أخبار:لوحة بعصر النهضة تحطم رقماً قياسياً

پورتريه شاب ممسك بصورة مدورة أثناء عرضها في مزاد يناير 2021.

في 28 يناير 2021، بيعت لوحة پورتريه شاب ممسك بصورة مدورة للفنان ساندرو بوتيتشلي في مزاد بدار سوثبيز بنيويورك بمبلغ 92 مليون دولار، لتحقق رقماً قياسياً جديداً للوحات رسامي عصر النهضة الإيطالي. ويُعتقد أن لوحة ساندرو بوتيتشلي قد رُسمت في سبعينيات أو ثمانينيات القرن الخامس عشر وتعتبر أحد أفضل الپورتريهات التي رسمها بوتيتشيلي. ويمثل بيع اللوحة أول مؤشر رئيسي لحالة سوق الفن هذا العام.[1]

فقبل بيعها، كانت هناك أسئلة معلقة حول استعداد جامعي الأعمال الفنية العالميين لإنفاق عشرات الملايين مقابل أعمال تاريخية، في ظل تفشي وباء ڤيروس كورونا وتقلبات السوق. ويمكن أن تساعد عملية البيع الناجحة لعمل بوتيتشيلي في زيادة أسعار اللوحات الأخرى المماثلة في الوقت الذي يسعى فيه العديد من هواة جمع الأعمال الفنية إلى اقتناء أعمال أحدث للفنانين المعاصرين وفناني ما بعد الحرب العالمية الثانية.

وقبل المزاد، وصف نائب رئيس سوثبيز كريستوفر أبوستل، اللوحة بأنها تحفة فنية، وصرح أبوستل "عمل بوتيتشيلي هذا أكثر إثارة من كل النواحي مقارنة بأي شيء رأيناه في السوق" وأضاف "هذه الصورة ترمز وتجسد عصر النهضة في فلورنسا. لم أرى شيئا مثلها في حياتي".

وتُظهر اللوحة رجلاً في أواخر سن المراهقة بشعر ذهبي طويل جالساً وممسكاً بمدورة يظهر فيها قديس ملتح ويده اليمنى مرفوعة. المدورة التي تظهر في اللوحة هي عمل فني أصلي من القرن الرابع عشر يُنسب إلى الرسام السييني بارتولوميو بولجاريني.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة سوثبيز تشارلز ستيوارت مازحاً: "لقد قام الشاب في اللوحة برحلات خلال وباء كورونا أكثر من أي شخص نعرفه على الأرجح". وعرضت اللوحة في لوس أنجلس ولندن ودبي ورافقها كتيب يحتوي على المقالات العلمية والتحليل الفني.

وبيعت اللوحة بمبلغ 80 مليون دولار، لكن السعر النهائي سيكون 92.2 مليون دولار عند إضافة الرسوم والعمولات وبُث المزاد على الهواء مباشرة من نيويورك واستمر أقل من خمس دقائق بين اثنين فقط من المتنافسين على اللوحة، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز. وبهذا السعر تكون اللوحة من أغلى الأعمال الفنية التي بيعت في مزاد علني.

وسجل الرقم القياسي السابق لبوتيتشيلي في عام 2013 عندما بيعت لوحة مادونا والطفل مع القديس يوحنا المعمدان طفلا مقابل 10.4 مليون دولار. ومن بين اللوحات الأخرى التي بيعت بأسعار مقاربة، لوحة گوستاڤ كليمت پورتريه أديل بلوخ باور الثاني، والتي بيعت بمبلغ 87.9 مليون دولار في عام 2006، وپورتريه دكتور گاشيه لڤان گوخ، والتي حققت 82.5 مليون دولار عام 1990.

من المفهوم أن لوحة شاب يحمل مدورة قد تم تناقلها عبر أجيال عدة لعائلة أرستقراطية في ويلز منذ حوالي 200 عام. ولم يكن علماء الفن على دراية بوجود اللوحة حتى ظهرت لأول مرة في السوق في أوائل القرن العشرين. ولقد أمضت معظم السنوات الأربعين الماضية في العرض العام منذ أن حصل عليها مالكها الحالي في عام 1982 مقابل 810 آلاف جنيه إسترليني فقط. وظهرت اللوحة في متحف متروپوليتان للفنون في نيويورك وفي المعرض الوطني في لندن وأماكن أخرى.

ويعتبر بوتيتشيلي الذي عاش من أربعينيات القرن الخامس عشر إلى عام 1510، أحد أشهر الرسامين في أوائل عصر النهضة، ولكن لم يبق سوى حوالي اثني عشر نموذجا من أعماله حتى اليوم. وتم نسيان بوتيتشيلي لقرون عدة بعد وفاته، ولكن أعيد اكتشاف أعماله في القرن التاسع عشر، وأصبح الفنان منذ ذلك الحين أحد أكبر الأسماء في تاريخ الفن. وأشهر أعماله هي ميلاد ڤينوس وبريمافيرا.

المصادر

  1. ^ "بيع لوحة لفنان عصر النهضة بوتيتشيلي بمبلغ 92 مليون دولار". بي بي سي. 2021-01-28. Retrieved 2021-01-31.