المغاربة في السودان

المغاربة في السودان


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

من المؤكد الآن أن الروابط والصلات التجارية بين السودان الغربي وبلاد المغرب روابط تجارية تعود إلى أزمنة تاريخية قديمة. فقد كانت قوافل قرطاجة تقطع الصحراء لجلب الذهب والعبيد والعاج مقابل المنسوجات والنحاس والأدوات المصنعة. وظل هذا التبادل قائما في العهدين اليوناني والروماني ثم البيزنطي.

وبعدالفتح الإسلامي للمغرب، تولى سكان المغرب تأمين أسواق السودان الكبرى وعملوا على تنظيم المواصلات مع هذه البلاد على أساس تجاري أولا، ما فتئ يتوطد عبر الفترات التاريخية اللاحقة، حاملا معه مجموعة من التنظيمات الاجتماعية والدينية والحضرية.

... ودون الدخول في تفاصيل التجارة القافلية بين الشمال والجنوب وتنظيم القوافل وظروف السفر ومحاور الطرق وجغرافية المبادلات، ولا معالجة أساليب التعامل بين الطرفين*1*...، يمكن القول إن العلاقات التجارية كانت تنفث الروح في باقي العلاقات الأخرى من كل نوع. فالعنصر الحاسم الذي أثر في التطور الاجتماعي والحضاري بالسودان يتمثل في العامل التجاري. فإليه ينسب كثير من المؤرخين ما عرفته أقاليم السودان من ازدهار حضاري وتطور سياسي واقتصادي، وذلك لما أتاحته القوافل من فرص الاطلاع على العادات والمعطيات الحضارية في حوض البحر المتوسط*2*.

... نريد في هذا المقال التطرق لأهمية العنصر البشري في التفاعل الحضاري بين ضفتي الصحراء، وذلك عن طريق تسليط الأضواء على الجالية المغربية بالسودان الغربي خلال القرن الرابع عشر الميلادي. وسندنا الرئيس في هذه المحاولة هو القسم السوداني من رحلة ابن بطوطة "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"*3*.

ومن الملائم أن نشير إلى أن ابن بطوطة عاصر ثلاث قوى سياسية رئيسة في القارة الإفريقية هي دولة المرينيين بالمغرب، ودولة المماليك بمصر، ودولة مالي بالسودان الغربي. ومن نافلة القول كذلك إن معلومات ابن بطوطة تعتبر ذات أهمية قصوى لمعرفة المجتمع السوداني. فهي تصور لنا مكوناته الاقتصادية والثقافية والذهنية والعقدية تصويرا دقيقا، كما تخبرنا بطريقة غير مباشرة عن أفراد الجالية المغاربية وتنظيمها وعلاقاتها بباقي مكونات المجتمع السوداني؛ فضلا عن دورها في الربط الحضاري بين شمال الصحراء وجنوبها.

... ومن الطبيعي أن يكون التواجد المغربي ببلاد السودان الغربي كثيفا، نظرا للعلاقات التجارية والروحية التي ربطت المنطقتين منذ فترة طويلة. فقد انبنت الجالية المغربية ببلاد السودان الغربي إلى جانب الجاليات الأخرى، وخاصة المصرية منها، وأدت أدوارا كبيرة في التاريخ الاقتصادي والاجتماعي والروحي للسودان الغربي كما سنرى.

... ويمكن القول إن العناصر الفاعلة في التجارة الصحراوية كانوا إما سكان الحواضر المغربية والسودانية، وإما عناصر رحلا غالبا ما انتهى بهم الأمر إلى الاستقرار في المدن. ويظهر أنهإلى حدود القرن 6 هـ/ 12 م، كانت المبادرة بيد التجار المسلمين الذين كانوا يتاجرون مع بلاد السودان. ولم يبدأ السودانيون يترددون على مدن الجنوب الغربي للمغرب إلا عند نهاية القرن 6 هـ/ 12م*4*.

... عند وصول التجار المغاربة إلى المراكز الحضرية السودانية، كانوا يقومون بكراء المنازل لسكناهم ولتخزين سلعهم طيلة فترة مقامهم هناك؛ وهي إقامة كانت تطول شهورا*5*. ولكن في غالبية الحالات كانوا يقيمون مع زبنائهم أو لدى وكلاء الشركات التي ينتمون إليها. والجدير بالذكر أن الفنادق المخصصة للجاليات الأجنبية لم تكن معروفة بالسودان الغربي، على عكس بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط حيث انتشرت الفنادق المخصصة للتجار الأجانب في أغلب المدن التجارية، بل إن التجار المغاربة كانوا يسكنون أحياء خاصة بهم حيث يتوفرون على منازل وحوانيت ومساجد خاصة. فابن بطوطة وصل إلى »محلة البيضان« بمدينة مالي حيث اكترى له محمد ابن الفقيه »دارا إزاء داره«*6*. وفي مدينة كوكو أضافه الفقيه محمد الفيلالي »إمام مسجد البيضان«*7*. إن إقامة المغاربة في أحياء خاصة بهم لا تعني انعزالهم أو ترفعهم عن المجتمع السوداني. فقد سجل ابن بطوطة حسن التعايش بين أهل السودان ومن يخالطهم من البيض، ومعظمهم من المغرب وباقي الشمال الإفريقي.

