دولة الكونغو الحرة

(تم التحويل من دولة الكونغو الحر)
دولة الكونغو الحرة

État indépendant du Congo
1885–1908
علم الكونغو
العلم
{{{coat_alt}}}
Coat of arms
Motto: فرنسية: Travail et progrès
(العمل والتقدم)
Location of الكونغو
المكانةفي اتحاد شخصي مع مملكة بلجيكا
العاصمةبوما
اللغات الشائعةالفرنسية (بحكم الأمر الواقع الرسمية)،
أكثر من 200 لغة محلية
الحكومةملكية مطلقة
العاهل 
• 1885-1908
ليوپولد الثاني من بلجيكا
الحاكم العسكري 
• 1885–1886
فرانسيس والتر دى وينتون (الأول)
• 1900-1908
ثيوفيل واهيس (الأخير)
الحقبة التاريخيةالاستعمارية الجديدة
1 يوليو[1] 1885
15 نوفمبر 1908
Currencyالفرنك الكونغولي
سبقها
تلاها
الرابطة الدولية للكونغو
الكونغو البلجيكي

دولة الكونغو الحرة (فرنسية: État indépendant du Congo) كانت مساحة شاسعة في أفريقيا الوسطى يسيطر عليها بصفة شخصية ليوپولد الثاني، ملك البلجيك. استطاع ليوپولد الحصول على المنطقة باقناع المجتمع الاوروبي بأنه منخرط في أعمال إنسانية للبـِر؛ وباستخدام عدد من المنظمات غير الحكومية للتمويه، تمكن من وضع يده على معظم حوض الكونغو. ولاحقاً أنهى ليوپولد الاتحاد العالمي الأفريقي Association internationale africaine لأعمال البر. وفي 29 مايو 1885، سمى الملك مستعمرته الجديدة "دولة الكونغو الحرة". الدولة ضمت كامل مساحة جمهورية الكونغو الديمقراطية الحالية واستمرت في الوجود من 1885 حتى 1908.

وكان ليوپولد حامل الأسهم الوحيد ورئيس مجلس الادارة، الذي استغلها بوتيرة متزايدة لانتاج المطاط والنحاس والمعادن الأخرى في أعالي حوض نهر لوالابا (على الرغم من أنه تم إنشاءه بغرض تحسين الحالة المعيشية للسكان المحليين وتنمية المنطقة). تضمنت الدولة منطقة التي تشغلها جمهورية الكونغو الديمقراطية الحالية بالكامل وامتدت من 1885 حتى 1908. وفي نهاية المطاف، تلوث اسم دولة الكونغو الحرة بالعار بسبب المعاملة الوحشية المتزايدة للسكان المحليين ونهب الموارد الطبيعية، مما أدى إلى حلها وضمها من قبل حكومة بلجيكا في 1908.

الأرواح التي سقطعت والفظائع التي ارتكبت كانت مصدراً للإلهام الأدبي مثل قلب الظلام لجوسف كونراد، وأثارت غضباً دولياً. يعتقد أن أعداد الوفيات في تلك الفترة تعددت 10 مليون شخص.[2] One view is that the forced labour system directly and indirectly eliminated 20% of the population.[3] استعرض الاصلاحيون الأوروپيون والأمريكيون الظروف في دولة الكونغو الحرة للعامة من خلال رابطة اصلاح الكونغو. كما نشط المؤلف أرثر كانون ديول في عرض الأنشطة في دولة الكونغو الحرة، الذي كان كتابه جريمة الكونغو من أكثر الكتب انتشاراً في أوائل القرن العشرين. بحلول عام 1908، أدى الضغط الشعبي والمبادرات الدبلوماسية إلى إنهاء حكم ليوپولد الثاني وضم الكونغو إلى بلجيكا كمستعمرة، والتي عرفت بالكونغو البلجيكي.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تأسيس دولة الكونغو الحرة

تاريخ الكونغو د.
علم الكونغو كنشاسا (1963–1966) علم زائير (1971–1997)
علم الكونغو كنشاسا (1997–2006) علم جمهورية الكونغو الديمقراطية (منذ 2006)
ليوپولد الثاني، ملك البلجيك، والمالك الفعلي لدولة الكونغو الحرة من 1885 حتى 1908


مملكة الكونغو

بحلول القرن الخامس عشر، توحد شعب الباكونگو الزراعي (با بادئة تشير للجمع) في ظل مملكة الكونغو تحت قيادة حاكم يطلق عليه ماني‌كونگو، حيث كان مقرها منطقة خصبة على نهر الكونغو السفلي. كانت عاصمتها مبانزا-كونگو. مع التنظيم الفعال ، تمكنوا من احتلال جيرانهم واستخراج الجزية.

