فؤاد صروف

فؤاد صروف
فؤاد صروف.jpg
وُلِدَ1900
بلدة الحدث قرب بيروت
توفي1985
الجنسيةلبناني
المهنةكاتب لبناني

فؤاد صروف (1900-1985 ) هو كاتب لبناني . تقلب في عدة مناصب فكان رئيس مجلتي المقتطف والمختار. وشغل منصب رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت كما كان عضوا في العديد من الهيئات العالمية والثقافية في العالم العربي ومن أبرز مؤلفاته "فتوحات العالم الحديث"، "الإنسان والكون"، "العالم الحديث في المجتمع الحديث".

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الحياه المبكره

ولد في 20 ديسمبر عام 1900 في بلدة الحدث، بعلبك قرب بيروت, وتلقى دراسته الإعدادية والثانوية في القسم الاستعدادي التابع للجامعة الأميركية، ثم دخل الجامعة المذكورة، وتخرج فيها حاملاً شهادة البكالوريوس في العلوم.


الحياه المهنية

عمل بعد تخرجه أستاذاً في المدارس اللبنانية، قبل أن ينتقل إلى القاهرة عام 1922، ليلحق بعمه الدكتور يعقوب صروف (18561927) مؤسس مجلة "المقتطف" مع صديق ورفيق دربه الدكتور فارس نمر (18561951) في بيروت عام 1876، قبل أن ينتقلا بها إلى القاهرة عام 1885 فاختاره عمه مساعداً له في تحرير المجلة، ولما توفي الدكتور صروف عام 1927 تسلم فؤاد رئاسة التحرير، وظل يقوم بهذا العمل حتى عام 1942، حيث انتقل للإشراف على مجلة "المختار من ريدر دايجست"، إلى أن توقفت عام 1947، فندب ليكون مستشاراً للتحرير، وكاتباً للافتتاحيات في جريدة "الأهرام"، كما عُين أستاذاً لعلوم الصحافة والسياسة في الجامعة الأميركية بالقاهرة، وكان من طلابه فيها الأديب وديع فلسطين.[1]

في عام 1952 عاد إلى لبنان بعد غياب ثلاثين عاماً عنه، وتسلّم منصب نائب رئيس الجامعة أيضاً، كمعجم "حتّي" الطبي، وفهرس المقتطف، وتهذيب الأخلاق لمسكويه، والفكر العربي المعاصر في مئة عام وغيرها... وكان إضافة لذلك أحد مؤسسي المجلس الوطني للبحوث العلمية، وعضواً في اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو التي أصبح رئيساً لمجلسها التنفيذي بين عامي 1972 – 1974 وكان من منجزاته فيها أنه استصدر قراراً من المجلس باعتبار العربية لغة معتمدة في منظمة اليونسكو، كما دعا إلى إنشاء جامعة الأمم المتحدة التي اتخذت من طوكيو مقراً لها.

علمه

كان فؤاد صروف عالماً وأديباً على حد سواء، وإن غلب الاتجاه العلمي على مؤلفاته، ولم يَحُلْ هذا الاتجاه دون اهتمامه بفروع المعارف الإنسانية الأخرى، فقد كان يستقبل في مكتبه في "المقتطف" الشعراء والأدباء أمثال: أحمد شوقي، ومصطفى صادق الرافعي، وعباس محمود العقاد، وطه حسين، ومي زيادة، ويتحدث معهم في الأدب والعلم والفن حديث العارف المتمكن.