... ويمكننا التأكيد أن الجاليات المغربية في مدن السودان كانت مهمة من حيث المستوى الاجتماعي، وتمثلت في أسر تجارية أو علمية سكنت في مدن السودان، مؤقتا أو بصفة دائمة. فقد كانت الجالية المغربية تشمل، إلى جانب التجار، فقهاء وقضاة ومدرسين ومقرئين وطلبة وخطباء، وحتى رجال الأدب والشعراء والمهندسين. ولا نعلم تاريخ إقامة أفراد الجالية المغربية الذين يذكرهم ابن بطوطة؛ إلا أن بعض المؤشرات تؤكد أن عددا منهم لم يكن طارئا على البلاد، وإنما يمثل الجيل الثاني أو الثالث مثل مدرك بن فقوص، الذي على يد جده أسلم جد إمبراطور مالي مانسا موسى حسب رواية ابن بطوطة*8*.

... ومن خلال أسماء بعض المغاربة الذين تذكرهم المصادر، نلاحظ أن التجارة الصحراوية كانت تستقطب التجار من جميع أنحاء بلاد المغرب، وخاصة من المدن الكبرى. ويذكر البكري أبا بكر أحمد ابن خلوف الفاسي الذي استقر بغانة. ونعلم أن أخوي المقري (عبد الواحد وعلي) كانا يمثلان شركتهما العائلية بولاتة*9*. ويقول العمري إن أبا عثمان سعيد الدكالي »سكن مدينة بيتي [عاصمة امبراطورية مالي] خمسا وثلاثين سنة«*10*. أما ابن بطوطة، فبالإضافة إلى كلامه عن »المغاربة« أوعن »البيضان« وعن »التجار« بصيغة الجمع، فإنه يذكر أسماء عدد من المثقفين والتجار المغاربة المقيمين في مختلف مدن السودان. إلا أن تلك الأسماء لا تترجم في الواقع إلا جزئيا حقيقة الوجود التجاري المغاربي ببلاد السودان وكثافة هذا الوجود.

... ومع ذلك، لابد من أن نلاحظ أن الجاليتين المغربية والمصرية كانتا متساويتين من حيث الأهمية بالعاصمة المالية، حيث كانت »جماعة البيضان« بها خاضعة لقيادة شخصين من كبار القوم: الأول مغربي كما تدل على ذلك نسبته لقبيلة جزولة، وهو محمد بن الفقيه الجزولي؛ والآخر مصري هو شمسالدين بن النقوش المصري. إلا أن »ابن بطوطة يربط حديثه عن المصريين باشتغالهم بالتجارة، ولا يذكر اشتغال المغاربة بها إلا في القليل النادر، ويجعل وجودهم هناك مقرونا بالاشتغال بالقضاء والتدريس وكل ما يتصل بالحياة الثقافية«*11*. فبجانب التجار المحترفين يظهر أن الفقهاء والقضاة ورجال الأدب الذين أقاموا بالسودان الغربي قد تعاطوا التجارة هم كذلك. ويصعب الجزم بأنهم كانوا يقتصرون في نشاطهم على الوظائف الرسمية. فمهما كانت الرواتب التي تدرها عليهم تلك الوظائف، فإنهم بلا شك كانوا ميالين إلى ممارسة الأعمال التجارية المربحة التي تفسر وحدها عبورهم للصحراء والإقامة في بلاد بعيدة مثل السودان. فقد كانوا وكلاء للشركات الموجودة بالمغرب أو وسطاء بين المغاربة والسودانيين*12*. إن الجمع بين التجارة والعلم هو إحدى خصائص الحضارة الإسلامية في جميع العصور.