الاستكشاف الاوروبي المبكر

اكتشف ديوگو كاو منبع نهر الكونغو عام 1482، مما دفع الپرتغال بالمطالبة بالمنطقة كما فعلت إنگلترة مع نهر ڤكتوريا. حتى منتصف القرن 19، كانت الكونغو قلب أفريقيا المستقلة، حيث كان دخول المستعمرين الأوروپيين للأراضي الداخلية نادراً. جنباً إلى جنب مع المقاومة المحلية الشرسة،[بحاجة لمصدر] الغابات المطيرة، المستنقعات، الملاريا المنتشرة، وأمراض أخرى مثل مرض النوم جعلتها بيئة صعبة على القوات الغزو الأوروپي. كانت الدول الغربية في البداية مترددة في استعمار المنطقة في غياب فوائد اقتصادية واضحة.

استكشافات ستانلي

هنري مورتون ستانلي، الذي أدت استكشافاته لمنطقة الكونغو، بدعوة من ليوپولد الثاني، إلى تأسيس دولة الكونغو الحرة تحت السيادة الشخصية لليوپولد

في 1876، استضاف ليوپولد الثاني، ملك البلجيك مؤتمراً جغرافياً في بروكسل، داعياً مشاهير المستكشفين، رجال البر، وأعضاء الجمعيات الجغرافية لإثارة اهتمام الأوروپيين بمسعى "إنساني" ليذهبوا إلى وسط إفريقيا من أجل تحسين حياة الشعوب الأصلية وتحضّرها. في المؤتمر، نظم ليوپولد الرابطة الأفريقية لادولية بالتعاون مع المستكشفين الأوروپيين والأمريكيين ودعم مختلف الحكومات الأوروپية، وانتخب هو نفسه رئيساً لها. استخدم ليوپولد الرابطة من أجل تعزيز خطط الاستيلاء على وسط أفريقيا المستقل تحت هذا الستار الخيري.

حملة الملك ليوپولد

ليوپولد الثاني، ملك البلجيك والمالك الفعلي لدولة الكونغو الحرة من 1885 حتى 1908

بدأ ليوپولد بإعداد خطة لإقناع القوى الأوروپية الأخرى بشرعية مطالبته بالمنطقة، مع الحفاظ على التظاهر بأن عمله كان لصالح الشعوب الأصلية تحت اسم "الجمعية" الخيرية.

مؤتمر برلين

في نوفمبر 1884، عقد اوتو فون بسمارك مؤتمر ضم 14 دولة لتقديم قضية الكونغو للرقابة الدولية. معظم القوى الكبرى شاركة في مؤتمر برلين، وتم صياغة قانون دولي يحكم الطريقة التي ينبغي أن تتعامل بها الدول الأوروپية عند استيلائها على الأراضي الأفريقية. اعترف المؤتمر رسمياً برابطة الكونغو الدولية، وحدد بأنها لا ينبغي أن تكون مرتبطة ببلجيكا أو أي بلد آخر، لكنها ستكون تحت السيطرة الشخصية للملك ليوپولد، أي اتحاد شخصي.



حكم ليوپولد

سسيل رودس حاول توسيع الأراضي البريطانية شمالاً في حوض الكونغو، خالقاً مشكلة لليوپولد.

طرحت المشكلات الرئيسية الثلاثة نفسها على مدار السنوات القليلة التالية.

