ما قبل التاريخ

(تم التحويل من قبتاريخي)
Stonehenge, England, erected by Neolithic peoples ca. 4500-4000 years ago. Archaeology is often an important field when it comes to understanding prehistory.
التاريخ البشري
 ع  ن  ت
قبل Homo (پليوسين)
ما قبل التاريخ البشري
>> الأصل الأفريقي الحديث للبشر المعاصرينالفرضية متعددة المناطق
نظام العصور الثلاثة
>> الحجري القديمالحجري الوسيطالحجري الحديث
>> الشرق الأدنى | الهنداوروپاالصينكوريا
>> انهيار العصر البرونزيالشرق الأدنى القديمالهنداوروپاالصيناليابانكوريانيجريا
تاريخ
انظر أيضا: حداثة, تنبؤات
مستقبل

ما قبل التاريخ شعوب ما قبل التاريخ عاشوا منذ حوالي مليوني سنة، إلا أنهم لم يبدأوا تسجيل تاريخهم إلا بعد اختراعهم للكتابة منذ حوالي 5500 سنة تقريبًا. والفترة التي لم يتعلم فيها البشر الكتابة تسمى ما قبل التاريخ.

وشعوب ما قبل التاريخ ساعدوا في صنع الحضارة وجعْلها أمرًا ممكنًا. كان أوائل البشر يصيدون الحيوانات ويجمعون النباتات الصالحة للأكل، وبمرور الوقت تمكنوا من زراعة المحاصيل وتربية الحيوانات كمصادر للغذاء، ثم أصبحوا مزارعين. واخترع البشر الأوائل الأدوات البسيطة وتعلموا كيف يشعلون النار. وقد تمكنوا من تلوين أول الرسومات وشكلوا أقدم الفخار، كما أقاموا أولى المدن.

Map of early human migrations, according to mitochondrial population genetics. Numbers are millennia before the present (accuracy disputed).

نظرًا لأن القدماء لم يحفظوا سجلات مكتوبة؛ اتجه العلماء للبحث عن العظام والأدوات وغيرها من مخلفات ما قبل التاريخ. ويدرس العلماء هذه المخلفات ليعرفوا شيئًا عن حياة الشعوب الغابرة. لقد كانت معظم الأدوات المكتَشَفة التي تمت دراستها مصنوعة من الحجر،ولذا سُميت كل تلك الفترة التي عاش خلالها أوائل البشر، بالعصر الحجري.

لم يبدأ العلماء التأكد من قدم التاريخ البشري إلا بحلول القرن التاسع عشرالميلادي، فقد اكتشفت العظام البشرية المتحجرة بالقرب من دسلدورف بألمانيا عام 1856م. ولم يتمكن العلماء وقتها من تحديد ما إذا كانت هذه المتحجرات عظام شخص معاصر أم ترجع لشكلٍ من أشكال الإنسان القديم.


في عام 1879م؛ تمكنت طفلة، لأول مرة، من اكتشاف نموذج لفنون ما قبل التاريخ. فعندما كانت تتجول في كهف بأسبانيا بصحبة والدها، وجدت رسومات ملونة لحيوانات ضخمة شبيهة بالعجول على سقف الكهوف. واختلف العلماء في عمر هذه الرسوم. بعد ذلك بقليل تم اكتشاف عدد آخر من الرسوم في بعض الكهوف بأوروبا. وعندما حفر المنقِّبون تحت أرضيات الكهف وجدوا أدواتٍ حجرية وعظام الحيوانات التي تم رسمها في اللوحات.

وفي بعض الكهوف وُجدت عظام بشرية جنبًا إلى جنب مع عظام الحيوانات المتحجرة، وفي القرن العشرين اتفق معظم الخبراء على أن ذلك يمثل دليلاً على أن الإنسان عاش في أزمان ما قبل التاريخ. ومنذ ذلك التاريخ اكتشف العلماء الكثير من المخلفات التي ساعدتهم على جمع تفاصيل حياة الإنسان القديم. إلا أن العديد من الأسئلة ما زال معلقًا.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عالم شعوب ما قبل التاريخ

شعوب ما قبل التاريخ هم أسلاف الشعوب المعاصرة. هذه الصورة فكرة رسام عن الكيفية التي تعلّمت بها فئة من شعوب ما قبل التاريخ تعرف باسم الإنسان المنتصب استخدام النار. إن ما طرأ من تقدم كاستخدام النار والملابس قد ساعدهم على الانتشار في كثير من أنحاء العالم.

الهيكل العظمي للوسي اكتشفه العلماء ضمن الأحافير، وهو لأحد أسلاف البشر. وقد عاش هذا المخلوق قبل حوالي 3 ملايين سنة مضت تقريبًا. عاش إنسان ما قبل التاريخ في عالم يختلف تمامًا عن عالم اليوم، فقد ظهر لأول مرة في حدود مليوني سنة مضت تقريبًا في وقت كانت فيه الأرض باردة، عندما غطى الانتشار الجليدي تدريجيًا أجزاءً من القارات الشمالية، كما غطى الجليد كل القطب الجنوبي، ولم تبق من المناطق الدافئة إلا إفريقيا وجنوب شرقي آسيا ومعظم وسط وجنوبي أمريكا. وقد ظهر أوائل البشر في إفريقيا خلال هذه الفترة.

أصبح المناخ باردًا جدًا في كندا وإسكندينافيا لدرجة أن الجليد أخذ يتساقط في الشتاء بكميات كبيرة، تفوق ما يمكن أن يذوب في فصل الصيف، ونتيجة لذلك تكوّنت في هذه المناطق غطاءات جليدية ضخمة بدأت تتمدد تدريجيًا نحو الجنوب. في حدود 800,000 سنة تقريبًا غطت صفائح جليدية سمكها أكثر من 1,5كم معظم أنحاء أوروبا وغربي آسيا وأمريكا الشمالية. خلال هذا العصر الجليدي الذي انتهى منذ نحو 10,000 سنة، كانت الغطاءات الجليدية السميكة تتمدد وتنسحب عددًا من المرات.

تكوّنت الغطاءات الجليدية، وانتشرت جنوبًا خلال فترات يُطلق عليها العصور الجليدية وكل واحد من هذه العصور ربما استمر لنحو 100,000 سنة، وبالقرب من نهاية كل عصر جليدي كان يزداد دفء الأرض حيث تذوب الأجزاء الجنوبية من الغطاءات الجليدية، ويطلق على هذه الفترات الدافئة فترة مابين العصرين الجليديين وتستمر الواحدة منها نحو 10,000 سنة فقط تقريبًا.

خلال العصور الجليدية، وما بين الجليدية؛ استوطن البشر الأوائل كل إفريقيا تقريبًا وجنوبي آسيا وجنوبي أوروبا، وكذلك أجزاءً من أستراليا. وقد تمكن بعض صيادي ما قبل التاريخ من دخول شمالي آسيا، كما انتقلوا من سيبريا إلى ألاسكا، إلا أن معظم شعوب ما قبل التاريخ عاشوا في المناطق الدافئة حيث استوطنوا السهول العشبية بالقرب من الأشجار ومصادر المياه.

