العماد الأصفهاني

(تم التحويل من عماد الدين الأصفهاني)

العماد الأصفهاني هو أبو عبد الله محمد بن صفى الدين أبى الفرج محمد بن نفيس الدين أبى الرجا حامد بن حمد بن عبد الله بن على بن محمود بن هبة الله المعروف بابن أخي العزيز المعروف بأَلُهْ[1]، الملقب بعماد الدين، الكاتب الأصفهانى. (1125 بإصفهان- 20 يونيو 1201)م (519 هـ - 13 رمضان 597 هـ) كان مؤرخ وأديب وشاعر وفقيهًا شافعي المذهب. عاصر الدولة النورية والأيوبية ودون أحداثهما توفي في دمشق عام 1201.[2]

ولد محمد صفي الدين في إصفهان ثم انتقل منها إلى بغداد وتلقى تعليمه في المدرسة النظامية زمانًا، وأتقن الخلاف وفنون الأدب، وله من الشعر والرسائل ما يغنى عن الإطالة في شرحه. وأخذ عن مشايخها مثل: ابن الرزاز، وأبي منصور بن جيرون، وأبي المكارم المبارك بن علي السمرقندي، وغيرهم، وأقام بها مدة. ولما تخرج ومهر تعلق بخدمة الوزير عون الدين يحيى بن هبيرة ببغداد، فولاه النظر بالبصرة ثم بواسط، ولم يزل ماشي الحال إلى أن توفى ابن هبيرة، فأقام العماد مدة في عيش منكد، فانتقل إلى دمشق، فوصلها سنة (562هـ)، وحصل بينه وبين صلاح الدين مودة أكيدة، وعلت منزلته عند نور الدين أبو القاسم محمود سلطان دمشق وقتئذ، وصار صاحب سره، وسيره إلى دار السلام بغداد رسولاً في أيام الإمام المستنجد، ولما عاد فوض إليه تدريس المدرسة المعروفة به في دمشق في سنة (567هـ)، ثم رتبه في إشراف الديوان في سنة (568هـ)، ولم يزل مستقيم الحال رضى البال، إلى أن توفي نور الدين، فضايقه من أتى بعده، فانتقل إلى دمشق، ولزم صلاح الدين ينزل لنزوله ويرحل لرحيله، حتى صار من جملة الصدور المعدودين، والأماثل المشهورين، يضاهي الوزراء. فكان معه في مكانة (وكيل وزارة) إذا إنقطع الفاضل بمصر لمصالح صلاح الدين قام العماد مقامه.

ولما توفي صلاح الدين إستوطن العماد دمشق ولزم مدرسته المعروفة ب"العمادية" وتوفي بها.

"إني رأيت أنه لا يكتب إنسانٌ كتاباً في يومه إلا قال في غده: لو غُيَّر هذا لكان أحسن، ولو زِيْدَ كذا لكان يُسْتَحسن، ولو قُدمَ هذا لكان أفضل، ولو تُرك هذا لكان أجمل، وهذا من أعظم العِبر، وهو دليلٌ على استيلاء النقص على جملة البشر".

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

كتاباته

كان بينه وبين القاضي الفاضل مكاتبات، ومحاورات لطاف. وقد صنف التصانيف النافعة، من ذلك:

  • كتاب "البرق الشامي" في سبع مجلدات، وهو مجموع تاريخ، بدأ فيه بذكر نفسه وما حدث في حياته، وذكر شيئًا من الفتوحات بالشام.
  • "الفتح القسي في الفتح القدسي" يتضمن كيفية فتح البيت المقدس. وهو تاريخ سبع سنين من حياة السلطان صلاح الدين ووصف لمعركة حطين وطرد الصليبيين من بيت المقدس. القاضى الفاضل هو من أعطى العنوان للكتاب فسماه الفتح القدسي نسبة للقدس والفتح القسى نسبةً لقس بن ساعدة الإيادي الذى كان شاعراً وخطيباً في الجاهلية لأنه كان مشهوراً بالكتابة بالسجع وعماد الدين كتب الكتاب بالسجع فرأى القاضي الفاضل أن التسمية مناسبة وكان قصده من ذلك أن الله قد فتح على عماد الدين بهذا السجع مثلما فتح قبل ذلك على قس بن ساعده. كتاب الفتح القدسي من الكتب التاريخية الهامة سجل فيه عماد الدين تحركات صلاح الدين العسكرية حتى فتح بيت المقدس. على الرغم من أهمية الكتاب، يعاب عليه أنه مكتوب بالسجع الذي يجعل قراءته ككتاب تاريخي متعبة.[3]

وله ديوان رسائل وديوان شعر، وغير ذلك.

ولم يزل العماد على مكانته ورفعة منزلته إلى أن توفى السلطان صلاح الدين، فاختلفت أحواله، فلزم بيته، وأقبل على الاشتغال بالتصانيف.

  • نحلة الرحلة
  • العتبى والعقبى

عماد الدين الأصفهاني كتب أيضاً ديوان شعر لكن ضاع ولم يبق منه سوى بعض قصائد في مدح نور الدين محمود وصلاح الدين الايوبى نقلها المؤرخ أبو شامة في كتابه " الروضتين ".


وفاته

توفي سنة سبع وتسعين وخمسمائة (597هـ) بدمشق.

المصادر

  • موسوعة الحضارة الإسلامية
  • الفتح القسى في الفتح القدسى، ترجمة العماد الكاتب، دار المنار
  • الموسوعة الثقافية ، مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر، القاهرة - نيويورك 1972.
  1. ^ أَلُهْ: وهو اسم أعجم معناه بالعربى العُقَاب، وهو الطائر المعروف.
  2. ^ عماد الدين الكاتب الأعلام، خير الدين الزركلي، 1980
  3. ^ ويكيبيديا مصري