  1. فيما عدا محطات ستانلي التجارية الثمانية، كانت الدولة الحرة غابة غير مستغلة، ولم تقدم أي عائد تجاري.
  2. سسيل رودس، رئيس وزراء مستعمرة الكيپ البريطانية لاحقاً، (جزء من جنوب أفريقيا المعاصرة) وسع امتياز أراضي شركة جنوب أفريقيا البريطانية من الجنوب مهدداً باحتلال كاتنگا (جنوب الكونغو) من خلال استغلال ثغرة "مبدأ الفعالية" في معاهدة برلين، وبدعم من هاري جونستون، المندوب السامي البريطاني لوسط أفريقيا الذي كان يمثل لندن في المنطقة.[4] تاجر الرقيق الزنزباري تيپو تيپ خلق تواجداً قوياً في شمال وشرق البلاد والمنطقة الواقعة إلى الشرق منها (أوغندا المعاصرة)، وأسس دولة رقيق مستقلة راسخة.

الاقتصاد

الهروع إلى كاتنگا


الحرب مع تجار الرقيق الأفارقة

المقال الرئيسي : حملة الكونغو المستقلة ضد عرب الساحل (بالفرنسية)

القضاء على حميد المرجبي

جذبت أفريقيا أنظار الملك ليوبولك ملك بلجيكا وأراد أن تحذو بلاده حذو الدول الاستعمارية الكبرى، ولاسيما أن بلجيكا مملكة صغيرة الموارد، ولم يكن لديها جيش قوي ولا أسطول فوجد في الكونغو ضالته المنشودة لتكيون مستعمرة بلجيكية تخدم سياسته التجارية والصناعية.

وكما سبق أن ذكرنا اهتمام ليوبولد بأفريقيا وبمنطقة الكونغو ولم يأت من فراغ فقد سبقه جهود المكتشفين ولاسيما البريطانيين وعلى رأسهم ستانلي الذي نجح في الوصول الى بحيرتي فيكتوريا وتنجانيقا في وسط القارة كما أدت اكتشافاته أن نهر اللوالابا متصل بنهر الكونغو. وقد أدت جهود ستانلي الى كشف الغموض عن كثير من المجاري المائية الافريقية مما دعا الى الملك ليوبولد لعقد مؤتمر في بروكسل في عام 1876 وكان الهدف منه الكشف عن الأقاليم الواقعة بين المحيطين الأطلنطي والهندي وجنوب الكونغو.

وأسفر المؤتمر عن صدور عدة قرارات منها تأليف الهيئة الدولية لاكتشاف أفريقيا وادخال الحضارة فيها، وأكد ليوبولد بعد المؤتمر أن بروكسل ستكون مركز الحضارة في اوروبا. وكلف ليوبولد ستانلي بالعمل في خدمته وارسله الى الكونغو في عام 1879، وكان الغرض الرئيسي من بعثته هو فتح طريق المواصلات والملاحة بين الكونغو والمناطق الساحلية ونجح ستانلي في مهمته واسس عدة محطات في الكونغو، كما أسس مدينة ليوبولد فيلد في عام 1881 ونجح ستانلي في عقد عدة معاهدات للحماية مع الزعماء الوطنيين . هذا وقد أدت تحركات ستانلي الى ضرورة الصدام مع دي برازا المكتشف الفرنسي والذي كان يعمل على الضفة اليمنى لنهر الكونغو، وقد تم حسم الخلاف بين الدولتين كما ذكرنا في مؤتمر برلين، وتم الاعتراف بدولة الكونغو الحرة تابعة للملك ليوبولد الثاني ثم تتبع بعد ذلك اتفاق لتحديد الحدود في 29 أبريل 1887 تعهد فيه دولة الكونغو الحرة أن يكون نهر الاوبانجي هو فرع من فروع الكونغو الغربي وهو الحد الفاصل بين حدود الكونغو الفرنسي ودولة الكونغو الحرة.

وجدير بالذكر أن الملك ليوبولد الثاني ما كاد يحصل على الاعتراف كحاكم ومالك لدولة الكونغو الحرة حتى ألقى جانبا بالمبادئ الانسانية التي ينادي بها ووضع بدلا منها سياسة الاستغلال والاحتكار وسخر الأهالي بطريقة غير انسانية لتحقيق الاستغلال التي رسمها وأصدر عدة قوانين وأصبحت الكونغو بموجبها ضيغة تستغل وتستثمر لحساب التاج البلجيكي وأصدر أمرا ملكيا في عام 1885 باعتبار دولة الكونغو الحرة ملكا خاص لها.

