

تشونگ مون لي Chong Mong Lee (و. 1928])، هو مبادر ورجل بر أمريكي. أسس شركة دياموند للوسائط المتعددة عام 1982.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته المبكرة

وُلد عام 1928 في العاصمة الكورية سول، لأب عمل في تجارة العطارة الصينية، وكان الابن الأصغر لأربعة سبقوه من الإخوة، واضطر لهجران مقاعد الدراسة وعمره 12 سنة لضيق ذات اليد، ليعمل بعدها في إصلاح مراكب الصيد ومزج الأعشاب الصينية وتنظيف المحلات، ورغم عمله وانشغاله إلا أنه حرص على التعلم بمفرده حتى تمكن من اجتياز اختبارات دخول الجامعة، وهناك حيث استمر تفوقه مما أهله لمنحة حكومية لاستكمال دراسته العليا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما تم له في عام 1959 في مجال إدارة المكتبات، ثم عاد بعدها لبلده واستلم محلا صغيرا لبيع الأدوية مملوكا لإخوته، ثم عمل في المكتبة الوطنية الكورية، ثم أستاذاً في الجامعة.[1]

في عام 1970 قرر تشونگ مون لي الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأما سبب السفر فعجيب بعض الشيء، ذلك أن الحكومة العسكرية التي قفزت على الحكم وقتها أرادت توظيف كل من يتحدث ويفهم الإنگليزية وهو ما برع فيه تشونگ، لكن العسكريين أرادوا توظيف تشونگ بدوام كامل في الحكومة، وهو ما رفضه تشونگ، ولذا أخذ يؤجل تنفيذ طلبهم هذا حتى تسنى له الهجرة لأمريكا. ومن وجهة نظرة، كان تشونگ يرى أن العسكريين قد خالفوا دستور البلاد وقتلوا الأبرياء وخلعوا حكومة جاءت بانتخابات ديمقراطية، ولذا لم يرد تشونگ أن يكون جزءًا من هذا الظلم. حين هاجر تشونگ اضطر لترك أسرته خلفه، لكنهم لحقوا به بشهور.


الهجرة للولايات المتحدة

حين هاجر تشونگ للولايات المتحدة (تحديداً في شمال كاليفورنيا) لم يكن معه أي مال، لكنه كان يعرف رجلا أمريكياً عمل كمستشار تجاري لحكومة تايوان، والذي تولى رعاية ومساعدة تشونگ للعمل بعد أن ساعده خلال الهجرة. ثم حدث أن مر تشونگ على محل في لوس أنجلس يبيع كل ما فيه تمهيداً للإغلاق، وهناك حيث عثر على منتجات متفرقة بسعر زهيد (10/1 الثمن الأصلي)، خاصة كرات الگولف والتي عمل شونج على تصديرها لليابان. لم يكن لدى تشونگ رأس مال، فطلب من البائع أن يمهله 3 أسابيع حتى يعثر له على بائع ويتلقى ثمن البضاعة ثم يدفع له.

دياموند للوسائط المتعددة

استمر تشونگ يعثر على بضاعة مزجاة يعيد تصديرها لأسواق تريدها ويربح من فرق السعر، ثم تصادف أن كان له عدة أصدقاء يعملون لدى شركة إتش پي والذين استمروا في التكرار على مسامع تشونگ أن عليه دخول معترك تجارة الإلكترونيات، ثم تصادف أن اشترى تشونگ لابنته الصغيرة حاسوب منزلي أپل في عام 1979، ثم اشترى حاسوب آي بي إم لابنه الصغير في 1982 لكن تشونگ لاحظ أن ابنه الصغير يقضي جل وقته على حاسوب أخته، وبسؤاله علل الابن ذلك بأن حاسوب أپل له واجهة رسومية ولديه ألعاب تعليمية كثيرة، وهي أمور ندر أن يجد مثلها على حاسوب آي بي إم الجاد الجامد.


هنا خطرت الفكرة لتشونگ لماذا لا يطور نظام تشغيل يعمل على الحاسوب الشخصي ويوفر ما توفره أنظمة تشغيل تشونگ ويقبل تشغيل برامج أپل. حين عرض تشونگ الفكرة على مهندس يعمل معه، رد عليه الأخير بأن هذا الأمر ممكن ولن يحتاج لأكثر من ستة شهور من العمل.

في عام 1982 أسس تشونگ شركة أسماها دياموند للوسائط المتعددة Diamond Multimedia والتي عانت من التعثر والخسائر حتى بلغت الخسارة الكلية مليونين من الدولارات. ما حدث فعلياً هو أن الأمر تطلب قضاء ستة أعوام ونصف من العمل حتى تحققت الفكرة التي راودت تشونگ، ذلك لأن ابل تحمي الكثير من منتجاتها وفق قوانين الملكية الفكرية، الأمر الذي يجعل من الصعب تقليدها. هذه الأعوام الستة قضت على الأخضر واليابس في حياة تشونگ.