تمكن القدماء من تعلم إشعال النار منذ نحو مليون ونصف المليون سنة مضت تقريبًا. ولكن حتى بعد أن تمكَّّنوا من إشعال النار، لم تكن لديهم الملابس التي تمنحهم الدفء أثناء المناخ البارد. وحتى لو توافر لديهم أي نوع من الملبوسات فإنها لم تكن تتعدى جلود الحيوانات وأوبارها غير المحوكة أو ربما مواد نباتية. ونتيجة لذلك لم يتمكنوا من العيش في معظم أنحاء آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية خلال العصور الجليدية.

ولكن الغطاءات الجليدية ساعدت أناس ما قبل التاريخ على توفير مناطق ومساحات صالحة للاستيطان، فقد ساعد المناخ البارد خلال العصور الجليدية في تحويل الأراضي ذات الغابات الكثيفة إلى أراضٍ عشبية، وذلك في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية. وأصبح المناخ في كثير من المناطق الجافة ممطرًا حيث تحولت الصحاري إلى أراض عشبية، وأصبحت الأخيرة موطنًا لقطعانٍ كثيرة من الجاموس والماموث وأيِّل الرّنة والخيول المتوحشة، وغيرها من الحيوانات التي يمكن أن يصطادها الإنسان لغذائه. وبعد أن عرف الناس كيف يحوكون ويصنعون الملابس المقاومة للبرد، تمكنوا من العيش حتى في أطراف السهول القريبة مباشرة من غطاء الجليد.

وقد ساعد الجليد في تمهيد أراض تصلح للإنسان بطريقة أخرى، ففي كل مرة تنمو فيها غطاءات الجليد تتحول كمية كبيرة من مياه المحيط إلى ثلوج. ونتيجة لذلك ينخفض مستوى البحار، وتظهر أراض جديدة صالحة للاستيطان. كما تكوّنت أيضًا جسور أو معابر تربط بين مناطق كانت تفصل بينها المياه عادة. وأحد هذه المعابر الأرضية ربط بين سيبريا وألاسكا، كما أن غيرها ربط بين أوروبا وبريطانيا، وشبه جزيرة الملايو مع الجزر الأندونيسية. لقد تنقل الناس في ما قبل التاريخ عبر هذه الممرات، واستوطنوا أراضي جديدة. وكانت الغطاءات الجليدية تذوب في الفترات الدافئة بين العصرين الجليديين، حيث يرتفع مستوى البحار مرة أخرى ليغطي تلك المعابر الأرضية.

The technological and social state of the world, circa 1000 BC.


صيادو ما قبل التاريخ

لهيكل العظمي للوسي اكتشفه العلماء ضمن الأحافير، وهو لأحد أسلاف البشر. وقد عاش هذا المخلوق قبل حوالي 3 ملايين سنة مضت تقريبًا. عاش الناس معظم العصر الحجري معتمدين كلية على الصيد وجمع النبات في غذائهم منذ نحو مليوني سنة. والفترة الممتدة من ظهور أوائل البشر وحتى حوالي 8000ق.م، عندما عرفت الزراعة وسيلة للعيش، تسمى العصر الحجري القديم (الباليوليتيك)، وحتى بعد أن عرف بعض الناس تأمين غذائهم من الزراعة، استمر كثيرون في الاعتماد على الصيد كغذاء. وصيادو العصر الحجري الذين عاشوا بعد 8000 سنة ق.م يسمون شعوب العصر الحجري الوسيط (الميزوليتيك).

عاش صيادو ما قبل التاريخ في مجموعات متنقلة من مكان إلى آخر بحثاً عن الغذاء. وتبقى المجموعة عادةً في مكان واحد لأيام قليلة فقط، حيث يأكلون الحيوانات والنباتات المتوافرة في المنطقة، وبعدها ينتقلون إلى مكان آخر.

ولا يبني الصيادون ملاجئ إلا بعد أن يجدوا غذاءً يكفيهم أسابيع أو شهورًا. ولبناء الملجأ، ينصبون هيكلاً من غصون الأشجار وقرون الأفيال، أو الأشجار الصغيرة، ثم يغطون الهيكل بأوراق الشجر والصوف والجلود. ويرسم العلماء هذه الصورة لحياة الصيادين من خلال دراستهم لمعسكرات الإقامة فيما قبل التاريخ ومنها مثلاً، ما يحتوي على بقايا النفايات. وكمية النفايات تشير إلى أن الناس بقوا في تلك المعسكرات لعدة شهور. وبعض المواقع تحتوي على دوائر من الحجارة والعظام التي تحدد معالم مخططات الأكواخ أو الملاجئ.

عاش الصيادون أيضًا في مناطق محدودة من العالم، في الكهوف، إلا أنها ربما كانت مظلمة ورطبة، غير مريحة لأناس ما قبل التاريخ. وربما استُخدمت الكهوف خلال أوقات شديدة البرودة،كثيرة العواصف فقط.

الغذاء

آثار أقدام لأحد أسلاف البشر يوجد بمنطقة ليتولي في تنزانيا. آثار الأقدام المحفورة هذه في رماد أحد البراكين تقف شاهدًا على أن الشعوب البشرية الأولى كانت تسير منتصبة.
أدوات ما قبل التاريخ صُنعت أساسًا من الحجارة، فقد صنع إنسان نياندرتال القديم أنواعًا من الأدوات تشمل الفأس اليدوية (إلى اليمين) والمكشطة (إلى اليسار).

اعتمد الصيادون في غذائهم على الحيوانات وعلى جمع النباتات البرية. في البداية اصطاد أوائل البشر الحيوانات الصغيرة، بما فيها الطيور والزواحف الصغيرة. ومنذ حوالي مليون ونصف المليون سنة؛ طور بعض الصيادين طرقًا وأسلحة مكَّنتهم من قتل أو اصطياد الطرائد الكبيرة. واستطاعوا لاحقاً صيد حيوانات كبيرة؛ مثل البيسون، والأيل،ودب الكهوف الضخم، وأفيال ما قبل التاريخ.

وقد اختفى البيسون وأفيال ما قبل التاريخ وأنواع أخرى كثيرة من الحيوانات الضخمة في آسيا وأوروبا منذ حوالي 8000 سنة ق.م، أي مع نهاية العصر الحجري القديم. وتبعًا لذلك فإن شعوب العصر الحجري الوسيط الذين كانوا يقطنون هاتين القارتين بعد ذلك التاريخ، اصطادوا في الغالب حيوانات مثل الخنزير البري والأيل والأبقار البرية. ومن أقام منهم بالقرب من البحيرات والأنهار أو البحار اعتمد أساسًا على صيد الأسماك والمحار.

ربما طهى صيادو ما قبل التاريخ طعامهم حتى قبل معرفتهم إشعال النار، إذ ربما استفادوا من الأخشاب المحترقة بفعل الطبيعة، وقد تعلم الناس إشعال النار منذ حوالي المليون ونصف المليون سنة على وجه التقريب.

