حكم الشركة في الهند

حكم الشركة في الهند

حاکمیت شرکت بر هند
1757–1858
{{{coat_alt}}}
درع
Motto: Auspicio Regis et Senatus Angliae
"بأمر من الملك وبرلمان إنگلترة"
المكانةمستعمرة أسستها شركة الهند الشرقية ونظمها البرلمان البريطاني.
العاصمةكلكتا
اللغات الشائعةالإنگليزية، الفارسية ولغات أخرى
الحاكم العام 
• 1774–75
وارن هستنگز (الأول)
• 1857–58
تشارلز كانينگ (الأخير)
التاريخ 
10 مايو 1757
1765
1792
1802
1826
1846
2 أغسطس 1858
Currencyالروپية
سبقها
تلاها
سلطنة المغل
مملكة مايسوره
امبراطورية المارثا
امبراطورية السيخ
رئاسة الهند
مملكة أهوم
الراج البريطاني
مستعمرات المضائق
Today part of بنگلادش
 الهند
 ماليزيا
 ميانمار
 پاكستان
 سنغافورة
الامبراطورية الهندية البريطانية
مستعمرة الهند
الهند الپرتغالية 1505–1961
   كازا دا إنديا 1434–1833
   شركة الهند الشرقية البرتغالية 1628–1633
الهند الهولندية 1605–1825
الهند الدنماركية 1696–1869
الهند الفرنسية 1759–1954
الإمبراطورية البريطانية في الهند
شركة الهند الشرقية 1612–1757
حكم الشركة في الهند 1757–1857
الراج البريطاني 1858–1947
الحكم البريطاني في بورما 1826–1948
الهند البريطانية 1612–1947
الولايات الأميرية 1765–1947
تقسيم الهند 1947
 ع  ن  ت

حكم الشركة في الهند (وأحياناً راج الشركة،[1] "الراج،" تعني حرفياً "الحكم" في الهند[2])، يشير إلى حكم أو هيمنة شركة الهند الشرقية البريطانية على شبه القارة الهندية. اتخذ هذا الحكم أشكالاً مختلفة بدءاً من عام 1757، بعد معركة پلاسي، عندما تنازل نواب البنغال عن الأراضي الواقعة تحت سيادته إلى الشركة،[3] عام 1765، عندما مُنحت الشركة على الديواني، أو حق جني الأرباح في البنغال وبيهار،[4] أو عام 1773، عندما أسست الشركة عاصمة في كلكتا، وعينت أول أول حاكم عام لها، وارن هستنگز، وأصبحت مرتبطة بشكل مباشر بالحكم.[5] استمر الحكم حتى عام 1858، وبعد التمرد الهندي 1857 وما ترتب على قانون الحكومة الهندية 1858، تولت الحكومة البريطانية مهام الادارة المباشرة للهند في الراج البريطاني الجديد.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التوسع والأراضي


الحاكم العام

الحاكم العام فترة الحكم الأحداث
وارن هستنگز 20 أكتوبر 1773 – 1 فبراير 1785 مجاعة البنغال 1770 (1769–1773)
حرب روهيلا (1773–1774)
First Anglo-Maratha War (1777–1783)
Chalisa famine (1783–84)

Second Anglo-Mysore War (1780–1784)

تشارلز كورنواليس 12 سبتمبر 1786 – 28 أكتوبر 1793 Cornwallis Code (1793)
Permanent Settlement
Cochin become semi-protected States under British (1791)
Third Anglo-Mysore War (1789–1792)
Doji bara famine (1791–92)
جون شور 28 أكتوبر 1793 – مارس 1798 East India Company Army re-organised and down-sized.
First Pazhassi Revolt in Malabar(1793–1797)
Jaipur (1794) & Travancore (1795) come under British protection.
Andaman Islands occupied (1796)
Company took control of coastal region Ceylon from Dutch (1796).
ريتشارد ولسلي 18 مايو 1798 – 30 يوليو 1805 Nizam of Hyderabad becomes first State to sign Subsidiary alliance introduced by Wellesley (1798).
Fourth Anglo-Mysore War (1798–1799)
Second Pazhassi Revolt in Malabar(1800–1805)