الخسائر لم تقف عند حد المال، إذ انفصلت زوجته عنه ورحلت آخذة معها الأبناء، وبعدها اضطر تشونگ لبيع منزله بما فيه، وفقد كل شيء حتى بات يأكل من القمامة ويشتهي شطائر اللحم، وبلغ به اليأس مداه حتى أنه وضع فوهة المسدس على رأسه ثلاث مرات في رغبة لم تكتمل للانتحار. حتى مصلحة الضرائب الأمريكية طاردت تشونگ وهددته بالسجن إن لم يسدد ما عليه من ضرائب مستحقة.

كمسيحي ملتزم، رفض تشونگ الانتحار، كذلك لطالما أمسك بصورة حفيده الصغير من ابنه، وتذكر كيف أن التقاليد الكورية تشين من ينتحر، وأنه بانتحاره سيجلب العار لمن يحب. معتمداً على قناعته هذه، وعلى تقليصه لكل أوجه الانفاق، من طعام وشراب وملبس، وبعدما تعلم أنه حين يُظهر للناس أنه صادق في اجتهاده للخروج من مأزقه المالي، سيساعدونه، وهو ما حدث مع جباة الضرائب الأمريكيين الذين تركوه دون سجن ليبرح المال الكافي لسداد الضرائب، وكذلك فعل الدائنون.

ثم حدث أن الشريك الياباني لتشونگ سافر من اليابان إليه ليرى بنفسه ماذا حل بشريكه المستمر في الخسارة والبعد عن المكسب، وبعدما جلس معه وتعرف على تفاصيل أكثر من قصته، وصل إلى نتيجة مفادها أن تشونگ بحاجة لمن يرعاه على المستوى الشخصي، قبل المالي والاستثماري. وجد الصديق الياباني أن تشونگ بحاجة لزوجة تحسن التصريف والتدبير، ولذا اقترح عليه الزواج من نسيبته ريكو وهو ما تم بعد مرور 6 أشهر من هذه المقابلة. رغم أن التوافق بين اليابانيين والكوريين أمر صعب للغاية، لكن ريكو أثبتت كفاءة عالية في إدارة دفة حياة تشونگ، وساعدته للعودة من جديد.

مقابل الزيجة كان موافقة الشريك الياباني على استثمار 200 ألف دولار مع تشونگ، وكان هذا المبلغ كافياً لصنع بطاقة محاكاة لتشغيل برامج أپل 2 على حاسوب آي بي ام والأجهزة المتوافقة معه، وبعد صنع أول بطاقة محاكاة حملت اسم TrackStar جاء أول طلب شراء من شركة تاندي والتي طلبت كمية كبيرة من هذه البطاقات.

رغم حصول تشونگ على أمر الشراء، ووجوب الشروع في تصنيع هذه البطاقات بسرعة وتسيلمها للعميل الأول، لكن البنك الذي يتعامل معه شونج رفض إقراضه المال اللازم لشراء المكونات اللازمة للتصنيع! لحل هذه المشكلة، عاد تشونگ للشركة المصنعة وطلب منها أن ترسل أمر الشراء إلى البنك ليوافق الأخير على إقراض المال وهو ما تم. بعد تسليم شونج البضاعة المطلوبة، سددت الشركة الثمن مباشرة للبنك. بعد تاندي طلبت آي بي ام شراء هذه البطاقات بدورها.

في عام 1988، وبناء على اقتراحات من الشركاء والعملاء، قرر تشونگ دخول شركته معترك تصنيع معدات الوسائط المتعددة، وهذه المرة اعتمد مرة أخرى على موظف يعمل معه اقترح عليه تطوير بطاقة عرض فيجا مخصصة لتسريع عرض رسومات الجرافيكس، وبعد صدور أول بطاقة تسريع، اشترت شركة گيتواي كمية كبيرة من هذه البطاقات.

من بطاقات الجرافيكس إلى بطاقات الصوت، إلى أجهزة تشغيل الموسيقى المحمولة مثل أجهزة ريو Rio (نعم، سبق شونج عباقرة شركة ابل إلى ذلك!) إلى طرح الأسهم في البورصة، إلى بيع شونج جل نصيبه في الشركة في عام 1995 مقابل 92 مليون دولار ليؤسس شركة أخرى للاستثمار لا زال عضوا في مجلس إدارتها (وقت كتابة هذه السطور) بينما يوجه نصيبا لا بأس به من ثروته لأعمال الخير، وأوصى بألا يرث أبناؤه سوى القليل اليسير من ثروته بعد موته، فهو يرى أنه أعطاهم فرصة نيل تعليم ممتاز الأمر الذي يكفيهم.

بعد بيعه الشركة، استحوذت شركة S3 على دياموند، ومرة أخرى جاءت بداية الاستحواذ مليئة بالعثرات والفشل، حتى استحوذت شركة أخرى على الشركتين، لتعود دياموند بعدها بفترة كشركة منفصلة، لا زالت تصنع بطاقات ملحقات لأجهزة الحاسوب، لكن بدون الشهرة التي حققتها لأول مرة.

أعمال البر

ساهم لي بمبلغ 15 مليون دولار عام 1997 لصالح متحف الفن الآسيوي في سان فرانسيسكو.[2]

المصادر

  1. ^ "قصة نجاح من كوريا الجنوبية". مدونة شبابيك. 2015-02-14. Retrieved 2015-02-17.
  2. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة sjm