النهروالي

النهروالي هو قطب الدين محمد بن علاء الدين أحمد بن محمد بن قاضي خان بن بهاء الدين بن يعقوب بن حسن بن علي النهروالي الهندي ثم المكي. النهروالي نسبة إلى مدينة نَهروالة غربي الهند قرب شواطئ البحر العربي، والمكي بسبب انتقاله إلى الحجاز وإقامته فيها.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السيرة الذاتية

كان والده من العلماء، وقد تلقى قطب الدين العلم عن والده، وتعلم الفارسية قبل انتقاله من نهروالة وأتقنها وعمل بها، ثم تعلم التركية وبرع فيها وصار ينظم بها الشعر ويكتب ويترجم، ورحل إلى تركيا مرتين فقويت صلته برجال هذه الدولة. ومكنه سفره إلى مكة من طلب العلم قبل أن يصير عمره عشرين عاماً، وأدرك بعض مشاهيرها من العلماء مثل: محب الدين محمد بن عبد العزيز بن عمر الهاشمي المكي المؤرخ، والشيخ محب الدين أحمد بن محمد النويري العقيلي خطيب المسجد الحرام.

وعندما كان في السادسة والعشرين من العمر رحل إلى مصر وأفاد من علمائها، ومرّ ببلاد الشام في أثناء رحلته إلى البلاد التركية عام أربعة وستين وتسعمئة للهجرة، فاجتمع بكثير من علمائها منهم: شيخ الإسلام الغزي والشيخ علاء الدين بن عماد الدين والقاضي كمال الدين الحمزاوي.

كان الرجل رفيع المنزلة عظيم الشأن والجاه وخاصة عند الأتراك فلا يحجُّ أحد من كبرائهم إلا وهو الذي يطوف به ولا يرتضون بغيره، وكانوا يعطونه العطاء الواسع وكان يشتري بما يحصله منهم نفائس الكتب ويبذلها لمن يحتاج إليها، واجتمع عنده منها ما لم يجتمع عند غيره.


مؤلفاته

عمل في التاريخ حتى عدّه بعضهم المؤرخ الأول في القرن العاشر الهجري وعدّه آخرون مؤرخ الدولة العثمانية من علماء العصر، وله في ذلك كتب أبرزها:

«البرق اليماني في الفتح العثماني» ألفه استجابة لرغبة سنان باشا فاتح اليمن وسمّاه في أوّل الأمر «الفتوحات العثمانية للأقطار اليمنية» وأهداه إلى السلطان سليم خان، ثم زاد زيادات يسيرة وسماه البرق اليماني في الفتح العثماني.

يتضمن هذا الكتاب مجمل تاريخ اليمن من أول القرن العاشر الهجري إلى آخر سنة اثنتين وسبعين وتسعمئة، ويظهر فيه ما قامت الدولة العثمانية به من أعمال حربية لمحاولة الاستيلاء على اليمن.

نُقل هذا الكتاب إلى اللغة التركية على يد مصطفى بن محمد المعروف بخسرو زاده المتوفى سنة ثمان وتسعين وتسعمئة، ويُعد الكتاب من أهم مصادر تاريخ جنوب الجزيرة في القرن العاشر الهجري، أوله «الحمد لله الذي نصر الدين الحنيفي بصارم سنان، وقطع دابر أهل الفساد والبدعة بانتصار الإيمان…».

و«الإعلام بأعلام بلد الله الحرام» وهو في تاريخ مكة المكرمة ألفه سنة تسع وسبعين وتسعمئة مرتباً على مقدمة وعشرة أبواب، وأهداه إلى السلطان مراد خان، ثم ترجمه إلى اللغة التركية المولى عبد الباقي الشاعر المتوفى سنة ثمان وألف. و«تذكرة النهروالي« ذكر فيه رحلاته المتعددة وضمّنه كثيراً من محفوظاته الشعرية، وله كتب أخرى في علوم الأدب والدين والتاريخ.

أما شعره ففي غاية الرقة والعذوبة، وأجوده ما كان في الغزل، وله شعر في الحكم وفي المديح، ضاع كثير منه ومن كتبه في حياته بسبب احتراق بيته، فمن شعره:

أقبل كالغصن حين يهتزْ

               في حلل دون لطفها الخزُّ

مهفهف القدّ ذو محيّـا

                         بعارض الخدّ قد تطرّز

الخمرُ والجمرُ في لماه

                         وخدُّه ظاهرٌ وملغزْ

يشكو له الخصرُ جَورَ ردفٍ

                         أثقله حملُهُ وأعجزْ

طلبتُ منه شفاء سقمي

                         فقال لحظي لذلكَ أعوزْ

قد غفر الله ذنب دهرٍ

                         لمثل هذا المليح أبرزْ

حزّ فؤادي بسيف لحظٍ

                         أوّاه لو دَامَ ذلك الحزّْ

توفي النهروالي في مكة وقت آذان الفجر كما ذكر المؤرخ المكي عبد الملك العصامي، ويُذكر هنا أن الشيخ النهروالي كان يسكن بقرب الحرم الشريف، بقرب الباب الذي لايزال حتى اليوم يعرف بباب القطبي.[1]

المصادر

  1. ^ محمد هيثم غرة. "النَّهروالي قطب الدين (محمد بن أحمد ـ) (…ـ 990هـ/… ـ 1583م)". الموسوعة العربية.