تحت البركان

تحت البركان
Cover
الطبعة الأمريكية الأولى
المؤلفمالكوم لاوري
العنوان الأصليUnder the Volcano
تاريخ النشر
1947
ISBN0452255953

تحت البركان Under the Volcano هي رواية شبه سيرة ذاتية، كتبها في 1947 الكاتب الإنگليزي مالكوم لاوري (1909–1957). وتحكي الرواية قصة جفري فيرمن، القنصل البريطاني السكير في البلدة المكسيكية الصغيرة كواوهناهواك (الاسم الآزتكي لبلدة كويرناڤاكا)، في يوم الموتى، 2 نوفمبر 1938. يأخذ الكتاب اسمه من پوپوكاتپتل و إزتاكي‌هواتل، البركانين التوأم بالقرب من مقر إقامة لاوري.

وقد تحولت الرواية إلى عمل في راديو ستوديو ون في 1947 وكذلك تحولت إلى فيلم في 1984. وفي 1998، صنفت المكتبة الحديثة تحت البركان في الترتيب رقم 11 في قائمتها لأفضل مئة رواية باللغة الإنگليزية في القرن 20.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

استعراض ابراهيم العريس

أن رواية «ما تحت البركان» رواية شبه سيرة ذاتية استعار فيها الكاتب، مالكوم لاوري، مشاهد وأحداثاً وشخصيات من حياته الخاصة ليرسم من خلالها تلك «الأحداث» التي تمتد في الرواية على مدى مئات الصفحات لكنها تدور أساساً في خلال يوم واحد هو «يوم الموتى» الذي يحتفل فيه المكسيكيون وسط صخب مدهش بذكرى موتاهم. أما الشخصية المحورية في الرواية فهي شخصية قنصل إنكليزي يتجول في بلدة بركانية صغيرة تعيش الاحتفالات بشكل استثنائي. وهذا القنصل الذي هو في نهاية الأمر، الأنا الآخر للكاتب نفسه، يدعى جفري فيرمن وهو يعيش ذلك النهار وسط دوامة ذكرياته ورصده لفشله في حياته ولاسيما استعادته للسقوط المدوّي الذي آلت إليه علاقته مع امرأته إيفون التي يحبها ولا يزال، حتى وإن كان يجد نفسه عاجزاً عن تحمّل ذلك الحب ومسؤولياته. وفيرمن على أية حال يقدم إلينا منذ البداية عاجزاً عن تحمل أية علاقة وأية عواطف وأي تواصل مع الآخرين. أما في خلفية ذلك كله فهناك ذلك الإدمان الذي من الواضح أن مالكولم لاوري إذ يصفه هنا في شتى تجلياته وانعكاساته على حياة «بطله» إنما يرسم لنا بعض أروع الصفحات الذاتية في هذا المجال، إذ نادراً ما كان سبقه كاتب في التفاصيل التي غاص فيها مصوّراً حياة المدمن. هنا في مثل هذه الصفحات يظهر بشكل شديد القوة والنقاء ذلك الجانب الأوتوبيوگرافي من الرواية. علماً بأن هذا الجانب يطلّ بنفس القوة من خلال الظهور المباغت لإيڤون في البلدة في وقت كان جفري يعتقد أنه قد فقدها إلى الأبد. إنه ظهور كان يتمناه ويخافه في آن معاً ومن هنا حين يحدث بالفعل يعجز جفري أولاً عن تصديق أنه حدث بالفعل. ثم حين يصدق يبدأ لعبة الهرب من جديد. ذلك أننا هنا لسنا أمام حكاية ذات نهاية سعيدة على النمط الهوليوودي. إننا في صدد حكاية عن السقوط وعن الموت وعن الإحباط والإدمان.

في هذه الرواية استعان مالكولم لاوري بما عاش وبمن يعرف، ليس كي يقدم نصاً وعظياً. بل كي يعبر عن أزمته بل مأساته الخاصة. لكنه – وفي الوقت نفسه – أراد كما هو واضح أن يقدم عملاً روائياً كبيراً يتجاوز حكايته الذاتية وأزمة «بطله». ولعله في إطار ما هنا، أراد أن يقدم على طريقته عملاً يضاهي رواية «يوليسيس» لجيمس جويس. ومن هنا اختياره يوماً محدداً يمتد على اثنتي عشرة ساعة لرسم «الأحداث الرئيسة» في الرواية، علما بأن لاوري سيقول لاحقاً – في لحظة صحو!- خلال حديثه عن الرواية أن موضوعها إنما هو «القوى التي تتحكم بداخلية الإنسان والتي تجعله دائم الرعب من ذاته. ومن هنا فإن للموضوع أساساً علاقة عضوية بسقوط الإنسان وضروب ندمه وصراعه الدائم والدائب من اجل الوصول إلى النور. وكل ذلك تحت وطأة ثقل ماضيه وعبثية مصيره». وهنا إذ يوضح الكاتب هذا، يضيف انه لم يكن من قبيل الصدفة بالنسبة إليه، أن تتألف الرواية من 12 فصلاً وأن تدور أحداثها المحورية خلال يوم يتألف من 12 ساعة». ولعل ما يكمل هذه الصورة في الرواية هو أن الزمن الإجمالي للرواية حتى خارج إطار يومها الرئيسي هو عام «والعام يتألف من 12 شهراً» كما أحب لاوري أن يذكّرنا في تصريحه. وهذا ما جعل كل الذين درسوا «تحت البركان» في ارتباطها بسيرة كاتبها وكلامه عنها يؤكدون على الطابع الرمزي الأساسي للعدد 12 فيها، وهو ما يحيل طبعاً إلى بعض رموز الكابالا اليهودية ولكن أيضاً وبشكل طبيعي – طالما أن الأحداث تجرى في بلدة مكسيكية تدعى كواوهناهواك (الاسم الآزتكي لبلدة كويرناڤاكا) – إلى تقويم الآزتك. وهذا الواقع الرمزي في ربطه عيد الموتى المسيحي بالكابالا اليهودية بالتقويم الآزتيكي، يعطي الرواية في حقيقة الأمر أبعاداً إضافية توقّف عندها معظم دارسي حياة مالكولم لاوري وأعماله.

هذه الرواية إذ أفلمت من قبل جون هستون في العام 1984 اعتبرت نموذجية في هذا المجال الاقتباسي. فتحت شهية سينمائيين كثر في اتجاه أفلمة روايات كانت مثل «ما تحت البركان» تعتبر عصيّة على الترجمة غير أن أيّ مشروع جدي في هذا المجال لم يتحقق بما في ذلك مشروع كان لدى جون هستون لأفلمة عمل جويس الكبير. وكان من نتيجة ذلك أن أبدل هستون في أيامه الأخيرة ذلك المشروع بمشروع آخر جويسي أيضاً لكنه أقل صعوبة بكثير، وهو أفلمة قصة قصيرة كلاسيكية لجويس عنوانها «الموتى» تمخضت عن فيلم رائع.


الطبعات المتداولة

  • ISBN 0452255953

للاستزادة

Grace, Sherrill. (2009). Strange Comfort: Essays on the Work of Malcolm Lowry. Talonbooks: Vancouver: BC. ISBN 978-0-88922-618-0.

طالع أيضاً

الهامش