من مؤلفاته

وكان يكتب ويؤلف بالعربية، ويترجم عن الإنكليزية بأسلوب سهل وواضح ورشيق، لا يختلف عن أسلوب عمه يعقوب الذي غرس في نفسه حب العلم وتبسيطه ليفهمه جميع الناس على اختلاف مستوياتهم العلمية وثقافتهم، وقد أمد المكتبة العربية بعدد كبير من الكتب المؤلفة والمترجمة، بدءاً من عام 1920 نذكر منها: ومن أبرز مؤلفاته

  • «فتوحات العالم الحديث» وفيه يتحدث صروف بتوسع عن مطالعاته المتبحرة في الكون والفلك والذرة والنظام الشمسي وغيره.
  • الإنسان والكون
  • العالم الحديث في المجتمع الحديث
  • العلم والمجتمع العربي
  • تطور الفكر في مئة سنة
  • آفاق لا تحد: الفق نداء يسمعه المقدام ويقعد دونه المتخاذل[2]
  • منازل الفضل وأوراق غربية.[3]
  • أوراق علمية "1968- 1971"– 1972[4]
  • أساطين العلم الحديث [5]
  • آفاق العلم الحديث 1939 [6]

كما كتب تراجم وافية لعدد من المؤلفات في العلوم الطبيعية والرياضية والطبية متناولاً سيرة واضعيها العلماء. وقد ناقش في هذه التراجم أثر العلم وتقدمه على الأخلاق، أخلاق الفرد والمجتمع،

إسهاماته في اللغة العربية

ليس من السهل حصر المفردات والتعابير العلمية التي أدخلها فؤاد صرّوف إلى اللغة العربية، مراعياً فيها طبيعة اللغة القومية وأوزانها، في أبحاثه العلمية التي تنمي الفكر وتوسع المعرفة، وتعمق الفهم. كما اهتم فؤاد صروف من بين اهتماماته الكثيرة، بالوسائل التي تشغل بال الطليعة المثقفة في كل بلد، وخاصة في بلدنا، إلى كتاباته عن بعض رجال الطليعة الذين يعتز بمعرفتهم.

مسألة العالِم

وقد أثار صروف مسألة العالِم الذي لا يتحلى بالأخلاق والقيم الإنسانية، ويكتشف قوّة هدّامة، وتساءل: «أيستطيع هذا العالم أن ينصرف عن الاكتشاف لإمكانية استعماله للشر؟».

فؤاد صروف رأى إزاء هذه المسألة أن العالِم لا يفكر في خير وشر، وهو يستجيب لغريزته وطبيعته في السؤال عن الألغاز التي تحيّر، والخفايا التي يود العقل أن ينطلق إلى اكتشافها، ويقول: «فالعالم يحاول أن يكتشف حقيقة خافية، أو أن يربط بصلات المنطق، والفهم والتدقيق، بين حقائق متباينة، غير مترابطة، كما يسعى إلى اكتشاف حقيقة جديدة، أو صورة جديدة للحقيقة». وبعد أن تنكشف لهذا العالم هذه الحقيقة حسب نظرية صرّوف، يأتي الدور الثاني الذي يمكن أن تستعمل فيه هذه الحقيقة استعمالاً كاملاً، قد يفيد، وقد يضرّ. فالعالِم إذاً، وهو يبحث، يُعتبر رجلاً يسعى إلى الحقيقة، ولكن العالِم المطبق، التقني، يشير صروف، هو الرجل الذي ينبغي أن يهذب تهذيباً اجتماعياً إنسانياً، كي لا يستعمل الحقيقة العلمية التي لا صفة لها من شر أو خير في ما هو شر، وإنما يستعملها في ما هو خير. ومن هذا المنطلق رأى صروف أن هناك ضرورة في المجتمع الحديث، لتثقيف العلماء بالقيم الإنسانية والاجتماعية والخلقية، المتحدرة إلينا من عصور التاريخ السابقة؟ وقد جاءت على ألسنة الرسل والأنبياء والشعراء والمحدثين الكبار.