Nawab of Oudh cedes Gorakhpur and Rohilkhand divisions; Allahabad, Fatehpur, Cawnpore, Etawah, Mainpuri, Etah districts; part of Mirzapur; and terai of Kumaun (Ceded Provinces, 1801)
Treaty of Bassein signed by Peshwa Baji Rao II accepting Subsidiary Alliance
Battle of Delhi (1803).
Second Anglo-Maratha War (1803–1805)
Remainder of Doab, Delhi and Agra division, parts of Bundelkhand annexed from Maratha Empire (1805).
Ceded and Conquered Provinces established (1805)

تشارلز كورنواليس (فترة ثانية) 30 يوليو 1805 – 5 أكتوبر 1805 Financial strain in East India Company after costly campaigns.
Cornwallis reappointed to bring peace, but dies in Ghazipur.
جورج هيلاريو بارلو (locum tenens) 10 أكتوبر 1805 – 31 يوليو 1807 Vellore Mutiny (10 يوليو 1806)
لورد مينتو 31 يوليو 1807 – 4 أكتوبر 1813 غزو جاوة
احتلال موريشيوس
ماركيز هستنگز 4 أكتوبر 1813 – 9 يناير 1823 Anglo-Nepal War of 1814
Annexation of Kumaon, Garhwal, and east Sikkim.
Cis-Sutlej states (1815).
Third Anglo-Maratha War (1817–1818)
States of Rajputana accept British suzerainty (1817).
Singapore was founded (1818).
Cutch accepts British suzerainty (1818).
Gaikwads of Baroda accept British suzerainty (1819).
Central India Agency (1819).
لورد أمهرست 1 أغسطس 1823 – 13 مارس 1828 First Anglo–Burmese War (1823–1826)
ضم آسام و مني‌پور وأراكان و تناسريم من بورما
وليام بنتنك 4 يوليو 1828 – 20 مارس 1835 Bengal Sati Regulation, 1829
Thuggee and Dacoity Suppression Acts, 1836–1848
Mysore State goes under British administration (1831–1881)
Bahawalpur accepts British Suzerainty (1833)
Coorg annexed (1834).
لورد أوكلاند 4 مارس 1836 – 28 فبراير 1842 North-Western Provinces established (1836)
Post Offices were established (1837)
مجاعة أگرا 1837–38
عدن تستولي عليها الشركة (1839)[6]
First Anglo-Afghan War (1839–1842)
Massacre of Elphinstone's army (1842).
لورد إلن‌بورو 28 فبراير 1842 – يونيو 1844 First Anglo-Afghan War (1839–1842)
ضم السند (1843)
Indian Slavery Act, 1843
هنري هاردنگ 23 يوليو 1844 – 12 يناير 1848 حرب الأنگلو-سيخ الأولى (1845–1846)
تنازل السيخ عن Jullundur Doab, Hazara و كشمير للبريطانيين في معاهدة لاهور (1846)
بيع كشمير إلى Gulab Singh من جمو في معاهدة أمريتسار (1846).
ماركيز دالهاوزي 12 يناير 1848 – 28 فبراير 1856 حرب الأنگلو-سيخ الثانية (1848–1849)
ضم الپنجاب و North-West Frontier Province (1849–1856)
بدء إنشاء السكك الحديد الهندية (1850)
Caste Disabilities Removal Act, 1850
First telegraph line laid in India (1851)
الحرب الإنگليزية البورمية الثانية (1852–1853)
ضم بورما السفلى
Ganges Canal opened (1854)
Annexation of Satara (1848), جاي‌پور and Sambalpur (1849), Nagpur and Jhansi (1854) طبقاً لمبدأ الأيلولة.
ضم Berar (1853) and أوده (1856).
Postage Stamps for India were introduced. (1854).
Public Telegram services starts operation (1855).
تشارلز كاننگ 28 فبراير 1856 – 1 نوفمبر 1858 Hindu Widows Remarriage Act (25 July 1856)
First Indian universities founded (January–September 1857)
Indian Rebellion of 1857 (10 May 1857 – 20 June 1858) largely in North-Western Provinces and أوده
Liquidation of the English East India Company under Government of India Act 1858[7]

