عنتي

هرقل وأنتايوس (1690)، بريشة گرگوريو ده فراري

عنتي ( يعرف ايضا ب:آنتايوس Antaeus أو Antaios ؛ Ἀνταῖος أو آنتي ) هو بطل من الميثولوجيا الإغريقية. وهو نصف عملاق، ابن پوسايدون وگايا،[1] وزوجته كانت الإلهة طنجيس. وكان لأنتايوس ابنة اسمها ألقيس Alceis أو برقه Barce.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

معنى اسم عنتي

لا يعرف معنى اسم عنتي على وجه الدقة، بل ولربما لا يعرف أسمه الأصلي الدقيق. ويسميه البعض " عنتي "، في حين يسمى ايضا ب:" آنتي " و" آنتايوس ".

يعتقد البعض ان اسمه عنتي، كما كان يوصف حورس ( حورس عنتي ). وهو ما قد يعنتي ان اسمه قد يعني:" المصارع " أو " المحارب " كما تعني في اللغة المصرية القديمة، بافتراض ان الأسم حامي الأصل يوجد في اللغة المصرية القديمة.


عنتي حسب الأسطورة

هرقل وأنتايوس، قارورة ملونة بالأحمر، من يوفرونيوس، 515–510 ق.م.، اللوڤر (G 103)

حسب الأسطورة فعنتي هو ابن رب البحر بوسيدون، وربة الأرض غايا وزوج تينجا التي تسمى أيضا تنجيس. والأساطير الأغريقية تعرفه بالعملاق الليبي. كما ان هرقل الذي صارعه، صارع خارج بلاد الأغريق حسب الأسطورة الاغريقية.

لا يعتبر عنتي ألاها بالمفهوم الكلاسيكي للألهة عند الشعوب القديمة كبوصيدون وزيوس وغيرهم من الألهة، وانما هو يعتبر بطلا من انصاف الآلهة ، ويعرفون ايضا بالعماليق، وهو من العبادات التي ظهرت في وقت متأخر ولم تكن معروفة في عهد هوميروس ويعتقد الباحثون انها قد ظهرت خلال القرن الخامس قبل الميلاد بالنسبة للأغريق.

انصاف الآلهة هي غالبا ما تكون ثمرة ترابط بين اله كامل وا مرأة قابلة للموت حسب الأساطير ومثاله هرقل الذي ولد من زيوس وألكمنه، وبرسيوس الذي ولد من زيوس وداناي. أما عنتي فرغم تصنيفه ضمن هذه العبادات فهو ابن لأله وألهة متكاملتين وهما بوصيدون وغايا التي تعرف احيانا بأم العماليق.

يكمن دور العماليق في مساعدة الأنسان، وكانت الشعوب تنسب نفسا إلى بطل من الأبطال، وتعتبره زعيما لها تخضع لحمايته. وهو ما ينطبق على عنتي.

دور عنتي حسب الأسطورة

يكمن دور عنتي حسب المصادر التي وصلتنا في كونه البطل الذي لا يهزم طالما امكنه الاتصال بامه الأرض، وتكفل بحماية ارضه ضد كل من حاول التسلل إلى ارضهم قصد ايذائهم، وذكر كل من ديودور وبيندار وغيرهم ان عنتي كان يقدم على قطع رؤوس الغرباء الذين حاولوا التسلل إلى البلاد التي يحكمها، وكان يبني بجماجمهم معبدا لأبيه بوسيدون.

عنتي وهرقل

ظل عنتي بطلا اسطوريا لا يقهر، وكان سلاحه سلاحا سريا هو امه الأرض غايا. وكان يصارع كل الغرباء ، وعندما تضعف قواه إلى الأرض و ينشر التراب على جسمه او ينتشر عليه ،وبذلك يستعيد قواه من جديد وبقي الأمر على هذا النحو إلى تمكن البطل الأغريقي من اكتشاف سره.