لم يستقر الأمر للملك ليوبولد بعد تدعيم سيطرته على دولة الكونغو الحرة، فقط كان عليه مواجهة عقبة كبيرة ظهرت في شرق دولته أي من المنطقة الواقعة بين بحيرة تنجانيقا وشلالات ستانلي وتمثلت العقبة فيحميد محمد المرجبي والذي اشتهر باسم تيبوتيب ونجح في تكوين دولة عربية عصامتها كاونجو وقد وصف الاوروبيين دولته بأ،ها جزيرة محمدية وسط مجتمع وثني ووسط البعثات التنصيرية.

وجدير بالذكر أن نشاط التجار العرب في الكونغو يرجع الى عدة عوامل:

1- طول مدة استقرار العرب في شرق أفريقيا وتأسيس المدن وخبرتهم بالتجارة مما أدى الى اندفاعهم من شرق القارة وتوغلهم فيها غربا فأقاموا المراكز التجارية ولا ننسى وجود الطرق التجارية بين الساحل الشرقي الى داخل القارة.

كذلك كان لاجادة وخبرة العرب بفنون الملاحة أثرا كبيرا في سهولة توغلهم داخل القارة ونجمو في استغلال أفرع الكونغو واستخدموها في التوغل في داخل غابات الكونغو مثل نهر اللوالابا ، واللوماجي، كذلك ينبغي ألا نغفل ثورة الكونغو بالمنتجات الاستوائية مع تزايد الطلب العالمي علهيا ولاسيما العاج والذي تنقل لمسافات طويلة من الكونغو حتى الساحل وهو سلعة تتحمل النقل ولا تتعرض للتلف.

وأمام انتشار التجار في منطقة شرق الكونغو وارتباطها بالعرب عاش العرب في تجمعات أو مراكز خاصة بهم وكانت علاقة العرب بالزنوج في تلك المناطق تتسم بحسن الجوار.

ويرجع الفضل الى حميد المرجبي التاجر العربي في تنظيم التجارة في الكونغو وحماية الاوروبيين والمكتشفين عند توغلهم في تلك المناطق أمثال بيروتون ولفنجستون وستانلي. هذا وقد قام حميد المرجبي بعدة رحلات داخل الكونغو قبل أن يستقر فيه خلال 1850-1862، 1874، حتى أقام دولته. وقد هادنت بلجيكا في بداية الأمر بل اعترفت بسيطرته على الاقليم الشرقي من البلاد.

ولاجدال في أن التجار العرب أسدوا الخدمات الجليلة لبلجيكا وساعدوهم على التوغل داخل القارة والكونغو فقد كانوا يجهلون أهدافهم الحقيقية ولم ينتاب الشك حميد المرجبي حتى عندما وجد البواخر البلجيكية في نهر الكونغو وعندما أقامت بلجيكا المحطات على طول النهر المزودة بالأسلحة زودت حميد أيضا وأهدته بعض منها.

ثم بدأ التوتر بين الطرفين عندما غير ستانلي أسلوب تعامله مع العرب فبدأ يحتكر تجارة العاج ويكره العرب على الاتجار في سلع أخرى والزمهم بتصديرها من غرب أفريقيا وليس من سواحلها الشرقية كما اعتداوا وكان الهدف الرئيسي هو تمهيد الطريق لسيطرة البلجيكية.

وجاء رد فعل حميد المرجبي عنيفا فعمل على تجميع التجار العرب حوله ومنع التعامل مع التجار البلجيك وحققت هذه السياسة نجاحا مما اضطر الادارة البلجيكية الى التراجع عن سياستها هذه وبعد وانعقاد مؤتمر برلين وقيام دولة الكونغو الحرة اعترفت الأخيرة بسلطة حميد المرجبي في عام 1887 في الاقليم الشرقي من الكونغو بل منحته راتبا شهريا باعتباره ممثلا للملك ليوبولد في هذه المناطق على أن يعمل لاستتاب الأمن وأن يسمح باقامة قوى بلجيكية صغيرة من الجنود في الجزر المقابلة لشلالات ستانلي.

