أخبار:اشتباكات أرمينية-أذربيجانية تسفر عن مقتل 16

جندي أمريكي على الخط الحدودي عندما بدأت اشتباكات 2020.

في 12 يوليو 2020، اندلعت مواجهات عسكرية على الحدود الأذربيجانية الأرمينية أسفرت عن مقتل 16 جندياً.[1]

أصول النزاع

يتمركز أصل الخلاف بين البلدين التي تقعان عند مفترق طرق رئيسية بين شرق أوروپا وغرب آسيا، حول منطقة انفصالية تعرف باسم ناگورنو قرةباخ، والذي تعود جذوره لعام 1921 عندما ألحقت السلطات السوڤيتية هذا الأقليم بأذربيجان، ولكن في 1991، أعلن استقلال من جانب واحد بدعم أرمينيا، وهو ما تسبب حينها بحرب راح ضحيتها 30.000 قتيل، وتوقفت بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار عام 1994.[2]

وتسكن منطقة ناگورنو قرةباخ غالبية أرمنية، وهي تبعد عن العاصمة الأذربيجانية 170 ميلاً، وقريبة جداً من الحدود مع أرمينيا، ورغم عدم الاعتراف بها إلا أن البعض يصنفها على أنها دولة حبيسة في شرق أوروپا.

في 2016 كادت اشتباكات دامية في ناگورنو قرةباخ أن تشعل حرباً بين الطرفين، قتل فيها 100 شخص من الجانبين.

وتجري مجموعة مينسك التي تضم دبلوماسيين من فرنسا وروسيا والولايات المتحدة وساطة في محادثات حول النزاع بشأن المنطقة. لكن المحادثات تراوح مكانها منذ التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في عام 1994.

وأرمينيا التي تسيطر على المنطقة المتنازع عليها، يرضيها الوضع القائم كما يرضي مصالح روسيا الساعية إلى ترسيخ نفوذها في الجمهوريات السوڤيتية السابقة. وموسكو متحالفة عسكريا مع أرمينيا حيث لديها قاعدة عسكرية، لكنّها تزوّد كلا من الطرفين بأسلحة بمليارات الدولارات.

أما أذربيجان الغنية بموارد الطاقة والتي يتخطى إنفاقها العسكري موازنة أرمينيا برمتها، فتهدد باستمرار باستعادة السيطرة على المنطقة بالقوة.

الاشتباكات

في 12 يوليو 2020 تبادلت أرمينيا وأذربيجان اتهامات بشن هجوم على الحدود المشتركة بين البلدين، والتي تسببت بسقوط قتيلين و5 جرحى من القوات الأذرية. وجاء هذا التصعيد الأخير بعد تصريحات للرئيس الأذري إلهام علييڤ في أوائل يوليو هدد فيها بالانسحاب من محادثات السلام حول قره باخ، واعتبر أن لبلاده الحق في السعي "إلى حل عسكري للنزاع". وحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع الأذرية فإن: "القوات المسلحة الأرمنية شنت هجوماً بدعم مدفعي. وبعد هجوم مضاد، تراجعت ومنيت بخسائر. لقد قتل عسكريان من أذربيجان وأصيب خمسة آخرون". وأوضحت الوزارة أن المعارك جرت ظهراً في منطقة تاڤوش في شمال شرق أرمينيا. وزارة الدفاع الأرمينية ردت بدورها وقالت إن هجوماً بالمدفعية قد وقع بهدف الاستيلاء على مواقع أرمينية. وأضافت أن العسكريين من أذربيجان "تم صدهم وتعرضوا لخسائر بشرية. لم تسجل ضحايا في صفوف القوات الأرمنية".

الرئيس الأذري علييڤ قال بعد مواجهات الأحد إن "المغامرة العسكرية لأرمينيا تهدف إلى جر المنظومة السياسية-العسكرية التي تنتمي إليها، إلى النزاع" في إشارة الى منظمة معاهدة الأمن الجماعي، الحلف العسكري الذي تديره موسكو. واتهم أرمينيا بتعزيز مواقعها العسكرية على الحدود المشتركة وقصف أهداف مدنية في أذربيجان "بانتظام".

