أخبار:اكتشاف الفوسفين في غيوم الزهرة الدال على الحياة

كوكب الزهرة، مايو 2016.

في 14 سبتمبر 2020، أعلن علماء فلك عن عثورهم على علامة محتملة على وجود حياة في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة، في إشارة إلى احتمال وجود ميكروبات غريبة تعيش في السحب المحملة بحمض الكبريتيك على الكوكب.[1]

رصد تلسكوبان في هاواي وتشيلي داخل السحب السميكة لكوكب الزهرة العلامة الكيميائية للفوسفين، وهو غاز ضار يرتبط بالحياة على الأرض فقط، وفقاً لدراسة نشرتها مجلة نيتشر أسترونومي.

اتفق العديد من علماء الكواكب الخارجية- وناشري الدراسة أنفسهم- على أن هذا أمر محير، لكنهم قالوا إنه ليس أول دليل على وجود الحياة على كوكب آخر. قالوا إنها لا تفي بالمعايير التي وضعها كارل ساگان، الذي تكهن حول إمكانية الحياة في غيوم كوكب الزهرة عام 1967.

قال المؤلف المشارك في الدراسة ديڤد كلمنتس، عالم الفيزياء الفلكية في إمپريال كولدج لندن: "إن هذا لا يعتبر دليلاً قوياً، لكنه إشارة مميزة قد يوحي بشيء ما".

بينما يخطط علماء الفلك للبحث عن الحياة على كواكب خارج نظامنا الشمسي، تتمثل إحدى الطرق الرئيسية في البحث عن التوقيعات الكيميائية التي لا يمكن صنعها إلا من خلال العمليات البيولوجية، والتي تسمى التوقيعات الحيوية. بعد أن التقى ثلاثة علماء فلك في حانة في هاواي، قرروا النظر بهذه الطريقة إلى أقرب كوكب إلى الأرض: كوكب الزهرة. بحثوا عن الفوسفين، وهو عبارة عن ثلاث ذرات هيدروجين وذرة فوسفور.

قال مؤلفو الدراسة إنه على الأرض، هناك طريقتان فقط يمكن من خلالها تكوين الفوسفين. واحد من خلال عملية صناعية. (تم إنتاج الغاز لاستخدامه كعامل حرب كيميائية في الحرب العالمية الأولى) والطريقة الأخرى هي جزء من نوع من الوظائف غير المفهومة جيداً في الحيوانات والميكروبات. يعتبره بعض العلماء نفايات، والبعض الآخر لا.

وقال كلمنتس إن الفوسفين موجود في "ترسبات في قاع البرك، وأحشاء بعض الكائنات مثل الغرير وربما يرتبط بأكوام من ذرق البطريق".

وقالت سارة سيگر، الباحثة المشاركة في الدراسة، وهي عالمة كواكب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إن الباحثين "قاموا بتفحص كل الاحتمالات واستبعدوها جميعاً: البراكين، ضربات الصواعق، سقوط النيازك الصغيرة في الغلاف الجوي.... لا توجد عملية واحدة نظرنا إليها يمكن أن تنتج الفوسفين بكميات عالية بما يكفي لشرح النتائج التي توصل لها فريقنا".

يفترض علماء الفلك سيناريو لكيفية وجود الحياة على كوكب غير مضياف حيث تبلغ درجات الحرارة على السطح حوالي 800 درجة والخالي من المياه.

قالت سيگر وكلمنتس إن الفوسفين يمكن أن يأتي من نوع من الميكروبات، ربما من خلية واحدة، داخل قطرات حمض الكبريتيك تلك، ويعيشون حياتهم بأكملها في الغيوم التي يبلغ عمقها 16 كيلومتر، وقالا إنه عندما تسقط القطرات، ربما تجف الحياة المحتملة ويمكن بعد ذلك التقاطها في قطرة أخرى وإعادة إحيائها.

قال العديد من العلماء إن الحياة على الزهرة ممكنة بالتأكيد، لكن هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة.

لم ترسل وكالة ناسا أي بعثات إلى كوكب الزهرة منذ عام 1989، على الرغم من أن روسيا وأورپبا واليابان أرسلت مجسات. تدرس وكالة الفضاء الأمريكية مهمتين محتملتين على كوكب الزهرة. واحدة تسمى داڤنشي+، والت سيتم إرسالها إلى الغلاقف الجوي للزهرة في أوائل 2026.


المصادر

  1. ^ "Astronomers see possible hints of life in Venus's clouds". أسوشيتد رس. 2020-09-14. Retrieved 2020-09-14.