هذا وقد انتهز التجار العرب الفرصة خلال تلك الفترة لكي يحصلوا على ما يحتاجون اليه من الاسلحمة ثم سارعت القبائل للانضمام تحت زعامة حميد المرجبي باعتباره ممثلا للقوة الوطنية في المنطقة.

ولكن سرعان ما ساءت العلاقة بين الطرفين ساعد على ذلك عدة عوامل منها نشاط المهدية في السودان وتاثر حميد المرجبي بها فبدأ ينظر لرجال الادارة البلجيك على أنهم يمثلون سلطة أجنبية لها خطورتها، كذلك استطاع الملك ليوبولد تدعيم سيطرته على دولة الكونغو الحرة وأراد مد نفوذه الى باقي أنحاء البلاد.

فبدأ في شن سلسلة من الهجومات على التجار العرب وشنت الصحف البلجيكية الحملات ضدهم واتهمتهم بالاغارة على المراكز البلجيكية.

استغل ليوبولد هذه الفرسة وبدأ في الاستعداد لمحاربة العرب وحميد المرجبي فأوفد بعثة عسكرية بقيادة دين وهو من أصل بريطاني، هاذ فتصدى سيفو بن حميد المرجبي لقوات دين وتحصن في ساحل شرق افريقيا ونجح في قتل دين والتصدي للقوات البلجيكية.

وصمم الملك ليوبولد على التصدي لحميد المرجبي فقادت القوات البلجيكية عدة معارك ضده استمرت حتى عام 1889 نجح خلالها ليوبولد في التوسع على حساب دولة حميد. وفي عام 1891 تم تكثيف الحملات العسكرية في وسط الكونغو بواسطة القائد هوديستر وفي عام 1893 تم ارسال دنيس الذي نجح في الحاق الهزيمة بالزعيم جونجولونتي وكان متحالفا مع العرب فنقض تحالفه وانضم الى القوات البلجيكية، وامدهم بالمؤن والرجال. كما سمح لهم بدخول محطة كابندا التابعة له.

سعى سيفو ابن حميد المرجبي للانتقام من القوات البلجيكية ونجح في أسر القائد دنيس الذي ارسل في 1892 يستغيث بقوات بلاده حيث سجنه سيفو (في قصره) كما خرج سيفو من كاسونجو على رأس عشرة آلاف مقاتل مسلحين وطالبوا القوات البلجيمية بتسليم الزعيم جونجو لوتني حيا أو ميتا وهدد بعبور نهر لوماجي ليقضي على القوات البلجيكية وهدد بالتقدم نحو مدينة ليوبولدفيل.

وفي عام 1892 عبرت القوات البلجيكية نهر لوماجي وهزمت سيفو واستولت على الحصون التابعة له وقتلت أكثر من ثلاثة آلاف من قواته واضطر سيفو للعودة الى عاصمة بلاده غير أن مقتل قائد قواته موهارا 1893 أدى الى اضعاف الروح المعنوية لقواته فقد كان من أفضل القادة، وأثر مقتله على الجيش العربي وتقدمت قوات ليوبولد جنوب نيانجوي الواقعة على الضفة اليمنى لنهر اللولابا وكانت من أهم المراكز التجارية فسقطت في عام 1893 وتم تخريب المدينة وتشتيت سكانها والتنكيل بهم وفي 17 أبريل نجحت القوات البلجيكية في دخول كاسونجو عاصمة تيبوتيب.

ورغم سقوط كاسونجو الا أن المقاومة استمرت حتى شهر ديسمبر 1893 غير أن مقتل سيفو جعل كفة القوات البلجيكية ترجع.

