الجهاور

الشيخ فضل بن محمد بن حسين الجهوري اليافعي
وادي الجهاور في عمان
رسالة من والي عدن يهدد فيها الجهاور بعد ماقاموا باطلاق النار على طائرة انقليزية كانت تجول حولهم

يعد الجهاور والمفرد منهم : الجهوري اليافعي ، فخذًا من فخائذ الموسطة ، من بني مالك ، من قبيلة يافع .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التسمية

الجهاور من الموسطة من بني مالك من يافع ، وهم اليوم معدودون ضمن آل مسعد من الموسطة - حلفًا لانسبًا - مع وجود جزء منهم ضمن فخائذ يافع الأخرى .

الشتات

في الأصل ، كان الجهاور فخيذة كبيرة مستقلة من فخائذ الموسطة لاتمت لآل مسعد بصلة، ولكن وبعد سقوط الدولة الطاهرية وكثرة الفتن في بلاد يافع، حلت بينهم وبين بقية فخائذ يافع فتنة كان سببها مابدر منهم من قطع لطريق احد ضيوف سلطان بني مالك " ابن هرهرة " من شيوخ احدى القبائل الذي كان قادمًا من شمال اليمن ، فحينما مر الضيف ببلاد الجهاور ذاهبًا الى المحجبة " ديرة آل هرهرة "، قطع مجموعة من الجهاور طريقه وحاولوا اقناعه بتسليم مالديه واطلاق سراحه، ولكنه ابى ورفض فقتلوه وقتلوا حاشيته، وكعادة قبيلة يافع خصوصًا والقبائل العربية عمومًا يعد دم الضيف من دم المعزب - أي المضيف - فما كان من ابن هرهرة الا الانتقام من الجهاور بمقاطعتهم وشن الحملات المتوالية عليهم بجملة رجاله من مختلف فخائذ بني مالك الاخرى، وكان ذلك سببًا في تشتيت فخيذة الجهاور وتفريق صفهم، فمنهم من هرب الى بلاد المرافدة، ومنهم من رابع آل سعد، ومنهم من هاجر الى حضرموت، الخ.. وضلت القلة القليلة الباقية في ارضها الا انها تفرقت بين آل مسعد (الموسطة) وآل صلاح (الضبي) .

الفخائذ

ينقسم الجهاور الى عدة فخائذ منتشرة ومتوزعة في مختلف ارجاء الجزيرة العربية، وهم كالآتي :

  • 1 - الجهاور في يافع الجبل، ومنهم  :
  • آل سوينه ( السويني )
  • آل طمار ( الطماري )
  • آل ضباعه ( الضباعي )
  • آل غفار ( الغفاري )
  • آل العود ( العودي )
  • آل حارث ( الحارثي )
  • آل جابر بن ناصر
  • آل سالم بن عمر
  • آل سيسي
  • آل مطهر
  • آل شحب
  • آل جبال
  • 2 - الجهاور في عمان، ومنهم :
  • آل عزيز
  • آل حنيظل
  • آل شايق
  • آل جداع
  • الدراويش
  • الحدادنة
  • 3 - الجهاور في حضرموت، وهم :
  • آل أبولحم ( عيال ملحم )

مع العلم بأن آل جبال ( الجبالي ) انتقلوا جميعًا الى نجد، ولم يبق منهم في يافع الجبل الا بيت صغير انقطع نسله لاحقًا

ويعد وسم ( الدامع ) هو وسم الابل المتعارف عليه بين رعاة الابل من بادية الجهاور .

المشيخة

لايوجد شيخ شمل لمختلف فخائذ الجهاور ، بسبب تفرقهم على عدة مناطق ، لكن يعد ابرز مشايخهم هو ابن جابر بن ناصر الجهوري، وهو ايضًا شيخً مجمل آل مسعد من الموسطة.

ومن اشهر مشايخهم الشيخ و الفارس يحيا بن قاسم أبو لحم الجهوري اليافعي ، وصفه ابن عبيدالله فقال : ( رجل شهم ، لايقدع انفه ، ولايتقنع من مسوأه ، وله من الاعمال مالا يصدق قوله ) ، ومن اشهر قصائده :

ان الــكـــرم يـفـتــح ابواب السبيل

ويــمــحـــي اوصــال بـعد اكتابها

والــبــخــل قــايـــد الى الذلة ذليل

مـــولى الــــكــرم همته يعلى بها

أبولـــحــــم قـــال كـسـاب الجميل

اذا النــوايـــــب فـــــتـح لي بابها

نـتـفـق على العـز من كـثر وقليل

ومـحـــنــة الـــوقــت ماندري بها

والله ماقـــــط يــتــجــمــــل بخيل

وان قـــام في حجه ما اوشـى بها

قـومي بـني مــالك الحب النصيل

جـــهــاوره من فـــــروع انسابها

يسمع لهم في علا الوادي صهيل

كـــم مـــــن بلد زوعـــوا ابوابها

ومن قصصه المشهورة بين القبائل ، أن جماعة من الصيعر سرقوا عجلًا للعبس من رعيان العوابثة في وادي العين وذبحوه، وحملوا به الى عند آل رباع في سدبة واخبروهم بذلك، فقالوا لهم : ( لاترضون علينا فاننا نخاف العوابثة ) فساروا الى القزة ونزلوا عند يحيا الجهوري وهو حال عند نسايبه البطاطية، واخبروه فآواهم، ثم ان العوابثة قدموا دعوة عند ابن عجاج النهدي على اولئك الصيعر، فانكروا، فقال لهم النهدي : هاتوا شهودكم .. فأتوا بآل رباع أهل سدبة، فقال لهم ماعندكم؟ قالوا ماعندنا الا انا سمعنا الكلب ينبح، ثم جاء هؤلاء الصيعر ومعهم شيء يحملونه فقال لهم النهدي ليست هذه بشهادة، فاستدعوا الشيخ يحيا الجهوري وارسلوا له مطية من الابل، فقال مطيتي اسرع، وعندما وصل سأله الحكم ابن عجاج عما عنده بعد ماشرح له الحال، فقال له : اشهد بالله ان هؤلاء اقروا لي بانهم سرقوا عجل العبس وذبحوه واروني رأسه واعطوني ربعه مع الكبد، ورجلي في القيد وبندقيتي في العدالة اذا انكروا، فاستجهر الصيعر هذا الكلام الصريح وهالهم، فقالوا له : شهادتك مقبولة من الأرض الى السماء، ودفعوا الثمن، ولما عزم الجهوري على النهوض والعودة الى بلاده، قال له ابن عجاج: والله لاتخرج الا بعد ان تتغدى، فلقد ذبحت لك ما انت به في شهامتك جدير، وقال لآل رباع : اخرجوا من داري يا مفخطة النخل - اي انهم اهل نخيل - كتمتوا الشهادة خوفًا من الصيعر[1].

  1. ^ السقاف: ادام القوت في تاريخ قبائل حضرموت..، ص249-250