تنظيم حكم الشركة


وبعد أن تحطمت صحة كلايڤ من جراء نضال امتد عامين، عاد إلى إنگلترة في يناير 1767. وتجدد هجوم بعض مديري الشركة عليه، وأيد الهجوم موظفون كان قد كبح محاولات ابتزازهم للمال. ثم شارك نبأ مجاعة كبرى في الهند، وهجمات الوطنيين على معاقل الشركة، في إحداث ذعر مني من جرائه نفر من أقطاب الإنجليز بخسائر فادحة. وفي 1772 فحصت لجنتان برلمانيتان شئون الهند، فأماطتا اللثام عن ضروب من الابتزاز والقسوة جعلت هوراس ولبول يصيح: "لقد فقدنا الأسبان في بيرو! لقد قتلنا، وخلعنا الحكام، ونهبنا؛ واغتصبنا.. أجل، فما قولكم في مجاعة البنغال التي هلك فيها ثلاثة ملايين من الأنفس وسببها احتكار موظفي شركة الهند الشرقية للمؤن؟" وفي 1773 طالبت إحدى لجنتي الفحص كلايف بأن يفسر لمجلس العموم الطرق التي استخدمها والمكاسب التي حققها في الهند. فسلم لهم بجميع الوقائع تقريباً، وكان دفاعه عنها أن العادات المحلية وضرورات الموقف بررتها، ثم أضاف أن على الأعضاء حين يجيئون ليدينوا شرفه ألا ينسوا شرفهم. وصوت المجلس بأغلبية 155 ضد 95 بأنه تلقى 234.000 جنيه خلال إدارته الأولى للبنغال، ولكنه "في الوقت نفسه أدى لوطنه في الواقع خدمات جليلة جديرة بالثناء" وبعد عام انتحر كلايف غير متجاوز التاسعة والأربعين (22 نوفمبر 1774).

وفي 1773 استصدر اللورد نورث من البرلمان قانوناً تنظيمياً أقرض الشركة سلفة مقدارها 1.400.000 جنيه لينقذها (هي ومساهميها من النواب) من الإفلاس، وأخضع جميع الأقاليم التي تحكمها الشركة في الهند لرآسة البنغال على أن تكون هي بدورها مسئولة أمام الحكومة البريطانية وعين وارن هستنگ حاكماً على البنغال.[8]

وكان قد ارتقى إلى منصبه هذا من أصول متواضعة. فقد ماتت أمه وهي تلده، وانطلق أبوه إلى حياة المغامرة ثم الموت في جزر الهند الغربية. وأرسل أحد أعمامه الغلام إلى مدرسة وستمنستر، ولكن العم مات في 1749، وأبحر وارن وهو في السابعة عشرة طلباً للثراء في الهند. وتطوع في الخدمة العسكرية تحت قيادة كلايف، وشارك في استرداد كلكتا، وأبدى اجتهاداً وكفاية في الإدارة، فعين في المجلس الذي يدير شئون الشركة في البنغال. وفي 1764 عاد إلى إنجلترا. وبعد أربعة أعوام أقنعه المديرون بالانضمام إلى مجلس مدراس. وفي طريقه إلى الهند التقى بالبارون إيمهوف وزوجته ماريون التي أصبحت خليلة هيستنجر ثم زوجته. وقد أبلى في مدراس، وفي 1774 بدأ حكمه المضطرب والياً على البنغال.

وعكف على عمله بهمة، ولكن أساليبه كان دكتاتورية، وكان في بعض تصرفاته ما أتاح للسر فيليب فرانسيس مادة لتوجيه الهجمات إليه في مجلس البنغال، كما وجهها بيرك بعد ذلك في البرلمان. ذلك أنه حين أعادت قبائل المراتا المشاه علم إلى عرش المغول في دلهي فحول إليهم ملكية الأقاليم التي خصصها له كلايف من قبل في كورا والله آباد، باع هيستنجز هذه الأقاليم إلى حاكم أود، لقاء خمسين لك من الروبيات (20.000.000 دولار؟) وكلف جنود الشركة بمساعدة الحاكم في استعادة الإقليم. وسمح له بالاستعانة بجنود الشركة في غزو وتملك إقليم روهلخند، الذي كان حاكمه مديناً له (على حد قول هذا)، وتسلمت الشركة مبلغاً كبيراً لقاء استخدام هؤلاء الجنود. وكان في تصرف هيستنجز خرق واضح للأوامر الصادرة إليه من مديري الشركة، ولكن هؤلاء المديرين كانوا يقدرون أي حاكم بمقدار المال الذي يبعث به إلى إنجلترا.

واتهم موظف هندي يدعى ننكومار هيستنجز بقبوله الرشوة، وصدق فرانسيس وغيره من أعضاء المجلس التهمة، وادعوا أنه "ما من ضرب من ضروب الاختلاس رأى الحاكم المحترم أن من المعقول الامتناع عنه".