هذا وقد تدفقت الامدادات على سيفو قبل مقتله من العرب والمسلمين لشد ازره في مقالته القوات البلجيكية ومن أشهر هذه الشخصيات روماليزا الذي قدم من بحيرة اوجيجي وعبرة بحيرة تنجانيقا ووضع نفسه في خدمة سيفو، وأقام ثلاث حصون صغيرة قوية في الطريق المؤدي الى كوسونجو، كذلك قدم الخبرات الزعيم نزيجي ابن جونجولوتتي الذي أعدمها البلجيك رغم المساعدات القيمة التي قدمها لهم. كما كون راشد بن نزيجي قوة كبيرة من العرب واستمر تدفق الامدادات العربية والأفريقية من المنطقة المحيطة ببحيرة تنجانيقا مما اضطر القوات البلجيكية الى طلب النجدات من بلادها لتعزيز قوتها العسكرية، وكثفت حملاتها لاقاء القبض على روماليزا واضطرت نزيجي للفرار الى زنجبار وفي عام 1894 استولت على حصون روماليزا الذي فرى الى الغابان واتجهت القوات البلجيكية للقضاء على آخر الحصون العربية.

وفي عام 1894 كثفت القوات البلجيكية هجماتها على حميد المرجبي واضطر الى الانسحاب الى زنجبار ولاسيما بعد مقتل ابنه وقواده ولكن القوات البريطانية في ساحل شرق أفريقيا خشيت من وجوده في المنطقة فألقت القبض عليه وسجن الى ان توفي في عام 1906.

وأخيرا يمكننا القول أن دولة حميد المرجبي العربية في شرق الكونغو كان لها آثار بالغة الأهمية نذكر منها:

1- انتشار الاسلام في المناطق الاسلامية.

2- مد حميد المرجبي نشاطه التجاري في مناطق متعددة منها نياسالاند وأراضي الباروتسي ووطد علاقته التجارية مع القبائل ونجح في مد النفوذ العربي حتى أفريقيا الوسطى الجنويبة.

3- لم يجبر العرب السكان على الدخول الى الاسلام مثلما فعلت البعثات التنصيرية بل تركوهم حتى فضلوا الدين الاسلامي طواعية وقد اعترفت بيرتون بأن عرب ادنيا مويزي لم يكونوا مستعمرين.

4 - ترك العرب آثارا حضارية في الكونغو ففي المجال الثقافي سهلوا مهمة المكتشفين الاورويين فكانوا بمثابة الجنود المجهولين الذين اعتمد عليهم لفنجستون وستانلي في التوغل، كما أنهم نشروا الأمن على طول الطرق التجارية.

5- أقام العرب المدن العربية في شرق الكونغو مثل نيانجوي وكاسونجو وكبيونجي وكاسوكو، وربياربيا وكابانجا وكانت محطات لتجميع تجارة الكونغو.

6 – انتشرت اللغة العربية والسواحيلية ولم يتدخل العرب في حياة السكان الاجتماعية وأقاموا الكتاتيب.

7 – طور العرب التجارة الافريقية وساهموا في تقدم الزراعة وأدخلوا حاصلات زراعية مثل الصمغ، والقطن، الليمون والعنب، كما استغلوا ثروة الكونغو بالمعادن، ولاسيما الحديد والذهب والفضة والفحم فاستخرجوا هذه المعادن وطوروا صناعات النسيج والزيوت والصابون ولكن تلك الحضارة التي اقاموا العرب في الكونغو عمل البلجيكيون على القضاء عليها.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

محاولة التوسع شمالا في غرب السودان "حفرة النحاس"

لم يقف الملك ليوبولد الثاني بأطماعه عند حدود الكونغو وانما عمل وحاول مد نفوذه في النيل، وأتاحت له الظروف الداخلية المضطربة في مصر والسودن الفرصة لتحقيق الأطماع فاتصل بجوردون القائد المكلف باخلاء السودان للاستعانة به في تحقيق أطماعه في حوض النيل وفي غرب السودان خاصة في المنطقة الواقعة جنوب غرب دارفور المسماة بحفرة النحاس والتي اشتهرت بثروتها المعدنية فتتبع أحداث الثورة المهدية على أمل أن يسيطر على هذه الجهات عندما تتنتاب الضعف قوات الدراويش.