التوازن بين العلم والأدب

ثمة مقدار أساسي من حقائق العلوم، ينبغي لكل إنسان مثقّف يعيش في هذا العصر ألا يجهلها. ولكن، الأهم جداً من الحقائق، أن يكون الإنسان قد تمرّس بفضائل الأسلوب العلمي. وحسب تعبير فؤاد صروف فإن هذه الفضائل ضرورية للعلم في البحث، كما هي ضرورية للمجتمع الخلوق والإنسان الخيّر. ومنها فضائل التمرّس بحرية السؤال عن الخفي. فالحرية في السؤال عن الخفي ضرورية جداً كما هي ضرورية في المجتمع الإنساني. ويقول صرّوف: «الشوق إلى استكشاف المجهول، الصبر على صعاب البحث، إعطاء كل ذي حق حقه، محاسبة النفس في وضع التقارير عن التجارب والأبحاث التي يقوم بها العالم، الانصراف عن الهوى، جميع الفضائل أو الأخلاق هي ضرورية للعالِم، كما هي ضرورية للإنسان الاجتماعي الطيّب، والمواطن الشريف».

وليس هناك شك في أن الحضارة التقنية الحديثة المبنية على الكشوفات العلمية المتزايدة، والمطبقة في الزراعة، والصناعة، والمواصلات، والمخاطبات، والصحة، وفي وسائل الحرب هي بحد ذاتها تكاد تكون كالغول يخشى شره. ولكن، طالما أن الإنسان يبحث ويستكشف، وطالما هناك من يحاول أن يطبق، فإن الحقائق التي تستكشف وتطبق في الاستعمال، ينبغي أن تبحث عن عاصم للخلق الإنساني يقيناً شر هذه الخشية. ومن هنا، رأى صرّوف أن الجامعات في أي بلد ينبغي أن توفق بين العلوم الحديثة، وتطورها ومبادئها، وبين الدراسات الإنسانية، والقيم الخلقية، التي تحدرت إلينا. فالطالب الذي يتخصص في دراسات الأدب، والدراسات الإنسانية، مدعو إلى المشاركة في فهم طبيعة هذا العالم المتفجر القائم على العلم والتقنية، كما أن على طالب العلم والتقنية أن ينصرف إلى حد ما إلى الدراسات الإنسانية، لكي يستوعب في نفسه هذه القيم الخلقية. وعندئذ وفق اعتقاد صرّوف، نكون في سبيل إنشاء إنسان جديد.

ولقد شدّد صروف على أن هناك أصولاً للخير والحق والعدل، لا تتغير في طبيعة المجتمع، وإنما تفرغ في قوالب اجتماعية مختلفة بحسب رتبة المجتمع في تطوره العمراني.

وفاته

في عام 1984 زلت قدم صروف فهوى على الأرض، وأصيب بعدة كسور في جسمه، عالجها الأطباء في حينها، لكنهم لم يفطنوا إلى أنه كان مصاب بنزيف في الدماغ، لم تظهر أعراضه إلا بعد مدة، فلما ظهرت استعصت على العلاج، وأدت إلى فقدان الوعي والغيبوبة التي استمرت بضعة أسابيع، إلى أن توفي في 20 يناير عام 1985 وهو في الخامسة والثمانين.

المصادر

  1. ^ "فؤاد صروف". حياة فؤاد صروف. 2022-11-29. Retrieved 2022-11-29.
  2. ^ "آفاق لا تحد: الفق نداء يسمعه المقدام ويقعد دونه المتخاذل". دار الالم للملايين،. 1958. {{cite web}}: Cite has empty unknown parameter: |1= (help)
  3. ^ "فؤاد صروف-منازل الفضل وأوراق غربية ج2". دار العلم للملايين. 1986. {{cite web}}: Cite has empty unknown parameter: |1= (help)
  4. ^ قالب:اcite web
  5. ^ "أساطين العلم الحديث". وكالة الصحافه العربيه. 2018-05-01. {{cite web}}: Cite has empty unknown parameter: |1= (help)
  6. ^ المقتطف، "آفاق العلم الحديث..." 1939. {{cite web}}: Check |url= value (help); Cite has empty unknown parameter: |1= (help)