حسب المصادر الأغريقية ان هرقل كان عائدا بعد تمكنه من الحصول على التفاح الذهبي الذي اخذهما من الهسبريد، عائدا إلى مدينة ميسينا، فتحداه عنتي في المصارعة فصارعه هرقل وفي صراع اسطوري طويل تمكن هرقل من معرفة نقطة ضعف عنتي فرفعه عن الأرض فضعفت قواه، وبالتالي تمكن من القضاء عليه. وهو ما اعتبر أحد أهم اعماله إلى جانب المهام الأثني عشر المستحيلة التي انجزها ليفوز بالأبدية.

ونظرا لشهرة هذا الصراع الأسطوري، فقد تم رسمه في الأيقونات الأغريقية ، واللافت ان الأغريق قد رسموه بشكل يبرز خصائص كل من شعبي البطلين ، اذ تم رسم عنتي بشعر طويل ولحية طويلة، في حين رسم هرقل بمظهر يمثل الأغريق القدماء اي بشعر قصير ولحية مننظمة كما تميز به الاغريق. كما ان متحف اللوفر الفرنسي لازال يحتفظ برسم للفنان الأثيني أوفرونيوس وهو عبارة عن لوحة تمثل عنتي وهو يصارع هرقل.

قبر عنتي

اذا كان الصراع الأسطوري بين هرقل وعنتي قد عرف شهرة كبيرة ، فان قبر عنتي لم يقل شهرة وغرابه عن ذلك. فكما ابلغتنا المصادر الكلاسيكية ، أنه تم بناء قبر لعنتي وكان حجمه مصدر شهرته منذ العصور القديمة. بسبب ضخامة حجم القبر الذي وضع له.

اشار بلوتارخوس إلى ان أحد القادة الرومان وهو سيرتوريوس سمع بأن قبر عنتي موجود في طنجة، فقرر زيارة طنجة المعروفة أنذاك باسم طنجيس او تينجا للأطلاع على قبره والتأكد من صحة ضخامته ، لأنه لم يصدق ما يرويه البرابرة فأخذو السكان إلى قبره ولاحظ بالفعل ضخامة حجمه التي بلغت قرابة الثلاثين مترا، فتيقن من عظمة معبودهم، وأخذه الأنبهار وذبح حيوانا قبانا له، احياء لذكراه واثبت له كرامته ونمت شهرته بذلك. وحسب الروايات الكلاسيكية عندما ينتقص شخص ما مما يوجد فوق القبر ( قبر عنتي ) فأن المطر سيتساقط مباشرة بعد ذلك.

إلى جانب المصادر الكلاسيكية فقد قامت بعثات عصرية لدراسة القبر ، ويبرز قبر عنتي المتواجد في قرية مزوارة على بعد بضعة كيلوميترات عن طنجة، في شكل دائري محيطة ما يقارب خمسين مترا وهو ما يثير اعجاب سكان المنطقة.

رمزية القضاء على عنتي

يعتقد البعض ان الصراع الأسطوري الذي وقع بين العملاقين عنتي وهرقل يجسدان صراعا واقعيا بين الليبيين والأغريق، وهو صراع دار بين كلا الشعبين خلال القرنين السادس و الخامس قبل الميلاد، وهو صراع تميز بالشراسة قادته قبيلة الناسمون إلى جانب القرطاجيين بدافع المصلحة المشتركة التجارية على ما يبدو، قامت فيه قبيلة الناسمون بتجهيز صف كبير ضد الأغريق ، فاكتسحوا فيه عدة مناطق اغريقية وتم فيه محاصرة الأغريق في منطقة بنغازي الحالية، ولم يتمكن الأغراق من الخلاص منه الا بعد الأستنجاد بأسبرطة التي ارسلت اسطولا تمكن من فك الحصار.

يرى الأستاذ محمد الطاهر الجراري ان صراع هرقل وعنتي يبرز مدى شراسة الصراع الليبي رغم عدم توفر المصادر بشكل كبير مستدلا بذلك بما رواه الكتاب القدماء عن صراع عنتي وهرقل، بحيث ذكر ان بندار أحد أهم شعراء الأغريق قد شبه أحد المنتصرين بهرقل دلالة على عناده واصراره في حين شبه خصومه بالبطل عنتي الذي انتصر عليه هرقل بالحيلة رغم قوته كما يروي بندار.

الهامش

  1. ^ Apollodorus, 2.5.11; Hyginus, Fabulae 31.

وصلات خارجية