أخبار:مئات الجثث تصل السودان من التقراي عبر النهر

انتشال الجثث من نهر ستيت في السودان، 7 سبتمبر 2021.
سودانيون ينتشلون جثث من نهر ستيت، سبتمبر 2021.

رغم إعلان رئيس الوزراء أبي أحمد الانتصار الأولي في أواخر نوفمبر 2020، لا تزال المنطقة ممزقة بالقتال، وقد سجلت العديد من الفظائع بما في ذلك التعذيب والقتل خارج نطاق القضاء واستخدام الاغتصاب كسلاح حرب. واستعادت قوات التقراي العاصمة الإقليمية مكلى في نهاية يونيو 2021، فيما بدأت الحكومة الإثيوبية في سحب قواتها من المنطقة. لكن القتال استمر، ففي منتصف يوليو، أعلنت قوات التقراي عن هجوم جديد لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها أديس أبابا.

في 7 سبتمبر 2021، ظهرت مجموعة جديدة من الجثث الطافية في نهر ستيت بالسودان، تعود لنساء ورجال وأطفال، وعليها آثار التعذيب. وأشارت الأدلة إلى أن القتلى من إقليم التقراي، وقال شهود إن الجثث تحكي قصة مظلمة عن الاعتقالات والإعدامات الجماعية والإعدامات عبر الحدود في بلدة حميرة في الإقليم.[1]

في السياق، قال شهود إن الهجوم هو ما دفع القوات الحكومية وجماعات الميليشيات التي تسيطر على بلدة حميرة الشمالية، بالقرب من الحدود مع إريتريا والسودان، إلى إطلاق مرحلة جديدة من الاعتقالات الجماعية لأبناء التقراي.

وكشفت التحقيقات أن عمليات الاحتجاز وقتل سكان التقراي على أساس عرقي، تحمل سمات الإبادة الجماعية وفق القانون الدولي، بحسب شبكة سي إن إن. وظهرت الجثث لأول مرة في السودان في يوليو 2021، عندما كان النهر في أعلى مستوى له بسبب موسم الأمطار. وقال مهندس مياه سوداني لسي إن إن، إن سرعة تدفق النهر جرفت الجثث من حميرة إلى وادي الحلو في السودان خلال ساعتين إلى ثلاث ساعات تقريباً.

من جانبها، قدمت السلطات السودانية في وادي الحلو تقارير للشرطة والطبيب الشرعي عن كل جثة تم العثور عليها في أراضيها، موثقة أدلة على التعذيب الواسع النطاق وجروح الرصاص التي تم العثور عليها في العديد من الجثث. وأوضحت كل من السلطات السودانية المحلية وخبراء الطب الشرعي أن جميع الجثث التي انتشلت حتى الآن ربما ماتت قبل أن تغرق في المياه.

في موازاة ذلك، لم تجد التحقيقات المستقلة الجارية من قبل خبراء الطب الشرعي الدوليين والمحليين، أي دليل على غرق الضحايا. وقال الخبراء الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب مخاوف أمنية، إن الجثث تعرضت جميعاً لشكل من أشكال العوامل الكيميائية بعد الوفاة، ما أدى إلى عملية حفظها بشكل فعال قبل دخول المياه.

كذلك، أوضحوا أن جميع الجثث كانت في حالة مماثلة، حيث كانت مخزنة في نفس البيئة، وربما في منشأة تخزين أو مقبرة جماعية، قبل أن تُلقى في النهر. أضافوا أن حالة الحفظ هذه تجعل من السهل التعرف على العلامات الموجودة على الجثث وما الذي يمكن أن يكون سبباً لها. في حين وجدت بعض الجثث التي انتشلت مقيدة الأذرع بإحكام خلف ظهورها، تماشياً مع أسلوب التعذيب المسمى تاباي.

وتم ربط أيدي العديد منهم بسلك كهربائي أصفر صغير الحجم، وأشارت كسور العظام والخلع إلى مزيد من الضغط على أجسادهم قبل الموت. كذلك، قال الخبراء إنهم في سباق مع الزمن للحفاظ على الأدلة، في حالة الحاجة إليها لمحاكمة مرتكبي جرائم حرب محتملة في المستقبل.


انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "سر الجثث التي طفت في السودان.. قيدت وعذبت ورميت بالنهر". العربية نت. 2021-09-07. Retrieved 2021-09-07.