الجروح

الجرح الجرح بصورة عامة عبارة عن تجزئه في الاتصال النسيجي لمختلف خلايا الأنسجة والاعضاء الجسمية بعد تعرضها لشدة خارجية (بمختلف القوى الفيزيائية والكيميائية)، ويسمى جرحاً إن أصاب الجلد وتمزقاً إن أصاب العضلات، وكسراً إن أصاب العظام، وتهتكاً أو تمزقاً إذا أصاب الأعضاء الداخلية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

آلية حصول الجروح

يعتمد مقدار شدة الأضرار النسيجية (الجروح) على عدة عوامل منها:

1- نوع الآلة المستخدمة لإحداث الأضرار.

2- مقدار القوة المستخدمة، إذ يتناسب مقدار الضرر المحدث تناسباً طردياً مع زيادة القوة المستخدمة في تطبيق الشدة الخارجية والتي بدورها تعتمد على كتلة الآلة المستخدمة.

3- مقدار الطاقة الحركية التي تمتلكها الآلة المحدثة للأضرار عند تسليطها على الجسم، فقد تكون الطاقة الحركية ضئيلة لا تلبث أن تتوزع بصورة متجانسة لحظة اصطدامها بالجسم فلا تترك جرحاً موضعياً.

4- مقدار المساحة السطحية المتعرضة للاصابة.

5- مرونة الأنسجة الجسمية المتعرضة للإصابة، فقد تؤدي إصابة بقوة معينة إلى احداث نزوف دموية (كدمات) في النسيج الشحمي تحت الجلد دون أن تترافق بأي أثر يذكر في الجلد؛ نظراً لمرونة أنسجة الجلد. وفي حالات أخرى قد تؤدي الاصابات الرضية إلى إحداث كسور في العظام دون أن يرافقها أضرار في الجلد (الكسور المغلقة).

6- المنطقة الجسمية المتعرضة للاصابة وكيفية انتشار الطاقة الحركية للقوة المسلطة عليها، فعلى سبيل المثال تمتاز إصابات المنطقة الشرسوفية للبطن بشدة الاضرار التي ترافقها والمتمثلة بتمزقات المعدة والأمعاء والسبب يعود إلى انتشار السوائل والغازات في المعدة والأمعاء والذي يولد قوة إضافية تساهم في حدوث أضرار داخلية شديدة.


تصنيف الجروح من وجهة النظر القانونية

1- الجروح البسيطة: هي الجروح التي تشفى بمدة تقل عن عشرين يوماً ولا يتخلف عنها عاهة مستديمة.

2- الجروح الخطيرة: هي الجروح التي تشفى بمدة تزيد عن عشرين يوماً أو يتخلف عنها عاهة مستديمة كالبتر أو تلف أحد الحواس.

3- الجروح المميتة: هي الجروح التي تؤدي إلى الوفاة أما بصورة آنية عند الاصابة أو بعد مدة وجيزة من جراء المضاعفات المترتبة على تلك الاصابة. وهنا تكمن أهمية التقرير الطبي العدلي الأولي، اذ يستعين به القضاء لتصنيف الإصابة وتحديد مدى خطورتها.


تصنيف الجروح من الناحية الطبية العدلية

1- الاصابات الرضية: هي الأضرار الناتجة عن التعرض إلى شدة خارجية بواسطة مختلفة الآلات الراضة كالعصي والقضبان المعدنية والحجارة والحصى وقبضة اليد والقدمين ومقبض السلاح الناري ووسائط النقل والارض والجدار، وتشمل الاصابات الرضية ما يلي:

أ- الكدمات.

ب- السحجات أو الخدوش.

ج- الجروح الرضية.


2- الجروح القطعية: هي الأضرار الناتجة عن التعرض إلى شدة خارجية بواسطة مختلفة الآلات الحادة بآلية إمرار الحافة الحادة للآلة بصورة أفقية على أنسجة الجسم.