... ونعلم أنه لم تكن هناك اتفاقيات تجارية أو معاهدات تقنن العلاقات التجارية بين المغرب وممالك السودان، وتحدد واجبات وحقوق التجار المغاربة بالسودان؛ كما هو الحال بين البلدان الإسلامية والبلدان المسيحية*13*. ويظهر أن الإسلام الذي نسج خيوط مختلف الروابط بين ضفتي الصحراء، هو أصل عدم وجود تلك الاتفاقيات. وهذا يفسر كذلك تلك التسهيلات التي منحها ملوك السودان للمغاربة، والتي دفعتهم لتنشيط الحركة التجارية والمساهمة في مداخيل الخزينة السودانية. لذلك نجد السلطة المحلية تعمل على ضمان حمايتهم وتعاقب جميع المضرين بمصالحهم أو بأمنهم، وتسهل حرية تنقلاتهم*14*. ويؤكد ابن بطوطة أن إمبراطور مالي المانسي موسى »كان يحب البيضان، ويحسن إليهم*15*، و »هو الذي أعطى لأبي اسحاق الساحلي في يوم واحد أربعة آلاف مثقال [...]، وأعطى لمدرك بن فقوص ثلاثة آلاف مثقال في يوم واحد*16*. وقد استمرت هذه السياسة سارية المفعول خلال القرنين التاليين حسب شهادة الحسن الوزان*17*. كذلك تقرب أغنياء الجالية المغربية من أغنياء الأرستوقراطية السودانية ومن الدوائر الحاكمة عن طريق الزواج والارتباطات العائلية. إن كبير »جماعة البيضان« محمد ابن الفقيه الجزولي »كان متزوجا ببنت عم السلطان*18*. ونجد لاحقا أن ملك تمبوكتو »زوج اثنتين من بناته من أخوين تاجرين لغناهما*19*.

... وقد عمل بعض أفراد الجالية المغربية مستشارين في دواليب الإدارة السودانية المحلية وفي دائرة السلاطين السودانيين. فالقاضي والخطيب ابن الفقيه هم من أعلم المانسي سليمان بقدوم ابن بطوطة لمالي*20*. كما قاموا بمهمة التحكيم بين الزعامات السودانية المتصارعة: »وفي أيام إقامتي به [تكادا]، توجه القاضي أبو إبراهيم، والخطيب محمد، والمدرس أبو حفص، والشيخ سعيد بن علي إلى سلطان تكادا وكان قد وقعت بينه وبين التكركري، وهو من سلاطين البربر أيضا منازعة فذهبوا إلى الإصلاح بينهما*21*. وبذلك يمكن القول إن دولة مالي كانت قد دخلت مرحلة جديدة في نموها عندما طور البلاط علاقاتها بالتجار والفقهاء المسلمين.

... وإذا كان ابن بطوطة في سياحته ببلاد السودان قد صدمته بعض العادات وأنف من بعض الأكلات السودانية في بعض المدن، فإن ذلك لم يكن حالة التجار الذين كانوا متعودين الحياة في هذه المناطق. ويظهر أن عدم تشدد السودانيين وانفتاح قيمهم ومبادئ الديانة الجديدة التي تبنوها قد ساهمت بلاشك في إدماج المغاربة في المجتمع السوداني، حيث تعايشت مبادئ الإسلام مع بقايا الديانة الأنيمية المحلية. والواقع أنه كانت هناك علاقات وصداقات بين السكان المحليين والتجار المغاربة، حيث تزوج البعض حسب الشريعة الإسلامية؛ بينما اتخذ البعض الآخر ـ الذي كان كثير الانتقال بين المغرب وبلاد السودان ـ جواري له. ولقد تعلم المغاربة اللسان السوداني: يذكر الحسن الوزان أنه مع انتشار الإسلام بالسودان، »بدأ تجار بلاد البربر حينئذ يذهبون إلى هذه البلاد ليتاجروا فيها حتى تعلموا لغاتهم*22*. و»رجل من البيضان« هو الذي شرح (أو ترجم) لابن بطوطة فحوى بعض المحادثات التي جرت في البلاط السوداني*23*.

... إن الامتيازات التي كان يحصل عليها المغاربة لم تمنع ملوك السودان، في ظروف نجهلها، من اعتقال التجار المغاربة ومنع نشاطهم. مثلا، عند نهاية القرن 12 م عرفت العلاقات السودانية المغربية أزمة من مظاهرها رفض الخليفة المنصور الموحدي »هدية من بلاد السودان« عبارة عن فيل. إننا لا نعرف أسباب تلك الأزمة، وهناك من يرجح أنها مرتبطة بما كان يتعرض له المغاربة من مضايقات من طرف حكام السودان*24*. فعلى أثر اعتقال ملك السودان بعض التجار المغاربة وسجنهم، وجه الأمير أبو الربيع سليمان والي سجلماسة وأقاليمها مذكرة احتجاج شديدة اللهجة إلى ملك غانة يستنكر فيها العراقيل التي توضع في وجه صغار التجار المغاربة و»تعويقهم«، مذكرا إياه بأن اختلاف الاعتقاد الديني بين الجانبين لا يمنع من حسن الجوار ومن حسن التعايش: »نحن نتجاور بالإحسان وإن تخالفنا في الأديان«، وأنه يمكن معاملة التجار السودانيين الموجودين بالمغرب بالمثل: »لو شئنا، لاحتبسنا من في جهتنا من أهل تلك الناحية لكنا لا نستصوب فعله، ولا ينبغي لنا أن ننهى عن خلق ونأتي مثله*25*