وقبض على ننكومار بتهمة التزوير، وأدين، وأعدم (1775). واشتبه في أن هيستنجز قد استخدم نفوذه في التأثير على قاضي القضاة السير ايليا ايمبي (وكان زميلاً له في الدراسة في ونشستر) ليوقع على المتهم عقوبة صارمة على نحو غير مألوف. وفي 1780 رقي هيستنجز ايمبي إلى وظيفة إضافية تغل له 6.500 جنيه في العام. وقد أفضى تراشق هيستنجز وفرانسيس بالتهم إلى مبارزة جرح فيها فرانسيس جرحاً خطيراً.

ثم رأى حيدر علي، مهراجا ميسور، في الخلافات بين هيستنجز ومجلسه فرصة لطرد الشركة من الهند. فهاجم حصون الشركة بدعم من الفرنسيين، وأحرز بعض الانتصارات المنذرة بالخطر (1780). فأرسل هيستنجز الجند والمال من البنغال لمقاومته، ومات حيدر على (1782) ولكن ابنه تيو صاحب واصل الحرب حتى انهزم نهائياً في 1792. ولعل رغبة هيستنجز في تمويل هذه الحملات هي التي ألجأته إلى حيل لجمع المال أفضت إلى اتهامه.

ذلك أنه طالب شايت سنغ، راجا بنارس، بإعانة حرب تضاف إلى الدخل الذي كان ذلك الإقليم يدفعه للشركة سنوياً. واعتذر الراجا بعجزه عن الاستجابة. فقاد هيستنجز قوة صغيرة إلى بنارس (1781)، وخلع سنغ واقتضى مثلي الدخل من خلفه. ثم إن حاكم أوده المتراخي في سداد ما فرضته عليه الشركة، أوضح أن في استطاعته السداد إذا ساعدته الشركة على إلزامه أمه وجدته، بيحومي (أميرتي) أوده، بتسليمه بعض التركة التي خلفها لهما أبوه وقدرها 2.000.000 جنيه. وكانت أمه قد سلمته من قبل مبلغاً كبيراً بعد أن تعهد بألا يطلب المزيد، وبذلت الشركة مثل هذا التعهد رغم اعتراض هيستنجز. ونصح هيستنجز الحاكم بتجاهل التعهد وأرسل جنود إلى الشركة إلى فيظبار، وأكره خدام الأميرتين الأغوات بالتعذيب على تسليم الثروة (1781)، فدفع الحاكم منها ديونه للشركة.

وعاد السر فيليب فرانسيس أثناء ذلك إلى إنجلترا بعد أن شفي من جراحه (1781)، وشرح للمديرين ولأصدقائه في البرلمان ما اعتبره من الجرائم التي اقترفها هيستنجز. وفي 1782 وجه مجلس العموم اللوم إلى هيستنجز وغيره من وكلاء الشركة لأنهم "في حالات عديدة تصرفوا بطريقة بغيضة مجافية لشرف الأمة وسياستها"، ثم أمر المديرين باستدعائهم وأصدر المديرون الأمر، ولكن مجلس المؤسسين أبطله، ربما لأن ثورة ميسوره كانت مستمرة.

وفي نوفمبر 1783 قدم تشارلز جيمس فوكس للبرلمان، بوصفه وزير دولة للشئون الخارجية في الوزارة الائتلافية، "مشروع قانون لإصلاح الهند "لو ووفق عليه لوضع شركة الهند الشرقية تحت هيمنة مندوبين تعينهم الوزارة. وعلت شكوى النقاد بأن القانون سيتيح للأعضاء الأحرار (الهويجز) أمثال فوكس وبيرك معيناً من الغنائم تأتيهم بها هذه الرعاية. ومر القانون من مجلس العموم، ولكن الملك أرسل إلى مجلس اللوردات يقول أنه سيعد أي رجل يصوت للمشروع عدواً له، فصوتوا ضده بأغلبية 95 إلى 76. وأودع نواب العموم احتجاجاً رسمياً يقرر أن هذا التدخل الملكي في التشريع عدوان صارخ على حق أعضاء البرلمان. وأقال الملك الوزارة الائتلافية (18 ديسمبر 1783) مدعياً أنها فقدت ثقة البرلمان، ودعا وليم بت، الذي كان في الرابعة والعشرين، لتأليف حكومة جديدة. وحل جورج الثالث البرلمان معتقداً أن في استطاعته الفوز في انتخاب قومي (23 مارس 1784) وأمر عملاءه ببث الرغبات والعطايا الملكية بين الناخبين ضماناً لعودة أغلبية محافظة. وجاء البرلمان الذي التأم شمله في 18 مايو مؤيداً لبت والملك تأييداً ساحقاً.

