القاضي المهذب

الحسن بن علي بن إبراهيم بن الزبير أبو محمدٍ المصري وكان الحسن هذا يلقب القاضي المهذب الوفاة ربيع الاخر 561 ه وكان من أهل أسوان من غسان

أشعارة


وكان أخوه الرشيد لما مضى إلى اليمن وادعى الخلافة كما ذكرناه في ترجمته نمي خبره إلى المعروف بالداعي،

فقبض عليه قبضًا لا نعلم كيفيته وهم بقتله، فكتب المهذب هذا إلى الداعي بقصيدته المشهورة يمدحه

ويستعطفه حتى أطلقه. والقصيدة:

يا ربع أين ترى الأحبة يمموا ... هل أنجدوا من بعدنا أم اتهموا؟

رحلوا وقد لاح الصباح وإنما ... يسري إذا جن الظلام الأنجم

وتعوضت بالأنس روحي وحشًة ... لا أوحش الله النازل منهم

لولاهم ما قمت بين ديارهم ... حيران أستاف الديار وألثم

أمنازل الأحباب أين هم وأي ... ن الصبر من بعد التفرق عنهم؟

يا ساكني البلد الحرام وإنما ... في الصدر مع شحط المزار سكنتم

يا ليتني في النازلين عشيًة ... بمنىً وقد جمع الرفاق الموسم

فأفوز إن غفل الرقيب بنظرةٍ ... منكم إذ لبى الحجيج وأحرموا

لإني لأذكركم إذا ما أشرقت ... شمس الضحى من نحوكم فأسلم

لا تبعثوا لي في النسيم تحيًة ... إني أغار من النسيم عليكم

إني امرؤ قد بعت حظي راضيًا ... من هذه الدنيا بحظي منكم

فسلوت إلا عنكم وقنعت إل ... ا منكم وزهدت إلا فيكم

ورأيت كل العالمين بمقلةٍ ... لو ينظر الحساد ما نظرت عموا

ما كان بعد أخي الذي فارقته ... ليبوح إلا بالشكاية لي فم

هو ذاك لم يملك علاه مالك ... كلا ولا وجدي عليه متيم

أقوت مغانيه وعطل ربعه ... ولربما هجر العرين الضيغم

ورمت به الأهوال همة ماجدٍ ... كالسيف يمضي عزمه ويصمم

يا راح ً لا بالمجد عنا والعلا ... أترى يمون لكم إلينا مقدم؟

يفديك قوم كنت واسط عقدهم ... ما إن لهم مذ غبت شمل ينظم

لك في رقابهم وإن هم أنكروا ... منن كأطواق الحمام وأنعم

جهلوا فظنوا أن بعدك مغنم ... لما رحلت وإنما هو مغرم

فلقد أقر العين أن عداك قد ... هلكوا ببغيهم وأنت مسلم

لم يعصم الله ابن معصوٍم من ال ... آفات واخترم اللعين الأخرم

واعتضت بعدهم بأكرم معشٍ ر ... بدؤوا لك الفعل الجميل وتمموا

فلعمر مجدك إن كرمت عليهم ... إن الكريم على الكرام مكرم

أقيال بأ ٍ س خير من حملوا القنا ... وملوك قحطان الذين هم هم

متواضعون ولو ترى ناديهم ... ما اسطعت من إجلالهم تتكلم

وكفاهم شرفًا ومجدًا أنهم ... قد أصبح الداعي المتوج منهم

هو بدر ٍ تم في سماء علاهم ... وبنو أبيه بنو رويٍ ع أنجم

ملك حماه جنة لعفاته ... لكنه للحاسدين جهنم

أثني عليك بما مننت وأنت من ... أوصاف مجدك يا مليكًا أعظم

فاغفر لي التقصير فيه وعده ... مع ما تجود به علي وتنعم

مع أنني سيرت فيك شواردًا ... كالدر بل أبهى لدى من يفهم

تغدو وهوج الذاريات رواكد ... وتبيت تسري والكواكب نوم

وإذا المآثر عددت في مشهدٍ ... فبذكرها يبدا المقال ويختم

وإذ تلا الراوون محكم آيها ... صلى عليك السامعون وسلموا

وكفى برأي إمام عصرك ناقضًا ... ما أحكم الأعداء فيك وأبرموا

وأنشدني أبو طاهٍ ر إسماعيل بن عبد الرحمن الأنصاري المصري بمصر في سنة اثنتي عشرة وستمائةٍ، قال:

أنشدني أبو محمدٍ الحسن بن علي بن الزبير مطلع قصيدةٍ:

أعلمت حين تجاور الحيان ... أن القلوب مواقد النيران

وعلمت أن صدورنا قد أصبحت ... في القوم وهي مرابض الغزلان

وعيوننا عوض العيون أمدها ... ما غادروا فيها من الغدران

ما الوجد هز قناتهم بل هزها ... قلبي لما فيه من الخفقان

وتراه يكره أن يرى أظعانهم ... فكأنما أصبحت في الأظعان

وكان لما جرى لأخيه الرشيد ما جرى من اتصاله بالملك صلاح الدين يوسف بن أيوب عند كونه محاصرًا

للإسكندرية كما ذكرنا في بابه، قبض شاور على المهذب وحبسه، فكتب إلى شاور شعرًا كثيرًا ليستعطفه

فلم ينجع حتى التجأ إلى ولده الكامل أبي الفوارس شجاع بن شاوٍ ر مدحه بأشعاٍ ر كثيرةٍ وهو في الحبس حتى

قام بأمره واستخرجه من حبسه، وضمه إليه واصطنعه

مؤلفاتة


كتاب الأنساب، وهو كتاب كبير أكثر من عشرين مجلدًا

مصادر


معجم الأدباء ابن ياقوت الحموي

الكلمات الدالة: