الشبيبة الإستقلالية

الشبيبة الإستقلالية.jpg

منظمة الشبيبة الاستقلالية هي الذراع الشبابي لحزب الإستقلال المغربي. وهي أقدم منظمة شبابية سياسية في المغرب، فتاريخ التأسيس يعود إلى المؤتمر التأسيسي الذي احتضنته مدينة فاس المغربية أيام 24-26 مارس 1956 والذي مثل حدثا بارزا في تاريخ المغرب السياسي، فلقد كانت البلاد قد حصلت للتو على استقلالها السياسي والترابي، حيث اضطرت كل من فرنسا وإسبانيا للاعتراف بهذا الاستقلال سنة 1955.

وقاد حزب الاستقلال الذي كان ولا زال يمثل التربة الخصبة للشبيبة الاستقلالية المقاومة الوطنية ضد الاستعماريين الفرنسي والاسباني، وقرر في ضوء الحقائق التي أفرزتها اتفاقيات الاستقلال أن يواصل قيادة النضال الوطني من أجل بناء الاستقلال من خلال دمقرطة الدولة وتحديثها بقوانين ومؤسسات واحترام إرادة الناخبين.

ووسط تدافع كبير للأحداث عقب الاستقلال برز اسم منظمة الشبيبة الاستقلالية في المشهد السياسي، بمواقف واضحة ونضال مستميت وبشباب قائد شق بالمنظمة طريقا صعبة ومسالك وعرة في سبيل الدفاع على المصلحة العامة وحقوق الأفراد والجماعات.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأهداف

إن منظمة الشبيبة الاستقلالية التي تراكم أكثر من نصف قرن من النضال والعمل السياسي الجاد والمثمر تعتز بمواصلة المسير بنفس الحماس والإصرار في سبيل أن تحقق الأهداف التي تدافع من أجلها.

إن الديمقراطية تحتل موقعا متقدما في سجل أهداف منظمة الشبيبة الاستقلالية، والديمقراطية في مفهومها تتلخص في أن يحكم الشعب نفسه بنفسه اعتمادا على مؤسسات ذات مصداقية وعبر انتخابات حرة ونزيهة تعكس إرادة الناخبين، وأي نمط للحكم يخرج عن هذا الرسم الواضح فإنه سيعيد بالبلاد عن الديمقراطية..

ومن المؤكد فإن أهدافا كثيرة مرتبطة بالديمقراطية، ومتداخلة معها، وفي هذا السياق لا يمكن الحديث عن الديمقراطية دون سيادة حريات عامة وفردية حقيقية، خصوصا حريات التعبير والصحافة والتجول والتنقل وسرية المراسلات.

إن الفصل الحقيقي للسلط يعطي المدلول الحقيقي والمضمون الفعلي لسيادة الديمقراطية، فكل سلطة تقوم بدورها لا تتدخل ولا تهيمن على صلاحيات باقي السلط، ومن الضروري أن تتمتع السلطة القضائية بالاستقلالية والفعالية في كل هذا وإن احترام حقوق الإنسان كما هو متعارف عليها عالميا تتقدم بدورها أهداف الشبيبة الاستقلالية، ونقصد حقوق الإنسان بجميع أجيالها، ويجد التركيز بصفة خاصة على الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مساحة شاسعة له في هذا الاهتمام، وحينما تفكك الشبيبة الاستقلالية هذا المعنى، فإنها تصر على التوضيح بأن هذه الحقوق تعني توزيعا عادلا للثروات بما يجعل مصادر الثراء من حق جميع المواطنين وفي خدمة حاجيات التنمية، وتعني أيضا عدالة اجتماعية حقيقية تسود بين جميع الناس ومساواة فعلية يستفيد منها الأفراد والجماعات والجهات على حد سواء، وتعني أيضا احتراما كاملا للخصوصيات الثقافية وللتعدد اللغوي الذي يمثل مصدر ثراء حضاري لأمتنا، ومن هنا يجب الإلحاح على الاهتمام الفعلي باللغة الأمازيغية كمكون رئيسي من مكونات الشخصية الوطنية ولابد لهذا الاهتمام أن يبدأ بدسترة هذه اللغة الوطنية العظيمة إلى جانب تعميق وتجدير الاهتمام والعناية باللغة العربية الجليلة.

إن منظمة الشبيبة الاستقلالية تناضل من أجل سيادة نظام ملكي دستوري برلماني ، يجد النظام الملكي فيه مساحات شاسعة للتطور عبر المؤسسات التي تفرزها انتخابات حرة ونزيهة، وعلى أساس تعاقد متين بين العرش والشعب يجعل السيادة بيد الشعب.

ومن المهم التذكير هنا بأن الشبيبة الاستقلالية تضع أيضا أولوياتها للمساهمة في النهوض بأحوال المرأة من خلال ضمان مساواة فعلية بين الجنسين، والاهتمام بكافة الفئات ذات الاحتياجات الخاصة خصوصا فئة المعاقين الذين يجب أن يستفيدوا من عناية خاصة.

إن الشبيبة الاستقلالية تنتمي إلى إسلام الوسطية، إسلام يرتكز على قيم التعايش والتسامح، إسلام يرفض وينبد التطرف والأصولية والفهم الخاطئ لتعاليم هذا الدين الحنيف الذي يضمن شروط تطور الإنسانية وسعادتها، كل الإنسانية بدون استثناء.

وإن قضية الوحدة الوطنية تستحود على جزء مهم من نضالات منظمة الشبيبة الاستقلالية، وحدة الإنسان والأرض على السواء ولذلك ستظل مصرة على رفض أي مظهر من مظاهر الانفصال والتشتت والتجزيء.

إن الشبيبة الاستقلالية المغربية تعتبر نفسها منخرطة كل الانخراط في النضال العالمي من أجل كسب رهان كافة القضايا العادلة في العالم، في فلسطين حيث مناهضة الاحتلال الصهيوني واجب إنساني، وفي إفريقيا حيث الاصطفاف إلى جانب التواقين إلى وضع حد للحروب التي تدمر هذه القارة الفقيرة حتمي، وفي كل نقطة من نقاط العالم حيث تتحارب وتتصادم قوى الخير مع قوى الشر، إننا نصنف أنفسنا إلى جانب قوى الخير والسلام والاستقرار والأمن.

إن منظمة الشبيبة الاستقلالية المغربية تعتبر نفسها معنية أيضا بصفة رئيسية ومركزية بالنضال من أجل مناهضة العولمة المتوحشة التي تدوس على كافة القيم الإنسانية من أجل مراكمة الأرباح، معنية بالعمل من أجل عالم حر، يمارس فيه الإنسان حريته غير خائف على نفسه ولا على أسرته ولا على ممتلكاته، مطمئن على مصيره.


التنظيم

إن النهوض برسالة من هذا الحجم في منظمة تتميز بكل هذا الرصيد يفرض التمكن من أجهزة وآليات عمل وبما أن الديمقراطية تتقدم أولويات المنظمة من حيث الأهداف فإنها شديدة الحرص على إعمال الديمقراطية في إفراز كافة الأجهزة وتدبير كافة أشكال الخلاف.

إن القوانين الأساسية للمنظمة تنص على أن المؤتمر العام هو أعلى سلطة تقريرية، يلتئم مرة كل أربع سنوات، ويتكون من مؤتمرين منتخبين في 220 فرع، وممثلين عن الجمعيات العاملة تحت لواء الشبيبة الاستقلالية وهي خمس جمعيات :

  • جمعية الشبيبة المدرسية
  • جمعية التربية والتنمية
  • جمعية البناة
  • جمعية الشبيبة الشغيلة
  • منظمة الكشاف المغربي.

وهي جمعيات تتمتع بالاستقلالية الكاملة في تدبير شؤونها وتمثل روافد أساسية للمنظمة.