3- الجروح النافذة، وهي على نوعين:

أ- الجروح الطعنية: هي الاضرار الناتجة عن التعرض إلى شدة خارجية بواسطة مختلفة الآلات الحادة بآلية دفع الطرف المدبب لنصل الآلة الحادة بصورة عمودية إلى داخل الجسم.

ب- الجروح الوخزية: هي الأضرار الناتجة عن التعرض إلى شدة خارجية بواسطة مختلفة الآلات الواخزة (ذات طرف مدبب، وتفتقر للحافة الحادة) كالأبرة والمخيط ومفك البراغي بآلية دفع الطرف المدبب للآلة بصورة عمودية إلى داخل الجسم.


الإصابات الرضية

1 - الكدمات: عبارة عن تلون ناتج عن تجمع الدم تحت الجلد والأنسجة المخاطية بعد تمزق جدران الأوعية الدموية الشعرية الدقيقة وتغلغل الدم في الأنسجة المحيطة بالوعاء الممزق بسبب الفعل الآلي لجهاز الدوران والضغط الدموي؛ لذا فالكدمة حيوية بالأساس.


2- السحجات أو الخدوش: ويقصد بها التلف الذي يصيب الطبقة السطحية من الجلد دون أن يرافقه ضرر في الطبقة القاعدية من البشرة عند التعرض لشدة خارجية بآلة راضة لذا تشفی دون أن تترك أثراً، ولهذا تعتبر السحجات من الاصابات البسيطة من الناحية القانونية والطبية ولكنها مهمة جداً في الممارسات الطبية العدلية.

العوامل المؤثرة على ظهور الكدمة

1- نوع الآلة المستخدمة، اذ تزداد سرعة ظهور الكدمة وسعتها كلما ازدادت صلابة الآلة الراضة كما قد تأخذ الكدمة شكل الآلة المحدثة للاصابة كالكدمات الناتجة عن ضغط الأسنان على الجلد أو الصفع براحة اليد أو الضرب بالعصا.

2- طبيعة أنسجة المنطقة الجسمية المصابة، حيث يسرع ظهور الكدمات وتصبح أكبر سعةً ووضوحاً كلما زادت رقة النسيج في المنطقة المصابة كالنسيج الشحمي تحت الجلد.

3- غزارة الأوعية الدموية الشعرية في المنطقة المصابة.


4- الجنس: يسرع ظهور الكدمات وتصبح أكبر سعة ووضوحاً لدى الإناث مقارنة بالذكور؛ نظراً لوفرة النسيج الشحمي تحت الجلد ورقة الأنسجة الجسمية لديهن بصورة عامة.

5 - العمر: يسرع ظهور الكدمات وتصبح أكبر سعةً ووضوحاً لدى صغار السن مقارنة بالبالغين؛ نظراً لوفرة النسيج الشحمي تحت الجلد، ورقة الأنسجة الجسمية بصورة عامة. كما تحدث الكدمات بسرعة وبسعة كبيرة لدى المسنيين؛ نظراً لتصلب الأوعية الدموية وضمور الأنسجة الرقيقة الساندة لها.

6- لون البشرة: تظهر الكدمات بوضوح لدى الأشخاص من ذوي البشرة الشقراء؛ بسبب لون البشرة من جهة، ورقة الأنسجة مقارنة بالأشخاص من ذوي البشرة الداكنة.

7- الإصابة بالحالات المرضية، كأمراض الدم الوراثية والمكتسبة ([[نزف الدم الوراثي|النزف الدموي الوراثي، وابيضاض الدم)، وأمراض الكبد، والإدمان على الكحول قد يؤدي إلى زيادة سرعة ظهور الكدمات وسعتها.


أنواع الكدمات

1- الكدمات المرضية الناتجة عن تسليط شدة خارجية بمختلف الآلات الراضة.

2- الكدمات العلاجية: تحدث حول أماكن الزرق بالأبر الطبية (الوريدي والعضلي وتحت الجلد) وقرب حافات التبضيعات الجراحية.