في المقابل، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية سوشان ستيبانيان أن القوات الأذربيجانية فتحت النار مجدداً على القطاع الشمالي الشرقي من الحدود في منطقة تافوش. صرح رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، بأن "الاستفزازات لن تمر بدون رد"، فيما حذر وزير الدفاع، ديفيد تونويان من أن قواته مستعدة للسيطرة على مواقع في أراضي العدو إذا دعت الضرورة.

التدخلات الأجنبية

هذا النزاع شأنه شأن أغلب النزاعات التي تدور في العالم، حيث التدخلات الأجنبية لها دور كبير في تغذية وتأجيج الصراع، حيث تدعم روسيا أرمينيا، فيما تدعم تركيا أذربيجان. الاتحاد الأوروپي الذي تقع هذه الأحداث بالقرب منه دعا الطرفين إلى "وقف المواجهة العسكرية" و"اتخاذ تدابير فورية لمنع تصعيد إضافي".

قالت وزارة الخارجية الروسية، بيان لها إنه "من غير المقبول أي تصعيد إضافي من شأنه أن يهدد الأمن الإقليمي" في منطقة القوقاز ودعت طرفي النزاع إلى "ضبط النفس".

وأجرى وزير الخارجية الروسي، سيرگي لاڤروڤ، مكالمتين هاتفيتين مع نظيريه وحض على خفض التصعيد العسكري. وفي الأيام الماضية ناقش اجتماع لمنظمة الأمن المشترك التي تديرها وروسيا وتنتمي إليها أرمينيا، التطورات الأخيرة. ورداً على ذلك اتهمت الرئاسة الأذرية بأن أرمينيا تريد "إقحام هذا الحلف السياسي-العسكري في النزاع".

علق الرئيس التركي أردوغان على الحادثة قائلاً إن بلاده "لن تتردد أبداً" في التصدي لأي هجوم على حقوق وأراضي أذربيجان، معتبراً أن الاعتداء على حدود أذربيجان بالأسلحة الثقيلة هو مؤشر على أنها تتعرض لهجوم متعمد. كما أشار إلى أن هجمات أرمينيا على أذربيجان تتجاوز الحدود بهدف إطالة "أزمة إقليم قرةباخ الأذربيجاني"، متهماً أرمينيا بأن هجومها كان متعمداً على الأراضي الأذرية، وأنها تهدف لخلق منطقة صراع جديدة.[3]

وسبق أن أكّد وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، مواصلة تركيا "الوقوف إلى جانب القوات المسلحة الأذربيجانية ضد أرمينيا المستمرة في نهجها العدائي". وأعلن وزير الخارجية التركي، مولود چاڤوش‌أوغلو دعم أنقرة لأذربيجان، وهي دولة حليفة وتتحدث لغة مشتقة من التركية. ورأى أن "ما فعلته أرمينيا غير مقبول"، مؤكدا أن "أذربيجان ليست وحدها" وتركيا تقف إلى جانبها. واعتبرت الخارجية التركية أن أرمينيا تنتهج "قومية عدوانية"، وتعهدت أنها "ستستمر في الوقوف بكل قدراتها إلى جانب أذربيجان في نضالها لحماية وحدة أراضيها". من جانبها ردت أرمينيا على الدعم التركي واعتبرته "موقفا استفزازيا" من أنقرة، متهمة إياها بتقويض "أمن واستقرار المنطقة".

المصادر

  1. ^ "At least 16 killed in Armenia-Azerbaijan border clashes". الگارديان. 2020-07-14. Retrieved 2020-07-16.
  2. ^ "أذربيجان وأرمينيا.. صراع قديم تغذيه تدخلات خارجية". قناة الحرة. 2020-07-15. Retrieved 2020-07-16.
  3. ^ "الرئيس التركي يدخل بين أذربيجان وأرمينيا مشتبكاً ومحارباً لم يدع الطرفين إلى ضبط النفس، على خلاف دعوات دولية إلى ذلك". قناة الميادين. 2020-07-15. Retrieved 2020-07-16.