أخبار:أزمة مياه بالحسكة لتعطيل محطة المياه

صهاريج مياه في مدينة الحسكة، 2 يوليو 2021.
  • أزمة مياه في الحسكة بعد قطع المياه عن محطتها الرئيسية بسبب نزاعات تركمانية-كردية.

تعيش مدينة الحسكة وريفها وبلدة تل تمر وقراها تعيش أزمات في انقطاع مياه الشرب والكهرباء بشكل متتالي منذ سيطرة الجيش التركي على مدينة رأس العين شمالي الحسكة في نوفمبر 2019، والتي تضم المصدر الوحيد لمياه الشرب آبار علوك حيث فشلت كل المساعي في إيجاد حلول لتحييد المحطة عن الصراعات العسكرية بين المجموعات المسلحة الكردية من طرف والتركمانية من طرف أخر والتي يدفع ثمنها المدنيين.[1]

في 2 يوليو 2021، عاودت الفصائل الكردي" الموالية للجيش الأمريكي قطع التيار الكهربائي عن محطة أبار علوك بريف رأس العين، رداً على قيام الفصائل التركمانية الخاضعة للجيش التركي، بإيقاف العمل بالمحطة أو تقليل عدد الآبار والمضخات العاملة ضمن المحطة.

التجاذب الكردي والتركماني، أثمر عن أزمة مياه في منطقة يتجاوز سكانها المليون مدني سوري وفقدانهم لمصدرهم الوحيد للمياه في ظل ارتفاع استثنائي لدرجات الحرارة، وانتشار الأمراض المعوية نتيجة الاعتماد على مياه الصهاريج والآبار التي تم حفرها بشكل اعتباطي كحلول إجبارية للسكان.

الجهات الحكومية في محافظة الحسكة، وبالتعاون مع عدد المنظمات الدولية، أطلقت من جهتها مبادرة بتسيير قافلة من الصهاريج الكبيرة المحملة بمياه الشرب لتوزيعها على سكان أحياء مدينة الحسكة وريفها القريب لتخفيف عنهم معاناة فقدان مياه الشرب للمرة العشرين على التوالي تحت أنظار دول العالم المتحضر.

ودخل أكثر من مليون مدني سوري في مدينة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر وريفها يومهم السادس بدون مياه للشرب وللمرة 20 على التوالي، نتيجة توقف العمل في محطة آبار علوك التي تعتبر المصدر الوحيد لمياه الشرب لهم، الواقعة تحت سيطرة نفوذ الجيش التركي شمالي غربي محافظة الحسكة ،حيث يترافق الانقطاع مع ارتفاع كبير بدرجات الحرارة وانقطاع تام للتيار الكهربائي نتيجة توقف توليد الكهرباء في سدي تشرين بريف حلب و الثورة بريف الرقة بسبب استمرار الدولة التركية بحبس مياه نهر الفرات وتدني مستوى التدفق إلى أقل من 180م3/ثا بدل 500م3/ثا ما ينذر بكارثة إنسانية وبيئة وصحية خطيرة.