لم يكتف الناس الأوائل بأكل اللحوم؛ بل أكلوا أيضًا نخاع العظام، كما يُستَشف من عظام الحيوانات المحروقة التي وُجدت في مواقع ما قبل التاريخ؛ حيث يمتص النخاع بعد طهيه. وفي حالات أخرى تُكسّر العظام لاستخراج النخاع.

كذلك جمع الصيادون النباتات البرية للغذاء، وقد اكتُشف القليل من البقايا النباتية المتحجرة في معسكرات الإقامة،وذلك لأنها معرضة للتلف السريع. ومع ذلك فقد تمكن العلماء من العثور على بقايا الثمار والحبوب والجذور وغيرها من الفواكه البرية التي جمعت بغرض أكلها، فقد وجدت بعض بقايا التوت بأحد المواقع التي ترجع إلى نحو 400,000 سنة مضت تقريبًا.

Ox-drawn plow, Egypt, ca. 1200 BC.

الملابس

لتشكيل الأدوات كانوا يستعملون أشياء صلبة ـ كصخرة أو عظم لتشذيب أجزاء من حجر اختير بعناية. واستخدم الناس فيما بعد وسائل أكثر تعقيدًا لصناعة الأدوات، كالذي يظهر في الصورة. كما طبّق هذه الطريقة أناس في باليوثونيا العليا إلاّ أنها كانت تحتاج لشخصين. وقد استعمل صانعو الأدوات شيئين صلبين كمطرقة وإزميل لشق شظايا شبيهة بالنصل من حجر كبير. وبهذه الطريقة استطاعوا صنع كثير من الأدوات المفيدة من حجر واحد.

لا يعرف أحد متى استخدم الناس الملابس لأول مرة؛ وذلك لأن العلماء لم يجدوا أي إشارة إلى ذلك خلال العصر الحجري. إلا أنه ربما استعان أولئك الصيادون الذين عاشوا في المناخ البارد بأغطية غير محوكة مصنوعة من صوف الحيوان والجلود والمواد النباتية. والناس الأوائل ربما بدأوا حياكة الملابس البدائية منذ عام 18,000 ق.م.

الأدوات

قبر لإنسان نياندرتال من كهف كيبارا بفلسطين يحوي هيكلاً عظميًا يعود تاريخه إلى 60,000 عام.

صنع صيادو ما قبل التاريخ معظم أدواتهم من الحجر، كما استعملوا أدوات مصنوعة من العظم والخشب، إلا أن القليل من هذه الأدوات قد بقي حتى اكتُشف ذلك، لأن العظم والخشب يتحللان بمرور الوقت. ونتيجة لذلك يعتمد العلماء في معلوماتهم عن أناس ما قبل التاريخ، على دراسة الأدوات الحجرية.

وقد كانت أدواتهم من أحجار حادة ومسننة الأطراف تستخدم في القطع، والكشط والفرم. واستخدم الصيادون، هذه الأدوات أساسًا، في تجهيز الحيوانات التي يصيدونها، وفي معالجة جلودها، وصنع القدماء الأداة بطرْق حجر صغير بوساطة حجر آخر، أو بعظم قوي أو قطعة خشب، ثم شذَّبوا الأداة بشطف قطعة صغيرة من أحد طرفيها حتى يصبح الطرف حادًا.

لتشكيل الأدوات كانوا يستعملون أشياء صلبة ـ كصخرة أو عظم لتشذيب أجزاء من حجر اختير بعناية. واستخدم الناس فيما بعد وسائل أكثر تعقيدًا لصناعة الأدوات، كالذي يظهر في الصورة. كما طبّق هذه الطريقة أناس في باليوثونيا العليا إلاّ أنها كانت تحتاج لشخصين. وقد استعمل صانعو الأدوات شيئين صلبين كمطرقة وإزميل لشق شظايا شبيهة بالنصل من حجر كبير. وبهذه الطريقة استطاعوا صنع كثير من الأدوات المفيدة من حجر واحد. تسمى أقدم أدوات الإنسان الحجرية الأدوات الحصوية، وكانت ذات طرف حاد في جانب واحد من الحصاة. وربما كانت تُستخدم في أغراض القطع والكشط. وربما كانت النوع الوحيد من الأدوات حتى ما يقرب من مليون ونصف المليون سنة مضت. بعد ذلك بدأ الناس في بعض أجزاء شرقي آسيا وشرقي أوروبا في صناعة نوعين من الأدوات يسميان أدوات التقطيع والسواطير.

وفي الوقت نفسه بدأ الناس في غربي أوروبا ومعظم إفريقيا وأجزاء من غربي آسيا صنْع الفؤوس اليدوية. وأدوات التقطيع تتكون من أحجار صغيرة ومسطحة ومشحوذة من جانبي الطرف الحاد. أما السواطير فهي أحجار أطول نسبيًا ومسنَّنة على جانب واحد من الطرف الحاد. والفؤوس اليدوية تشبه الساطور؛ إلا أنها ذات أسطح مستوية نتجت عن تشكيل إضافي قام به الصانع. وليس لكل هذه الأدوات مقابض.

منذ ما يقرب من 200,000 سنة؛ بدأت جماعات كثيرة من الناس في صنع أدوات متخصصة لوظائف مختلفة مثل؛ القطع والفرم والكشط، حيث استخدم معظم الصناع القدماء الشظايا التي تتكسر من الأحجار لتُصنع منها هذه الأدوات. وبما أن الشظايا لها أطراف حادة فقد أصبح صنع الأدوات منها يتطلب قليلا من الجهد مقارنةً بغيرها.

وفي أواخر العصر الحجري القديم، وبعد عام 40,000 ق.م؛ تمكّن كثير من الناس من تشكيل نصال طويلة ورفيعة من الأحجار؛ استخدموها كأدوات، أو صنعوا منها الشفرات ورؤوس الحراب، لذلك قام البعض بصنع نصالٍ صغيرة الحجم؛ يطلق عليها القزمية (ميكروليث) واستخدمت هذه النصال كرؤوس أو أطراف قاطعة في السهام الخشبية والمناجل والحراب، وغيرها من الأدوات والأسلحة، وقد أصبحت الأدوات القزمية (ميكروليث) أكثر رواجًا بعد عام 18,000 ق.م تقريبًا.

الأسلحة

لوحات الكهوف. تُعد من الأعمال الفنية المبكّرة. بدأت العناية بالفن منذ العصر الحجري القديم، وهي فترة بدأت حوالي 35,000 عام مضت. اكتشف الكثير من لوحات الأيائل، في كهف لاسكوا في جنوب غربي فرنسا.