كان بت نابغة في الحكم والإدارة السياسيين وقد حقق له تفانيه البالغ في أداء الواجب، وإلمامه المفصل بدقائق الأمور، وما عود نفسه عليه من التأمل الدقيق والحكم الحذر، تفوقا سرعان ما سلم به كل زملائه الوزراء تقريباً. وأصبح لإنجلترا الآن لأول مرة "رئيس" وزراء بعد روبرت ولبول (الذي كان ابنه قد أطلق عليه هذا اللقب في 1773)، لأن زملاء بت لم يكونوا يتخذون أي إجراء هام دون موافقته. والواقع أنه انشأ "حكومة مجلس الوزراء"-ومؤداها المداولة الجماعية والمسئولية الموحدة لكبار الوزراء تحت رياسة واحدة. ومع أن بت تقلد المنصب مؤيداً للسلطة الملكية، إلا أن جده واجتهاده، وسعة معلوماته رفعته شيئاً فشيئاً إلى مكان كان فيه مرشداً للملك أكثر منه تابعاً. وبعد نوبة الجنون الثانية التي أصابت الملك (1788) كان بت هو الذي حكم إنجلترا فعلاً.

وقد مكنه إلمامه غير العادي بالتجارة والمال من إصلاح خزانة أبهظها خوض حربين ضروسين في جيل واحد إبهاضاً خطراً. وكان بت قد قرأ آدم سمث، ثم استمع إلى التجار ورجال الصناعة، فخفض الرسوم على الواردات، وعقد بعد المفاوضة مع فرنسا معاهدة تنص على خفض التعريفات الجمركية (1786)، وشرح صدر أقطاب الصناعة بتصريحه بأن الصناعيين ينبغي أن يكونوا عموماً معفين من الضرائب ثم عوض عن هذا بفرض الضرائب على الاستهلاك على الأوشحة والشاش والقفازات والقبعات والشموع والأرائك والملح والنبيذ والآجر والقرميد والورق والشبابيك، وقد لجأت بيوت كثيرة إلى تكسية بعض نوافذها بالخشب خفضاً للضريبة. فما وافى عام 1788 حتى ووزنت الميزانية، ونجت إنجلترا من الإفلاس الحكومي الذي كان مفضياً بفرنسا إلى الثورة.

وكان بت قبل الانتخاب قد قدم للبرلمان "مشروع قانون الهند الأول" الذي هزم. فقدم الآن مشروعاً ثانياً: خلاصته أن يدير مجلس إشراف يعينه الملك العلاقات السياسية لشركة الهند الشرقية، أما العلاقات والرعاية التجارية فتترك في أيدي الشركة خاضعة لحق النقض الملكي. وأقر البرلمان المشروع (9 أغسطس 1784) وظل يهيمن على الشئون البريطانية-الهندية حتى 1858.

أما فوكس وبيرك فقد رأيا في هذا الترتيب استسلاماً مخزياً لشركة اشتهرت بالفساد والإجرام. وكان لبيرك أسباب خاصة تدعوه للسخط. ذلك أن راعيه اللورد فرني، وأخاه رتشارد بيرك، وقريبه وليم بيرك، كانوا من قبل مستثمرين في شركة الهند الشرقية، ثم نزلت بهم خسائر فادحة من جراء تقلبات أسهمها. وحين ذهب وليم بيرك إلى الهند زكاه إدموند لدى السر فيليب فرانسيس قائلاً أنه يحبه حباً جماً. فعين وليام صرافاً للرواتب، وتبين أنه "لا يقل فساداً عن غيره".

وحين عاد فرانسيس إلى إنجلترا أفضى إلى بيرك وفوكس برأيه في إدارة هيستنجز، وكان من المصادر الذي استقى منها بيرك معرفته غير العادية بالشئون الهندية. ولعل هجوم الهويجز اللبراليين على هيستنجز كان بعض ما دفعهم إليه الرغبه في تشويه سمعة وزارة بت والإطاحة بها.