المراجع

  • 1*انظر عن هذه الجوانب: أحمد الشكري، »مقارنة تقييمية لدور الصحراء في علاقات بلاد المغرب ببلاد السودان خلال العصر الوسيط«، مجلة المناهل (المغرب)، عدد 58، مارس 1998، ص ص. 62 ـ 71؛ J. Devisse, «Approximatives, quantitatives, qualitatives: valeurs variables de

l'étude des traversées sahariennes», in Relaciones de la Peninsula Ibérica con el Magreb siglos XIII-XVI. Actas del Coloquio, éd. Garcia-Arenal y M. J. Viguera, Madrid, 1988, pp. 165-203; V. M. Godinho, L’économie de l’Empire portugais au XVIe siècle, Paris, 1969, pp. 99-125.

  • 2*محمد الغربي، بداية الحكم المغربي في السودان الغربي، بغداد، 1982، ص. 569.
  • 3*اعتمدنا على طبعة دار صادر، بيروت، 1963. وقد صدرت مؤخرا طبعة جديدة من الرحلة بتحقيق الدكتور عبد الهادي التازي، منشورات أكاديمية المملكة المغربية.
  • 4*انظر: محمد الشريف، نصوص جديدة ودراسات في تاريخ الغرب الإسلامي، تطوان، 1996، ص. 86.
  • 5*يقول ابن بطوطة في معرض حديثه عن توجهه إلى ابولاتن إنه كان قد كتب إلى ابن بداء، وهو رجل من سلا، ليكتري له دارا. وكانت إقامته هناك نحو خمسين يوما. (رحلة ابن بطوطة، ص. 677)؛ وكذلك فيما يخص إقامته بعاصمة مالي، فقد كتب لكبير جماعة البيضان أن يكتري له دارا. (ص. 681).
  • 6* رحلة ابن بطوطة، ص. 681.
  • 7*المصدر نفسه، ص. 695 ـ 696.
  • 8*المصدر نفسه، ص. 689.
  • 9*المقري، نفح الطيب، تحقيق إحسان عباس، 1988، ج 5، ص. 205.
  • 10*ابن فضل الله العمري، مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، تحقيق د. مصطفى أبو ضيف، الدار البيضاء، 1983، ص. 60.
  • 11*حسن حافظي علوي، »علاقة المغرب الأقصى بمالي من خلال "رحلة ابن بطوطة"«، مجلة المناهل، عدد 53، 1996، ص. 129.
  • 12*A. El Alaoui, Le Maghreb et le commerce transsaharien (milieu du Xiè- milieu du XIVè s.), Thése de 3ème cycle, Bordeaux, 1983, pp. 108-109.
  • 14*انظر مثلا دراستنا: سبتة الإسلامية: دراسات في التاريخ الاقتصادي والاجتماعي، تطوان، 1995، ص. 120 وما بعدها.
  • 15*انظر أمثلة من ذلك عند: ابن بطوطة، مصدر مذكور، ص. 688.
  • 16*المصدر نفسه، ص. 689.
  • 17*المصدر نفسه.
  • 18*الحسن الوزان، وصف إفريقيا، تعريب محمد حجي ومحمد الأخضر، بيروت، ج 2، 1983، ص. 162. بمدينة مالي »يوجد عدد كثير من الصناع والتجار المقيمين والطارئين الذين يعيرهم الملك عناية أكثر من غيرهم«.
  • 19*ابن بطوطة، المصدر المذكور، ص. 681.
  • 20*الحسن الوزان، وصف إفريقيا، المصدر المذكور، ج 2، ص. 166.
  • 21ابن بطوطة، المصدر المذكور، ص. 682.
  • 22*المصدر نفسه، ص. 698.
  • 23*الحسن الوزان، وصف إفريقيا، ج 2، ص. 160.
  • 24*ابن بطوطة، المصدر المذكور، ص. 688.
  • 25*إبراهيم حركات، »طبيعة العلاقات المغربية مع إفريقيا الغربية في العصر الوسيط«، ضمن كتاب: العلاقات بين المغرب وإفريقيا الغربية، منشوارت جمعية موظفي كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط، عكاظ، 1992، ص. 37.