لا نجد خلال معظم العصر الحجري القديم إلا القليل من الأدوات الحجرية مستخدمًا كأسلحة، فقد تمكّن الناس من الصيد وحماية أنفسهم مستخدمين أساسًا الأحجار والهراوات الخشبية والعظام المدبّبة الحادة والحراب الخشبية. وحوالي عام 18,000 ق.م تقريبًا، تمكن الناس من اختراع السهم والقوس ورامية الحراب، وهي قناةٌ يطلق منها الصياد الحربة، حيث يوفر قدرًا أكبر من القوة والدفع والمدى البعيد. ورامية الحراب عصا طويلة ومستقيمة فيها أخدود محفور من الطرف إلى الطرف الآخر، ويُقفل الأخدود في أحد الطرفين بخطاف. ولاستعمال هذه الآلة يضع الصياد حربته على القناة، ساندًا طرفها غير الحاد على الخطاف. ويبدو أنهم كانوا يحملون، بعد ذلك العصا، كما تحمل الحربة، ثم تضغط للأمام لإطلاق الحربة.

وفي الوقت الذي عرف فيه الناس رامية الحراب؛ تمكنوا أيضًا من اختراع الصنارات والخطاطيف العظمية. وقد صنعوا أيضًا الرؤوس الحجرية المستدقة لاستعمالها في السهام والحراب.

وتقوم جماعات صيادي ما قبل التاريخ بأعمال متنوعة؛ بدءًا بصُنع الأدوات إلى صيد الحيوان، فالأدوات وعظام الحيوانات التي وُجدت في معسكرات إقامتهم تشير إلى أنهم كانوا يقومون بمهام مختلفة في أماكن متنوعة من المعسكر. فمثلاً هناك مواقع في المعسكر تحتوي على الكثير من الشظايا الحجرية والأدوات غير المكتملة، وهذه ربما كانت هي الأماكن التي صنع الناس فيها أدواتهم. وهناك مواقع أخرى تحتوي على قليل من الأدوات، وتغيب عنها الشظايا الحجرية؛ إلا أنه تكثر فيها عظام الحيوانات الكبيرة. ومثل هذه المواقع ربما كانت أماكن ذبح الحيوانات الكبيرة. وفي مواقع أخرى وُجدت الأدوات وعظام الحيوانات ملقاةً بالقرب من بقايا الأكواخ ومواقد النار، إذ يبدو أن الناس كانوا يأكلون وينامون في هذه الأماكن.

تقوم بعملية الصيد فرق مكونة من حوالي أربعة إلى ثلاثين شخصًا، وعندما يكون الصيد لأنواع الحيوانات الكبيرة مثل الأفيال تُوقد الفرق النار لتساعدهم في صيد أو قتل الحيوان، فالنيران تدفع بالحيوانات إلى جرف صخري أو إلى مستنقع أو حفرة أو شراك أو غيرها من المصائد.كذلك كانت الفرقة تجمع أنواعًا مختلفة من النباتات الصالحة للأكل.

وقد توافرت لصيادي ما قبل التاريخ مساحات للعيش أكبر مما هو متاح للناس اليوم. إذ يقدر العلماء أن عددًا قليلاً من الآلاف عاش في كل إفريقيا، وعددًا مماثلاً في آسيا، خلال الأزمان المبكرة قبل التاريخ. وعلى الرغم من أن الجماعة كانت تتنقل من مكان إلى آخر فقد كانت تبقى في منطقة معروفة لديها ونادرًا ما تقابل جماعة أخرى. وربما لا يقابل الشخص طوال حياته شخصًا آخر غير الخمسة والعشرين إلى الخمسين فردًا الذين تتكون منهم جماعته.

لوحات الكهوف

خريطة: الأماكن التي وجدت فيها بقايا شعوب ما قبل التاريخ. و جدت الأحافير الأولى والبقايا الأخرى لشعوب ما قبل التاريخ في إفريقيا وآسيا وأوروبا. يعتقد العلماء أن أقرب سلالات الإنسان الأول وجدت أصلاً في إفريقيا، ثم انتشرت شعوب ما قبل التاريخ إلى أجزاء العالم الأخرى.

تُعد من الأعمال الفنية المبكّرة. بدأت العناية بالفن منذ العصر الحجري القديم، وهي فترة بدأت حوالي 35,000 عام مضت. اكتشف الكثير من لوحات الأيائل، في كهف لاسكوا في جنوب غربي فرنسا. الدين. يعتقد العلماء أن أقدم دليل معروف للحياة الدينية فيما قبل التاريخ يرجع لحوالي 600,000 سنة مضت تقريبًا. هذا الدليل يشتمل على القبور التي دفن فيها القدماء موتاهم، وقد تعني هذه القبور أن هؤلاء القدماء كانوا يفكرون في الحياة الآخرة.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الفن

ترجع أقدم أشكال النحت الفني على العظم إلى عام 35,000 ق.م تقريبًا. وقد طور إنسان ما قبل التاريخ العديد من أشكال الفن إذ لون الصخور، وشكل الصلصال، ونحت القرون والعظام والعاج.

واستخدم الفنانون القدماء أربعة ألوان رئيسية حيث حصلوا على اللون الأسود من الفحم ومسحوق المنجنيز، واللون الأبيض من طين الصلصال والجير، أما اللونان الأصفر والأحمر فمن دم الحيوان والصلصال الأحمر ومسحوق مركبات الحديد. وخُلطت الألوان بدهون الحيوان أو الدم، حيث نتج عن ذلك طلاء في شكل معجون. وقام الفنانون بمسح هذا المعجون على سطح الصخر أو نفخه على السطح من خلال عظم مجوف.

تُمثل الحيوانات الموضوع الأكثر شيوعًا في لوحات ما قبل التاريخ، بالرغم من أن الفنانين القدماء رسموا البشر أيضًا. وفي بعض لوحات الكهوف ظهرت الحيوانات وهي مطعونة بالسهام أو الحراب، والبعض الآخر فيه أشكال آدمية تقف بالقرب من الحيوانات التي تم قتلها. وعلى الأشكال الآدمية ملبوسات تبدو ذات علاقة بطقوس السحر. ولقد وجدت معظم هذه اللوحات على الجدران وسقوف الكهوف، وفي أقصى الأجزاء الداخلية منها حيث لا يمكن رؤيتها إلا إذا استخدم الناس النار للإضاءة. ويعتقد العلماء أن الصيادين استخدموا هذه اللوحات لأغراض الاحتفالات الدينية. وربما مُورست هذه الطقوس والشعائر لتساعدهم في صيد الحيوانات المرسومة في اللوحات.

ويمتاز معظم فن الكهوف بمستوى رفيع. وربما كان الفنانون المتخصصون متفرغين لهذا العمل، ولم يحتاجوا للقيام بمهام الصيد. ويشتمل فن ماقبل التاريخ منذ 30,000 سنة ق.م على تماثيل إناث مصنوعة من الصلصال. وربما اعتقد الناس القدماء أن هذه الأشكال تساعد النساء في الحمل. كذلك هناك عظام متحجرة من الفترة نفسها عليها خربشات أوخطوط موضوعة بطريقة مرتبة. ويرى قليل من العلماء أن هذه الخربشات تشير إلى أن الناس فيما قبل التاريخ عرفوا نظام الحساب، أو ربما طوروا نوعًا من التقويم.