وفي يناير 1785 استقال هيستنجز وعاد إلى إنجلترا. وراوده الأمل في أن تشفع له السنون الطويلة التي أنفقها في الإدارة، وإصلاحه مالية الشركة حتى استطاعت الوفاء بديونها، وإنقاذه للقوة البريطانية في مدراس وبومباي، في معاش يثاب به، إن لم يكن ف يلقب نبالة يشرف به. وفي ربيع 1786 طلب بيرك إلى مجلس العموم تقديم السجلات الرسمية لحكم هيستنجز في الهند. ورفض تقديم بعض هذه السجلات، وأعطاه الوزراء بعضها الآخر. وفي أبريل طرح أمام المجلس بياناً بالتهم الموجهة إلى حاكم البنغال السابق. وقرأ هيستنجز على المجلس رداً مفصلاً. وفي يونيو قدم بيرك تهماً تتصل بحرب روهلخند، وطلب توجيه الاتهام إلى هيستنجز، ولكن مجلس العموم رفض تقديمه للمحاكمة. وفي 13 يونيو روى فوكس قصة شايت سنغ، وطلب تقديم هيستنجز للمحاكمة. وفاجأ بت مجلس وزرائه بالإدلاء بصوت في صف فوكس وبيرك، وحذا حذوه كثيرون من الوزراء الأعضاء في حزبه، ولعله رسم هذه السياسة ليفصل الوزارة عن مصير هيستنجز. ووفق على اقتراح تقديمه للمحاكمة بأغلبية 119 إلى 79. وقطع سير الدراما تأجيل البرلمان وحفظ القضايا الأخرى، ولكنها استؤنفت باستحسان عظيم في 7 فبراير 1787، يوم ألقى شريدان خطاباً قال فوكس وبيرك وبت فيه أنه أفضل خطاب سمع في مجلس العموم طوال تاريخه(131)، (عرض على شريدان ألف جنيه نظير نسخة مصححة من الخطاب، ولكنه لم يجد قط وقتاً للقيام بهذه المهمة، ولا نعرف الخطاب إلا من الخلاصات المخفضة) وقد روى شريدان قصة سلب أميرتي أوده ونهبهما بكل ما أوتي من فن رجل ولد للمسرح، وبكل ما تضطرم به نفس رومانسية من غيرة وحماسة. وبع أن استغرق في خطابه أكثر من خمس ساعات، طالب بتوجيه الاتهام إلى هيستنجز.. وصوت بت ثانية في صف المحكمة، وووفق على الاقتراح بأغلبية 175 إلى 68. وفي 8 فبراير عين المجلس لجنة من عشرين-على رأسهم بيرك وفوكس وشريدان-لإعداد بنود الاتهام. وقدمت البنود، وفي 9 مايو أمر المجلس "المستر بيرك، باسم مجلس العموم.. أن يذهب إلى محكمة مجلس اللوردات ويوجه الاتهام للسيد وارين هيستنجز... بالجرائم والانحرافات الجسيمة". وقبض على هيستنجز وجيء به أمام اللوردات، ولكن أطلق سراحه بكفالة.

ثم بدأت محاكمته، بعد أن تعطلت طويلاً، في 13 فبراير 1788 في قاعة وستمنستر. وكل عشاق الأدب سيتذكرون وصف ماكولي الرائع للحشد التاريخي: اللوردات جلوساً وهم في فرائهم وذهبهم بوصفهم المحكمة العليا لمملكة، وأمامهم هيستنجز شاحب اللون مريضاً، وقد بلغ عمره الثالثة والخمسين، وطوله خمسة أقدام وست بوصات، ووزنه 122 رطلاً، والقضاة تتوج هاماتهم بواريك تغطي آذاناهم، والأسرة المالكة، وأعضاء مجلس العموم، والشرفات غاصة بالسفراء والأميرات والدوقات، ومسز سيدونز بجمالها المهيب، والسر جوشوا رينولدز وسط العديد من وجوه القوم الذين صورهم، وفي جانب جلست اللجنة التي سميت الآن "المديرين" تتأهب لتقديم حجج الاتهام. ثم قرأ الكتبة بيان التهم وجواب هيستنجز، وراح بيرك في أقوى خطاب ألقاه في حياته، على مدى أربعة أيام، يصب فوق رأس المتهم سيلاً متدفقاً من الاتهامات. وأخيراً، في 15 فبراير، دوى في القاعة التاريخية صوته مجلجلاً يطالب في حماسة بالاتهام:

إني أتهم السيد وارين هيستنجز بجرائم وانحرافات جسيمة.
إني أتهمه باسم نواب بريطانيا العظمى... الذي خان ثقتهم البرلمانية..
إني أتهمه باسم شعب الهند، الذي هدم قوانينه وحقوقه وحرياته، ودمر ثرواته، وأقفر وطنه وخربه.
إني أتهمه باسم قوانين العدل الأزلية التي انتهكها، وبمقتضى هذه القوانين...
إني أتهمه باسم الطبيعة البشرية ذاتها، والتي اعتدى عليها بقسوة، وألحق بها الأذى وظلمها في الجنسين جميعاً، وفي كل عمر للناس، ومقام، ومركز، وحال من أحوال الحياة.

ومضت المحاكمة تتخللها عشرات المقاطعات، وبيرك، وفوكس، وشريدان، وغيرهم يروون قصة ولاية هيستنجز. فلما شاع أن شريدان سيقدم الدليل في قضية بيجومي أوده، ظهر 3 يونيو، غصت الشوارع المؤدية إلى قاعة وستمنستر من الثامنة صباحاً بالناس، وفيهم كثير من علية القوم، وكلهم تواق للعثور على وسيلة الدخول للقاعة. وباع البعض ممن حصلوا من قبل على تصريحات بالدخول تصريحاتهم بخمسين جنيهاً إنجليزياً (1.500 دولار؟) للتصريح. وفهم شريدان أن القوم يتوقعون منه درامياً، فأداه. وخطب في أربع جلسات، وفي آخر يوم (13 يونيو 1788)، بعد أن ظل يخطب خمس ساعات، وقع إعياء بين ذراعي بيرك الذي عانقه. أما جبون الذي كان في الشرفة فقد وصف شريدان بأنه "ممثل قدير" ولاحظ أن الخطيب كانت عليه أمارات العافية حين ألم به المؤرخ صباح الغد.

وكان ذلك الخطاب قمة المحاكمة. وكانت كل تهمة من قائمة التهم الطويلة تقتضي البحث والتحقيق؛ ولم يتعجل اللوردات مهمتهم، ولعلهم تباطأوا ليزيلوا الأثر الذي خلفته البلاغة، ويدعوا الاهتمام بالقضية ينصرف إلى أحداث أخرى، وجاءت الأحداث، فقد جن الملك جورج في أكتوبر 1788، وجن على نحو خطير تماماً، إذ فدحه ضغط المحاكمة وسوء سلوك ولده. فقد كان جورج أوغسطس فردريك، أمير وليز، فتي بديناً، طيب القلب، سمح النفس، متلافاً، عاشقاً للنساء، وكان قد احتفظ بسلسلة متصلة من الخليلات، وتجمعت عليه ديون أداها أبوه أو الأمة. وفي 1875 تزوج سراً بالسيدة ماريا آن فتز هربرت، الكاثوليكية الرومانية التقية، التي ترملت من قبل مرتين، وكانت تكبر الأمير بست سنين. واقترح الأحرار بزعامة فوكس تأليف مجلس وصاية يرأسه الأمير، الذي ظل ساهراً ليلتين في انتظار إعلان بعد أهلية الملك. ولكن جورج الثالث شوش الموقف بفترات من سلامة العقل قطعت حالة جنونه، وكان خلالها يتحدث عن جاريك وجونسن، ويغني لقطات من هندل، ويعزف على الناي. وفي مارس 1789 شفي، ونفض عنه سترته الضيقة، وأستأنف مراسم الحكم.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

جني الأرباح


الجيش والخدمة المدنية

جيوش الشركة بعد اعادة التنظيم عام 1796[9]
القوات البريطانية القوات الهندية
رئاسة البنغال رئاسة مدراس رئاسة بومباي
24,000 24,000 9,000
13,000 إجمالي القوات الهندية: 57,000
إجمالي القوات الهندية والبريطانية: 70,000


جيوش الشركة عند بداية تمرد ڤلوره 1806[10]
الرئاسات القوات البريطانية القوات الهندية الإجمالي
البنغال 7,000 57,000 64,000
مدراس 11,000 53,000 64,000
بومباي 6,500 20,000 26,500
الإجمالي 24,500 130,000 154,500