ويقرر المؤتمر في كافة الاختيارات الرئيسية، فهو يقوم بتقييم المرحلة السابقة ويقرر في شأنها من خلال التصويت، ثم يحدد معالم برنامج المرحلة المقبلة، ويكون من اختصاصه لوحده إمكانية تعديل القوانين الأساسية، ويقوم بالمصادقة على لائحة أعضاء المجلس الوطني للمنظمة الذين يكون انتخابهم قد جرى قبل المؤتمر، وتحديدا أثناء انعقاد المؤتمرات المحلية التي تنتخب أيضا المؤتمرين، ويقوم المجلس الوطني الذي يضم 589 عضوا ضمنهم عشرة ممثلين عن كل جمعية عاملة وأعضاء المكتب التنفيذي المنتهية ولايته و25 عضوا يقترحهم المكتب التنفيذي بانتخاب اللجنة المركزية التي تضم 240 عضوا يوجد ضمنهم أربعة ممثلين عن كل جمعية عاملة تحت لواء الشبيبة الاستقلالية، وتقوم اللجنة المركزية بانتخاب الكاتب العام وأعضاء المكتب التنفيذي وعددهم 19 إضافة إلى ممثل واحد عن كل جمعية عاملة.

ومن صلاحيات المجلس الوطني الذي يجتمع في دورة واحدة كل سنة التقرير في كافة القضايا التي تطرح بين الدورتين، وهو برلمان المنظمة، بيد أن اللجنة المركزية التي تجتمع مرتين في كل سنة تمثل الخزان الفكري للمنظمة وتقوم بدراسة القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يرى المكتب التنفيذي أهمية طرحها للدراسة.

إن التنظيم الجهوي للمنظمة يرتكز على مجالس الجهات التي تختص بالتكفل بالقضايا التنظيمية والعامة على مستوى الجهات، وعدد هذه المجالس 16، في حين أن القانون الأساسي للمنظمة ينص على إنشاء فرع للمنظمة في كل جماعة قروية أو حضرية أو في دائرة انتخابية تشريعية، وعدد هذه الفروع يصل اليوم إلى 220، ويصعب باستمرار حصر عدد المنخرطين في المنظمة بسبب عوامل تخص العمل السياسي الشبابي ومع ذلك يلاحظ أن الأجهزة التنظيمية الثابتة قد لا تتسع في بعض الأحيان لاستيعاب كافة الحاجيات الملحة، فكثير من الأطر الشابة قد لا تجد لها موقعا في هذه الأجهزة ولقد تفطنت القوانين الداخلية لهذا الأمر لذلك نصت على إنشاء لجان متخصصة.

العلاقات الخارجية

إن للشبيبة الاستقلالية علاقات خارجية عربية ودولية هامة جدا تبوئها موقعا متقدما في المنتديات الإقليمية والدولية، فهي عضو قيادي في اتحاد شباب وطلاب المغرب العربي وعضو نشيط في اتحاد الشباب العربي وعضو فاعل في الفدرالية العالمية للشباب الديمقراطي وعضو مساهم في الحركة الشبابية في العالم الإسلامي وفي إفريقيا وفي حوض البحر الأبيض المتوسط.

كما تنسج علاقات ثنائية متينة جدا مع عدة منظمات شبابية قطرية في عدة تنظيمات شبابية قطرية في العديد من أصقاع المعمور، في دول في إفريقيا وأوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية منظمة الشبيبة الاستقلالية إحــدى هيئــات حزب الاستقلال تعمل وفقا لمبادئه وأهدافه.

تعمل المنظمة على تحقيق الأهداف التالية :

  • توحيد صفوف الشبيبة المغربية في جو من الأخوة والتضامن.
  • تنشئتها بكيفية سليمة عقائديا وعقليا وجسميا وتهذيبها خلقيا بما يتلاءم والقيم الوطنية الإسلامية والإنسانية السامية.
  • إعدادها وإذكاء روح التعبئة في صفوفها من أجل الدفاع عن حقوق الشباب وخدمة القضايا الوطنية وبناء المجتمع الديمقراطي التعادلي المتقدم، ومن أجل محاربة الاستعمار بشكليه القديم والحديث.
  • التعاون مع الهيئات والجمعيات المغربية ومنظمات الشبيبة العربية والإسلامية والأفريقية والدولية ذات الأهداف المشتركة.
  • مناهضة الإمبريالية والصهيونية والتفرقة العنصرية.

انظر أيضاً

الهامش

قالب:الأحزاب المغربية