الزارعة

يعود أقدم دليل على الزراعة إلى عام 9000 ق.م تقريبًا، إلا أنه انقضت سنوات عدة حتى بدأ الناس يعتمدون على الزراعة مصدرًا لمعظم غذائهم. ولهذا يؤرِّخ معظم الخبراء بداية اعتماد الزراعة أسلوباً للعيش منذ عام 8000ق.م. ومزارعو ما قبل التاريخ الذين عاشوا منذ عام 8000 ق.م حتى عام 3000 ق.م. هم من شعوب العصر الحجري الجديد أو (النيوليتي)، وقد عاصروا الصيادين الذين يطلق عليهم شعوب العصر الحجري الوسيط أو الميزوليتيك.

أدى تطوير الزراعة إلى أكثر الخطوات أهمية في بناء الحضارة، وبعد انقضاء مليوني سنة تقريبًا قضاها الناس كصيادين، لم يعودوا في حاجة إلى التنقل من مكان لآخر بحثًا عن الطعام. فقد استقر المزارعون في منطقة واحدة لعدة سنوات وبنوا القرى. وتمكنوا من إنتاج غذاء وفير؛ سمح للكثيرين منهم بالتخلي عن مهنة الزراعة والصيد ليطوروا مهنًا جديدة، وأصبح بعضهم حرفيين أو تجارًا. وبمرور الوقت نمت بعض القرى الزراعية لتصبح فيما بعد أولى المدن، ومناطق ميلاد الحضارة.

الخطوات الأولى نحو الزراعة

بدأت أولى الخطوات عندما زادت معرفة الإنسان عن الحيوانات والنباتات التي يستغلها في الغذاء، وربما اكتشفوا أن النباتات تنمو بعد سقوط البذور على الأرض. كذلك ربما تعلم الصيادون تربية الحيوانات عندما بدأوا يحفظون صغارها بعد قتل الأمهات.

منذ عام 9000 ق.م تقريبًا بدأ الناس جمع حبوب أكثر النباتات فائدة لهم وغرسها. كما تعلموا كيف يربون قطعان الحيوانات الأليفة والمفيدة. وأمكن لهؤلاء الزراع الأوائل أن يعتمدوا على إمداد غذائي ثابت من المحاصيل والحيوانات. وتُسمى العملية المتصلة بتطوير النباتات والحيوانات البرية الاستئناس.

ويعتقد العلماء أن استئناس الحيوان والنبات حدث مبكرًا في مناطق الشرق الأوسط؛ مقارنة ببقية أنحاء العالم. هذه المناطق التي تشتمل اليوم على أجزاء من إيران والعراق وفلسطين المحتلة والأردن وسوريا وتركيا. حيث توافرت فيها كميات وفيرة من الحيوانات والنباتات البرية كانت كافية لغذاء أعداد كبيرة من الصيادين والجامعين، ولأن الغذاء كان وفيراً؛ لم يضطر الناس إلى التحرك بعيدًا بحثاً عنه، فقد ظلوا أحيانًا مستقرين في قرى لسنوات، فأتيحت لهم فرص أفضل من غيرهم ليطوروا الزراعة والرعي.

المزارعون الأوائل

هم من اعتمدوا بصفة رئيسة على الزراعة في غذائهم بالرغم من أنهم كانوا يصيدون ويجمعون النباتات البرية. ويعتقد العلماء أن المزارعين الأوائل عاشوا بالمنطقة التي نجد فيها اليوم الأردن وفلسطين المحتلة، حوالي 8000 ق.م. وبعد ذلك بزمن قصير في جنوب غربي إيران ومنذ 6000 ق.م. انتشرت الزراعة من الشرق الأوسط (ويسمى الشرق الأدنى أحيانًا) إلى شبه الجزيرة اليونانية. وطُوِّرت الزراعة باستقلال عن ذلك فيما يسمى اليوم بتايلاند قبل 7000 ق.م، وفي أواسط المكسيك حوالي 7000 ق.م.

قام المزارعون في مناطق مختلفة من العالم بتربية حيوانات وزراعة محاصيل مختلفة، فالناس في تايلاند مثلا زرعوا الموز ونبات ثمرة الخبز، وفي العراق زرعوا القمح. ومن محاصيل ما قبل التاريخ الشعير والبقوليات الحبَّية والقرع واليام. وربى المزارعون الأوائل الأبقار والماعز والخنازير والضأن.

بنى المزارعون الأوائل مستوطنات أكبر مما فعله الناس في العصر الحجري القديم. كما شيدوا بيوتًا أكثر متانة من أكواخ سابقيهم البسيطة، ففي جنوب غربي آسيا مثلا بنى المزارعون الأوائل بيوتهم من الطين المجفف، وفي أوروبا بنوها من الأخشاب. وقد سور كثير من المزارعين حقولهم لحفظ حيواناتهم وحمايتها من الحيوانات المفترسة.

انتشار الزراعة

تحول معظم الناس فيما قبل التاريخ إلى الزراعة لأنها تجعل حياتهم سهلة بطريقة ما. فهي أساسًا توفر لهم إمدادًا غذائيًا ثابتًا في مكان واحد، وهذا ما يجعل الناس يعيشون في ذلك المكان لعدة سنوات. إلا أنه من جهة أخرى تبدو الزراعة أكثر صعوبة من الصيد. فقد اضطر المزارعون الأوائل للعمل أكثر من الصيادين للحصول على الكمية نفسها من الغذاء، ونتيجة لذلك بقي كثير من الناس معتمدين على الصيد، إلا أنه بعد تطوير الزراعة تحول الناس شيئًا فشيئًا إلى الزراعة.

شيد المزارعون القرى بالقرب من أرضهم الزراعية، وعاشوا فيها حتى تنمو محاصيلهم جيدًا. وكانت معظم الحقول تنتج محاصيل جيدة لعدد قليل من السنوات وبعدها تقل غلّة الأرض لأن الزراعة المتواصلة تستنفد كل خصوبة الأرض الطبيعية. ولأن المزارعين الأوائل لم يتعرفوا على المخصِّبات التي يمكن أن تعوض الغذاء الطبيعي للتربة، لذلك كانوا ينقلون زراعة محاصيلهم لحقول جديدة حتى تتوقف كل الأرض القريبة من قريتهم عن إعطاء محاصيل جيدة. بعد ذلك كانوا ينتقلون إلى منطقة جديدة ويبنون قرية أخرى، وبهذه الطريقة استوطن المزارعون مناطق جديدة متعددة.

انتشرت القرى الزراعية في كل جنوب غربي آسيا وجنوب شرقي أوروبا بحلول العام 6000 ق.م. ومنذ عام 5000 تقريبًا ق.م توغل المزارعون في مناطق الغابات الباردة في أوروبا، ما عدا منطقة الغابات الكثيفة الشمالية في العام 3000 ق.م.

وفي مرتفعات شمال إفريقيا بدأ الناس في رعي الأبقار والضأن منذ نحو 6000 سنة ق.م، وفي ذلك الوقت تمتعت الصحراء بمياه أكثر، وحياة نباتية أغنى مما هو متوافر اليوم. ومارس الرعاة هناك أيضًا صيد الحيوان والأسماك وزرعوا الحبوب. والناس الذين عاشوا على ضفاف نهر النيل والسواحل الجنوبية من البحر المتوسط بدأوا الزراعة حوالي عام 5000 ق.م.