جيوش شركة الهند الشرقية عند بداية التمرد الهندي 1857[11]
الرئاسات القوات البريطانية القوات الهندية
الخيالة المدفعية المشاة الإجمالي الخيالة المدفعية خبراء المفرقعات<
والألغام
المشاة الإجمالي
البنغال 1,366 3,063 17,003 21,432 19,288 4,734 1,497 112,052 137,571
مدراس 639 2,128 5,941 8,708 3,202 2,407 1,270 42,373 49,252
بومباي 681 1,578 7,101 9,360 8,433 1,997 637 33,861 44,928
القوات المحلية
والفرق
6,796 2,118 23,640 32,554
" "
(غير مصنفة)
7,756
الشرطة العسكرية 38,977
الإجمالي 2,686 6,769 30,045 39,500 37,719 11,256 3,404 211,926 311,038
إجمالي القوات البريطانية والهندية 350,538


التجارة


النظام القضائي


التعليم

الاصلاح الاجتماعي

البريد والتلغراف


السكك الحديدية


خريطة خطوط السكك الحديدية المكتملة والمخطط لها في الهند عام 1871، بعد ثلاثة عشر عاماً من انتهاء حكم الشركة.


القنوات

The Ganges Canal highlighted in red stretching between its headworks off the Ganges river in Hardwar and its confluence with the Jumna river below Cawnpore (now Kanpur).


انظر أيضاً


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الهوامش

  1. ^ Robb 2004, pp. 116–147 "Chapter 5: Early Modern India II: Company Raj", Metcalf & Metcalf 2006, pp. 56–91 "Chapter 3: The East India Company Raj, 1772-1850," Bose & Jalal 2003, pp. 76–87 "Chapter 7: Company Raj and Indian Society 1757 to 1857, Reinvention and Reform of Tradition."
  2. ^ Oxford English Dictionary, 2nd edition, 1989: Hindi, rāj, from Skr. rāj: to reign, rule; cognate with L. rēx, rēg-is, OIr. , rīg king (see RICH).
  3. ^ Bose & Jalal 2003, p. 76
  4. ^ Brown 1994, p. 46, Peers 2006, p. 30
  5. ^ Metcalf Metcalf, p. 56
  6. ^ British East India Company captures Aden on January 18, 1939
  7. ^ "Official, India". World Digital Library. 1890–1923. Retrieved 30 May 2013.
  8. ^ ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.
  9. ^ Imperial Gazetteer of India vol. IV 1907, p. 333
  10. ^ Imperial Gazetteer of India vol. IV 1907, p. 335
  11. ^ Imperial Gazetteer of India vol. IV 1907, p. 338

المصادر

تأريخات عامة معاصرة

دراسات ومجموعات

مقالات في صحف أو مجموعات

تأريخات كلاسيكية ومعاجم

  • Imperial Gazetteer of India vol. IV (1908), The Indian Empire, Administrative, Published under the authority of His Majesty's Secretary of State for India in Council, Oxford at the Clarendon Press. Pp. xxx, 1 map, 552. 
  • Majumdar, R. C.; Raychaudhuri, H. C.; Datta, Kalikinkar (1950), An Advanced History of India, London: Macmillan and Company Limited. 2nd edition. Pp. xiii, 1122, 7 maps, 5 coloured maps. 
  • Wilson, Horace H (1845), The History of British India from 1805 to 1835, London: James Madden and Co., OCLC 63943320, http://books.google.co.in/books?id=RlQBAAAAQAAJ&dq=%22employed+the+arm+of+political+injustice%22&cad=0 
  • Smith, Vincent A. (1921), India in the British Period: Being Part III of the Oxford History of India, Oxford: At the Clarendon Press. 2nd edition. Pp. xxiv, 316 (469-784) 
  • Unknown (1829), Historical and Ecclesiastical Sketches of Bengal; From the Earliest Settlement, Until the Virtual Conquest of that Country by the English, in 1757, Read Online 
  • Bruce, John (1810), Annals of the Honorable East-India Company: from their establishment by the charter of queen Elizabeth, 1600 to the Union of the London and the English East India Companies 1707-8, Vol-I, Read Online 
  • Bruce, John (1810), Annals of the Honorable East-India Company: from their establishment by the charter of queen Elizabeth, 1600 to the Union of the London and the English East India Companies 1707-8, Vol-II, Read Online 
  • Marshman, John Clark (1867), The History of India From the Earliest Period to the Close of Lord Dalhousie’s Administration - 1867, Vol-I, Read Online