وضمن مبادرة حكومية بالتعاون مع عدد من المنظمات الدولية العاملة في الحسكة (الصليب الأحمر الدولي واليونسيف) تم تسير قافلة من الصهاريج الكبيرة لإرواء السكان وإملاء الخزانات الكبيرة المنتشرة في شوارع وأحياء مدينة الحسكة التي دخلت يومها الخامس والعشرين بدون مياه للشرب مع ارتفاع كبير في دراجات الحرارة إضافة إلى الظروف الصحية الصعبة، حيث وصول سعر البرميل الواحد من المياه عبر الصهاريج الخاصة إلى 2000ل.س، مع تسجيل حالات مرضية داخلية ناتجة عن شرب المياه غير الصالحة للشرب. وقال مدير عام مؤسسة المياه الحكومية في الحسكة المهندس محمود العكلة لـ"سبوتنيك" بأنه نتيجة استمرار انقطاع المياه عن مليون مواطن سوري في مدينة الحسكة وريفها وبلدة تل تمر وقراها بسبب ممارسات الاحتلال التركي وتنظيم قسد وهي جريمة بحق الإنسانية، سيرنا ما يقارب 19 صهريجاً كبيراً بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة اليونسيف بالتنسيق مع فرع الهلال الأحمر العربي السوري. وشرح العكلة بان الطرفان الاحتلال التركي وتنظيم قسد مازالا يتحكمان بالواقع العملي ضمن محطة مشروع آبار علوك ويتنافسان في إيقاف العمل وقطع الكهرباء عنها ما يحرم مليون مواطن سوري من مياه الشرب، متابعاً بأنه تم تشكيل لجنة من عدد من المؤسسات الحكومية والجهات المعنية بهدف زيادة كميات مياه الشرب التي يتم تأمينها عبر الصهاريج للمواطنين بشكل مجاني ضمن مدينة الحسكة وزيادة عدد خزانات المياه ضمن المدينة لتضاف إلى الخزانات الموجودة سابقاً. وأضاف العكلة كما تم تكليف عمال مؤسسة المياه بمرافقة صهاريج المياه للتأكد من تعبئتها من منهل مشروع آبار "نفاشة" والتأكد من سلامة مياه الشرب ضمن الخزانات وصلاحيتها للاستهلاك البشري والعمل بالتعاون مع المنظمات الدولية والجمعيات الخيرية والهيئات الروحية والفعاليات الأهلية لإطلاق مبادرات مستمرة لتأمين حاجة المواطنين من مياه الشرب. وأوضح مدير عام مؤسسة المياه في الحسكة أن اللجنة الحكومية المشكلة طلبت تسيير 3 صهاريج مياه مقدمة من قبل مجلس مدينة الحسكة للغرض ذاته و الاتفاق مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف والهلال الأحمر العربي السوري لتأمين 60 خزان مياه إضافي، كما تم الاتفاق مع عدد من الجمعيات الخيرية والهيئات الروحية لإطلاق مبادرة بدأت اليوم الخميس يتم من خلالها تسيير 5 صهاريج مياه سعة كل صهريج 90 برميلا لدعم الجهود المبذولة في هذا الشأن ،كما سيتم العمل على تأمين 10 آلاف بيدون لحفظ المياه سعة 25 لترا لتوزيعها على الأخوة المواطنين إضافة لتأمين حبوب لتعقيم المياه. بدورها مسؤولة مشروع المياه في فرع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري المهندسة نورة عبدالوهاب أشارت إلى أن الهلال وبالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر سير 14 صهريجاً مخصصاً قسم منها لتعبئة خزانات المياه المنتشرة في شوارع المدينة وقسم آخر سيقوم بتعبئة المياه للأهالي بشكل مباشر ولا سيما المناطق والشوارع التي لا يوجد بها خزانات مياه مبينة أن عدد الخزانات المنتشرة في مدينة الحسكة ومحيطها لتأمين مياه الشرب للأهالي بشكل يومي يبلغ 244 خزاناً سعة 25 برميلا.

ونتيجة اعتماد السكان المحليين على مياه الشرب عبر الصهاريج أو المياه مجهولة المصدر والتي لم يجرى لها أي تحاليل مخبرية وطبية راجع خلال الشهر حزيران الماضي فقط عدد كبير من الإصابات بالأمراض المعوية والداخلية خصوصاً عند الأطفال وكبار إضاقة إلى الأمراض الجلدية والتهاب الكبد الوبائي A ونتيجة خروج عدد كبير من المؤسسات الصحية عن سيطرة الدولة السورية وسيطرة تنظيم "قسد" عليها لم تعرف الأرقام بشكل دقيق. وكشف مدير صحة محافظة الحسكة الحكومية الدكتور عيسى خلف لـ"سبوتنيك" أن المركز الطبي المحدث وسط مدينة الحسكة لوحده استقبل خلال شهر حزيران الماضي حوالي 716 حالة مرضية مصابة بحالات كــ (إسهالات - تسمم – اقياء) سببها الأكبر هو شرب مياه غير آمنه وارتفاع درجات الحرارة ونقل المياه عبر صهاريج غير مراقبة أو شرب المياه من الآبار غير الصالحة للشرب.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "الحسكة تشرب من دموعها مع موجة جديدة من "حصار العطش" على سكانها". سپوتنيك نيوز. 2021-07-02. Retrieved 2021-07-02.