ولايعرف العلماء إلا القليل عن انتشار الزراعة في آسيا. ولكن منذ عام 4000 ق.م بدأ الناس يزرعون في وادي نهر السند فيما يُعرف اليوم بباكستان، وكذلك في وادي هوانج هو بشمالي الصين.

وفي الأمريكتين، بدأت الزراعة في معظم المناطق بعد نهاية فترة ما قبل التاريخ. بالرغم من أن الزراعة بدأ انتشارها جنوبًا من المكسيك حوالي عام 5000 ق.م، لكنها لم تصل إلى أمريكا الجنوبية إلا بعد عام3000 ق.م. وعُرِفَت الزراعة فيما يُعرف اليوم بالولايات المتحدة منذ عام²500 ق.م تقريبًا. ويبدو أن الهنود الذين عاشوا شمالي المكسيك حصلوا على غذاء طبيعي كافٍ، لذلك لم يبدأوا الزراعة في وقت مبكر، كما فعل الهنود الذين عاشوا إلى الجنوب منهم.

الاختراعات والاكتشافات

طوّر المزارعون عددًا من الأدوات، واستخدموها لتسهيل أشغالهم وذلك في المدة بين 15,000 ق.م و9000 ق.م. ومن هذه الأدوات المناجل الحجرية لجني الحبوب، وحجارة الرّحى لسحق الحبوب، وأداة شبيهة بالفأس يطلق عليها الإزميل.

ومنذ حوالي عام 11,000 ق.م. اكتشف الناس كيف يصنعون الخزف. وقبل هذا التاريخ استعمل الناس جلود الحيوان أو أواني من اللحاء لحفظ الماء وغليه، وكان عليهم أن يرموا عليها حجارة حارة، حيث لا يمكن أن يضعوا أواني الجلود واللحاء على النار مباشرة. أما الأواني الخزفية فقد مكنتهم من غلي الماء وحفظه بطريقة سهلة.

وفي الوقت الذي بدأ فيه الناس صنع الخزف؛ استخدموا أيضًا حجر الهاون والمدقّات، فالهاون صحن مفلطح، والمدقّ حجر يشبه المضرب، يستعمل لسحق الأشياء على الهاون، وربما استُخدِما في سحق الحبوب.

وقُبيل عام3000 ق.م. ابتكر المزارعون محراثًا خشبيًا تجره العجول وبوساطته أمكنهم حرث أراضٍ أوسع مما حرثوه عندما كانوا يستخدمون الأدوات اليدوية. والحرث يساعد في تخصيب الأراضي، حيث يختلط الهواء ببقايا النباتات الميتة داخل التربة. وقد ازداد الإنتاج الزراعي كثيرًا نتيجة لاستخدام المحراث.

بدأ المزارعون في أودية أنهار الشرق الأوسط ري الحقول منذ عام 5000 ق.م تقريبًا، وبعد ذلك ساعد الري في زيادة الإنتاج الزراعي في المناطق الجافة؛ كما جعله أمرًا ممكنًا في بعض المساحات الصحراوية. وحوالي عام 3500 ق.م. تم ابتكار العجلة وأدت العجلة الأولى المصنوعة من الأخشاب إلى اختراع الكارَّة وعربة النقل وعربة الحرب.

لا يعلم أحد متى صنع الناس أولى الأدوات المعدنية. وقد اكتسبت المعادن أهميتها بعد أن تعرّف الصّناع على صنع البرونز، وهو معدن صلب بدرجة معقولة تسمح باستخدامه في صنع الأدوات والأسلحة. ومنهم من صنعه مبكرًا حوالي عام 3500 ق.م. وفي حوالي عام 3000 ق.م. حل البرونز محل الحجر كأفضل مادة تفيد في صنع الأدوات. وبهذا انتهى العصر الحجري، وبدأ عصر البرونز. وصَهَر الناس الحديد للمرة الأولى حوالي عام 2500 ق.م. ولكن استخدامه لم ينتشر إلا بين عامي 1500 و1000 ق.م. انظر: العصر البرونزي؛ العصر الحديدي.

المدن الأولى

عندما أجادت شعوب ما قبل التاريخ الزراعة أصبحوا ينتجون غذاء كافيًا للقرى ذات الأعداد المتزايدة من السكان. وفي حوالي عام 3500 ق.م، تطورت بعض القرى الزراعية إلى مدن صغيرة. انظر: المدينة.

ونظرًا لوفرة الإمداد الغذائي؛ تفرغ العديد من سكان المدن لوظائف أخرى غير الزراعة. ونتيجة لذلك أصبح بعضهم حرفيين، يصنعون الفخار والأدوات وغيرها من المنتجات وأصبح غيرهم تجارًا والبعض الآخر صار موظفًا في الحكومة التي يحتاجها الناس لتنظيم الحياة في المدن.

شيّد سكان المدن مساكن أكبر وأقوى من البيوت في القرى، كما شيدوا القصور والمعابد وغيرها من المباني، واستخدموا في البناء الطوب المجفف بحرارة الشمس، أو الطوب المحروق في الأفران، وهو يمتاز بالصلابة التي تجعله يبقى مدة أطول.

يزعم العلماء أن الكتابة ابتُكرت عام 3500 ق.م. تقريبًا في مدن وادي دجلة والفرات، فيما يُعرف اليوم بالعراق. بعد ذلك تعلّم الناس كيف يُسجِّلون تاريخهم، وبذا تكون قد انتهت عصور ما قبل التاريخ.

تطور البشر في فترة ما قبل التاريخ

أماكن بقايا شعوب ماقبل التاريخ

يزعم بعض العلماء الذين يدرسون إنسان ما قبل التاريخ من غير المسلمين أن البشر تطوروا من مخلوقات شبيهة بالإنسان عاشت لأكثر من أربعة ملايين سنة مضت. ولكن العلماء اكتشفوا بقايا عظمية (أحافير) لعدد من مئات البشر فقط، وهي غير كافية لتمدنا بمعلومات مفصّلة عن تطور البشر. وقد حاول بعض العلماء، تحديد أصل الإنسان عن طريق تحليل الاختلافات في الدم والمورثات (الجينات) بين الإنسان المعاصر والقردة الراقية. وقد اتبعوا هذا المنهج لأن العظام المتحجرة ـ حسب زعمهم ـ تشير إلى أن البشر والقردة انحدروا من جد مشترك. وتشير تحليلاتهم إلى أن أسلاف البشر بدأوا التطور في اتجاه مختلف عن أسلاف الغوريلا والشمبانزي منذ حوالي ستة أو سبعة ملايين سنة مضت. وهذه أمور ظنية واجتهادات تفتقر إلى الأدلة العلمية اليقينية. ومن المعروف أن هذه النظرية لا يقرها الدين الإسلامي، وقد حدد القرآن الصورة الحقيقية لخلق البشر بدءًا من آدم عليه السلام. وأقسم الله تعالى بأنه خلق الإنسان في أحسن صورة وشكل، في قوله: ﴿لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم﴾ التين: 4. وذكر التصوير وحسن الصورة في كثير من الآيات، وقال أيضًا: ﴿ولقد كرمّنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا﴾ الإسراء: 70. وتكريم الإنسان يتمثل في خلقه على أحسن الهيئات وأكملها يمشي قائمًا منتصبًا على رجليه ويأكل بيديه، وغيره من الحيوانات يمشي على أربع، ويأكل بفمه وجعل له سمعًا وبصرًا وفؤادًا وعقلاً ومنطقًا، وفضله على سائر الحيوانات وأصناف المخلوقات. وقد خلقهم مختلفي الصور والألسنة والألوان منذ النشأة الأولى.