وتحقيقا لهذا الهدف اتصل ستانلي في عام 1888 بأمين باشا الحاكم المصري في المنطقة الاستوائية وكان لها مركز حرج بسبب انتشار الثورة المهدية وانقطعت صلاته بالمناطق الشمالية وكانت المديرية الوحيدة التي لم تقع في يد الدراويش بعد انسحاب القوات المصرية فعرض عليه ستانلي أن يبقى في المنطقة مديرا وحاكما عليها ولكن في خدمة الكونغو الحرة وان يورد إيرادا معقولا للمديرية ولكن أمين باشا رفض هذا العرض.

وفي عام 1893 أرسل ليوبولد حملة بقيادة فان كركهوفن وصلت الى وادلاي على النيل فتخوفت دول اوروبا من أطماع ليوبولد واسرعت بريطانيا بعقد معاهدة 1894 مع بلجيكا بمقتضاها أجرت بريطنيا المنطقة الواقعة غرب بحيرة ألبرت بين خطي 35 و25 درجة شرقا جرينتش وخط عرض 40،10 درجة الى الملك ليوبولد شخصيا مدى حياته فقط على أن تسترجع بريطانيا المنطقة بعد وفاته في مقابل أن تعطي بلجيكا بريطانيا معبرا شريطا من بحيرة ادوارد الى بحيرة تنجانيقا.

والذي يهمنا من هذه المعاهدة أن الأراضي التي منحت الى الملك ليوبولد امتدت على الشاطئ الايسر للنيل عند ماهاجي على الشاطئ الغربي لبحيرة ألبرت حتى فاشودة.

وقد اعترضت فرنسا على هذه المعاهدة وتمسكت بحقوق وسيادة مصر على بحر الغزال حسب فرمانات الدولة العثمانية والتي اعترف بها مؤتمر برلين من قبل. وضغط هانوتو وزير الخارجية الفرنسي على ليوبولد الثاني عن الابحار ونظم ديلكاسية وزير المستعمرات حملة لطرد القوات البلجيكية، وعملت فرنسا على التقرب من ألمانيا من أجل مقاومة الاتفاق البلجيكي البريطاني – والغريب في موقف فرنسا هو تمسكها بأن هذه المناطق تابعة لمصر وللدولة العثمانية وضرورة تخلي بلجيكا عن احتلال بحر الغزال. والاكتفاء باستئجار حاجز اللادو، ولكن عندما جاء مارشان بحملته على فاشودة تغير الموقف الفرنسي حسب ما تقتضيه مصالحها الاستعمارية فأعلنت الحكومة الفرنسية أن السودان أرض مباح منذ انسحاب القوات المصرية منه.

وأما ضغط فرنسا تنازلت بلجيكا عن هذه المناطق من بحر الغزال مقابل تعهد فرنسا بعدم معارضتها في استئجار حاجز اللادو، وقامت القوات البلجيكية باحتلال حاجز اللادو ولكن القوات البلجيكية لم تكتف بالوقوف عند اللادو وانما تطلعت للتقدم منه شمالا الى منطقة حفرة النحاس جنوب دارفور فتوغلت في منطقة بحر الغزال عام 1895 ومنها الى حفرة النحاس ولكن التعايشي أرسل حملة بقيادة الخدم موسى لطرد القوات البلجيكية.

وبعد انسحاب فرنسا من فاشودة عام 1898 عاودت الآمال الملك ليوبولد وتطلع لمد نفوذه في غرب السودان حتى منطقة حفرة النحاس فحاول عقد معاهدة جديدة مع بريطانيا لمد خط حديدي من الكونغو حتى أعالي النيل ولكن مشروعه رفض فقد كانت بريطانيا مصممة على ابعاد بلجيكا عن السيطرة على أي قسم من النيل واستمرت المفاوضات بين الدولتين من أجل عقد المعاهدة منذ عام 1901 ثم قطعت عام 1903 لعدم اتفاق الطرفين، ثم اقترحت بريطانيا في عام 1902 ارضاء بلجيكا باستبدال حاجز اللاود بأراضي بحر الغزال الواقعة جنوب عرض 6،30 شمالا وهذا التعويش أكبر من حاجز اللادو ستبقى هذه الأراضي في حوزة بلجيكا بعد وفاة ليوبولد بينما حاجز اللادو تنتهي سيطرة بلجيكا عليها بعد وفاة ليوبولد ولكن الأخير رفض فقد كان مصرا على أن يحصل على المناطق الواقعة عند حدود دارافور أي منطقة حفرة النحاس.