3- الكدمات المرضية أو التلقائية: وتظهر هذه الكدمات أما بصورة تلقائية أو عند التعرض لشدة خارجية طفيفة جداً لدى الأشخاص المصابين بالحالات المرضية التي تكسبهم ميولاً نزفية مثل أمراض الدم الوراثية والمكتسبة (النزف الوراثي وابيضاض الدم) وأمراض الكبد والإدمان على الكحول، وتظهر هذه الكدمات أما بشكل نقط نزفية أو بقع في مناطق متعددة من الجسم وبسعات مختلفة وأعمار مختلفة.


الأهمية الطبية العدلية للكدمات

1. إعطاء فكرة عن الآلة المحدثة للإصابة، إذ قد تأخذ الكدمة شكل الآلة المحدثة لها ففي حالة استخدام الأسنان تتكون کدمة رضية بهيئة قوسين متقابلين بشكل مطابق للأسنان في الفكين مما يمكن الفاحص من التحقق من هوية صاحبها بعد المقارنة مع طبع أسنانه، كما ويمكن إجراء الفحوصات المختبرية على اللعاب ومنها بصمة الحمض النووي للتأكد من هويته. أما الكدمات الناتجة عن الضرب بالعصا فتكون بشكل خطين طوليين متوازيين وقد تكون الكدمات ختمية تأخذ شكل النقوش الموجودة في إطار مركبة عند مرورها على جسد الضحية.

2. التعرف عن نوع الجريمة: أذ أن وجود الكدمات تحت جلد الرقبة وفي طبقاتها العضلية قد يدل على الخنق اليدوي ووجودها حول فتحتي الأنف والفم يدل على كتم النفس ووجودها على الجهة الداخلية لفخذي أنثى قد يدل على وقوع الاغتصاب الجنسي.

3. التعرف على طبيعة الإصابة (جنائية، انتحارية، عرضية، مفتعلة)، فوجود الكدمات المتعددة في أماكن مختلفة من الجسم يدل على المقاومة وبالتالي الطبيعة الجنائية للاصابة.

4. تحديد مكان تسليط الشدة الخارجية، إذ قد تشاهد الكدمة في مكان تسليط الشدة الخارجية (مباشرة) وفي غير موقع تسليط الشدة الخارجية (غير مباشرة).

5. وجود الكدمات حول أي جرح يدل على أنه جرح رضي في الغالب وليس قطعي.

6.التعرف على الزمن الماضي على الاصابة: حيث تمر الكدمات بتغيرات لونية بمرور الزمن لحين الشفاء التام.


إذ تكون الكدمة ذات لون أحمر- مزرق نتيجة لتجمع خضاب الدم المؤكسد ثم تتحول الى الأسود المزرق بعد (2 - 3 أيام) نتيجة تكون خضاب الدم المختزل، ثم اللون الاخضر بعد (2 - 3 أيام) نتيجة لتكون مركب البليفيردين، ثم اللون الأصفر بعد (2 - 3 أيام) الناتج عن مركب البليروبين بعد ذلك تزول الكدمة بعد مرور 2-4 أسابيع.

وتستغرق الكدمات الكبيرة مدة أطول لتزول كما أن الكدمات تحت منظمة العين لا تمر بجميع التغيرات المذكورة سابقاً فتتغير من اللون الأحمر الى اللون الأصفر؛ بسبب وفرة الاوكسجين في السائل الدمعي.


7.تحدث الكدمات عادة أثناء الحياة، حيث أنها إصابة حيوية بالأساس ولكن ليس دائماً. فقد تحدث الكدمات بعد الوفاة ولكنها تحتاج لقوة أكبر من الكدمات الحيوية؛ وسبب ذلك يعود الى انعدام نشاط جهاز الدوران والضغط الدموي بعد الوفاة. لهذا تمتاز الكدمات غير الحيوية بأنها صغيرة السعة، متعدة، لا ترتفع عما يجاورها ولا تمر بالتغيرات اللونية المذكورة أعلاه كما تندم التفاعلات الحيوية (الالتهابية والاندمالية) عند اجراء الفحص المجهري النسيجي.

