أخبار:فشل إطلاق المهمة المدارية الإيرانية سيمرغ

الصاروخ سيمرغ قبيل إطلاقه في مركز الإمام الفضائي، 30 ديسمبر 2021.
  • للمرة الخامسة، فشل إطلاق الصاروخ الإيراني سيمرغ-3 حاملاً ثلاث ثلاث شحنات بحثية لمدار الأرض.

بالتزامن مع الجولة الثامنة من المحادثات لإحياء الاتفاق النووي في ڤيينا، أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية عن الإطلاق "الناجح" للصاروخ سيمُرغ-3 حاملاً ثلاث شحنات بحثية، وفق التلفزيون الرسمي الإيراني.[1]

وفي حين تشدد طهران على الطبيعة العلمية لبرنامجها الفضائي، سبق لدول غربية عدة أبرزها الولايات المتحدة، إضافة الى إسرائيل العدو اللدود للجمهورية الإسلامية، أن أعربت عن قلقها منه، معتبرة أنه يساهم في تعزيز برنامجها للصواريخ البالستية الذي يثير أيضا انتقادات دول الغرب. وأتى الاعلان عن إطلاق الصاروخ في وقت تجري طهران والقوى الكبرى، بمشاركة أمريكية غير مباشرة، مباحثات في فيينا بهدف إحياء اتفاق عام 2015 بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية، والذي انسحبت واشنطن منه أحاديا بعد ذلك بثلاثة أعوام.

وقال المتحدث باسم منظمة الدفاعات الفضائية في وزارة الدفاع الإيرانية أحمد حسيني "أرسل (الصاروخ) حامل الساتل سيمرغ (طائر الفينيق بالفارسية) ثلاث شحنات بحثية الى الفضاء"، وفق التلفزيون الرسمي. وأوضح "خلال مهمة البحث الفضائي هذه، وللمرة الأولى، تم إطلاق ثلاث شحنات بحثية بشكل متزامن على ارتفاع 470 كم وبسرعة 7.350 آلاف متر في الثانية". وتابع "تم تحقيق أهداف البحث الملحوظة لعملية الاطلاق هذه"، من دون أن يحدد طبيعة هذه الشحنات، وما اذا تم وضعها في المدار. وعرض التلفزيون الرسمي لقطات لعملية انطلاق صاروخ من منطقة صحراوية، مهنئا بـ"انجاز جديد للعلماء الإيرانيين".

ولم تحدد المصادر الإيرانية المكان الذي انطلق منه الصاروخ. لكن تقارير صحافية أمريكية كانت ذكرت في وقت سابق من الشهر الحالي، استناداً الى صور ساتلية وآراء من خبراء، أن الجمهورية الإسلامية تستعد لعملية اطلاق صاروخ من مركز الإمام الفضائي في محافظة سمنان (وسط إيران).

الإطلاق التمهيدي

نقل التلفزيون الإيراني عن حسيني قوله إن الإطلاق الجديد كان عبارة عن "إطلاق تمهيدي، وسيكون لدينا اطلاعات عملية في مستقبل قريب". ويأتي الاعلان عن إطلاق الصاروخ بعد نحو 11 شهرا من تأكيد وزارة الدفاع إجراء تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ مخصص لحمل ساتل، ومزوّد بتقنية "أقوى" محرك يعمل بالوقود الصلب. وهي ليست المرة الأولى تعلن فيها إيران إجراء عمليات إطلاق مماثلة.

فقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية يونيو 2021، أن إيران فشلت في إطلاق ساتل إلى الفضاء وتعتزم تكرار هذه المحاولة قريباً. الا أن الجمهورية الإسلامية نفت تلك المعلومات في حينه. كما أعلنت طهران في فبراير 2020، فشل محاولة وضع قمر اصطناعي للمراقبة العلمية في المدار، في ثاني اخفاق من نوعه خلال نحو عام، بعد فشل محاولة وضع قمر في المدار في يناير 2019 أيضا.

الا أن الحرس الثوري الإيراني أعلن في أبريل 2020، نجاحه بإطلاق أول قمر اصطناعي عسكري حمل اسم "نور 1"، وحمله صاروخ "قاصد" الى المدار على ارتفاع 425 كلم. وغالبا ما تلقى النشاطات الفضائية الإيرانية، إدانة دول غربية على خلفية المخاوف من لجوء طهران لتعزيز خبرتها في مجال الصواريخ البالستية من خلال إطلاق أقمار اصطناعية الى الفضاء.

وبعد تجربة الإطلاق الصاروخي الإيرانية في فبراير 2021، أعربت الخارجية الأميركية عن قلقها "إزاء جهود إيران لتطوير مركبات الإطلاق الفضائي (الصواريخ الفضائية)، نظرا إلى قدرة هذه البرامج على دفع (آليات) تطوير الصواريخ البالستية الإيرانية قدما". وأضافت "تطرح مركبات الإطلاق الفضائي مخاوف كبيرة على صعيد الانتشار النووي نظرا لاستخدامها تقنيات تكنولوجية متطابقة مع تلك المستخدمة في الصواريخ البالستية، بما في ذلك الأنظمة البعيدة المدى".

من جهتها، تؤكد الجمهورية الإسلامية أن برامج الأقمار الاصطناعية هي "حق" لها، ومخصصة لغايات مدنية وبحثية، وتتوافق مع قرارات مجلس الأمن الدولي. ويأتي الاطلاق الجديد في وقت تجري إيران والقوى الكبرى، بمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا تهدف الى إحياء الاتفاق النووي. وخاض أطراف الاتفاق، بمشاركة أميركية غير مباشرة، ست جولات بين أبريل ويونيو. وبعد تعليقها لنحو خمسة أشهر، استؤنفت المباحثات أواخر نوفمبر.

فشل الإطلاق

وبحسب هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، قال المتحدث الفضائي باسم وزارة الدفاع ودعم القوات المسلحة الإيرانية أحمد حسيني في هذا الصدد: "أطلق الساتل سيمُرغ 3 بنجاح وهو يحمل 3 شحنات بحثية"، وأضاف، "تم في هذه المهمة ولأول مرة إطلاق 3 شحنات في آن واحد على ارتفاع 470 كم وبسرعة 7350 م/ث". لكن بعد مضي سويعات في نفس اليوم، كتب مراسلو وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي أن إطلاق الساتل "سيمُرغ" واجه الفشل مرة أخرى وأن الشحنة المرسلة للفضاء لم تبلغ السرعة الكافية لتستقر في المدار". وبعد ذلك اعترف المتحدث باسم وزارة الدفاع نفسه بفشل عملية الإطلاق الذي سبق وأن أعلن نجاحها قبل ساعات قليلة. وبذلك تفشل للمرة الخامسة على التوالي في الإطلاق الناجح للصاروخ الحامل للقمر الصناعي "سيمُرغ"، وكانت شبكة سي إن إن الإخبارية قد ذكرت في وقت سابق، يبدو أن إيران لديها مشكلة في هذه المنظومة بالتحديد".[2]

مرئيات

إطلاق الصاروخ الإيراني سيمرغ-3، 30 ديسمبر 2021.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "إيران تعلن إطلاق صاروخ الى الفضاء في خضم مباحثات فيينا النووية". فرانس 24. 2021-12-30. Retrieved 2021-12-30.
  2. ^ "للمرة الخامسة.. إيران تفشل في إرسال قمر صناعي إلى المدار". العربية نت. 2021-12-30. Retrieved 2021-12-30.