وفي عام 1903 أرسل الملك ليوبولد بعثة الى منطقة حفرة النحاس بقيادة لاندهام تقدمت من حاجز اللادو الى دارفور ولكنها قوبلت بالاحتجاجات البريطانية فطلب ليوبولد بالتحكيم ولكن بريطانيا رفضت هذا المبدأ. وبرر ليوبولد ارسال بعثة لاندهام الى دافور بانها بعثة طبوغرافية ليست لها أي أهداف سياسية أو عسكرية ولكن بريطانيا أصرت على انسحاب البعثة من جنوب دارفور وكادت الدولتان أن تشتبكا في عام 1903 بسبب هذه لابعثة مثلما حدث في فاشودة من قبل عام 1898 عندما كادت بريطانيا أن تشتبك في حرب مع فرنسا لولا أن الأخيرة سارعت بسحب قواتها من المنطقة وهو ما فعلته بلجيكا أيضا فقد أثرت الانسحاب من حفرة النحاس، ولكن تباطأت قوات القائد البلجيكي لميير في الانسحاب من الأراضي السودانية فهددت بريطانيا باستخدام القوة في عام 1905. وكان كرومر في مصر يؤكد دوما أن البعثة البلجيكية سوف تضطر للانسحاب عن المنطقة وذلك أن موسم الأمطار اقترب في بحر الغزال وسوف تنقطع صلاتها بمراكزها. كذلك بسبب النفقات الطائلة التي سوف تسنفذها البعثة وأنه من الأفضل لبريطانيا الاستمرار في الضغط الدبلوماسي على بلجيكا.

وهكذا اقتضت مصلحة بريطانيا الضغط على بلجيكا واجبارها على الانسحاب من حفرة النحاس وذلك لكي تستخلص السودان لنفسها فتصدت لبلجيكا بمختلف الوسائل الدبلوماسية وثم بواسطة الضغط والتهديد حتى أجبرتها على التراجع من المنطقة والاكتفاء بحاجز اللادو.

وفي عام 1906 تم تسوية حدود السودان وتنازل ليوبولد عن المطالبة باستئجار بحر الغزال واكتفى باستئجار حاجز اللادو على أن تعود هذه المنطقة الى السودان في ظرف ستة أشهر من انقضاء تمل ليوبولد لها.

الاقتصاد أثناء حكم ليوپولد

Clearing tropical forests ate away at profit margins. However, ample plots of cleared land were already available. Above, a Congolese farming village (Baringa, Equateur) is emptied and levelled to make way for a rubber plantation.


كارثة إنسانية

قطع الأيدي

كان جامعو المطاط الكونغوليين الذين يفشلون في جمع الكميات المطلوبة من المطاط عادة ما يتم معاقبتهم بقطع أيديهم.

نهاية دولة الكونغو الحرة

مثل أرثر كونان دويل في كتابه جريمة الكونغو، رأى مارك توين (أعلى) أن النظام الاستعماري قد تخلى عن المهمته الحضارية من أجل النهب، تجارة الرقيق، الاعتصاب، والتشويه. مونولوگ ليوپولد لتوين كان نقداً لاذعاً وساخراً للملك ليوپولد.


تنبه الرأي العام والذكرى

الكشف عنها في القرن العشرين

رسم هزلي نشرته مجلة پونش عام 1906 يصور ليوپولد الثاني ككرمة مطاط تطبق بأغصانها على رجل كونغولي.


انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ Encyclopædia Britannica
  2. ^ Osborn, Andrew (July 30, 2002). "Belgium confronts its colonial demons". The Guardian. London.
  3. ^ [1] In the Heart of Darkness (Adam Hochschild - The New York Review of Books)
  4. ^ Joseph Moloney: With Captain Stairs to Katanga. Sampson Low, Marston & Co, London (1893), p11.
  5. ^ Hochschild.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ملاحظات

وصلات خارجية