ولا يتفق كل العلماء في الكيفية التي تطور بها البشر فيما قبل التاريخ، فعلى سبيل المثال يعتقد معظم علماء علم الإنسان أن الإنسان المعاصر تطور في إفريقيا، ثم هاجر بعد ذلك لبقية أنحاء العالم. ولكن آخرين يعتقدون أن مجموعات، من البشر المعاصرين، تطوروا بصفة مستقلة في عدة أماكن من العالم في وقت واحد. وهذا الجزء يقدم كيف حدثت قصة تطور البشر كما يراها معظم العلماء.

آثار أقدام لأحد أسلاف البشر يوجد بمنطقة ليتولي في تنزانيا. آثار الأقدام المحفورة هذه في رماد أحد البراكين تقف شاهدًا على أن الشعوب البشرية الأولى كانت تسير منتصبة.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أسلاف أشباه البشر

يعتقد بعض العلماء، من غير المسلمين، أن أوائل البشر تطوروا من مخلوقات شبيهة بالبشر تُسمى القردة الجنوبية وهو رأي غير صحيح؛ لأنه يخالف ما أقرّه القرآن عن أصل الإنسان، كما يخالف الرأي العلمي المحقق. في ليتولي بتنزانيا عام 1978م تم اكتشاف صفٍّ من طبقات متحجرة لأقدام كائنات صُنِّفت على أنها من نوع القرد الجنوبي (أسترالوبيتكس). إن أثر هذه الأقدام مع بقايا عظمية متحجرة وجدت في هدار بإثيوبيا تشير إلى أن القردة الجنوبية مشت على قدمين بعض الوقت وتسلقت الأشجار عندما أحست بالخطر.

أماكن بقايا شعوب ماقبل التاريخ

البشر البدائيون

يطلق العلماء على أقدم الأجناس البشرية مصطلح الإنسان الماهر (هومو هبيليس)، وهؤلاء البشر صنعوا الأدوات الحجرية وعاشوا في جماعات. وكانوا يشبهون القرد الجنوبي الصغير إلا أنهم تمتعوا بدماغ حجمه ضعف حجم دماغ القرد الجنوبي تقريبًا. يؤرخ لأقدم أحافير الإنسان الماهر (هومو هبيليس) نحو 1,900,000 سنة جزء من جمجمته وُجد بالقرب من بحيرة رودلف (بحيرة توركانا حاليًا) بكينيا عام 1972م.

يلي الإنسان الماهر نوع آخر يسمى الإنسان المنتصب (هومو إركتوس)، وقد عاش الأخير لأول مرة في إفريقيا منذ حوالي 1,600,000 سنة مضت، يبلغ طول الواحد من هؤلاء البشر حوالي 150سم وله مقدمة رأس كبيرة ومنحدرة وفك كبير، وحجم دماغه أكبر قليلاً من حجم دماغ الإنسان الماهر (هومو هبيليس). وقد استخدمت جماعات الإنسان المنتصب (هومو إركتوس) الأقدم، آلات التقطيع والفؤوس اليدوية وتعلمت إشعال النار، وربما كانت أول البشر الذين ارتدوا الملابس.

كان الإنسان المنتصب (هومو إركتوس) أول نوع من الجنس البشري ينتقل خارج إفريقيا. وتم اكتشاف أحافير مهمة من نوع الإنسان المنتصب في جزيرة جاوه الإندونيسية، وبالقرب من هايدلبيرج بألمانيا، وبالقرب من بكين بالصين.

ويلي الإنسان المنتصب النوع المُسمى الإنسان العاقل (هومو سابينز)، ولا يعرف العلماء على وجه اليقين كيف حلّ الإنسان العاقل (هومو سابينز) مكان الإنسان المنتصب، إذ إن التحول قد تم في عصور مختلفة وفي أماكن مختلفة من العالم.

وأشهر مثال للإنسان العاقل المبكر يتمثل في مجموعة من الناس يطلق عليهم إنسان نياندرتال، وقد عاشوا في أجزاء من إفريقيا وآسيا وأوروبا منذ حوالي 100,000 سنة وحتى حوالي 35,000 سنة مضت. وللرجال والنساء من نوع نياندرتال أجسام ضخمة، ويبلغ طول الفرد أكثر من 150سم. ولهم دماغ بحجم دماغ الإنسان الحديث، وصادوا الأسماك والطيور، كما فعلوا الشيء نفسه بالنسبة للحيوانات الكبيرة مثل الجاموس والأفيال. وقد صنعوا الأدوات من الشظايا الحجرية.

وبعض الناس الذين عاشوا في إفريقيا وجنوب شرقي آسيا قبل أو خلال فترة إنسان نياندرتال، كانوا يشبهون الإنسان الحديث أكثر من إنسان نياندرتال، فقد كانت بنْيتهم رفيعة ولهم أوجه صغيرة وأياديهم وأرجلهم أطول مقارنة بإنسان نياندرتال. لقد وُجدت أحافير بشرية في عدة أماكن منها اثنتان يبلغ عمرهما 130,000 سنة تم العثور عليهما في وادي نهر أومو في جنوبي أثيوبيا. ومجموعة أخرى من الأحافير عمرها 65,000 سنة وُجدت في سولو بجاوه. كذلك وُجدت أحفورة لفرد أكثر قربًا من الإنسان الحديث يسمى إنسان روديسيا فيما يُعرف اليوم بزامبيا. ويعتقد العلماء أن هذه الأحفورة أقدم من أحافير نياندرتال.

البشر المعاصرون

بدأوا في الظهور منذ حوالي 40,000 سنة مضت، وقد وجد الكثير من العظام المتحجرة تؤرخ لهذا الوقت وما بعده. وتشيركل هذه الأحافير إلى أن هؤلاء يختلفون قليلاً عن البشر المعاصرين، ويُصنِّف العلماء البشر المعاصرين باسم الإنسان العاقل المعاصر (هومو سابينز سابينز) كنوع من جنس الإنسان العاقل (هومو سابينز).