أنواع السحجات

تصنف السحجات وفقاً لشكلها إلى نوعين:

أ- السحجات الختمية: والتي تحدث نتيجة لتسليط شدة خارجية بواسطة آلة راضة بصورة عمودية على سطح الجلد دون أن تترافق بحركة أو تترافق بحركة ضئيلة جداً مما ينتج عنه ختم لشكل السطح الخشن الراض للآلة على سطح الجلد، ومن أمثلتها: السحجات الهلالية الشكل الإظفرية الناتجة عن ضغط الأظافر على الجلد، والتي قد تشاهد في الرقبة في حالات الخنق اليدوي والأخدود السحجي الناتج عن الشنق او الخنق الرباطي.

ب- السحجات القشطية: وينتج هذا النوع من السحجات عن تسليط شدة خارجية بآلة راضة بصورة مائلة على سطح الجلد مترافقة بحركة قد تتجاوز عدة سنتمترات وهي أيضاً على نوعين:

1 - السحجات القشطية الخطية الطولية: كالتي تنتج عن إمرار الأظافر أو الطرف المدبب لآلة حادة على سطح الجلد بصورة افقية.


2 - السحجات القشطية الواسعة: التي تنتج عن الاحتكاك بسطح خشن وواسع وتكون بهيئة خطوط متوازية ومتداخلة مع بعضها وتحدث عند السقوط على الأرض والسقوط من علو وحوادث الدهس نتيجة لرمي الشخص على الارض أو سحب الجثة على الطريق (غير حيوية وتحتوي أتربة أو أوساخ).

الأهمية الطبية العدلية للسحجات

1. التعرف على نوع الآلة المستخدمة في إحداث الإصابة: إذ قد تعطي السحجات فكرة دقيقة نوعاً ما عن شكل السطح الراض للآلة المستخدمة بل قد تأخذ السحجة شكل السطح الراض لسلاح الجريمة.


2.مكان السحجة يدل دائماً على مكان تسليط الشدة الخارجية.

3. وجود السحجات حول أي جرح يدل على أنه جرح رضي وليس قطعياً.

4.التعرف على نوع الجريمة: أذ أن وجود سحجات ختمية هلالية الشكل إظفرية في مقدمة الرقبة يدل على الخنق اليدوي، ووجودها حول فتحتي الأنف والفم يدل على كتم النفس، ووجودها على الجهة الداخلية لفخذي أنثى قد يدل على وقوع الاغتصاب الجنسي.

5.التعرف على طبيعة الإصابة (جنائية، انتحارية، عرضية، مفتعلة): فوجود السحجات المتحدة في أماكن مختلفة من الجسم وخصوصاً الحز السحجي حول المعصمين الناتج عن تقييد الضحية تدل على المقاومة وبالتالي الطبيعة الجنائية للإصابة.


6. تحديد زمن حصول الإصابة:

  • خلال الـ 24 ساعة الأولى من الإصابة ينضح من سطح السحجة سائل من مصل قد يكون مدمی.
  • خلال اليوم الثاني والثالث من الاصابة تتكون قشرة لينة ذات لون بني باهت.
  • في اليوم الرابع والخامس والسادس للاصابة تتصلب القشرة وتصبح داكنة اللون.
  • بعد أسبوع من الإصابة تبدأ حافاتها بالتساقط تاركة أثراً محمراً على الجلد يزول تدريجياً.
  • يرجع الجلد إلى لونه الطبيعي خلال ثلاثة أسابيع. علماً بأن السحجات الواسعة قد تحتاج لفترة أطول للشفاء وبهذا تشفي السحجة الحيوية دون أن تترك أثراً يذكر، كما أن السحجات غير الحيوية لا تمر بهذه التغيرات.

الجروح الرضية

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الجروح القطعية

الصفات العامة للجروح القطعية

أمثلة عن الجروح القطعية

المصادر

  1. ^ Knights forensic pathology, 3rd edition. 2004.
  2. ^ Forensic Pathology: Principles and Practice. 2005