اكتُشفت أقدم الأحافير للإنسان المعاصر في كهف بوردر على الحدود بين جنوبي إفريقيا وسوازيلاند. ويبلغ عمرها 90,000 سنة على الأقل. إن أشهر مثال لأشكال الإنسان المعاصر هو إنسان كرومانيون، وقد عاش في شمالي إفريقيا، وغرب ووسط إفريقيا ووسط آسيا وأوروبا. ويبلغ طول الفرد منهم أكثر من 170سم ويماثلون الإسكندينافيين اليوم في بنْيتهم. ومثلهم مثل إنسان نياندرتال صنعوا أدوات الشظايا واصطادوا الأسماك والطيور والطرائد الكبيرة.

التعرف على أناس ما قبل التاريخ

تزيد معرفة العلماء شيئًا فشيئًا عن أناس ما قبل التاريخ عن طريق دراستهم للناس الذين يعيشون في مجتمعات غير صناعية ومنعزلة. وكمثال لذلك فإن الناس في بعض جزر جنوبي المحيط الهادئ مازالوا يعيشون مثل أسلافهم فيما قبل التاريخ. ولكن العلماء يجمعون معظم معلوماتهم عن القدماء عن طريق دراستهم للأحافير وغيرها من مخلفات.

يعمل مختلف العلماء معًا ليتعرفوا على أناس ما قبل التاريخ. فالأثريون ينقِّبون في الأرض بحثًا عن الأحافير والأدوات وغيرها من أشياء، وعلماء النبات يدرسون نباتات ما قبل التاريخ، كما يتعرف علماء الحيوان على حيوانات تلك الفترة. أما علماء الأرض مثل الجيولوجيين فيدرسون طبقات الأرض التي توجد فيها الأحافير. وكل هؤلاء العلماء يُطلق عليهم علماء علم الإنسان (أنثروبولوجيون)، إذ كان كل اهتمامهم ينصبُّ على دراسة البشر وطرق حياتهم.

البحث عن المؤشرات

يكتشف العلماء بعض أحافير ما قبل التاريخ عندما يبحثون عن الأماكن التي يعتقدون أنها مواقع أثرية، إلا أن معظم الأحافير اكتُشفت عن طريق المصادفة.

التنقيب الأثري عملية طويلة وبطيئة، فالعاملون، عليهم أن يكونوا حريصين حتى لا يغفلوا أو يدمِّروا الأحافير أو غيرها من أشياء في باطن الأرض. ويعمل الأثريون خرائط مفصلة توضح المكان الفعلي لكل أحفورة يكتشفونها في الموقع، وهذه الخرائط تساعدهم في فهم معنى الأحافير. فاكتشاف عدد كبير من الشظايا والأدوات غير مكتملة الصنع في مساحة محدودة من الموقع تشير إلى أن تلك البقعة ربما كانت مكانًا لصنع الأدوات. ويعطي الطلْع (اللقاح) وبقايا النباتات إضافة إلى جزيئات الصخور في التربة معلومات حول التغيرات في البيئة القديمة.

دراسة الدليل

بعد اكتشاف وتسجيل أماكن أحافير ما قبل التاريخ، يقوم العلماء بنقلها إلى متحف أو مختبر في جامعة. وهناك قد تأخذ الدراسة المفصلة لهذه الأحافير عددًا من السنوات.

فدراسة الأحافير من أصعب الأمور؛ لأن العالم عليه أن ينظفها أولاً، وبما أن مادة شبيهة بالإسمنت تغطي معظم الأحافير؛ فإن إزاحة هذه الطبقة تأخذ في الغالب شهورًا. بعد ذلك ربما يقوم العالم بعمل صورة أشعة لها أو فحص أجزاء منها تحت المجهر.

من الأشياء المهمة في دراسة الأحافير الأثرية تحديد عمرها. وفي معظم الحالات يستطيع الجيولوجي تحديد عمر الأحفورة بوساطة تحديد عمر الطبقة من الأرض التي وُجدت فيها. ويستخدم العلماء طرقًا عدة أخرى لتحديد عمر الأحافير بصورة أدق.

أحافير مهمة لشعوب ما قبل التاريخ

الجدول يوضح تاريخ ومكان اكتشاف بعض الأحافير المهمة وأسماء الأفراد الذين حددوا نوعها.

الأسترالوبيتكوس (القرد الجنوبي)
الأحفورة المكان الاكتشاف العالم
أحافير تونگ تونگ، جنوب أفريقيا 1924 ريموند دارت (جنوب إفريقي)
أحافير وادي ستيركفونتين ستيركفونتين بالقرب من جوهانسبرگ، جنوب أفريقيا 1936 روبرت بروم (أسكتلندي)
أحافير مكابانسجات بوتجيترسروس، جنوب أفريقيا 1947 ريموند دارت (جنوب إفريقي)
أحافير أولدفاي جورج أولدفاي جورج، تنزانيا 1959 ميري ليكي (بريطانية) ولويس ليكي (كيني)
أحافير نهر أومو وادي نهر أومو، أثيوبيا 1967 كاميل أرامبورج ويفيزكوبنز (فرنسيين) وكلارك هاول (أمريكي)
أحافير كوبي فورا بحيرة توركانا، كينيا 1969 ريتشارد ليكي (كيني)
أحافير عفار وادي نهر عواش، إثيوپيا 1974 موريس تايب (فرنسي) ودونالد جوهانسون (أمريكي)
طبعات أقدام ليتولي ليتولي، تنزانيا 1978 ميري ليكي (بريطانية)
هومو هبيليس (الإنسان الماهر)
الأحفورة المكان الاكتشاف العالم
1470- إي آر بحيرة توركانا، كينيا 1972 ريتشارد ليكي (كيني)
هومو إركتوس (الإنسان المنتصب)
الأحفورة المكان الاكتشاف العالم
إنسان جاوه ترينيل بالقرب من سوراكارتا أندونيسيا 1891 يوجين دوبوا (هولندي)
إنسان هايدلبيرگ مور، قرب هايدلبيرگ، ألمانيا 1907 أوتو سكويتنساك (ألماني)
إنسان پكين زهاوكاودين قرب پكين، الصين 1927 ديفيد سون بلاك (كندي)
هومو سابينز (الإنسان العاقل)
الأحفورة المكان الاكتشاف العالم
إنسان نياندرتال وادي نياندر، قرب دسلدورف، ألمانيا 1856 جوهان فوهلروت وهيرمان شيفاهسون (ألمانيان)
إنسان روديسيا بروكن هل، قرب لوساكا، زامبيا 1921 آرثر سمث وودوارد (بريطاني)
إنسان سولو نقاندوق، قرب سوركارتا، أندونيسيا [1931] س. تير هار وأوبينورت (هولندي)
إنسان شتاينهايم شتاينهايم قرب شتوتجارت، ألمانيا 1933 فرتز بيركخيمر (ألماني)
إنسان سوانزكومب سوانزكومب قرب لندن 1935 أ. مارستون (بريطاني)
هوموسابينز سابيز (العاقل المعاصر)
الأحفورة المكان الاكتشاف العالم إنسان كرومانيون لاإيزي، قرب بريف، فرنسا 1868 لوي لارتي (فرنسي)

المصادر

انظر ايضا

ملاحظات

وصلات خارجية